الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ادلب

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر استانة في كازاخستان ,نشطت في الايام الاخيرة الغارات الامريكية على مواقع جبهة النصرة والجماعات الاسلامية المُتطرفة الاخرى مثل كتائب نو الدين زنكي والحزب الاسلامي التركستاني وغيرها, والتي تتواجد معاقلها العسكرية المحصنة بكثافة في محافظة إدلب ... وهي جماعات تتمتع كما نعلم بدعم وإشراف وتوجيه كامل من القيادة التركية الاخوانية بزعامة أردوغان ..... ولكن هذه الغارات الامريكية تبدو على غير العادة فعالة بتدمير بعض مواقع المسلحين في إدلب وإيقاع خسائر مميتة في صفوف المُسلحين , بشكلً يُثير العديد من التساؤلات حول حقيقة الاهداف الامريكية من تركيز غاراتها العنيفة في هذا التوقيت بالذات وبدقة غير معهودة على هذه المواقع التي لم يستهدفها بعد الطيران الروسي أو السوري ضمن خططه وأهدافه العسكرية وإن خضعت بشكلٍ دائم للتصوير والمراقبة من الجو والاقمار الصناعية , في الوقت الذي ركز فيه سلاح الجو الروسي والسوري سابقاً على استهداف مواقع المسلحين وتحصيناتهم الرئيسية في أرياف حلب الشمالية والجنوبية والغربية , وفي أحيائها الشرقية ...
وبغض النظر عن الادارة الامريكية الراحلة أو القادمة ... فالسياسة الخارجية والعسكرية والاستخباراتية للولايات المتحدة لاتخضع فقط لاعتبارات الرئيس الراحل أو القادم , وإنما لاعتبارات عديدة تتعلق ليس فقط بالاجهزة القيادية والتنفيذية في البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ومؤسسات الامن القومي , بل أيضاً لتأثيرات متفاوتة من قبل الشرائح الرأسمالية العليا والقوى المالية والبنكية الكبرى ومؤسسات الصناعة الحربية , وكذلك الشركات النفطية والصناعية والتجارية العملاقة , بما فيها شركات تجارة وتوريد الاسلحة على اختلافها في الاسواق العالمية .
ولكننا نستطيع أن نتوقع مجموعة من الاهداف الامريكية لهذه الغارات على النحو التالي :
أولاً : نقل فاعلية وحركة سلاح الجو الامريكي المُنطلق من القواعد العسكرية الامريكية في جنوب شرق تركيا للعمل فوق المناطق الشمالية الغربية من سورية ( جنوب غرب حلب) بعدما كان ينحصر نشاط طيران التحالف الغربي بقيادة الولايات المُتحدة فوق المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا والتي ينحصر فيها تواجد معاقل تنظيم داعش . وذلك لاعطاء رسالة واضحة للجانب الروسي والسوري والايراني مع اقتراب انعقاد مؤتمر استانة بأن الولايات المُتحدة وحلفائها لا تزال حاضرة وفاعلة بقوة في الصراع الدائر على الارض السورية , ولا يُمكن تجاهل الدور الامريكي في أي تسوية (عسكرية كانت أم سياسية) للازمة السورية.
ثانياً : اعطاء رسالة قوية للمجتمع الدولي وللرأي العام الامريكي والشرق أوسطي والاوروبي ... بأن الولايات المُتحدة وحلفائها لم تكن يوماً ما غير جادة في محاربة الارهاب والتطرف الاسلامي وتنظيمات القاعدة , على غير ما تدعي القيادة الروسية وحلفائها في سوريا وإيران , وهي رسالة تحتاج اليها الولايات المُتحدة في هذه المرحلة الانتقالية لاعطاء زخم جديد لاستمرار تدخلها العسكري في الازمة السورية , وبالتالي إطالة أمد هذه الازمة بما يؤدي الى استمرار التمزق والانقسام والصراع المسلح والفوضى الامنية في سوريا والمنطقة , وبالتالي الاستمرار في عرقلة الجهود الروسية المُضنية والمتواصلة على الصعيد العسكري والسياسي , لحل هذه الازمة , وبما يًربك ويزيد بالتالي من التورط العسكري الروسي في أوحال الازمة السورية .
ثالثاً : قد تكون أيضاً من أهداف الغارات الامريكية على مواقع الجماعات المسلحة في إدلب والتي تخضع بشكلٍ رئيسي للوصاية التركية , هو إعطاء رسالة قوية وحازمة للقيادة التركية, بأن الولايات المُتحدة من خلال ضربها لمواقع هذه الجماعات وإحداث اصابات مميتة وبالغة في صفوفها وقياداتها, قادرة على إضعاف وتحجيم الدور التركي الجديد في الازمة السورية والذي يقوم على التنسيق مع روسيا وإيران وتجاهل الدور الامريكي والعملاء الخليجيين , وباتالي الضغط على تركيا لكي تعمل وتُنسق فيما يتعلق بالازمة السورية فقط تحت المظلة الامريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة