الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلال اللاشعور ..في الشعائر الشيعيه

ليث الجادر

2017 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثنى عشر أمام وحسب الادبيات الشيعيه كلهم شهداء , فمنهم من قتل مسموما ومنهم من قتل بالسيف ..وهؤلاء الائمه يمثلون سلسله العصمه وبيضه الايمان المتناقله عبر الزمن لغايه ربانيه يحققها اخرهم ..فلا مفاضله ولاتمايز بينهم لانهم نفس واحده ...بل ان واحده من وظائف وجودهم من الممكن استشفافها تتمثل بانهم وعلى مدى الزمن يمثلون معيار التمييز بين استقامه الايمان وبين اعوجاجه وانحرافه عن جاده الصواب الايمانيه ..ويتشكل هذا المعيار على محور اداء الشعائر الخاصه بأظهار الطاعه والولاء لكل امام من هؤلاء الائمه المعصوميين ...لكن يظهر ان هذه المساواتيه الادبيه لم تتحقق في كيفيه اداء تلك الشعائر وبالذات في تلك التي تخص ذكرى مقتلهم ..هناك اختلاف واضح يدلل في النهايه على تمياز في ابداء الطاعه والولاء لهؤلاء الائمه اللذين هم نفس واحده ..فالامام علي وهو قطب العقيده الشيعيه وهو الاستثناء الذي يتفرد بامكانيه مفاضلته على باقي الائمه وزوجته فاطمه ..ليس له نصيب يذكر في تلك الشعائر الا يوم واحد يخلوا تماما من باي ممارسه خاصه ...الحسن بن علي , لاشيء ..لكن ذكرى مقتل الحسين تدوم على مدى اربعين يوم ..فهل هذا بسبب مأساه المقتل وطريقه الاستشهاد ؟ ..ربما ولعل ..لكن مالذي يختلف في كيفيه مقتل الحسن بن علي وبين مقتل موسى الكاظم ؟هل لان الاول اغتيل وهو طليق بينما الثاني اغتيل وهو سجين ؟وبمعنى أخر هل لان الاول لم يتمرد على الخليفه العربي وعقد معه اتفاق ولأن الثاني لم يفعل ؟ ..ان مراسيم احياء موسى الكاظم بعد ان كانت لاتتعدى اليوم ,تصاعدت زمنيتها هذه السنين لتصل الى عشره ايام وهي تشهد زخم واهتمام يوازي تماما ما تشهده مراسيم عاشوراء الحسين ...على ان الملفت للنظر والمتعلق بموسى الكاظم ..ان اليوم المخصص له هو يوم (السبت ) وان واحده من اهم ممارسات شعائر استذكاره هي (التابوت ) ,فأسمه موسى والذي قتله هارون والتابوت والسبت رمزيتان يهوديتان !!بالاضافه الى انه يعرف بالعبد الصالح ..والعبد الصالح هي الشخصيه التي رافقها النبي موسى طلبا للمعرفه !!...وبالعوده الى المقاربات ’ فان علي بن موسى وهو الامام ابن موسى الكاظم , مات مغدورا ايضا على يد الخليفه المأمون بعد ان كان قد عينه وليا للعهد ..ومع ان هذين الاماميين متطابقين في كل شيء تماما ..الا ان علي بن موسى والذي يتمتع بمرقد فخم في ايران لايتمتع باي ميزه في شكل مراسيم احياء ذكرى مقتله وبالكاد تمر ليلتها بشيء من مجالس مصغره للعزاء ...لماذا هذا التفاوت المتعارض مع جوهر ادبيات العقيده الشيعيه ؟ ..هنا يجب ان نلفت انتباهنا الى اننا هنا نخوض في غمار ممارسات تطبيقيه تتأسس على الجانب النفسي وليس الديني ولاطائفي ..هنا الوجدانيه تتمتع بلحظات انفلات عن الرقيب الفكري ..لهذا يبدوا ان شيئا من ظلال اللاشعور تتخفى وراء هذه التفاوتات التفاضليه ..وبما ان هذه الشعائر قد اسس لها متنفذي العقيده الشيعيه من الفرس ..تكون الاشاره الى ما سنخلصه قد استندت الى ما يبررها من الناحيه المنطقيه في هذا السياق ..فعلي بن ابي طالب قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم وهو مولى فارسي ..هنا اللاشعور الفارسي يتحسس الخوف من استثاره الحقد على الفرس في وجدانيه العرب الشيعه ..التركيز هنا ضار ..ويستعاض عن قوه المحفز المحزن باستذكار مركز ليوم بيعه الغدير التي تظهر بجلاء كم ان المسلميين العرب جحوديين وناكثي العهد مع النبي !!...أما الحسن , وبرغم من تكلف الادبيات الشيعيه باستنباط موقف حكيم له يبرر تنازله عن الحق في السلطه الى معاويه , الا ان موؤسس مراسيم الشعائر يبدوا ان عدم الرضا تكثف في لاشعوره لدرجه انه لم يهمل الجانب الشعائري فقط بل حتى نسى ان يؤكد على جانب يخدم ذاته الفارسيه ,اذ كان بامكانه التاكيد على شخص زوجه الحسن التي غدرت به ولغايه رخيصه وكان بامكانه تركيز حافز الحقد على العرب من خلال ادانه فعلتها ..خصوصا وان الادبيات الشيعيه زاخره بذكر فضائح عائشه وهي زوجه النبي محمد ..بينما جعده وهي الزوجه القاتله للحسن فبالكاد تذكر ..اللاشعور هنا يثأر من الحسن ومن موقفه المهادن والمسالم والذي كان يروم لحفظ امن واستقرار الدوله العربيه الفتيه ..ويا لحزن اللاشعور وهو الذي يقرأ مقتل الحسين الذي لو كان قد ظفر بالسلطه وانتزعها من يزيد ..لكان الفرس قد اصبحوا ..اصهار الخليفه الذي هو بعل لابنت كسرى والمسبيه في معركه القادسيه ثم انهم كانوا سيصيرون اخوال لولي عهده المؤكد وهو علي بن الحسين وأمه شاه زنان ..التي اعادت ادبياتهم ذكر اسمها بعد ان طمسه وغيره علي بن ابي طالب وسماها (الرباب ) ...ان هول الحزن الذي اعترك اللاشعور هنا ..قد افقده الكثير من قدرته على المراوغه والدهاء ..فانزلق بقدر ما الى دائره الرصد في قصه موسى الكاظم ..وبدا انحيازه الى الحقد على هارون الرشيد اكثر من مبررات شكل وتعابير الحزن على مقتل موسى الكاظم , الذي افتقد سيناريوا مقتله الى ذاك العنصر المأساوي وهو ايضا الذي تمتع بمكانه الوجاهه عند هارون قبل ان يتأزم الخلاف بينهما ..تراقص الاشعور بوحشيه بين غبطته بالمكانه العاليه التي استحوذ عليها البرامكه في عهد هارون والتي تم من خلالها اذلال العنصر العربي في السلطه واداره الدوله بما في ذلك الامام موسى الكاظم وانصاره ,,وبين بطش هارون الرشيد فيما بعد بالبرامكه وارتكابه مجزره شنيعه بحقهم ..البرامكه صاروا اخيرا قربان خلاص اللاشعور الفارسي ..فمن خلال موسى الكاظم دلق لسان الثار حقده على وجه قاتلهم هارون ..ونقل مراسيم عزاء البرامكه الى ايوان عزاء موسى الكاظم المغدور ...وكان هذا كافي لان يخفف عن المأمون شده الادانه الشعائريه في جريمه اغتياله وغدره للامام الرضا ..فالمأمون مهما يكن فانما هو ابن الجاريه الفارسيه (مراجل ) التي تحقق من خلال ابنها حلم المغدوريين البرامكه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي