الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثائق CIA وجائزة نوبل

حارث رسمي الهيتي

2017 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حين قرأت وصفاً كان قد اطلقه جيمي كارتر على السياسة باعتبارها ثاني أقدم مهنة في التاريخ بعد الدعارة ، معللاً إن الكاتب السياسي يلعب الدور نفسه الذي تلعبه العاهرة حيث يستغل كل منهما المظاهر والوعود من أجل تسويق النفس ، وقفت كثيراً عند وصفه هذا محاولاً معرفة الأسباب التي دفعت رجلاً مثل كارتر الي تبني هذا التعريف .
جيمي كارتر الذي كان يعمل في مزارع والده للفول السوداني والحاصل على شهادة الهندسة ، كما عمل في البحرية الأمريكية ، رشح كارتر نفسه ليكون حاكماً لجورجيا عام 1966 كان العديد ممن اعتبروه ليبرالياً قد نجحوا في افشال مسعاه للوصول الى منصب الحاكم ، هذه المحاولة الفاشلة لم تثنِ كارتر عن تحقيقه ما كان يعمل من أجله ، وبعد تشخصيه لأسباب فشله المرة الاولى قرر الترشح للمرة الثانية عام 1970 بعد أن " خفف " من اتجاهه الليبرالي لكي يجامل شريحة أوسع من البيض الذين رفضوه في المرة السابقة ، وقد نجح هذه المرة في الوصول الى مبتغاه .
لا أريد الخوض كثيراً في الظروف التي ساعدت كارتر من الوصول الى حكم الولايات المتحدة الأمريكية . عام 1977 وبقي لغاية العام 1981 محتلاً التسلسل التاسع والثلاثون بين رؤوساء بلده .
ما دفعني للكتابة عن كارتر الرئيس الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 هي التقارير " السرية جداً " التي اطلقتها المخابرات المركزية الأمريكية هذه الفترة والتي تتحدث عن الدور الذي لعبته الادارة الأمريكية عن طريق جهاز مخابراتها الذي ارسل عملاءه لتصفية معارضين يساريين في امريكا اللاتينية ، التقارير التي كشفت عن التعاون اللا محدود بين الولايات المتحدة والدكتاتوريات العسكرية هناك في مجال تصفية المعارضين بعد ان اخذ الجانب الامريكي على عاتقه اتمام المهمة ، الوثائق تشير الى معرفة الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر بتفاصيل ما كانت تفعله المخابرات الامريكية عن طريق تقارير مفصلة كان يتلقاها تشمل حتى أساليب التعذيب كما حدث بحق الفريدو برافو الرئيس السابق للمؤتمر الدائم لحقوق الإنسان في الأرجنتين، والتي استخدمت فيها الصدمات الكهربائية .
هذا الرئيس الذي قدم مساعدات اقتصادية وعسكرية الى تشيلي والسلفادور ونيكاراغوا ، ونظم لقاءً بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن سمي بعدها بلقاء القمة ونجم عنه توقيع معاهدة السلام بين البلدين " كامب ديفيد " ، الرئيس الذي اسس عام 1982 منظمة اسماها منظمة كارتر وهي منظمة غير ربحية لحقوق الانسان الهدف منها التخفيف من المعاناة الانسانية في جميع انحاء العالم ، هذا الرئيس متهماً بارسال عملاء المخابرات لتصفية نشطاء حقوق الإنسان ومجموعات التضامن مع نضال هذه الشعوب في أوربا.هذا الكلام نص ما كشفت عنه التقارير . الرئيس الذي في عهده قتل 911 مواطناً امريكياً في معبد الشمس في منطقة غايانا التابعة لولاية سان فرانسسكو وادعت الحكومة انها عملية انتحار جماعي ، الرئيس الذي اتهم جهاز مخابراته باغتيال رئيس كوريا الجنوبية ( باك جان وي ) . هذا الرئيس حصل ايضاً على جائزة الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان .
هل أجانب الحقيقة حين أقول إن السياسة هي الدعارة بعينها عندما تمنح نوبل لمثل هؤلاء ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م