الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية اليهود

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 12 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تعرض اليهود الى أبشع عملية سبي بيد نبوخذ نصر الكلداني، اِذ قام باجلاء اليهود من اسرائيل مرتين الاُولى عام 597 ق.م والثانية عام 586 ق.م وذهب ضحية ذلك السبي الآلاف من اليهود، فضلاً عن تدمير مدنهم وقراهم. هذا في عصر لم يعرف العالم بعد ظهور منظمة دولية على غرار الاُمم المتحدة. أما في التاريخ العراقي المعاصر فقد تعرض يهود العراق بعد عام 1940 الى أبشع عملية قتل وتهجير وتعذيب، اذ يتذكر البغداديون (الفرهود) الذي طال بيوتهم وممتلكاتهم وكيف ان اليهود السكان الحقيقيون والاصليون للعراق تعرضوا الى التهجير فقد ترك العراق خلال 20 سنة عشرات الآلاف من اليهود.
حين نتصفح التاريخ المعاصر أو نقرأ مذكرات السياسيين أو نسمع المقابلات الاذاعية التي اجريت مع يهود العراق عقب خروجهم ووصولهم الى اسرائيل نعلم بأنهم خدموا العراق كما لم يخدمه أي مكون آخر، فقد كان بينهم وزراء وأطباء ومحامين وتجار وفنانين وكُتاب وصحفيين ساهموا في دفع عجلة التقدم والتطور الذي شهده العراق في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ورغم ذلك فقد أدار العديد من الشخصيات العراقية والكتاب والصحفيين ظهورهم لقضية اليهود فلم يؤلفوا كتاباً يبينوا فيه كيف ان اليهود تعرضوا لأبشع عمليات الظلم بيد مسلمي العراق الذين استباحوا ممتلكاتهم ونفوسهم.
بحلول عام 1980 خلا العراق من اليهود وأصبحوا بمأمن من شرهم بعد أن وصلوا الى اسرائيل واوربا والولايات المتحدة الأمريكية. من جهة اخرى تعرض تراثهم وثقافتهم في العراق الى الحرق المتهمد من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة، تحديداُ جزب البعث، فبعد سقوط النظام السابق وضعت القوات الأمريكية يدها على الالاف من وثائق اليهود وكتبهم ومراسلاتهم في مبنى المخابرات العراقية، على الرغم من ان القوات الأمريكية نقلت ذلك التراث الزاخر الى امريكا ليتم الاحتفاظ بها الا ان صناديق من الوثائق وجدت متعفنة بفعل الرطوبة وعدم الاحتفاظ بها في أماكن ملائمة.
ان تلك الوثائق لها دلالات رمزية ليهود العراق، فضلا عن القيمة المادية لأنها تعود الى قرون خلت، فهي دليل على تراثهم وثقافتهم ومنها يستمدون تاريخهم العريق في العراق، فكما لم ينعم اليهود بالأمن وتعرضهم لمظالم شتى، فاعتقد بأن أهل العراق سوف لن يتمتعوا بالأمن والاستقرار وسيظل العراق يشكوا من الحروب والأزمات والقتال. هذا ليس تحليلاُ عاطفياُ، بل هو حقيقة ظاهرية.
بعد سقوط النظام السابق عام 2003 واعادة تشكيل النظام السياسي في العراق كان أجدر بالحكومة العراقية تشكيل لجنة لاعادة ممتلكات اليهود وتعويضهم على الأضرار التي لحقت بهم وتقديم اعتذار رسمي لهم عن اعمايات القتل والنهب التي تعرضوا لها والترحيب بمن يريد منهم العودة الى العراق فضلاً عن اعادة الوثائق المتبقية في المتاحف العراقية اليهم لما تمثله لهم من معاني رمزية تدل على تاريخهم الأصيل.
من جهة اُخرى ان الظروف السياسية والأمنية التي يشهدها العراق تجعل اليهود لا يفكرون بالعودة الى العراق، لأن الأطراف السياسية بعد 2003 لم تسعى لبناء عراق ديمقراطي آمن ومستقر يستوعب الكل ويكون فوق الانتماءات القومية والدينية والمذهبية، بل العكس فالانتماءات الضيقة حلت محل الانتماء الوطني، بسبب ذلك لم يفكر يهود العراق العودة الى مدنهم وقراهم وضاع على العراق فرصة للم شمل من هاجروا وهُجروا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا