الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث عن التسوية

احمد عبدول

2017 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يتفق معي الكثير ان مصطلحات من قبيل ( التوافقية , والمحاصصة , والمشاركة ,والتشارك, والمصالحة ,واخيرا التسوية) ما هي الا تسميات تشير جميعها الى مضمون واحد وهو السعي المحموم على الاستحواذ على اكبر رقعة من المسؤولية في ادارة الدولة من قبل تلك القوى
والاحزاب التي ولجت عالم السلطة ليس ايمانا منها بالعملية السياسية الجارية في العراق منذ عام 2003 لكنها فعلت ذلك لتقويض تلك العملية من داخلها بشكل واخر ولعل من غرائب وعجائب عراق اليوم هو ان العراقيين اليوم وبعد ان اجتمعت كلمتهم على تحديد هوية عدوهم المتمثل بداعش عادوا يستمعون الى نغمة جديدة تتمثل في ما يطلق عليه بالتسوية والتسوية ما هي سوى محاولة جديدة لتلك القوى التي راهنت على خيار داعش حتى اذا ما احست بدنو اجل هذا الكائن المسخ عادت لعادتها القديمة في استحداث مفاهيم ومصطلحات سياسية جديدة لغرض منها الوصول الى ماربها السياسية غير المشروعة .
المؤسسة العسكرية اليوم وكذلك المؤسسة الامنية وقوات الحشد من الشيعة والسنة تستبسل في مقاتلة داعش الذي اخذ ينهار بشكل متسارع .
العراقيون اليوم على اعتاب طوي صفحة سوداء من تاريخهم المعاصر فما الذي يدعونا مجددا للخوض في ما يسمى ب (التسوية) ومع من ستكون تلك التسوية لا بد انها سوف تكون مع تلك الفصائل والقوى التي تتخذ من بعض دول الجوار مقرا لها (الاردن ,تركيا , قطر ) وتلك القوى هي التي راهنت على داعش وهي اليوم تريد ان تراهن على التسوية ذاتها والاعجب والاغرب في الامر ان التحالف الوطني الشيعي وبدفع من ممثل الامم المتحدة يحث الخطى لإنجاح مثل ذلك المشروع الذي ولد ميتا على ضوء التجارب السابقة مع تلك القوى الممثلة للنهج الداعشي وان تخفت تحت يافطات وعناوين مختلفة .
على التحالف الوطني الشيعي ان يكون اكثر جدية وحدية اتجاه مسؤولياته التاريخية فالمصالحة او التسوية او سمها ما شئت سوف لن تجدي نفعا مع اناس سفكوا دماء العراقيين تحت كل حجر ومدر وهم يظنون انهم يحسنون صنعا اي انهم لم ولن يشعروا بأدنى تقصير على ما اقترفوه من جرائم بحق ابناء ذلك الشعب البائس نعم تكون التسوية والمصالحة مع من يريد ان يبدا صفحة جديدة ضمن الاطر القانونية والدستورية والسياسية والديمقراطية.
نعم تكون التسوية مع من شعر بذنبه واستشعر تقصيره اما من يصر على مواصلة مسلسل القتل والتخريب فلا مصالحة معه بالمطلق فما الذي جناه الزعيم الراحل (عبد الكريم قاسم) عندما رفع شعار (عفا الله عما سلف ) غير القتل بعد ساعات من انقلاب البعثيين ومن التحق بمعسكرهم المشبوه داخل مبنى الاذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية انذاك وما الذي جناه نبي الاسلام عندما تصرف مع عتاة قريش كنبي وليس كسياسي وهو يصدر بيانا عاما يعفو فيه عن راس الكفر والنفاق (ابو سفيان ) ومن داخل داره ليلوذ به من تلطخت ايديهم بدماء المسلمين فكان ذلك العفو اول مسمار في نعش الحسين بن علي عام 61 للهجرة على يد حفيد ابي سفيان (يزيد بن معاوية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو