الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبيعة والأطفال*

أمين شمس الدين

2017 / 1 / 13
الادب والفن


الطبيعة والأطفال*
لا يبدأ تذوق الجمال والفن في قاعة المحاضرات، ففيها ينشأ ويقوى، هذا إذا كان نفس المحاضر يفهم معنى الطبيعة والفن بالفعل، والذي للأسف نادراً ما نلاحظه في أيامنا هذه. ولا يبدأ تذوق الجمال والفن في صالات المتاحف والمسارح، ولا في قاعات الحفلات، فهناك المجال لكي يتوسّع ويكتمل ويتعمّق. أما بداية التذوق الجمالي والفني فهو هناك، حيث ينشأ توارد الأفكار والإحساس الخيالي، والذي بدونهما يستحيل إدراك ماهيّة الفن.
والشخص كبيراً كان أم صغيراً إذا لم يقف أمام السُّحُب متأمّلاً، مندَهِشاً، ومتعَجِّباً.. ولَم تَبدُ له هذه السُّحب والغيوم كالجبال، أو كرغوة من الصابون، أو كالشَّعَر، أو الرِّيش، أو كَلَوْحَة رسمتها يد فنان، أو مثل تبَدُّل الألوان الخيالي لِجِلْد الحيوان.. إنْ لم يكن الأمرُ كذلك، فلا داع إذن أن يذهب هذا الشخص إلى أيّ معرض للصُّوَر.. لا إلى معرض تريتياكوف في موسكو، ولا إلى متحف الأرميتاج في لينينغراد، ولا إلى اللّوفر في باريس، ولا إلى البرادو في المدريد.. حيث لن يفهم شيئاً من فنون وأعمال إيل غريكون ولا فروبيل، ولا مايكل أنجيلو، ولا رِينوار، ولا فنون وأعمال سلْفادورْ دالي.. وإذا فقد الإنسان أو ضَمُرَت لديه الأفكار والأحاسيس الخيالية، لا يمكن أن تُفْتَحَ أمامه أبواب الفَنّ، وسيكون بالنسبة إليه عبارة عن دائرة مُغلَقة لا مفتاح لها.
إذا أخرج شخص ما ذبابة من كوب من الكُمبوت (عصير فواكه مُحلّى) كانت قد سقطت فيه، ولم يهتم ولم يتعَجّب عمّا سَيَحصل للذبابة فيما بعد.. فهذا شيء لا يمكن فهمه! وإذا أُخِذَتَ هذه الذُّبابة المسكينة بواسطة ملعقة، ووُضِعَت على طاولة، فإنها سَتُحاول الزّحف وجناحاها ملتصقان على بعضهما البعض تاركة وراءها خيطاً من عصير الكُمبوت، والذي يزداد دقّة شيئاً فشيئاً مع حَرَكة الذبابة للأمام، حتى ينقطع في النهاية. ثم تتوقف الذبابة، ولَعلّها بعدئذ تقوم بعمل ما! فهي ستَمسَحُ قوائمها على الطاولة، دون أن تنطق بشيء، ثم تبدأ بِمَسح جناحَيها بواسطة طرفيها.. تَلطُمُ بعهدها قليلاً بِجَناحيها حتى تتأكد ما أنهما جاهزين للعمل. بعدئذ تَضُمُّ رأسها بواسطة أذرعها الأمامية. وحين تتأكد بأن حالتها جيدة، عندئذ تنطلق الذبابة طائرة.
إذا لم يبتَسم الإنسان، وإذا لم يظهر له بأن الذبابة قد شاكسته، وإذا لم يَفْطَن بأنّنا والذبابة أقرباء، فإن هذا يعني انقطاع وضمور توارد الفكر والإحساس الخيالي لديه. ومثل هذ الشخص لن يصبح منه كاتباً ولا شاعراً ولا فنّاناً..
أَعيدوا النظر فيما كتب تولستوي، وتشيخوف، وتورغينيف، وأرساكوف، وبوشكين، ويِسينين، وماياكوفسكي.. تذكّروا ما حتوت مؤلفاتهم وأشعارهم من عمق الفكر والحس الخيالي، وكيف تترابط وتتداخل وتتشابك مع بعضها أفعال ومشاعر وعواطف ومصائر الإنسان والحيوان.
تَذَكّروا "الطائر الأم" لِتورغينيف، الذي يتظاهر بالألم بشكل مأساوي حين حدّق به الخطر، من أجل صرف نظر الكلب عن العش الذي تتوارى فيه صغاره.
تذكّروا "الكلبه الأم" للشاعر يسينين، والتي سلبوها صغارَها، وأغرقوهم في النهر. تذكّروا له كذلك "لِكَلبِ كاتشالوف". لقد عَرَفتُ هذا الكلب، جميل جدا، بنّي اللون مع شيء من السواد. هل تتذكّرون؟:
عزيزي جيم،
لقد كان بين ضيوفك بعض من هؤلاء
وآخرون من أولئك.. ولكن:
التي كانت أكثرهم سكوتاً وحَزناً.. أين هي الآن؟!
ألم تَحضُر إلى هنا ولو بالصدفة؟
سوف تأتي.. أضمنُ لكَ ذلك
وإن شاهَدتَها ولو بِغيابي
تَمَعَّن في تأمُّلات عَيْنَيْها الكَئيبتَين
ونيابة عني قبّل يدَها بِرِفق
من أجل أن تَغْفِرَ لي عن كُلِّ شيء
كُنتُ به مُذنِباً أو غير مذنب

وحديث ماياكوفْسْكي مع الحصان الذي كَبا:
لا يا حصان.. لا
ماذا تَعتَقد.. أَأَنّكَ أسوأ منهم؟
طِفلي
جميعنا خيول إلى حد ما.. بيد أنّ
كلُّ واحد منا.. على طريقة ما.. حصان

لم تَكُن لِهذه التُّحَف أن تُخلَق لولا توارد الأفكار والأحاسيس في الخيال.. نعم، وفي العلم كذلك. فبدون توارد فكر الخيال العلمي لن تستطيع أن تخلق أيّ فَرَضية علمية، ستبقى طوال حياتك جالساً على القواعد الأولية والبديهيّات.
إن توارد فكر وإحساس الخيال العلمي- هو بداية الطريق المؤدي إلى الاكتشافات العلمية. وتوارد الفكر والإحساس الخيالي أو العاطفي- هو أساس الطريق المؤدي إلى الاكتشافات الفنية المحسوسة، أي الجمالية.
والموهِبة أو النبوغ من الناحيتين العلمية والفنية- هي القدرة على رؤية أو ملاحظة الأشياء، التي لا يراها أو يلاحظها الآخرون، هي أن تفهم وأن تحس وتشعر بذلك الشيء، الذي لم يفهمه ولم يشعر به غيرُكَ من قبل. إضافة إلى قدرتك على نقل هذه الأشياء الجديدة، أي الأفكار والأحاسيس إلى الآخرين.
من أين يبدأ الطريق إلى المعرِفة والإحساس؟ أين هي نقطة البداية؟! إنها تكمن هنا وهناك.. في التعجُّب بما يُحِيط بنا، والاستغراب به، وفي القُدرَة على الاندهاش، والرغبة الجامحة في الكشف عن كنه الشيء الذي دعاك للاستغراب، ومن ثَمّ نقل المعرفة الجديدة للآخرين، إما عن طريق تنظيم الشِّعر، أو عن طريق رسم لوحات فنية، أو عن طريق تنسيق الألوان، أو المعادلات الرياضية والتفاعلات الكيميائية..الخ.
علِّموا الصغار على التعجّب. علّموهم على أن يتوقّفوا عند المجهول وغير المعلوم. علّموهم حُبّ المعرفة وتَفهّم الأشياء.
كُنتُ ذات مَرّة أَتَمشّى بمحاذاة النهر، عندما شاهدتُ فتاتين إحداهما تبلغ إثني عشر عاماً تقريباً، والأخرى في حدود السابعة. تَوَقّفت الصغرى فجأة وصاحت: " نينا، أنظري، يا لها من ضِفدعة مُضحِكة، لها فقاعات على خَدّها!". غَضِبَت أختها الكبرى، وقالت: "ماذا بِكِ؟ ألم تري ضفدعة في حياتكِ؟!، إنهم بانتظارنا على العشاء، هيّا"..
كَيفَ لِفتاة كهذه وفي عامها الثاني عشر، أن لا تقِفَ وتتأمل هذه الضِّدَعة المُضحِكة. ولا تريد أن تفهم لماذا هذه الفقاعات على خَدّها؟!
أَذكُرُ حتّى الآن، عندما كُنتُ صغيراً، حين جاءني جاري كولْيا وهو يركُض، ويحمل بيده ضِفدَعة صغيرة، رماديّة اللّون. لم أفهم آنذاك لماذا كان كولْيا يريدني أن أراها. أما هو، فقد قَلَب الضفدعة على ظهرها. وما أن قام هو بذلك حتى أخَذَت عينايَ تُبَحْلِق في هذه الضفدعة.. كان لونُ بطنها برتقالياً بشكل غريب، مع خطوط سوداء. والآن أعرف بأنها كانت ضفدعة عاديّة. أما في ذلك الوقت فقد كانت بالنسبة إلي أعجوبة حقيقية. أَحْسَنْتَ يا كوليا!
لا أدري بالضبط كما كان لنا من العمر آنذاك. قد كنتُ في العاشرة وكوليا في الثانية عشرة. كان باستطاعته أن يصفر بإصبعيه، أما أنا فقد مكَثتُ بعدها سنوات لا أتقن التصفير بالأصابع. قد تَتَصوّرون بأن كوليا أصبح بيولوجيّاً؟ لا، على الإطلاق ليس كذلك، إنما أصبح رياضيّاً فذّاً، دكتوراً في الرياضيات. أنظروا إلامَ قادهُ حُبُّ الاستطلاع الشديد، وشغفه بالمعرفة!!
ليس من الصعب التعجّب والاندهاش من الشيء النادر أو من الشيء العجيب. فالبقرة تتعجب لكسوف الشمس. المهم، هو- التعجب والتفكُّر بالشيء العادي الذي لم يُبْدِ به أحد اهتمامه، والذي يُميّز الإنسان المُفَكِّرِ عن غيره، هو اهتمامه بالأمور العادية وكشف أسرارها. فهناك تنمو الموهبة ويسمو النبوغ..
سقوط التفاحة الناضجة عن الشجرة أمر عادي جداً. أما نيوتن، هذا العالِم الشهير فقد اكتشف بهذه البديهة قانون الجاذبية الأرضية، مُدْرِكاً لماذا سَقَطت التفاحة عن الشجرة. فمن المهم جدا معرفة كيف حدَث هذا.. والعملية دقيقة بالضبط. كل الناس قبل نيوتن شاهدوا كيف يسقط التفاح والحجارة والطفل.. الخ. لكن لم يندهش ولم يستغرب من ذلك أحد. ولمَ الدهشة أو الاستغراب؟ التفاحة ثقيلة ولذلك سَقَطَت.
غير أنه كان هناك ما يستجلب الدهشة والتعجب والتأمل! فالجاذبية الأرضية كما نعلم- هو اكتشاف علمي كبير في هذا العالم.
المطَر، هذا المطر العادي الذي يهطل، فيم التعجب منه؟ كل شيء مبْتَلّ ورطب ليس إلاّ. إبقَ في المنزل، أو خذ معكَ الممطرة (الشمسية) عندما تخرج. ماذا غير ذلك ممكن أن يطرأ على البال؟ أي توارد للأفكار ممكن أن يكون هنا؟.. لا، بل هناك حشد من توارد الأفكار والأحاسيس، إذا ما ملك الشخص توارد خواطر العاطفة.. توارد خواطر الخيال.. والفكر..

ذَهّبٌ.. ذَهَبٌ.. ينزل من السماء
يَركُضُ الأطفال.. يصرخون.. مع هطول المطر
سَنَجمَعُه يا أطفال.. كله.. قطرة.. قطرة
لكننا سَنجمعه.. غلالاً ذهبية
عَنابر مليئة بالخبز العَطِر..

هذا لنكْراسوف

قَضَت السحابة الذهبية ليلة
على صَدر صخرة عِملاقة
وهذا لليرمنتوف

هذا الصوت الرائع من البيانو- إنه إميل غيليلس يعزف "بستان تحت المطر".
التعجب والدهشة تولد الفضول، والفضول- ممشى إلى حُب الاستطلاع، وحب الاستطلاع- طريق إلى المعرفة. عَلِّموا الطفل أن يتعجّب، نَمّوا فيه الفضول. علّموه ليس فقط أن يتطلّع ويشاهد، ولكن أيضاً أن يرى بِبَصيرته؛ ليس فقط أن يسمع، ولكن أن يُصغي كذلك.
دعوا الطفل يَتَحزّر الألغاز والأحجيات، وكل ما يحيط به من العالم الحيّ، والذي نعطيه نحن مجتَمِعين مفهوم الطبيعة: الغابات، المراعي، الطيور، الحيوانات.. وكل ما هو حَيّ ويتحرّك.. كل شيء مرئي ومسموع.. كل شيء يَنمو ويُزهِر، يتنفس ويُصدِر صوتاً، يُغني ويطير ويركض.
فَلْيَكن بالنسبة لِصَغيرنا من الأشياء المسلّيَة- أن يعرف التمييز بين شجرة وأخرى. فَلْنَجعَل له رغبة في أن يعرف ما الشيء الذي يُطلق صَفيراً رائعاً متقطّع. فَلْنَجْعَله في آخرِ الأمر أن يرى ذلك الطائر الذهبي ذي الجناحين السّوداوين- الصُّفّير. أنتم الآباء شاهدتموه، وإلاّ فحاولوا أن تَروه، سوف لن تندَموا. إنه طائر الجنة البديع.
فَلْيَعلم أطفالكم بأن الغُراب الأسْحَم ليس زوجاً للغراب الجيفي. هل تعلمون أنتم هذا؟ إنني متأكد بأن كثيرا منكم عرف هذا الآن، وللمرة الأولى. فالغرابان طائران مختلفان تماماً.
إن إرساء حُبّ الطبيعة والحيوان في فكر أولادكم – ليس فقط بداية لتنمية الشعور الجمالي والمعرفة العلمية فحسب، ولكنها أيضا بداية للجمال الخُلُقيّ والأدبيّ. عَلّموا أولادَكم حُبّ الطبيعة والحيوان.
والحُبُّ يعني قبل كل شيء الشفقَة أو الرّحمة. والحُبُّ بدون هذه الصفات لا يغدو حُبّاً بمعناه الحقيقي، بل يُصبح رغبة في التَمَلّك والحيازة والتَّمتُّع.
لَمْ يقولوا في القرية الروسية القديمة "لَها ابنٌ جيدٌ، إنه يُحِبُّ أُمَّه"، إنما قالوا " لَها ابنٌ جيدٌ، إنه يَشْفَقُ على أُمِّه".
فالرّحمة والشرُ إنما تُغْرَسُ في الإنسانِ من السنة الأولى لأيام طفولته، ورُبّما قبل ذلك. وهُنا فمن الطبيعي أن لا ينشأ الطفلُ شِرِّيراً، بَيْدَ أنّ كلَّ شِرّير وشَقيّ بدأ من الطفولة. لا يَحدُث بأن يكون شخص ما عاشَ معظَم حياته لطيفاً وكريماً.. وعندما بلغ الأربعين من عُمره يقتلُ أحَدَ المارّة بقطعة حديد بقصد أن يسلب منه قُبّعته!
وهكذا، فالشخص الذي يقتُلُ مُعَمِّراً أو امرأةً أو طِفلاً من أجل مصلحة ما- هو شخص فاقد المشاعر وأحاسيس الشفقة العادية. لذلك نلاحظ أن الطفلَ يُولَدُ، لكِنّ الإنسان يُصنَع من لحظة ولادته. إنه يُرَبَّى بواسطة البيئة المحيطة من أهل وأقارب وأصدقاء، ومن المدرسة. لا يولَدُ الطفلُ شفوقاً ولا شِرِّيراً. فلا وجود هناك لِجينات شفقة وجينات شَرّ. هناك صفات وسَجايا مثل المزاج، والحماس، والطّبْع، والخُلْق.. وغيرها. تلك هي التي تخلق البطَلَ والشِّرّير. يعتمد كل ذلك على تربية الطفل وتنشئته. فالتربية تَنصَهِرُ عن كل ما يَمَسّ الإنسان الناشئ من محيطه. علماً بأن خصال الخُلْق الرئيسة تتكون من أوائل أيام الطفولة. كما تلعب علاقات الطفل مع الطبيعة والحيوان دوراً هاماً في تربيته ونشأته. ويجبُ أن نُدرِك على الدوام بأن إعادة تربية وتَقْويم الإنسان ومحاولة تغيير صفاته شيء غير ممكن، بل محال. لقد فات الأوان، ولن يجدي بعده العقاب، حتّى ولن تُجدي السُّجون.
يمكن أن يَكُفَّ الإنسان خوفاً عن السَّرِقة، أو عن القتل، أو فساد الأخلاق وغير ذلك.. إلاّ أن القهر ليست وسيلة لإعادة التربية.. إنما هو كَبْحُ لِجام- والذي يُعتَبَرُ أكبر ضمانة سلبية لتحسين قواعد السلوك الإنسانية. وهكذا، فتربية الإنسان الجيّد شيء ممكن، بل وضروري. أما إعادة تهذيب الشِّرّير فشيء صعب للغاية، ويغدو أن يكون من المستحيلات. فالإنسان يجب أن يبتسم ويضحك، وأن تكون له أمانٍ وأحلام. فإن هو لم يَتَمَنَّى ولم يَتَخَيّل، فعَيشُهُ من العَدَم. ليست هناك شعوب بدون أساطير. وفي الأساطير والحكايات تكمن مواهب ونبوغ كل شعب وفكاهاته.. تكمن فيها فلسفة الشعب وأحلامه وخيالاته.
------------------------------------------------------------------------------
* عن مجلة "العلم والحياة" عدد 1، موسكو، 1983
بقلم/ سيرغي أبرازتسوف- أديب روسي
الترجمة عن الروسية/ د. أمين شمس الدين الشيشاني، 1984








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم