الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سد الموصل في ميزان التحالفات الدولية

رمضان حمزة محمد
باحث

2017 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ الحديث مجددا عن المخاطر التي ستنجم عن انهيار سد الموصل بالمقالة الروائية التي نشرها الصحفي الامريكي دكستر فيلكنز مراسل صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قي الثاني من كانون الثاني الجاري 2017 تحت عنوان مشكلة أكبر من داعش؟ وأين يتجه الحديث عن المخاطر عن اية أنهيار لسد الموصل وهل انهياره سيؤدي الى إحداث موجة هائلة التي يمكن أن تقتل أكبر عدد ممكن من الناس وما يزيد عن مليون ونصف نسمة من سكان العراق.
إذا نرجع بالذاكرة الى العام 2006 والى تاريخ نشر هذه المقالة ستكون الصورة التي اراد الامريكان ان تصل الى الحكومة والشعب العراقي من خلال سيناريوهات الانهيار التي رسمها الفيلق الهندسي للجيش الامريكي ستكون اكثر وضوحا من ذي قبل حيث كان التركيز على إنهاء السد وكونه آيل الى الانهيار في أية لحظة واردا على لسان كل القيادات الامريكية عند الحديث عن مستقبل العراق وكانت المفاوضات مع الشركات التي ارادت ان تعمل وتشارك الحكومة العراقية في ايجاد بعض الحلول لمشكلة اعمال الحقن والتحشية واستيراد اجهزة متطورة والاستفادة القصوى من الكادر المحلي الذي يملك خيرة واسعة وكبيرة لا يستهان بها عالميا عند الحديث عن مشاكل معالجة السدود باعمال الحقن والتحشية وكان ذلك قبل ان يطرأ التغيير المفاجي في انتخابات الولايات النتحدة الامريكية للكثير من المراقبين بفوز دونالد ترامب بالرئاسة ودخول روسيا بقوة الى الساحة من خلال البوابة السورية وبدء التهالف الجديد التركي الروسي الايراني
كان احد اهم الاسباب التي كانت تدفع بالحكومة الامريكية الى تكرار الانهيار اللحظي لسد الموصل هو اكمال او قرب اكمال سد اليسو التركي الذي كان ولا يزال موضع جدل كبير اثناء مرحلة التصميم والتفيذ حيث السد مصصم بنفس السعة الخزنية لسد الموصل اي ما يعادل (11) مليار متر مكعب وكانت الفكرة التي تبنتعا امريكا لاجارة ملف الطاقة ان يكون للعراقيين دور مهم في امدادات الطاقة من النفط والغاز الطبيعي وان تكون تركيا هي صاحبة اليد العليا في ملف المياه وهذه صعبة التحقيق بوجود حزين مياه استراتيجي في حوض سد الموصل
وعند الحديث عن المشاكل الهندسية والمعطيات الجيولوجية نرى بان معظم السدود الكبيرة لها جانب معين من هذه المشاكل ولا يستثنى سد اتاتورك العملاق والعمود الفقري لمشروع جنوب شرق الأتاضول والمعروف عالميا بمشروع" الكاب" مهذه المشاكل ومنها تموضع السد في منطقة تقاطع فالق الاناضول ذو الاتجاه شمال-شرق والفالق الذي يمتد من منطقة البحر الاحمر مارا بفلسطين –لبنان وسوريا ويتقاطع مع فالق الاناضول عند موقع سد اتاتورك وهذه تعد اهم نقاط الضعف عند اختيار الموقع وسيظل هاجس التخوف من إصابة هذا السد بخلل يؤدي الى تشوه جسم السد او بعض منتشآته الى الضرر عند حدوث اية هزة أرضية قريبة من منظقة السد يزيد عن خمسة درجات على مقياس ريخير وكلما كان شدة الهزة وقوتها اكثر كلما كان الخطر المحدق بالسد ومنشآته اكبر وبالتالي إحتمال انهياره اكثر. يضاف الى ذلك احتمالية تعرض السد الى الهزات المحتثة التي تنجم من تلاطم الموجات المائية داخل بحيرة وخزان السد التي صمم ليخزن حوالي 48 مليار متر مكعب من المياه مما يزيد من اختمالية الخطورة على جسم السد ومنشآته وكذلك لا ستثنى هذه السد من مخاوف النزيز من الاسس والاكتاف حاله كحال سد الموصل ولكن بالتأكيد بدرجة اقل بكثير لان اسس السد تتكون من ضخور الحجر الجيري الدولومايتي والتي تمتاز بكثرة التشققات والهشاشة في بعض مكوناته
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه الهالة الاعلامية على سد الموصل دون سواه من سدود العالم التي لديها مشاكل هندسية - جيولوجية وفنية ترتقى الى نفس مستوى ودرجة الخطورة في سد الموصل ولكنها تعالج باساليب علمية ومتابعة ومراقبة مستمرة من قبل حكومات تلكم الدول وتدقيق واستشارة مستمرة من مجلس الخبراء العالمي للسدود.
لعل الجواب يمكن في ان سد الموصل له بعد سياسي في إعادة تقسيم ورسم خارطة جديدة للمنطقة بدون سد الموصل ولهذا فان سد الموصل يعد مركز الثقل في ميزان التحالفات الدولية وفرار إنهانه واخراجه من الخدمة كان عربون حسن النية من الامريكيين الى تركيا لكي تنعم تركيا وتنفرد بحكام السيطرة على ملف المياه في منظقة الشرق الاوسط الجديد وما الالحاح التركي في التدخل في الشأن السورى أثناء بل وحتى قبل ايام الربيع العربي الا للسيطرة التامة على مصادر المياه في المنطقة وما داعش الا احد ادوات تركيا لخلق الفوضى الخلاقة في المنطقة وتحت حجاب داعش ارادات تركيا التحرك والسيطرة على الموارد المائية وبالاخص مشاريع السدود والخزانات في كل من العراق وسورية وكذلك آبار النفط للابقاء على ديمومة الحكم والسيطرة وفرض سلطة الامر الواقع الا ان الرياح لم تجري بما تشتهي السفان"الربان" التركي واتقلب السحر على الساحر منها اسقاط الطائرة الروسية عندما استعجل الاتراك وغرهم انتصارات داعش في العراق وسوريا ولكن المفاجئة الغير المحسوبة والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت مدينة "كوباني" الكوردية في سوريا عندما وضع الكرد في سوريا ارواحهم فوق أكفهم وكانت للمرأة الدور التي اشيد بها عالميا عندما كانت تتقدم الصفوف لتحرير الارض من داعش وكسر شوكتهم وتوالت الانتصارات الكوردية بتحرير ومسك الارض هنا تبادلت الادوار وبداء ملامح انسحاب الاتراك من الحلف الاميركي تظهر رويدا رويدا للمراقبين لا لشئ إلا لكسر ودحر همينة الكورد على الارض لان موقع الكورد واراضيهم تسيطر على منابع ومسارات الانهار في تركيا ولو كان اراضي الكورد في غير هذا الموقع من مصادر المياه لما لتركيا هذا العناد والحرب الشعواء ضدهم والتوجة بالتودد الى الحلف الروسي الايراني .
إذن يمكن القول بان مصير سد الموصل مرهون بما يتبلور من احداث وخاصة بعد فوز دونالد ترامب وان الجانب الفني برأيئ يعد ثانويا بما يملك سد الموصل من مقومات سياسية كبيرة يؤهله بان يكون في مركز جذب وشد سياسي وخاصة بان الحجج جاهزة بان تبرز في الاعلام سلبا كأن يقال بان جميع اعمال الصيانة لم تبدي نفعا لان الحطر في اسس السد وأكتافه اصبح جسيما او إذا أرادوا ان يبرز الجانب الايجابي كأن يقال في الاعلام بان الشركة الايطالية المكلفة بصيانة السد قدد ابلت بلاء حسنا وتوصلت الى نتائج مرضية يحول دون انهيار للفترة المقبلة؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا