الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضربات العشر-فى التوراة ؟والبردية الهيروغليفية..؟! ج2

خالد كروم

2017 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


:_ خــــالد كــــــروم ...............


تمهيدية :_

فى الجزء الأول قمت بعمل مقارنة بين الضربات العشر .. وبين أسطورة إنها من قبيل ( الله ) الذي جعل المصريون يتجرعون كل أصناف العذاب .. عذاب لا يطاق كما تذكره التوراة .. وتؤكدة الانجيل .. ويوثقة القرآن .. ولكن ..

اليس أجد بالله تعالي أن يعطي الهداية لقوم فرعون ؟ بمعني الموافقة على خروج اليهود من مصر ؟! بدلا" من العناد والمكابرة ؟! اليس هو أرحم من موسي واليهود ومن فى الإرض أجمعين ؟ لماذا اذا" يعذبهم بهذة الطريقة ؟ ولماذا لم يتدخل موسي ضد فرعون ؟ لنصرة المصريون .. الذين هم فى الإساس كانوا يحضنوه منذ نشأة .. فى قصور فرعون .. ووصل إلي ما وصل إلية بفضل المصريون ..

ولماذا هذا الحقد الدفين ضد مصر !.. وضد شعبها! .. وحكامها .؟! ولاأعرف دولة في العالم كله منحها الله مثل مصر في بعض ممن سكنوها وعملوا بها ... يقذفون مصر بالسب والقذف والشتيمة ... ويبدو أن هذه الموهبة ليست جديدة على اليهود ومن ركبها على موجتها ..

ومن المفارقات التي لم يتنبه لها هؤلاء أصحاب الإديان .. أنهم كانوا يعملون فى مصــر خــدم ؟! لاقيمة لهم الإ بوجود المصريون .. وحتي لو أفترضنا إنهم كانوا عبيدا"..؟! فكيف يكونوا عبيدا" .. والنبي يوسف قبرة شاهد على يهوديتهم ودينهم ؟ ولماذا لم يهدم المصريون القبر ويدنسوه .. أو يخرجونه من القبر ويحرقوه .. اليس يوسف هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ؟ أم ماذا ؟!

وهل وصل الغباء بالمصريون لهذة الدرجة أن يتركوا نبي يهودي مدفون فى ( بني سويف ) محافظة تبتعد عن القاهرة 80 كيلوا متر .. معني ترك المصريون قبر ( يـــوسـف) شاهد عيان .. يعني أن الفراعنة المصريون لم يكونوا يضطهدون اليهود .. بل كانوا يكرمونهم ويأخذوهم أصدقاء وأخوات وأحبة .. وإين كان موسي وهارون وغيرهم .. عندما تنزلت عليه الرسالة ؟!

لماذا لم يذكر موسي يوسف عن قريب أو بعيد .. أم أن نبحث عن اسم فرعون يوسف بين الملوك الرعاة‏! ‏تقول التوارة‏:‏ إن يوسف قد جاء إلي مصر‏,‏ وهي مازالت تحت حكم الملوك الرعاة‏,‏ وقد جاء في سفر التكوين وعد صريح لإبراهيم عليه السلام اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم ويستعبدون لهم فيذلونهم أربعمائة سنة تكوين‏15:13.‏

يوسف عاش ومات في عهد الملوك الرعاة الذين يحملون اسم الهكسوس... وكما يقول يوسيبوس المؤرخ اليهودي‏:‏_ إن زعيم آخر أسر الهكسوس هو ساتيسي أو سيتافيتي‏...‏ وقد حكموا‏103‏ سنوات... ولكن أويقانوس المؤرخ المعروف يقول إنهم حكموا‏151‏ سنة‏,... الأمر الذي يؤكد أن قيام الأسرة السابعة عشرة آخر عهد الهكسوس في نحو سنة‏1720‏ قبل الميلاد‏,... والمعروف أن الهكسوس حكموا مصر نحو‏430‏ سنة حسب تقديرات أصدق المؤرخين‏.‏

فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف ؟ !!!

قال له علماء بني إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا .. فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف ؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل ...احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار ..حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ... ورواه ابن حبان ..وقال الحاكم صحيح الإسناد وفيه نظر .

هذا الحديث ذكر فى كتب الصحاح .. وكما مذكور فى السنة عن الرسول محمد (ص) .." إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " ... ومن المعلوم إن هؤلاء الإنبياء لا تأكل أجسادهم التراب؟! فهل فى التوراة هؤلاء الإنبياء تأكل أجسادهم التراب؟! فإنه صريح في أن من خصوصيات الأنبياء أن الأرض لا تبلي أجساد الأنبياء ...

أكـــذوبــة ..الضربات العشر

ذكر جيمس هنري برستد هذا : رمسيس الثاني انشغل تماما بعد يوم الزينة في السنة 27 من حكمه... وإظهار الله لموسى وهارون عليه وعلى السحرة وأصاب الله فرعون (رمسيس الثاني) بالآيات التسعة أو الضربات العشرة ؟! التي استمرت خلال الأربعين سنة.... الباقية من حكمه التي توالت واحدة تلو الأخرى ... فانشغلوا بما أصابهم الله من رجز ثم رحمة ثم رجز .. وهكذا فلم يكن لرمسيس الثاني أية أعمال هامة تذكر خلال الأربعين سنة الأخيرة من حكمه..

نجد تشابة بين الأربعين سنة.... بين المدة الذمنية فى حكم رمسيس لمصر .. وبين الأربعين سنة.... الذي تاه فيه بني إسرائيل عندما عبدوا العجل .. هذا واحدة .. الثانية موسي لا يعرف مكان نبي الله يوسف .. إي عندما كان اليهود يخرجون من مصر .. خرج قوما" من صعيد مصر يحملون رفات يوسف .. يحملونه بين القوم قبل خروجهم ..

( خر 9: 1 – 7) أنذر موسى فرعون بأن " يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل، على الخيل والحمير والبقر والغنم وبأ ثقيلا جدا، ويميز الرب بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين، فلا تموت من كل ما لبني إسرائيل شيء، وعين الرب وقتا قائلا: غدا يفعل الرب هذا الأمر في الأرض، ففعل الرب هذا الأمر في الغد، فماتت جميع مواشي المصريين، وأما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد..؟!

كيف يموت جميع المواشي والخيول والحمير والبقر والغنم ؟! اليس فرعون لحق بموسي قبل عبور اليهود البحر الاحمر ؟! ولو نفترض أن كل شيء حي مات .. وتحول النهر إلي دماء .. ومات البكور من الفراعنة .. اليس هذا سبابا" يجعل جميع المصريون يقاتلون اليهود عن بكرة إبيهم .. لا طعام ولا ماء ؟!

إين أذا" عدالة السماء .. لماذا الرب يعاقب المصريون بفعل شخص واحد فقط .. أو بفعل قلة قليلة ؟! يتجلى اسم الله العدل بكل معنايه .. فلا يرضى الا بالعدل .. وهل المصريون كلهم كانوا ظالمون ؟!

إن مظاهر عدل الله بين خلقه كثيرة... فمنها أنه سبحانه قسم الأرزاق بينهم حسب حكمته تعالى ووفق ما يصلحهم كما يعلمه منهم... وأنه ما من نفس تموت إلا قد وُفِّيَتْ أجلها ورزقها... قال تعالى: " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ" " الشورى : 27 ".

ومن مظاهر عدل الله عز وجل أنه يأخذ الحقوق لأصحابها يوم القيامة... فالحقوق إن ضاع بعضها بين العباد فإنها لا تضيع عند الله عز وج... قال تعالى:" وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " " الأنبياء : 47 ".

فمثلا اذا اردنا ان نحلل ماء البحر الواسع يكفينا ان نأخذ قطره واحده فقط من ماء البحر فنضعة تحت مختبر التحليل فنكتشف ان الماء عبارة عن ذرتين هيروجين مع ذرة اوكسجين ...و من هذا التحليل عفوا (عينة التحليل) نستطيع ان تعرف كمحصله و كنتيجة ماهية ماء البحر الواسع ..

هذة الاحاديث والإيات الموجودة جاءت بها الديانات التوحيدية الثلاث وادعت أن الله هو العدل ذاته وليس هناك عدل مثل عدله. .. تأتي فقط للقتل والذبح والأسر ؟! الرب الخالق رحيم رحمان قدير .. ليس أله قتل أو سفك للدماء .. وإنما أله رحمه من السماء ..

فهناك فرق بين السمو والسمواه .. فهؤلاء الذين يتحدثون فى التوراة أن البكور ماتوا بإيد الرب .. الرب الذي قتل الذكور من إبناء الفراعنة لان الفرعون لم يخرج اليهود من مصر .. هؤلاء واهمون .. سفهاء جبناء .. ومن إيدهم فى ذلك القول .. ؟!

بوكاي وفرعون الخروج

الدكتور "موريس بوكاي" هو طبيب أمراض باطنية - ليس كبيرا للجراحين كما زعمت القصة- يهودي في الاصل.. ومستشرق فرنسي من أصل مغربي.. وكلمة بوكاي أو بوكايا الداخلة في إسمه هي نطق فرنسي لإسم قبيلته أو عائلته "بوخية" وهوإسم مركب من كلمتين مثل "بورقيبة".."بومدين"..الخ و وحدهم المغاربة يستطيعون تمييز هذه اللكنة.

وتحدثت الكثير من الصحف العربية عن إسلام جراح فرنسي يدعى موريس بوكاي... وحسب الادعاء... كان كبيراً للجراحين الذين فحصوا مومياء فرعون بعد سفرها للترميم بفرنسا عام 1981 م في عهد الرئيس ميتران ...

وذلك بعد أن تبين لبوكاي أن مومياء فرعون والتي كانت أكثر سلامة من غيرها قد علقت بها بقايا ملح .. مما دعاه لافتراض انها تشير لموته غرقا .. وهو ما اعتقد البعض انه يتفق مع الآية القرآنية عن نجاة فرعون ببدنه ليكون لمن خلفه آية... مما اعتبره انه هو التأكيد على الإعجاز العلمي للقرآن باعتباره كلام الله المنزل على نبيه ورسوله محمد!!

زعم بوكاي أن التوراة قد حددت الفرعون الذي اضطهد اليهود بالاسم... وهو"رمسيس" ويعد ذلك مذهلا للعقل بحسب "بوكاي"(فالإعجاز إذا ليس قرآنيا فقط عند بوكاي)...

وعليه ينتهي بوكاي إلى القول بوجود فرعونين للخروج أولهما :رمسيس الثاني وهو الذي ولد موسى في عهده والذي سخر بني إسرائيل (بحسب التوراة) ... في بناء مدينتي فيثوم وبررعمسيس والذي مات اخيرا أثناء وجود موسى في مدين (لم يقل القرآن بذلك)..

وثانيهما: مرنبتاح والذي تقع باقي القصة الموسوية المزعومة في عهده والتي تنتهي بحدث الخروج، وبالتالي فهو الفرعون المقصود بالجثة المحظوظة...

حصل "موريس بوكاي" في يوليو1975 على موافقة السلطات المصرية لدراسة مومياءتي "رمسيس الثاني" وولده "مرنبتاح" داخل المتحف المصري بالقاهرة...لم يدرسها بوكاي إذا بفرنسا سنة 1981م في عهد ميتران بحسب القصة الملفقة؟ بل درسها في القاهرة سنة1975م في عهد فاليري جيسكار ديستان ؟

ولم تكن مومياء لفرعون واحد كما يفهم ؟!من القصة الاعجازية المنتشرة في المنتديات... والتي لم تخبرنا عن إسم الفرعون المزعوم... ومع ذلك تصفه القصة بأشهر طاغوت في الأرض!!!و ربما لم يذكر صاحب تلك القصة الرديئة الإسم تجنبا للتورط في حقائق قد تتغير... او إعتقادا ان فرعون كان اسما لشخص... من حيث ان فرعون هو لقب جميع ملوك مصر خلال احقاب تاريخية متعددة.. وليس شخص واحد...

وبحسب رواية د.مختار_ رئيس هيئة الآثار المصرية آنذاك - فإن "بوكاي" قد تقدم بطلب لهيئة الآثار المصرية للكشف على مومياء مرنبتاح (في القاهرة طبعا) لرغبته في معرفة ما إذا كان مرنبتاح هو فرعون الخروج …والذي تحدث القرآن عن نجاته ببدنه أم لا؟ وبعد فحص المومياء بالأشعة وتصويرها بالمنظار .. زعم"بوكاي" بأنه قد عثر على آثار تدل على غرق "مرنبتاح" وأن "مرنبتاح " هو فرعون الخروج ..

ويضيف د.مختار بأنه لايثق فيما يقوله بوكاي ؟حيث كان قد قابله كثيرا وتحدث معه طويلا وأدرك أنه ليس موضع ثقة ؟!وليس مؤهلا علميا ؟!فيما يتحدث عنه وهو يريد الدعاية لنفسه فقط !!

المهم أن "بوكاي " لم يكن إطلاقا ضمن الوفد المشرف على علاج رمسيس في متحف الإنسان بباريس والذي بلغ عدد أعضائه 105 شخصا فضلا عن عشرين معهدا متخصصا! وحين وصل رمسيس إلى باريس استقبل وفقا لمراسم إستقبال رؤساء الدول وكانت وزيرة التعليم العالي الفرنسية في إستقباله نيابة عن الرئيس "ديستان"..


لاتوجد دلائل تاريخية على وجود موسى.. او اليهود في مصر؟!

قال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوغ :_ "اليهود كانوا بالتأكيد في إسرائيل قبل 3000 سنة، لكنهم لم يأتوا من مصر".؟!ويقول البروفسور زئيف هرتزوغ.. الذي يعمل في جامعة تل أبيب، إن "سنوات السبي الطويلة للشعب اليهودي في مصر... والهروب الخارق بقيادة موسى عبر البحر الأحمر.... ومكوثهم 40 عاما هي سنوات التيه في صحراء سيناء..والتصديق على وعد الرب للشعب اليهودي على جبل طور سيناء... وصولا إلى غزو أرض الميعاد...

كل هذه القصة مجرد أسطورة.. هذه هي الخلاصة التي توصل إليها. ويضيف: "لم يكن بنو إسرائيل في مصر. وما يذكر عن ذلك هو إعادة تركيب لتاريخ لم يحدث مطلقا".

فالتوارة تصف الأيام الأخيرة لسيدنا موسي عليه السلام ..بسفر التثنية الإصحاح الــ 32- 34 وتقول :وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال.. جاء الرب من سيناء وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتي من ربوات القدس وعن يمنيه نار الشريعة .
وصعد موسى من عربات موآب إلي جبل نبو إلي رأس أنفسجة الذي قبال أريحا فأراه الرب جميع الأرض من جلعاد إلي دان وجميع نفتالي وأرض أفرايم ومنسي وجميع أرض يهوذا إلي البحر الغربي والجنوب والدائرة ....

وقال له الرب هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها قد رأيتك إياها بعينيك ولكنك إلي هناك لا تعبره .. فمات موسي عبد الرب في أرض ( موآب ) حسب قول الرب ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلي هذا اليوم .. وكان موسي إبن مائه وعشرين سنة حين مات .مات موسي عبد الرب في موآب مقابل بيت فغور ودفن في الجواء ..

هكذا مكتوب في التوارة التي بني عليها اليهود كامل إستراتجيتهم .. ومنطقة ( موآب ) + ( بيت فغور ) + ( الجواء ) .. جميعها مناطق اليوم في فلسطين .. خاضعة تماما لسلطة الحكومة الصهيونية المحتلة..

ما المقصود بقول موسى (( وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال.. جاء الرب من سيناء وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتي من ربوات القدس وعن يمنيه نار الشريعة ))..

ما معني جاء الرب من ( سيناء )؟ وأشرق من ( سعيــــر )؟ وتلألأ في ( فارن )؟ ..فجبل فاران يعرف اليوم على أنه جبل ( عرفات )؟! بالقرب من مكة .. و( سعيـــر )..؟ هي نفســــها ( عسيـــر )..؟! فاللغة العربية أخت اللغة العبرية كلاهما مشتقان من اللغة السامية تتميز بخاصية تبادل الحروف دون إسقاط المعني مثل كلمة ( زواج ) وكلمة ( جواز ) أو كلمة ( سلام ) وكلمة ( شالوم )..

اليهود يستغلون وسائل الاعلام للترويج لافكار مغلوطة محاولين تزييف التاريخ بوجود حقيقة ينسجون حولها الخرافات .. القصة فى التوراة والقرآن بها بعض الاختلافات..فــ الغرب وأوروبا يتعاملون مع الموضوع وفقا لنصوص التوراة والكتاب المقدس من ناحية ومن خيالهم و نظرتهم للشرقيين من ناحية أخرى...

والعبرانيون لم يكونوا موجودين في هذه المرحلة إلا عمال بالأجر في منشآت الملوك...ولدينا نص كاوسر الذي يرسل الي سيده يطمئنه أن العابيرو يحصلون علي مستحقاتهم بعدما سحبوا الاحجار الي معبد رمسيس...وكذب اليهود يمثل إطارا عاما حيث يربطون لوحات أثرية بما يخدم النصوص التوراتية..

فعلى الرغم من اقامة بنى اسرائيل فى مصر حوالى 400 سنة كما جاء فى التوراة؟ الا ان اليهود لم يحبوا المصريين ليس لشيئ الا انهم يعتبروا انفسهم افضل من غيرهم.... وبالمثل اعتبرهم المصريين حيث جاء بالتوراة (أَنْ تَقُولُوا: عَبِيدُكَ أَهْلُ مَوَاشٍ مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الآنَ، نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا. لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ.لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ رِجْسٌ لِلْمِصْرِيِّينَ( سفر التكوين 46 ...أي ان المصريين اعتبروا اليهود نجس كونهم رعاة اغنام ... بالاضافة ان اليهود كثروا وزادت ثرواتهم بدرجة كبيرة وما هو معروف عنهم من مؤامرات وجشع طيلة حياتهم ..

فيظهرون أنفسهم إنهم يقاسون فيها ويلات العبودية والسخرة فى بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية...ولموجهة هذا الظلم قام موسي بتكوين جماعات مسلحة من بنى إسرائيل لمجابهة المصريين .. ليحررهم من العبودية؟ كما يظهونر يهود موسى علي أنهم الطبقة القادرة على المقاومة المسلحة ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج؟

ويظهرون المصريين على أنهم متوحشون .. يقتلون يهود موسى ويشنقونهم ... وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم فى الشوارع .. بصورة بشعة.. وبسبب ظلم المصريين ليهود موسى تتوالى اللعنات على مصر...فتتلوث مياه النيل بالدماء ..والضفادع .. والذباب ...والجراد ..؟!

ليتحول أهل مصر إلى الصراخ .. والعويل .. والبكاء...وفى النهاية يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه .. لتسأله:(هل عدت وحدك ؟) فيرد قائلا : " لقد نجوت بالصفوة " - أى شعب الله المختار - فى إشارة عنصرية واضحة؟!

الخلاصة :_

لو تكلمنا بشكل تاريخي... فلا يوجد اي دليل يؤكد وجود النبي موسي؟ ولا يوجد اثر تاريخي او تغير تاريخي للنبي موسي؟ مستمر ليومنا ....ولا توجد معلومه واحده تاريخيه دقيقه في كتابات اليهود عن تاريخ مصر؟! بالعكس كل كتابات التناخ تؤكد كون الكاتب اليهودي يجهل تمام التاريخ المصري ..

"لا يوجد في العديد من الوثائق المصرية القديمة التي عثر عليها ما يشير إلى إقامة بني إسرائيل في مصر وخروجهم منها"... يقول هرتزوغ لصحيفة USA Today.... وكذلك لم يعثر علماء الآثار على اي أثر لبقائهم تائهين 40 عاما في صحراء سيناء... الأمر نفسه ينطبق على الغزو الدموي لأرض الميعاد.. كما جاء ذكره في التوراة.

أن الفراعنة حافظوا على تاريخهم بكل عناية في النقوش والمخطوطات والمراسلات التاريخية...ولكن لا ذكر في تاريخهم أبدا لمجموعة ضخمة تزيد عن مليوني يهودي ... جاء ذكرهم في التوراة... ولا عن رحيلهم المفاجئ عن مصر ؟ كما يزعمون ... أوهزيمة الجيش المصري الفرعوني العظيم....

إن الفراعنة امتازوا عن سائر الحكام في العصور القديمة بكثير من المميزات...الفرعون كان مقدسا لدى شعبه وكان حكمه مقدسا أيضا...أن حكم الفرعون كان أيضا كثيرا ما يصطبغ بالصبغة العِسكرية... إلا أنه رغم كل ذلك فإن الفرعون قد أثبت قدرته على التفكير السياسي السليم ...وكذلك القدرة على البناء والتشييد.. وبناء حضارة على أسس علمية عظيمة أذهلت جميع العالم القديم والحديث...

لقد كانت ثقافة الفرعون هي البناء والتشييد وليس الهدم والتدمير.... لقد لبس الفرعون تاج الوجه القبلي والبحري المزدوج ليجمع شمل قطري مصر الجنوبي والشمالي وينشر بينهما الحب والسماحة...

وكان الفرعون يهتم بالزراعة التي هي أساس قيام الحضارة المصرية.. فنراه يظهر في النقوش وهو يمسك الفأس ويعزق الأرض... أو يشق قناة لتروي الأرض أو يقيم سدا لحجز المياه... ويستغل نهر النيل أفضل استغلال...مما جعل مصر بلدا زراعية خصبة...حتى أن أهلها أسموها (كِمت) بمعنى السمراء نظرا لخصوبة تربتها وتنوع محاصيلها على يد هؤلاء الفراعنة...

وتحت حكم الفراعنة نبتت وتطورت علوم الكيمياء... وظهر التحنيط كفن من فنون الإعجاز العلمي الذي يحير العقول حتى الآن.... وتحت حكم الفراعنة برع المصريون في الطب وبرزوا في كافة تخصصاته من الطب العام وطب الباطنة وطب المخ والقلب والأوعية الدموية وطب الأسنان والجراحة والعظام والمسالك البولية وأمراض النساء والتوليد..والطب البيطري...

حتى أن الملوك الأجانب كانوا يستعينون بالأطباء المصريين لمداواتهم... ومن ذلك قورش العظيم وغيره من أكاسرة الفرس وملوك العالم القديم ...وتحت حكم الفراعنة أصبح المصريون أعظم أهل الأرض في علم الفلك ومواقع النجوم فاخترعوا التقويم النيلي والتقويم الشمسي وقسموا السنة إلى اثنى عشر شهرا والشهر إلى ثلاثين يوما بواقع 365يوما للسنة...كما عرفوا السنة البسيطة والسنة الكبيسة.. كما قسموا السنة كذلك إلى فصول فسبقوا بهذا التقويم العالم كله ...

وتحت حكم الفراعنة كان لمصر أول وأعظم جيش في تاريخ العالم دافع عن ترابها وعن حريتها وكرامتها...وحقق فتوحات عظيمة...وأقام إمبراطورية كبيرة سيطرت على معظم العالم القديم...

وكان الفرعون يقود الجيوش بنفسه،حتى أننا نجد أحد الملوك المصريين وهو (سقنن رع) يموت شهيدا في ميدان القتال ضد الهكسوس المحتلين ليكون أول ملك في تاريخ العالم يموت شهيدا دفاعا عن كرامة وطنه وحرية بلاده...

وتحت حكم الفراعنة أخذت المرأة حقوقها وشاركت في الحياة السياسية بل والعسكرية سواء كانت أمًا للملك..أو زوجته..أو كانت ملكة مطلقة على عرش مصر ...كما نجد الفرعون رمسيس الثالث من فراعنة الدولة الحديثة حينما اكتشف مؤامرة كبيرة على حياته... فما كان منه سوى أن يأتي بالقاضي ويتركه يحكم على المتآمرين بما يراه القانون العادل دون أي تدخل من الملك في سير التحقيقات أو الحكم...

هؤلاء هم الفراعنة الذين حكموا مصر والذين نظلمهم بوصفنا لهم بالظلم والجبروت.... نعم كان هناك فراعنة عظماء.. .ليس من الضروري أن يكون الحكم ملكيا أو جمهوريًا... أو دينيًا أو مدنيًا.... إن الأصل في الحكم أن يكون حكمًا عادلاً يرعى مصالح الشعب والمواطنين ويعمل للبناء والتعمير... وإقامة العدل بين الناس فتنهض الدول وتنمو الشعوب ويعم الرخاء ...لقد جعل الفراعنة مصر سيدة العالم... لقد حقق الفراعنة كل ذلك... فهل حكامنا حققوه الآن؟!

ليتنا نقرأ تاريخنا المجيد ونستوعب حضارتنا المصرية العظيمة... ونفهم أن كلمة الفرعون تعادل الحاكم أو الملك أو الرئيس أو السلطان وليس الشعب.... كما أنها ليست معناها الجبروت والظلم كما رأينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53