الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ

مزوار محمد سعيد

2016 / 12 / 16
كتابات ساخرة


أنحت الأيّام بقلم سريع الكسر، بمداد سريع المسح والزوال، أتحدى جبلا بمعول لا يجد سببا ليبقى صامدا عاملا وحاملا لرسالة النجاح وقيمة التعب، فالعرق لم يعد المعيار، ولا الجهد بقي مقدّسا كما كان، صار الإنسان عنوانا تتداوله وسائل الإعلام كقيمة موت، وأصبح المتلقون يتقبلين أخبار اندثار الآلاف بل والملايين من البشر على أيدي البشر وكأنهم يشاهدون إحدى المسلسلات الدرامية اليومية، لهذا لقد جلستُ بجانب طريق الأيّام محدقا، لعلي أجد لحظة آخذ فيها نفَسًا.

لا أدري، لعلّي وَهَنْتْ.. . ..
لعلي ركبت أمواج الإحتراق
لا أدري
أحترق وأعاود الثبات على إحراق وجودي العدمي كل مرة
أحاول البقاء
أحاول أن أقاوم على خطى أبطال تموز
أحاول الارتقاء
كارتقاء ياسر الشهيد
أرغب في إقامة صرح
لا يكون أعرق الصروح ولا أفخمها
فقط بعيدا عن نداءات العذاب وألم الأحياء
أحاول البقاء "أنـــا" بين كل قناعات الإغراء ومتاهات الإغواء

لم تعد الكلمات تكفي حين نتكلم عن الحياة، لم تعد التراجيديا معبرة كما كانت على الدوام، غرق البشر في توحشهم وثملوا بالدماء حتى صار البيت العتيد يتطابق مع حالهم الذي قيل فيه: سكرة الخمر يفيق منها صاحبها وسكرة الحب تبقي المرء طول الدهر سكرانا.
في ليلة العزاء نقتفي قناديل العظمة ونسامر أبعد المخلوقات عن خالقها، ننشد ترانيم العذارى لعلها تنقذ الباقي من حياة الحياة، نتجوّل بين حدائق الغزو السام، نحاول على الدوام إعادة الكلمة إلى نصيبها، ونصيب أهداف العراقة بأسهم المعاني، كل هذا منا محاولة لإحداث فرق ما، يكون بمثابة مرتعا لتنفس ما، بشكل فوري غارق في الهجاء.
ما أشجع الرجل الذي يصمد أمام ريح الهدم، وما أصلب صاحب الرفش الذي يزرع الخيرات بين أعاصير التدمير، هناك في نواة الإعصار أمل لحرية بعينها تقاوم الاندثار بشكل قويّ، فتسارع أحلى نباتات الأرض للإمساك بقاموس الرغبات من أجل فهم رغبة الفناء.

آه! ما تبقى لي هو لكم أنتم أحبائي.. . ..
لم أرسم لوحة كاملة منذ زمن بعيد، رغم أن رغبة الرسم تراودني بين أحلامي السريعة، بين الاماني الثقيلة العفيفة، بين كل ثانية تولد فيها قضية ما في مكان ما بين نفسيات العالمين؛
لم أغرف منذ وقت بعيد من دمي، حتى صار أسودا بين أنابيب خضراء
هل هو خوف، قلق، أم هو إحساس غريب ينتاب المرء حين يلتقي الجسم بحرارة رمال الصحراء؟

يبدوا لي أنني باق على البقاء.. . ..
سرد حكاية المغامرة الأبدية لا يمكن أن يكون جزء من تفاحة هيغل، ولا آخر كلمات الشذرة الثامنة من أعمال نتشه، ولا أوّل نقطة جغرافية خرجت من فم كانط، ولا ذاك الأمر الذي ربط الأرض بالسماء. بل هي فكرة، ولدت كتوأم لديونيزوس وهو يدخّن نار عنبه، فصارت طائرا على هيئة ما أجاد نحته داروين، ثم تطوّر إلى هيئة شجرة أخفت غابة سبينوزا لتحرق كوجيتو ابن رشد ليحل مكانه كوجيتو الفرنسيين على لسان ديكارت. هي شجيرات أخلاق إلى نيكوماخوس، وكل ما قطفه منها شيشرون ليحمل تلك السلة إلى يوليوس الأب الروحي لعائلة بوش أستاذ ترامب، هي سلاسل تختلط حلقاتها ما بين السياسة والدين والمصالح وأنانية الإنسان. لقد إرتقى الإنسان بتقنياته وهدم وجود وعيه، كمن يزيّن القصور وهو يبيت كل ليلة في الشوارع مشردا، هي مفارقات التاريخ والبشرية عبر أجيالها التي توارثت بذور الفناء بعناية، حتى صارت تراتيل تتلى كل جمعة على منابر الموت، هو غرق الذات في بحر بلا قاع.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع