الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشمس قد تشرق .. من تونس!! (1) آن لهذا المشرق العربي أن يستريح!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن المشرق العربي كان دائماً هو القائد الفعلي، الذي يقود الأمة العربية بجناحيها المشرقي والمغربي، حتى قبل الإسلام وقبل العروبة الصريحة، والتي مثلتها الأقوام المهاجرة من الجزيرة العربية إلى ما حولها، والمسماة ـ زوراً ـ بالساميين!!
وتأتي قيادة المشرق للأمة بجناحيها لاعتبارات كثيرة أهمها:
- أن المشرق هو الموطن الأول للعرب بعد الجزيرة العربية، وهو الذي يليها جغرافياً!!
- أنه موطن طفولة الإنسان وموطن الحضارة الإنسانية الأولى والحضارات الإنسانية المتتالية لأقوام الجزيرة العربية!
- إنه موطن الأبطال الأسطوريين وحكايات الخليقة والأساطير الإنسانية الأولى لحواء وآدم وإبليس والجن والملائكة والطوفان!!
- إنه موطن الحرف الأول الذي خطه الإنسان والقانون الأول الذي صاغه الإنسان، وبيت الشعر الأول الذي عبر به الإنسان، عن حبه وكرهه وعن حاجات حياته وخلجات قلبه ومكنونات نفسه!!
- إنه موطن أول الدول وأول الإمبراطوريات التي عرفها البشر، وموطن أول السلالات الحاكمة وأول الملوك.. والأباطرة الأول!!
- أنه موطن الأنبياء والرسل والرسالات السماوية الكبرى الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلامية!!
- إنه الجغرافية التي صاغت للبشرية الأولى جمعيها، قيمها الروحية وتصوراتها الأولية، عن الكون والوجود والحياة.. الأولى والآخرة!!
***
هذا قبل الإسلام بألوف من السنين.. أما بعد الإسلام، فأن المشرق العربي قد أصبح:
- هو موطن الجيوش العربية الإسلامية المتجهة لفتح العالم شرقاً وغرباً .. وهو ممرها إلى العالم الخارجي وقاعدتها الخلفية الآمنة!!
- وهو موطن الصحابة الكبار والتابعين والمهاجرين والأنصار!!
- وهو موطن آل بيت النبوة من الأئمة الأطهار!!
- وهو موطن آخر الخلافة الراشدة، وآخر الخلفاء الراشدين [الإمام علي وأبنه الإمام الحسن] في عاصمتهما الكوفة.. كما أنه موطن الخلافة الأموية والعباسية وحتى الفاطمية، والتي لم تطيق البقاء في مغرب الأمة فانتقلت إلى مشرقها واستوطنت مصر.. وبنت فيها قاهرة المعز وأزهرها الشريف!!
- وهو موطن المذاهب الإسلامية الخمسة أو الستة الحية ـ المعترف وغير المعترف بها ـ الباقية إلى اليوم، وحتى الميتة منها كالمعتزلة والأشاعرة وغيرهم.. كما أنه موطن جميع الفرق الدينية والصوفية والمرجئة والقدرية واللاأدرية والجبرية، وموطن الغلو والغلاة والمُبتَدِعَة والمُتبِعِة والمُتَبَعَة!!
- وهو موطن علوم الدين وعلوم اللغة وعلم الكلام وعلم الرجال وعلم الحديث..وموطن علوم الفلسفة وعلوم السفسطة والمرمطة، وعلوم الجبر والضوء والحساب والهندسة والفلك والطب والشعر والفن والأدب والثقافة والمعرفة، وموطن ألف ليلة وليلة والسندباد البحري ومصباح علاء الدين ومرجانة وبساط الريح .......إلخ
- وهو موطن أصحاب المذاهب والمواهب والمواكب والمراكب، الذاهبة تجوب العالم في كل اتجاهاته وبلدانه وواجهاته ووجهاته!!
- وهو أرض الحروب الصليبية والاجتياحات المغولية والإرساليات التبشيرية والغزوات الصهيونية والاستعمارية القديمة والحديثة منها!!
- وهو موطن ما يسمى بــ " النهضة العربية " و " حركة الإحياء والتنوير العربي " العصرية !!
- وهو موطن الثورة العربية الكبرى والثورة الفلسطينية والثورات العربية والانقلابات العسكرية السورية والمصرية والعراقية واليمنية!!
- وهو موطن الطاقة التي تمون نصف البشرية ومعها الثروات الطبيعية العصرية، التي تجعل من المشرق العربي في بؤرة الصراعات الدولية لقرون قادمة، كما كان خلال القرون الماضية، وهي التي جلبت له سايكس/بيكو والكيان الصهيوني وآل سعود والوهابية والقاعدة والنصرة وداعش و " كلاب النار " بمختلف أسمائهم وأشخاصهم وعقائدهم الدموية!!
- وهو موطن المذابح الوهابية العصرية والقرابين البشرية والفايروسات البدوية، الخارجة من كهوف الظلام ومهاجع الأصنام وموائد اللئام!!
هذا هو المشرق العربي بكل ماضيه المجيد وحاضره البليد، وغده الذي لا تعرف ملامحه ولا خرائطه ولا حدوده ولا سادته ولا قادته.. عبيده فقط ـ أي جماهيره المغلوبة على أمرها دائماً ـ هم وحدهم المعروفون، وهم وحدهم المقهورون والمعذبون والمذبوحون دائماً من الوريد إلى الوريد.. في كل الحقب والأجيال والقرون!!
***
هذا المشرق العربي بكل تاريخه ذك وبكل ثقله عليه، والذي الذي يكاد أن يختنق به خنقاً..هذا المشرق العربي أنتهى وأنتهى دوره في الحاضر المرئي، وآن له أن يستريح من عبء القيادة والريادة والسيادة، ولو إلى حين .. حتى يلتقط أنفاسه ويسترجع إحساسه ويرتدي لباسه ودوره من جديد.. والذي ارتداه على مدى التاريخ وقبل التاريخ وبعد التاريخ!!
لكن ما الذي حدث في، أو لــهذا " المشرق العربي " حتى تصل به الأمور إلى هذه النهاية المأساوية، وإلى حافة الخروج من التاريخ.. وقتياً أو نهائياً؟؟
الحقيقة أن للتاريخ قوانينه الصارمة، وللجغرافية تضاريسها الحاكمة، وللبشر أخطائه الدائمة!!
ولولا هذه القوى الجبرية الثلاث المتحكمة بشؤون الوجود الطبيعي والوجود البشري، لبقيت حياة الإنسان كما هي منذ الخليقة إلى اليوم، ولما تغير شيء فيها.. ولما وجد أو بقي ملوك وأباطرة وسلالات حاكمة، ولا حكام مستبدين من كل جنس ونوع ولون، ولما وجدت ممالك وإمارات وإمبراطوريات وجمهوريات وجماهيريات.. ولبقيت الإنسانية على حالها لم تُغير أو تتغير، لأن التغير المستمر هو قانون الحياة البشرية وقانون الطبيعية الكونية العام.. وهو الذي يديم الحياتين ويطورهما ـ صعوداً ونزولاً ـ ويجعل أنفاسهما في الوجود تتردد دائماً، باستمرارية لا تتوقف خلالها لثانية واحدة، ولا تكل ولا تمل ولا تبقي شيئاً على حاله .. "فبقاء الحال من المحال"!
و " المشرق العربي " قد مرت عليه هذه القوى الجبرية الثلاث، كما لم تمر على أية منطقة أخرى في العالم، وصيرته مشرقاً آخر في العصرين الوسيط والحديث.. فأقعدته عن البناء والتطور!!
فما هي تلك الأحداث التي أوصلته إلى هذه الحافة الخطرة..إنسانياً وحضارياً ووجودياً؟؟
[ يــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع ]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة