الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حثالات تُثير الفتن

راغب الركابي

2016 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك مايثيرني ويدعوني للكلام ووضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياته من غير تزييف وخديعة أو تضليل ، وأقول إن هناك حثلات تُثير الفتن في مجتمعاتنا مدفوعة بأنانية وحقد وفشل وقلة مرؤة وخيبة أمل ، ولهذا تدفع في إتجاه التضليل والتعمية وزيادة منسوب الجهل والتخلف ومن تلك الحثالات مايلي :


الحثالة الأولى : هو القمص زكريا الذي كان السبب هو وامثاله من المتخلفين والجهلة ، في ما حدث للكنيسة المرقسية بالعباسية من تفجير وقتل وجريمة نفذها معتوه رداً على ما يقوم به هذا القمص المشبوه ، فهذا الحثالة ما فتئ يُنكئ الجراح من خلال العمل الممنهج في التطاول على النبي محمد سباً وشتماً وتسفيهاً ، هذا الفاسد المنحرف تشعر من كلامه ويكأنه يحمل كل الحقد وكل الكراهية لكل ماهو مختلف ومُغاير ، وتشعر كم إنه مبتعد عن روح المحبة والسلام التي نادى بها رسول السلام عيسى عليه السلام ، هذا القمص الذي لا نعرفه في سجل المؤمنيين ، ولا نعرف من أين جاء ، نعتبره هو المسؤول مسؤولية كاملة ومباشرة لما حدث ويحدث من أعمال قتل وتدمير وكراهية ضد أقباط مصر ، وإني في ذلك أحمل الكنيسة وبابا الكنيسة ما يقوم به هذا الحاقد المأجور ، لأنه يضع الكنيسة وبما تحمل من أرث حضاري وروحي في موضع الشك والريبة ، كما يضعهم في معرض الهجوم من قبل أناس مؤمنيين بنبيهم ، الذي يعمد هذا الحثالة على التطاول عليه بالسب والشتم وسوء الأدب ، وأنا من موقعي هذا أدعوا راعي الكنيسة القبطية لكي يتخذ ما يرآه مناسباً بحق هذا المأفون ، ولما يسببه للقبط والأقباط من أضرار كبيرة يكون أثرها واضح على روح التعايش المجتمعي والوطني ، وإني وإن كنت أحاول الإبتعاد عن الكلام فيما هو ديني ومذهبي محض ، لكني أجد نفسي مضطراً لمعالجة مايمكن ، وبعدما تعرضت الكنيسة لإعتداء غادر من إرهابيين محترفيين ، أجدني ملزم بتذكير من يهمهم الأمر في الحكومة والكنيسة لخطورة ما يقوم به هذا المدعو وبما يسببه من أذى للجميع ، هذا مع إيماني بالإختلاف وإيماني بأن ذلك الإختلاف لا يجب أن يكون سبباً في التطاول على ما يعتقد به الغير ويؤمن به ، فمقولة لا إكراه في الدين أجدها خير شعار يجب ان يعمل به الجميع ، كما أجد أن روح لكم دينكم ولي دين تساهم في عملية التعايش وإحترام إيمانات وعقايد الأخرين ، وإن أرادت مصر العيش بسلام وأمن فالتتابع هذا الهارب عبر الطرق القانونية لكي يرتدع من إثارة الفتنة التي هي - أشد من القتل - ، ومُعترف بأن من يسبب للناس أذى فيما يؤمنون ويعتقدون مفسد في الأرض يجب محاسبته والقضاء على شروره ، لأنه في ذلك يتساوى مع الإرهابيين والقتلة ومثيري الفتن المتابعين والمرصودين من كل الأحرار والداعين لحُسن التعايش والسلام بين الناس وبين الفرقاء .


الحثالة الثانية : المُثيرة للفتنة هي قناة صفا الفضائية تلك التي تحترف الشتيمة وسوء الخلق والأدب ، والتي تُصبحنا وتُمسينا بلعن وشتم وتحريض المؤمنيين بعضهم على بعض ، وهي تتعمد ذلك في تطاولها على الشيعة : ذلك المذهب الحق وعلى رجالات الشيعة أولئك الحريصين على الوحدة ، تقوم بذلك من غير وازع أخلاقي ورادع ديني وهي أي القناة مسؤولة مع غيرها في تأجيج نار الفتنة في بلادنا العربية وبين أبناء الوطن الواحد ، هؤلاء السفلة من مشايخ السوء يحرضون الناس على بعضهم معتمدين على مقالات التراث لوعاظ السلاطين وخلفاء السوء ، مع علمهم : إن الشيعة في اللفظ والمعنى هي الجماعة التي تعبر عن الإيمان و الإتباع الصحيح للنهج المحمدي الغير مزيف والغير ممسوخ ، ويعلمون جيداً إن الشيعة هي الأصل المعبر عن الإتباع للرسالة السماوية وليس هناك من أسم أدل أو مواز لها في التعبير والدلالة عن ذلك ، هذه القناة المسخ التي ترتبط جدلاً وأكيداً بهؤلاء القتلة من أرهابيي القاعدة وداعش وأخواتهن ، حديثها يدل عليها من غير لبس ، نعم هناك خلاف بين الشيعة و السنة في الفقه وفي الإجتهاد وفي السياسة ، لكن هذا الخلاف لا يجب أن يكون مدعاة للتفرقة والفتنة والحروب والدمار والقتل والكراهية ، كما يجري ونشاهده في العراق والشام ومصر واليمن وليبيا ، إن كل جريمة ترتكب في العالم اساسها ما يُبث من هذه القناة وأمثالها ، فعلى الخيرين من هذه الأمة كبح جماحها وجماح رعاتها ، وقطع بثها وما تنشره فجميعه مفاسد وفتن وكذب وتحريض وقول فاحش داعر ..


الحثالة الثالثة : ما يقوم به المدعو ياسر حبيب من لعن وشتم بحق أزواج النبي واصحابه ، في عملية خسيسة مكشوفة النوايا والدوافع ، إذ ما علمت إن من يوالي علياً حقاً يكون شيمته السب والشتم ، لأني أعلم إن هذه اللغة لغة الضعفاء وقليلي الحيلة ، ومن ليس في يدهم ما يدافعون عنه بالحجة والبرهان والدليل ، ثم إن الخلاف على السقيفة هو خلاف سياسي وليس ديني ، ومحله كتب الماضي والنبش فيها وبما يعتريها من شبهات وتزييف مُخالفة صريحة لكتاب الله الذي يقول - تلك أمة خلت لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت - ، إذ لا فائدة منها تُرجى غير زيادة في منسوب الكراهية والحقد والتوتر وإعطاء المبررات للإرهابيين فيما يفعلونه من قتل وتدمير وجريمة بحق الأبرياء ، إن هذا المُزيف المسخ لم يرع للمؤمنيين إلاً ولا ذمة ، ولم يرع حدود ما أمر الله به أن يوصل ، فقد تجاوز هذا الحثالة على كل مقدس من غير ان يستحي وذلك لفساد خلقه ومنشأه ..


وليعلم الناس كل الناس إني لست مُدافعاً على أحد ، لكن ضميري وإيماني وخوفي على ما تبقى من الإنزلاق في أوهام الفتن وشرورها ، وبعدما أنكشف للناس خيبة أمل مثيري الفتن وما يسببون من ألم وحزن ودمار ، رأينا هذا في العراق والشام ومصر واليمن ونجده هناك في ليبيا ، لهذا كان لزاماً عليّ أن أقول : إن الشيعة هم أقل الناس ضرراً على الناس لأنهم دُعاة وحدة وجمع نرى ذلك في سلوك قادتهم ، وإن أختلف الناس في تقييم ذلك ، فهذا الإمام الخميني كان يدعوا أتباعه ومناصريه جميعاً للصلاة خلف أمام الحرمين في مكة أيام الحج ، بل ودعاهم ليقفوا معهم في يوم واحد على عرفات مع إن ذلك ليس شرطاً لأنه أمر فقهي إجتهادي خلافي ، ورأينا الشيخ المنتظري في دعوته للوحدة بين المسلمين في أسبوع ولادة النبي محمد ، ورأينا ذلك عند الشيخ الركابي في دعوتة لجواز العمل وفق المذاهب السنية ، ووجدنا ذلك عند السيد فضل الله ولدى السيد الخامنئي في فتوآه المشهورة ، وكذا عند السيستاني في تحريمه لسب أزواج النبي وأصحابه ، وهذا غيض من فيض ذكرناه طلباً للفائدة وتعميماً للفضيلة .

من هنا نقول إن إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة ، له أيد خبيثة تعمل بالخفاء لتضليل الناس وحرفهم عن العمل الصالح في التنمية والبناء والإعمار وتطوير مافات في ظل الحقب السود التي مرت ، ولنعترف إن هذه الحثالات قد أساءت كثيراً ، وتمادت في غيها وجعلتنا جميعاً في أعين العالم مكروهين غير مرغوب فينا ، لكننا مؤمنيين بأن شعوبنا ستنتصر على هذا الزيف وعلى تلك الحماقات التاريخية ، لأن الأمل بالحياة والبناء لديها أكبر ، وتلك هي الحقيقة التي نرآهن عليها في مشروع العدل والحرية والسلام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامنيات شيئ والواقع شيئ آخر
اكرم البغدادي ( 2016 / 12 / 19 - 16:42 )
اذا طالبت بالغاء اية صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين التي تشير الى النصارى واليهود وظربت امهات الكتب التي تشير الى ان الخلفاء الراشدون الثلاثه خالدون مخلدون في النار تكون محقا في دعواك والا فمحض كلام ...

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا