الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصلح ترامب ما أفسده الدهر

نزار طالب عبد الكريم

2017 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


سينما السياسة ألأمريكية ، وبمساعدة مخرجين روس ، أتحفتنا بممثل سياسي غير محترف التقطته من سوق العقارات ومقاهي القمار ، ليمثل ، على الطبيعة ،دور البهلوان ، فالطبقة الحاكمة أعيتها الحيلُ وهي تحاول بعث الحياة مرة أُخرى في جسد نظامها ألأجتماعي الميت .
دونالد ترامب الخارج من مَخرج المُخرج العنين ، يَعدُ ألأمريكان بوضع ألأقتصاد المزيف – الوهمي – الفقاعي – المالي في سلة المهملات ، والعودة الى ألأقتصاد الحقيقي السلعي : سيعيد تشغيل المعامل والمصانع المتوقفة واعادة الشركات ورؤوس ألأموال الهاربة الى الخارج ، وبذالك يقضي على البطالة ويبدأ معدلا الربح والنمو يرتفعان بعد ان يضع النقود في ايدي العمال الذين سيعيدهم للعمل ، يعود الميزان التجاري الى التوازن الأيجابي كذالك المدفوعات ومن ثم تقليل العجزفي الموازنة العامة ، وبدل هوس ألأستدانة يبدأ بسداد الديون ، وهكذا تدور عجلة ألأقتصاد الى ألأمام ، من جديد ، بعد ان كانت متوقفة اوتدورالى الخلف وكان الله يحبُ المحسنين !!
كان ألأمر هكذا ، فلماذا لايكون ، كذالك أليوم !؟ ولكن ، لنرَ ، هل ان هذه العودة الدراماتيكية الى الوراء ممكنة ؟
كما يحلو للرجعية ، دائما ،ومذ وجدت القول : التاريخ يعيد نفسه ، او انا قادرة على اعادته !
انتقلت الرأسمالية ، متطورة ، من المرحلة التجارية المركنتيلية الى المرحلة الصناعية ، بعد الثورة الصناعية ، ثم الى مرحلة الثوورة العلمية والتكنولوجية المتصاعدة حاليا . تطور قوى ألأنتاج ، هذا ، في مجرى العملية ألأنتاجية ، كان رافعة التطور ألأقتصادي للرأسمالية والناقلة لها من مرحلة الى أُخرى . منذ الثورة الصناعية بدأت السوق المحلية تعاني من فيض ألأنتاج ( زيادة في السلع يعجز الطلب الفعال عن امتصاصها في السوق ) ، وكان هذا الفيض السبب ألأساسي للحربين العالميتين في القرن الماضي من اجل توسيع السوق والتخلص من الفوائض . الا ان الفوائض ألأنتاجية استمرت بالتزايد اكثر واكثر بعد الثورة التكنولوجية حتى تشبعت السوق العالمية بها وهبط منحنى ألأرباح دون طموح الرأسماليين ، حينذاك نحى هؤلاء ألأقتصاد السلعي الى ما دون الدرجة ألأُولى التي كان يحضى بها ، وصعد نجم ما أسموه بالأقتصاد المالي ( المضاربات ، اسواق ألأوراق المالية والبورصات ، بنوك ألأتمان والتسليف المحلية والدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين )، وسهلوا للأفراد والشركات والدول ، ألأقتراض، بفوائد مقبولة . وبدا ، خلال الخمسين سنة الماضية وكأن كل المشاكل حُلت ، الى أن تشبعت السوق العالمية هي ألأُخرى ب " فوائض السلع المالية " ، ويا فرحة المادامت ! ، وأذا بالفقاعة المالية تنفجر ، وكانت ذروة انفجارها في اواسط ايلول من سنة الفين وثمانية . منذ وقت والفقاعات الصغيرة تنفجر هنا وهناك قبل ألأنفجار الكبير ، وبذا كانت مؤشرا منذرا لما سيحدث ، وقد بحث اللصوص ألأثرياء في خططهم البديلة عما يجعل دولاب ارباحهم يستمر في الدوران ، فوجدوه في الحرب ألأرهابية العالمية المستمرة !
وحتى هذه الفقاعة التي نفخوها في بداية هذا القرن ، انفجرت هي ألأُخرى بسبب مقاومة الشعوب والأمبرياليات الناشئة في الشرق التي تبحث عن حصص لها تساوي قوتها النامية . مارد الشعوب النائم المخدر بدأ يتململ ، بل ويستيقظ ، ايقظته الحروب وفضائحها ، والتقشف الذي فرضته البنوك والدائنون على الحكومات المدينة ، والبطالة المتزايدة وصعود ديكتاتوريات يمينية فاشية حتى في دول الديموقراطيات البرجوازية الغربية وتوابعها .
ألسوق العالمية مشبعة بفوائض السلع والأموال ، فأذا اعاد ترامب تشغيل المصانع فلمن يبيع ، هذا اذا كان هدفه ليس ألأنكفاء الى الداخل والأكتفاء الذاتي فقط ، اما اذا كان هدفه ألأكتفاء الذاتي فقط ، فكيف يمكنه تعديل ميزانه التجاري وباقي الموازنات لصالحه الا بالتصدير الى الخارج ، وكيف يمكن لحكومته ، بالتالي سداد اكثر من عشرين ترليون دولار ( ديون محلية للبنوك والشركات وديون خارجية اكثرها للصين ) ؟؟
انه يقول انه سيلغي الاتفااقيات التجارية واتفاقات الشراكة ألأطلسية وغيرها كثير ، ولأن حكومته مدينة للصين" اكثر من شعر راسها " فهو يهدد الصين ويتوعدها متهما اياها بالنهب المنظم لأنها تتبع سياسة خفض العملة ، الى الحد الذي جعل الصين ترفع سعر صرف عملتها - اليوان بالنسبة للدولار كأجراء احترازي ، مسقطة ذرائع ترامب التحرشية !
اذا كان هدفه ألأكتفاء الذاتي فكيف سيسدد الديون ؟
لايستطيع تسديد الديون الا بالتصدير الى الخارج ، وكيف ذالك وهو يقول انه سيلغي االأتفاقات التجارية ، وأذا عدل عن رأيه بعد ان يصطدم بالواقع ، فأي سوق تستقبل منتجاته والسوق العالمية مُغرَقة بالفوائض ألأنتاجية ، حتى اذا حدثته نفسه لم لا نستطيع نحن ، ايضا ،أذا كانت الصين تستطيع ان تصدر وتحقق نسبة نمو تَقرُب من السبعة بالمائة ؟!
الصين ، يا سيد ترامب ، تعدادها مليار وثلاثمائة مليون ، وهي تحاول تشغيل كل القادرين على العمل لزيادة ألأنتاج من جهة وتوسيع السوق المحلية لتصريف منتجاتها من جهة اخرى ، ولا يهمها ان تبيع بسعر الكلفة او دون ذالك في السوق العالمية كاسبة تشغيل عمالتها ودفع اجورهم ، فهل هذا ممكن في الولايات المتحدة الترامبية ؟!
الطغمة المالية النيوليبرالية الحاكمة ( الوجوه والأقنعة ) تحاول ان تلعب لعبة مزدوجة ، فهي تدعم ترامب ( صادق المجمع ألأنتخابي المشكل من الحزبين على نتائج ألأنتخابات ) للعودة للأقتصاد السلعي ، عالمة مسبقا بأستحالة هذه العودة ، معرقلة اي محاولة لعودتها في المستقبل ، وهي أفسحت الطريق لهذا الساحر ألأفتراضي مع علمها ان الروس ساعدوا ترامب ، الكترونيا ، على الفوز . انها تحاول كسب الوقت كي تلتقط أنفاسها وتعيد حساباتها لما يمكن ان تفعله تاليا ، لأنها لاتعرف على وجه التحقيق ماذا يمكنها ان تفعل ، فهي تعيش حالة الصدمة والأنكار !!
المنيية أنشبت أظفارها فيهم والفوا كل تمائم ، التقشف او ضخ السيولة قي السوق او الحروب ألأرهابية ، لاتنفعُ !
جثة نظامهم تتفسخ انى أرادوا يسندوها !
ألأشتراكية هي الحل ، لكن هذا الحل هو ألأعتراف بالموت !
لايمكنهم ألأعتراف بذالك !
نظامهم مات ، والنظام البديل لم يولد بعد !
النظام الجديد يولد من رحم النظام القديم ، لكنهم يعملون بكل ما أُتوا من حيلة ومن قوة على قتل الوليد داخل الرحم والحيلولة دون ولادته !
العنف قابلة التاريخ ، قال ماركس !
اذن عنفهم ألأرهابي يجب ان يُواجه بما يقابله من العنف الجماهيري الثوري !
يجب تحوبل الحرب ألأرهابية العالمية المستمرة ( الحرب العمودية بين ألأديان والطوائف والقوميات والأعراق والألوان – الخ ، حيث يبيد الذين لايملكون والمفقرين بعضهم بعضا ) الى حرب طبقية ، الى صراع طبقي ، سياسيي وأقتصادي وفكري ، افقي ، بين ألأقلية السارقة وألأكثرية المسروقة ، اي كشف القناع الزائف للصراع بأظهار الوجه الحقيقي لهً !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا