الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر السلفي

مولود مدي
(Mouloud Meddi)

2017 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يزال الكثير من الناس و على رأسهم السلفيين يظنون انه ليس بأمكان المسلمين ان يكونوا امة صالحة الا اذا اتبعنا و فعلنا حرفيا ما فعله اجدادنا قبل المئات من القرون, لا زالوا يرون ان المسلم لا يمكن ان يكون فردا صالحا من تلقاء نفسه و بارادته بل يجب عليه ان يتبع و يتقيد و يفعل كما فعل السلف لكي يضمن الفوز بالجنة فعنده هؤلاء الناس السلف عبارة عن أناس مثاليين .. ان السلفيين لا يرون المسلم كائن عاقل حر الارادة يجب عليه ان يسير في الطريق الذي اختاره هو عن مشيئته, و لا يعلمون ان اجبار الناس على التقيد بسلوكات و افعال معينة وهم لا يرغبون بها يولد النفاق و الذرائعية , هذا ليس غريبا هم شجعوا على تعطيل العقل و اعتبروه سبيلا للكفر عوض اعتباره اغلى شيئ في الانسان فهم بالامس كفّروا اشخاص نادوا بضرورة التخلي عن عقلية اتباع الاباء و التقديس المبالغ فيه لبشر جعلوهم في مرتبة الالهة لا يجب نقدهم و اي انتقاد لهم يستلزم التكفير.
ان هؤلاء الناس لا يستطيعون ان يفصلوا رؤية السابقين لدينهم و دنياهم و بين واقعنا الحالي, فالسابقين عاشوا حياتهم و تكيفوا مع بيئتهم حسب حاجتهم, لكن السلفيين جعلوا من طريقة فهم السابقين للحياة مقدسة, فان تداوى السلف الصالح ببول البعير و الاعشاب و تركوا لحاهم تصل الى قدميهم فعلى المسلم ان يفعل ذالك حرفيا ولا يجب عليه ان يسأل لماذا او يعترض على الامر فهي حكمة ربانية لا يستطيع ان يفهمها البشر- و ما اسهل ان تخدع مسلما بأن تنسب كل شيئ الى الحكمة الربانية -.
ان هذه العقلية المتزمتة و المهترئة التي شكلت فيما بعد عقلية ’’ السمع و الطاعة العمياء ’’ و ’’ لا خروج عن الحاكم ’’’ فهذه السلفية هي سبب بلايا الأمة الاسلامية و جعلتها في احط مرتبة بين الامم - امة ضحكت من جهلها الأمم - .. فالسلفية هي التي الغت العقل و طاردت العقلانيين و حرضت الناس على مسلمين اكسبوا الدين الاسلامي صفة العالمية امثال ( الفارابي,ابن رشد و ابن حيان و غيرهم ) و القائمة طويلة, فتم اضطهاد هؤلاء العلماء وحرقوا كتبهم و كفّروهم و همّشوهم فضاع علمهم و تلقفه غير المسلمين فتقدموا اما المسلمين فبقوا في القاع و اما الأن فلا توجد أمة رضيت بتخلّفها و جهلها كالأمة الاسلامية, اما العلماء عند السلفيين فهم ( ابن تيمية, الذهبي و البخاري ) فهؤلاء لا يعرف عنهم العالم و لا حرفا واحدا لكنهم ليسوا بشرا عند السلفيين و انما بأنصاف ألهة .. انهم بشر لا يخطئون فكيف وهم من سموا كتاب البخاري المكدس بالأحاديث - وخاصة الاحاديث الملفقة التي ابتدعوها لمناصرة زعيمهم معاوية و ليبرروا له كل جرائمه - ب’’صحيح البخاري ’’ و يعتبرونه الى الأن بأصح كتاب بعد القرأن و كأن البخاري هذا ’’ سوبرمان عصره ’’’.. ان هؤلاء الناس لازالوا يرون العالم بلونين فالحياة عندهم ابيض و اسود لا غير, فكل شيئ عندهم وجب احالته الى الدين و كفّروا كل من رفض ذالك, و مما يزيد الطين بلة ان كل مصالحهم صبغوها بالدين فالرجل السلفي مصالحه مقدسة و تأتي قبل اي انسان و ليذهب الأخرين الى الجحيم, فهذا يفسر الكارثة التي تحدث عندما يحشر السلفي أنفه في السياسة فنجده الطرف الأول المتورط في الصراعات الطائفية و جرائم الحرب الوحشية فالموقف السلفي السياسي مرتبط دائما بالمصلحةغالبا.
ان هؤلاء الناس جعلوا حياة المسلم جحيما لا يطاق فصعّبوا عليه كل أمر و عقّدوا عليه حياته فاذا ذهب المسلم الى المسجد ليصلي و يستمع خطبة دينية يجد نفسه يستمع لوعظ افلاطوني يحضه على ترك الدنيا لانها تلهيه عن العبادة فهي ’’ متاع غرور ’’ فهم يخيرون الناس اما بين الدين او الدنيا و لايعلم هؤلاء الكهنة ان الله خلق الانسان لكي يعمّر هذه الارض .. فتتولد أزمة نفسية و ازدواجية الشخصية في المسلم فيحتار ماعليه اختياره فنفسه دائما تصبوا الى الملذات و الى متاع الدنيا المغري,
اما الكراهية للأخر التي تعتبر سمة السلفيين و يفتخر بها فيستمدها من ’’ حجة الاسلام ’’ و ’’ شيخ الاسلام ’’ و ’’ عالم الزمان ’’ و غيرها من التوصيفات المهترئة التي تنهار عند كل تصفح لكتبهم فتجد رائحة البغض و الكراهية و الجهل المقدس تزكم الأنوف’ فيكفي ان تقرأ لابن تيمية و ابن عثيمين لتحدث لك النواغص فخير لك ان تقرأ لهتلر عوضا من تصفح خزعبلات من نصّبوا انفسهم متحدثين رسميين باسم الاسلام, فكل كتبهم عبارة عن دعوة للكراهية و قتال كل مخالف في العقيدة - ثم المذهب - فكل الفرق الأخرى التي لا تفهم الاسلام على شاكلتهم هي فرق ضالة والسلفية هي وحدها الفرقة الناجية, ان هؤلاء السدنة هم سرطان الأمة الاسلامية وهم من جلبوا الاعداء لديار المسلمين, انهم يختزلون الدين في الشكليات رغم ان الاسلام عبارة عن رسالة عالمية و فرق و مذاهب و مدارس الا انهم هم من قالوا نحن الاسلام و الاسلام نحن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي