الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تكمن مشكلة المتأسلمين؟

ياسين المصري

2017 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الأعراف المتداولة بين العربان المتأسلمين أن يقول المرء لمن يسافر: "صاحبتك السلامة". وطالما بقى المسافر في غربته حريصًا ومسالمًا ، صاحبته السلامة بالفعل ، ولكن في الوقت الراهن ، أينما حل المتأسلم في أي بقعة من بقاع الأرض صاحبته مشاكل عديدة ، أقلها ذات الطابع الثقافي المشوب بالشك والريبة والحذر الشديد من هويتة الزائفة التي يحملها على كتفيه وعلى لسانه وفِي يديه والتي تعتمد على ثقافة بدائية مفبركة، تبعث في حضوره رائحة الغدر وكرهية الآخر والإرهاب اللفظي والمادي. لقد فر المتأسلم من الفقر والقهر والعنف والقتل في بلادهم ليعيش في البلدان المتحضرة والمتنورة ، ولكنه يظل يحمل دائما في ذهنه وصايا جلبها عليه رجال الدين وسدنته المُبَجَّلون منذ نعومة أظفاره، وراح يتشبث بها، ليبقى عاجزًا عن استخدام فهمه الخاص دون توجيه من الآخرين .
في يوم الثلاثاء24/1/2017 كتب مجلة ذي إيكونوميست (The Economist) الإنجليزية الأسبوعية ، مقالا مطولا عن الإرهاب في العالم جاء فيه :« يشكل العرب فقط 5% من الكثافة السكانية العالمية، إلا أنهم مسؤولون عن نصف الإرهاب في العالم، وكذلك اللاجئين». ولم تتطرق المجلة إلى أسباب أو مصادر الإرهاب الإسلاموي في مجمله.
بيد أن الرأي العام في البلدان المتحضرة والمتنورة قد بدأ يتجه منذ سنوات وعن قناعة وعزم نحو مشاعر الكراهية الصريحة والعداء الواضح للمتأسلمين وللوصايا التى تكبلهم وتمنعهم عن استعمال العقل . هذه المشاعر لها بالتأكيد ما يبررهما، فتراث المتأسلمين يدعو صـراحة إلى كراهية الآخرين وتكفيرهم والاستيلاء عليهم وعلى ممتلكاتهم أو قتلهم ، الأمر الذي مارسه نبيهم الكريم بوصفه أسوتهم الحسنة. وظلوا لأكثر من 1400 عام يرددون تلك الدعوات ليلًا ونهارًا على منابرهم وبين أنفسهم، حتى وصلت إلى التطبيق الإجرامي الفعلي في عقر دار الأوروبيين ، فكان من المحتم أن تخيف الأوروبيين . لقد ظل العالم منذ نشوء هذه الديانة العنصرية لا يهتم بما يقوله معتنقوها، أو ما يفعلونه بأنفسهم ، بقدر ما كان يهتم بالليالي الحمراء والجواري والغلمان في قصور حكامهم ، ولكن عندما وصل القول إلى الفعل الإجرامي ضد الآخرين الموصومين دائمًا وأبدًا بالكافرين والضالين، تحوَّل الاهتمام إلى شكل قوي من أشكال الكراهية والبغضاء، إذ لم يعد يخفى على القاصي والداني حقيقة الدوافع الكامنة وراء نشوء الجماعات الإرهابية المجرمة على مدى التاريخ الإسلاموي بطوله وعرضه .
وبالرغم من أنَّ خبراء وعلماء الدراسات الشرقية في جامعات الغرب أشاروا إلى هذه الحقيقة بوضوح في أبحاثهم الجامعية منذ زمن بعيد، إلَّا أن أصحاب القرار في أوروبا لم يدركوها ولم يعترفوا بها والتصدي لها في الوقت والأسلوب المناسبين، مما أدَّى إلى تراكم المشاكل السياسية والثقافية بين الشرق الإسلاموي المتخلف والغرب المسيحي المتنوٍّر، وكان من الطبيعي أن تطال تلك المشاكل الوضع الداخلي في بلاد الغرب، مما أصاب الأوروبيون بالخوف والفزع وجعلهم كعادة جميع البشر في مثل هذه الأوضاع، يبحثون عن "مخلِّص" وهذا المخلص لا بد وأنْ يكون ديكتاتورًا مستبدًّا.
إنَّ ظهور شخصيات رئاسية مثل ترامب في أمريكا سوف يقوِّي من نفوذ اليمين المتطرف في دول أوروبا ويبرز الاتجاه الشعبوي والانعزالي لدي شعوبها، ويفرز المزيد من المخلِّصين المستبدين ، فالأحداث هناك تعيدنا مرة أخرى الأوضاع التي سادت في الثلاثينات من القرن الماضي ، حيث انتشرت الفاشية والنازية وأفضت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
بينما الوضع اليوم في المنطقة المتأسلمة يتشابه تمامًا مع عصر ما قبل النهضة أو ”العصور المظلمة“ في أوروبا، حيث استمر سفك الدماء والحروب 1000 عام وتحديدا ما بين 400م و1400م. وكل تلك الحروب التي دارت رحاها في تلك الفترة كانت تحمل الطابع الديني وتكاد تكون كلها قائمة على تبريرات دينية، مما جعل بعض المؤرخين يصفونها بألف عام من الهمجية الدينية. ولكن التاريخ يفهمنا أن البشر لا يتعلمون من تجارب الآخرين، مالم يمروا بنفس التجارب أولا. لا بد لهم من أن يدفعوا الثمن غاليا من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم حتى يدركوا أنه لا مفر من التغيير ، ولا مناص من الإصلاح.
ومن الملاحظ أن ردود أفعال المتأسلمين عامة مازالت تتسم بالسذاجة والسطحية والمراوغة ومحاولة إخفاء الحقيقة التي طالما أخفيت عمدًا من قبل. الكثيرون يقولون أن الإرهاب لا دين ، والتأسلم بريء من الإرهابيين، بينما البعض منهم يضطر إلى الاعتراف بالحقيقة ولو جزئيا وعلى خجل، فمثلا، الأستاذ رامي النشاشيبي، المدير التنفيذي لشبكة المسلمين IMAN "إيمان" في الولايات المتحدة الأمريكية، يعترف بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي نجح في أن "يحتكر لنفسه أجزاء من التراث الإسلامي" ، وهو بذلك يقر بأن التراث الإسلاموي يحتوي على (أجزاء) يحتكرها الإرهابيون لأنفسهم ، ولم يقل ما هذه الأجزاء وما العمل معها؟ ولماذا يخفيها رجال الدين وسدنته عن البشر عمدًا ومع سبق الإصرار.
ويستطرد النشاشيبي قائلا: "لقد فشلت القيادات المسلمة في الوصول للأمريكيين. يتوجب علينا التواصل مع المسلمين وغير المسلمين لإيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام". و يطالب بتوعية الأمريكيين بـ"الإسلام الصحيح"، بدلاً من إثارة مخاوفهم .
ومن ناحية أخرى، نجد أن مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء المصرية : "يؤكِّد على أنَّ اتجاهات الرأي لدى الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالإسلام تدفع المسلمين نحو بذل مزيدٍ من الجهود الحثيثة لإيضاح "الصورة الصحيحة" عن الإسلام والمسلمين، ولإظهار الفرق بين الإسلام والإرهاب وبين غالبية المسلمين والجماعات الإرهابية التي حولت الإسلام لدين عنف وقتل".
ويتابع مرصد الإفتاء قوله بأن "توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة وآراءها تجاه العالم الإسلامي تكشف عن حجم الأفكار المغلوطة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين ومدى الخلط بين "الإسلام الصحيح" الذي ينتهجه معظم مسلمي العالم وبين ما يروج له التنظيمات الإرهابية التي تدعي انتماءها للإسلام".
ويخلص المرصد إلى أن هذه التوجهات تستدعي بذل المزيد من الجهود الحثيثة لتوضيح "حقيقة الإسلام"، وإظهار مدى التباين والاختلاف بين الإسلام والإرهاب، وبين المسلمين والمنظمات الإرهابية التي "احتكرت الدين وحوّلته لدين عنف". وأن هذه الصورة عن الإسلام هي صورة مغلوطة؛ لأن تلك الجماعات الإرهابية لا تمثل الإسلام، وإنما تمثل نفسها، وتعكس تصوّرها الخاطئ وفهمها المعوج للإسلام ومبادئه السمحة".
وأشار إلى "أن هذه التوجهات تلقي مزيدًا من العبء على مسلمي أمريكا للقيام بنشر "الصورة الصحيحة للإسلام" والرد على الأكاذيب الاتهامات التي توصم المسلمين بأنهم يعتنقون ديناً إرهابباً".
يقولون أنَّ كل متأسلم ليس إرهابيًا ، وأنَّ كل إرهابي متأسلم ، وهذا في حقيقة الأمر غير صحيح ، لأن كل متأسلم يحمل في أعماق نفسه جينات الأرهاب القرآنية ومن الممكن أن تظهر هذه الأفعال اللا إنسانية تحت ظرف معين في قوله أو فعله أسوة بنبيه الكريم .
ومع ذلك وبعد ما يقرب من 1500 عام على ظهور هذه الديانة، مازال رجال الدين وسدنته يتكلمون عن "الإسلام الصحيح" و "حقيقة الإسلام" و"الصورة الصحيحة للإسلام"... إلى آخره من الخرافات والأوهام الخادعة والمدلِّسة. إنهم يعرفون تمام المعرفة أنهم هم أنفسهم الذين يخفون "حقيقة الإسلام" عمدًا ومع سبق الإصرار ، ويعرفون تمام المعرفة أن الإرهابيين والقتلة والمجرمين بشتى توجهاتهم هم الذين يعرفون ويظهرون ويطبقون حقيقته الصحيحة ويلتزمون بنفس صورته التي طبقها نبيهم الكريم وعاش حياته ملتزمًا بها في إطار منا السلب والنهب والقتل ومفاخذة صغيرات السن والنكاح المستباح لملكات اليمين .....
لقد بدأ الغرب والعالم أجمع يدرك أن هناك خللًا أخلاقيًّا وسلوكيا في في المنظومة الثقافية الإسلاموية تجرُّ المنطقة الإسلاموية والعالم إلى الفوضى والهلاك ، إنه الخلل الذي يفضي إلى تدمير القيم الإنسانية التي مازال البشر يكافحون من أجل الإبقاء على ما تحقق منها بشق الأنفس.
أدرك الغرب والعالم أجمع أن الشعوب المتأسلمة ليست بعيدة كل البعد عن تلك القيم فحسب ، بل لا تعترف بها وتعمل كل ما في وسعها على تدميرها وإعادة عصور الهمجية إلى الوجود الإنساني من جديد.
أخيرًا أدرك الغرب والعالم أجمع أنهم أمام قوالب بشرية تخضع لغباء جمعي شيمته الغرور والغطرسة وقد رُسِّخ في رؤسهم ثقافة ، وتمكن من تصرفاتهم ومن وجودهم. إن شعوب المنطقة تعيش نفس الفترة المظلمة التي عاشتها أوروبا، ولكن بنكهة بدوية - عربية ذات غلاف من الهمجية الدينية.
لا شك في أن رجال الدين الإسلاموي وسدنته واقعون منذ سنوات في ورطة لا يعرفون كيفية الخروج منها بأقل خسائر ممكنة. فماذا هم فاعلون مع أسوتهم الحسنة وأفعاله المشينة، وماذا هم فاعلون في قرآنهم وما فيه من تحريض على الإرهاب والقتل والكذب والسلب والنهب ... إلخ ، وماذا هم فاعلون في كتبهم الصفراء الموسومة بـ "كتب الصحاح" ، التي كتبها لهم مجموعة من أخبث وأردأ البشر من الفرس كي يضلوا بها أبد الدهر ، لما تحتويه من الأعمال المشينة والتعاليم الحقيرة التي لا يقبلها عقل سوي؟؟؟
ماذا هم فاعلون في مناصبهم وأماكنهم ومكانتهم في نفوس وقلوب الرعاع؟؟ وأخيرًا ماذا يفعل الرعاع أنفسهم عندما يفتقدون الراعي ويتجرَّدون من وصاياه؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام تحت المجهر
على سالم ( 2017 / 1 / 28 - 04:47 )
مرحبا استاذ ياسين بعد غياب , مقالك جدير بالدراسه والاهتمام , يجب ان نعترف جميعا اننا ازاء مشكله غايه فى الخطوره التعقيد الا وهى ديانه الاسلام الارهابيه الاجراميه البشعه واستفحالها فى العالم يوما بعد يوم , مما يدعو الى الاسف والحزن ان الغرب لم يأخذ الامر بجديه تحت ذرائع غبيه اهمها حقوق الانسان , الان هم يدفعوا غاليا جدا نظير غبائهم وعبطهم , الامر جد خطير وكارثى , سمعت ان غالبيه السكان فى مدينه بروكسل العاصمه البلجيكيه من المسلمين والعرب الانجاس ؟؟ كيف تم هذا ؟ هذا بدون شك انتحار ودمار نفسى , كيف لم ينتبهوا وهم يسمعوا كل يوم جرائم داعش الدمويه والذبح وفصل الرقاب , هل انعدمت الحيله عندهم لكى يعطوا الاسلام الدراسه اللازمه , لايوجد ادنى شك ان داعش هى الاسلام الحقيقى ومحمد كان المثل لهؤلاء القتله المجرمين , اتمنى فى صعود اليمين المتطرف فى اميركا واوروبا ان تتغير المعادله وأن يلتفتوا جيدا الى الاعيب السعوديه وكر الشيطان الخبيث , المجرمه السعوديه استطاعت ان تستخدم المال فى شراء النفوس الضعيفه وان ترشى منظومات اعلاميه وسياسيه وتعليميه فى العالم الغربى , السعوديه المجرمه القذره يجب فضحها


2 - كهنة معبد آمون الاسلامي
بشير ال مغشغش ( 2017 / 1 / 28 - 08:18 )
على كل انسان مسلم ان يغتسل جسدا وعقلا من الادران والافكار في آن معا ليتخلص من كل ما علق بجسده وعقله من عفونه لا سيما العفونه الفكريه ويبدا حياته من جديد كباقي بني البشر ولا مناص من التخلص من شراك كهنة معبد آمون وسدنته الا بذلك


3 - لا ينبغي للعقلانيين أن يتجندوا في حرب البرجوازية
جلال البحراني ( 2017 / 1 / 28 - 08:29 )
الإسلام هو الحل؟!
لا شك بأن الإسلام كان حقا حلا عظيما لمشاكل مجتمع الجزيرة العربية الجاهلي وكان أيضا حلا لعبودية كسرى بإيران
كان حلا للمشاكل الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، الأخلاقية إلخ. بعصره
كل الواهمين بكل الديانات يعتقدون بعصرنا بوذيين يهود مسيحيين يعتقدون كما المسلمين بأن الحل يكمن في دينهم! المسلمين واهمين أكثر لأن الدين الإسلامي عالج قضايا حياتية ومشاكل معيشية تمس الأفراد والجماعات في علاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية بعكس أغلب الأديان التي ركزت على الجانب الأخلاقي
لقد استطاعت، الطبقة الرأسمالية أن تشوه وتحيد بذهن الفقراء، عمال فلاحين شغيلة، عن الماهية الحقيقية لطبيعة الصراع الوجودي، صراع الطبقات صراع الاقتصاد صراع السيطرة، هذا ما يفعله ترامب بكل وضوح كما أسلافه
أعتقد بأن مهمة التنويريين، هي تبيان أن الإسلام ليس هو الحل كبرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي، لا يستطيع أن يحل مشاكل القرن، مهمتهم أن يعيدوا لذهن المسلم الوضوح بمشاكل عصرنا، وأن يزيلوا سيطرة الطبقة الرأسمالية على عقولهم المشوشه
بدلا من مهاجمة الإسلام كدين، علينا أن ننقد برامجهم، لقد كان واضحا جدا، غضب الشعب المصري من تجرب


4 - تكملة
جلال البحراني ( 2017 / 1 / 28 - 08:30 )
لقد كان واضحا جدا، غضب الشعب المصري من تجربه الأخوان الفاشلة اقتصاديا، كما السوداني السعودي الإيراني العراقي
ولنلاحظ أن الشعب المصري أزال الأخوان، لكنه لم ولن يبدل دينه، لا ينبغي للعقلانيين أن يتجندوا في حرب البرجوازية


5 - صاحبتك السلامة
محمد البدري ( 2017 / 1 / 28 - 14:33 )
اقوال مثل صاحبتك السلامة، والسلام عليكم ... كلها تدل علي طبيعة العلاقات وقت ان نحت البشر لغويا تلك المقولات اللفظية. انها مقولات اسلامية بجدارة لانها نابعة من مجتمعات قطاع طرق وعلي المسافر او المغادر ان يتوخي السلامة تامينا لنفسه ولمتاعه. بل ان الضيف او القادم يلقي السلام تجنبا للعدوان واملا في الامان. انه الاسلام بصورته الخام كما افرزته مكة ويثرب وقت نشوء الاسلام كمنظومة حياتية قوامها سلب ونهب وقتل الناس في الواقع والتخفي وراء قضية بلهاء لا اساس لها اسمها كفر وايمان. انهم قطاع طرق ولصوص يا عزيزي والسيرة النبوية والقرآن خير شاهد علي ما اقول. تحياتي

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية