الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة وتاريخية الفعل

بلال المزوغي

2017 / 1 / 18
الادب والفن


إن نشأة العالم كمفهوم شمولي تتحدد كينونة الانسان من خلاله و تتمظهر آدميته و أنسنته في هذا الكل الاجتماعي او في نسق موضوعي وجد فيه اي يفسر الانسان كحالة موجودة في نسقية الكل و ليس كنتاج وجودي لحدث معين مفارق و خارق للعادة ،و مثلت بدايات نشأة الأنسان ظهور الثقافة و الفن كحالة غير واعية أو كممارسة ماقبل الثقافية اي قبل مفهوم الأنسنة عموما طالما أن ذلك تجلى منذ بدايات الرسم في الكهوف كتعبيرات فنية أستيطيقية تدل على حالة معينة من التراجيديا الانسانية تمظهرت خاصة في فلسفة الخلود و الرغبة في الديمومة اي البقاء الوجودي الذي ظل يحاصر فكرة الموت و ما تحمله هذه الفكرة من التأمل و التفلسف أو القلق بالمعنى الهايدغيري وفق المفهوم الفلسفي الحديث،و مثلت بدايات نشأة الأنسان كذات فاعلة متجذرة في عمق التاريخ و يسجل حضوره بها من خلال الإدراك الحسي بوجوده أنطلاقا من الرؤية اي بداية الفهم كما يشير الى ذلك مرلوبنتي في كتابه العين و العقل ،و ان هذا الفهم أو بدايات التأويل و المعرفة للموجودات الخارجية أمتدت ميتافيزيقيا من صراع المعرفة و الخلود أو لنقل الاختيار و الخضوع و نشأة أول ممارسة ثقافية تقوم على الحرية أنطلاقا مما فعله آدم أمام الله وفق سردية و تاريخية النص المقدس سواء القديم و الجديد أو القرآن .
أما سوسيولوجيا و أنتروبولوجيا فأن حالة الاستقامة الانسية ومثلت بداية للتحرر من عجز الجسد و بداية التفاعل مع الموجودات أي النظر الى الطبيعة و تحسسها ماديا و رمزيا وهو ما أحدث أنتقال نوعي للانسان في مستوى بنيته الذهنية و ممارساته الثقافية و الاجتماعية ليتفاعل مع الموجودات وفق محددات معينة تطورت تدريجيا لتنشأ ثقافة مشتركة لشعوب معينة و ثقافات متعددة حسب سياقات تاريخية لا أحد يشك في تحددها و تطورها .
و من هنا ننظر الى الثقافة كنتاج بيولوجي و تاريخي و ذهني متجدد و في تغير مستمر وفق ما تقتضيه سياقات و عوامل التغيير الاجتماعي و مقتضيات للمرحلة التاريخية طالما أن الثقافة هي نتاج لقوى معينة مرتبطة بما هو مادي و بما هو رمزي و يفسر هنا كارل ماركس الثقافة أنطلاقا من المراحل التاريخية الكبرى التي أنبنت عليها المجتمعات من البدائية و صولا الى قيم المجتمع الشيوعي من خلال ثنائية البنية التحتية والفوقية و مقتضيات الصراع الطبقي،
أما من حيث الممارسة اي الفعل السوسيوثقافي فأن جذورها تمتد منذ نشأة الأنسان كذات متحررة بيولوجيا أي تحرك الأطراف و بداية السيطرة على الفعل و النظر الى الطبيعة كمكان للفعل كما يشير كلود ليفي ستروس الى أن الثقافة هي كل ما يضاف على الطبيعة أي الفعل الأنساني الذي في علاقة مباشرة مع العالم الخارجي أنطلاقا من الدراسات الانتروبولوجية الذي قام بها .
و في هذا السياق نشير الى أن الثقافة ممارسة مرتبطة بما هو مادي و رمزي و تاريخي و ذهني و نشأت منذ بدايات الوجود الأنساني سواء في مرحلته البدائية التقليدية أو في مراحله الحديثة أنطلاقا من التقسيم الدوركايهمي للمجتمعات ،
و ان مع ظهور قيم ثورة التمدن يجب النظر الى الثقافة من أبعاد مختلفة جديدة معاصرة يتداخل فيه السياسي و الديني و الفكري و النظر اليها كمفهوم متجدد و مستمر خاصة بعد مرحلة ما بعد العولمة الثقافية.
التي انتصرت لقيم فوكوياما و فلسفة الانسان الأخير المهيمن مما يدفعنا الى الحديث و الدفاع عن التعددية الثقافية التي أكدها هابرماس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث