الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى الحكيم: كأنها تسعون عاماً

عطا مناع

2017 / 1 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ذكرى الحكيم: كأنها تسعون عاماً

بقلم : عطا مناع

مرة اخرى نحاول ان نستحضر خط الدفاع الاول عن ما تبقى لنا من قيم، هو الفشل للهروب من رتابة التجريد، فلم يعد للتجريد وتكرار الفكرة قيمه، فالفكرة كمياه النهر المتدفقة المتناقضة مع وخم المستنقعات التي تحتضن شتى انواع الامراض.

تسعة سنوات على رحيل الحكيم وكأنها تسعون عاماً، هنا يصفعنا الزمان والمكان ليمتص من تبقى لنا وفينا كما الاسفجنة، وهنا نفتقد للأبجدية الاولى حيث تفجر الروح في الجسد الميت حيث الانبعاث من العدم ووحدة الشعار والممارسة.

كأنها تسعون عاماً فشخنا قبل الاوان، ما عادت اللغة هي اللغة، دجنا انفسنا وصهرتنا فلسفة العصر الجديد لنكون ظلاَ باهتا يدور في فلك فكر الهزيمه، لا يغرنا الشكل واستحضار الجمل الجاهزه من ايام الزمن الجميل في مواجهة حتمية الموت.

كأنها تسعون عاماً يا حكيم لتتبخر الفكرة والعقيده، لم نعد ننطق بما كان، لقد تأنجزنا وتحول العمال والفلاحين وفقراء الشعب لمشاريع تطبيعيه بعد ان كانوا سياجنا، وكم نخشى يا حكيم ان نعيش الخزان وتبتلعنا صحراء الهزيمة وأبا الخيزران الذي توالد فينا لينشر فكر الاخصاء كما السرطان.

كأنها تسعون عاماً نقتات على ما تركته لنا ونفاخر بالتاريخ بنظم قصائد الرثاء والاستقواء على ضعفنا وتشتتنا وأبا الخيزران بالاجترار الذي لم ولن ينقذنا من التيه، كأنها تسعون عاماً يا حكيم وفي كل ذكرى نكرر انفسنا وندور في فلك الابجدية لإقناع انفسنا اننا احياء.

كأنها تسعون عاماً ونتخر عقولنا الانقلابات والانسياق كالقطيع وراء الذين تربعوا على عرش الخصخصة فحولوا كل الجميل في عالمنا لفن استعراضي كئيب، وكأنها تسعون عاماً استعضنا بها على المؤسسات التي تعني بالمرأة بالجندر، وانقلبنا على العمل التطوعي والاجتماعي بمؤسسات الانجره والُبكت مني حيث ارتفع منسوب العلف لدى البعض الكبير منا.

لا تستغرب، كأنها تسعون عاماً يخرج علينا بعضنا حيث اتساع رقعة النرجسية اسيرة العنصريه التي تنادي بك كمفكر مسيحي وأنت الذي قلتها بملء فمك انا مسيحي الديانة مسلم التربه اشتراكي الفكر لنعطي انفسنا الحق باعتناق مذهب الانتقائية التي جلبها لنا التشرذم وتساوق وانهزام البعض منا امام السنين.

كأنها تسعون عاماً مرعبه تترسخ في داخلنا الصنميه وأليه الطوطم كما غيرنا، ثقافة الطوطم اسقطت عنا الاختلاف عن الاخر، كيف لا ولم نعد حتى بيضة القبان في السياسة والفكر والايدولوجيا دفعت بنا للتسطيح والتبعية والاتكال على الاخر كطريقة للحفاظ على جلده الرأس.

انها تسعون عاماً ثقيله حيث انهيار الرجال امام الامتيازات لينال مفهوم الفلسطيني الجديد منا، جسدنا ثقافة الذات وطلقنا مفهوم النقد بالثلاث، واستئنسنا للبطالة المدفوعة في اسواق النخاسة السياسة وشراء الذمم، انها ثقافة التعميم التي طالت كثير من العقائديين ليصبحوا حمل زائد يفلسفون الواقع على طريقتهم لتبرير سقوطهم في وهم الامتيازات.

سلام لك وعليك ونحن نعيش زمن نحر الرقاب وانهيار القلاع، سلام لك وعليك فأنت عشت كما غيرك من حجارة الوادي الكبيره الحياة التي تستحق فكان لك المجد والحياة الابدية والفكر الذي سيلهم الاجيال القادمة بضرورة التغيير وكنس كل الشوائب والطوطم الذي يعيش فينا.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ