الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان مؤتمر الأستانة لحل الأزمة السورية في الميزان

عليان عليان

2017 / 1 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


بيان مؤتمر الأستانة لحل الأزمة السورية في الميزان
بقلم : عليان عليان
كعادته الدكتور بشار الجعفري- رئيس الوفد السوري المفاوض- عكس بقوة موقف الدولة وثوابتها بصلابة في مؤتمر أستانة، على ذات النحو من الصلابة التي مثلها ولا يزال يمثلها في الأمم المتحدة، في مواجهة معسكر أعداء سورية من أمريكان وصهاينة ورجعيين.
ففي مؤتمر أستانة الذي جمع وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الجماعات المسلحة التي أطلق عليها مسمى " معتدلة" حمل الجعفري ورفاقه في الوفد المفاوض أربعة مواقف، لم يتنازل عن جوهر أي واحد منها على مدار يومي المفاوضات وهي :-
1-تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة.
2- يتم خلال فترة توقيف الأعمال القتالية الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما
3- أن تتعهد الفصائل المسلحة المشاركة في مؤتمر أستانة بمحاربة تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين واجتثاثهما من الأرض السورية.
4- إغلاق الحدود السورية/ التركية لتجفيف منابع الإرهاب لتمهيد الطريق نحو حل سياسي للحرب بمشاركة أوسع طيف من السوريين."
وفي مواجهة المطالب- الاشتراطات السورية، أعاد محمد علوش -رئيس الوفد المفاوض للجماعات الإرهابية -المسماة معتدلة – طرح ذات المواقف التي لقنته إياها تركيا وقطر والسعودية ، وعلى رأسها المساس بدور الرئيس بشار الأسد والحديث عن الحكم الانتقالي وفق جنيف1، وإخراج ما أسماه الميليشيات الإيرانية من سورية .
فقد غاب عن ذهن علوش وعن ذهن مشغليه الأوائل في الرياض ، أن المؤتمر ونتائجه مرتبطان بوقائع الميدان ، بعد أن بات واضحا وضوح الشمس أن يد الجيش العربي السوري وحلفاؤه هي العليا ، خاصةً بعد انتصار حلب الإستراتيجي وبعد مسلسل تسليم آلاف المسلحين لأسلحتهم في مختلف البلدات السورية تحت عنوان " المصالحات".
وغاب عن ذهن المهزوم في ميدان الحرب والجاهل في ميادين السياسة وإدارة الصراع ، أن السياسة هي امتداد للحرب كما الحرب امتداد للسياسة .
وغاب عن ذهن علوش أن موضوع الرئيس الأسد بات وراء ظهر الجميع ، وراء ظهر مشغليه في الرياض وأنقرة، بعد أن بلع عادل الجبير لسانه وانزوى جانباً ، وبعد أن اعترف نائب رئيس الوزراء التركي في دافوس بأنه لا حل للأزمة السورية بدون الأسد ارتباطا بوقائع الميدان.
وغاب عن ذهن علوش ومشغليه، أن هيئة الحكم الانتقالي باتت وراء ظهر سوريا وأن المطروح منذ مؤتمر فينا في تشرين أول وتشرين ثاني 2015 ، حكومة وحدة وطنية تحت قيادة الرئيس الأسد.
القراءة الأولية لمؤتمر أستانة ولبيانه الختامي، الذي وقعت عليه الدول الضامنة الثلاث وهي روسيا وإيران وتركيا ، تعكس تثميراً إيجابياً لانتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه من الزوايا التالية :
1-اتخاذ قرار بإنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ومنع وقوع أي استفزازات، ووضع الآليات الناظمة لوقف إطلاق النار" والأهم أن إيران تشارك فيها بشكل أساسي إلى جانب موسكو وأنقرة.
2- أن الاجتماع نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية بما يمهّد للحوار بين السوريين.
3-أن تلتزم الفصائل المسلحة- المسماة معتدلة - المشاركة في المؤتمر بالانفصال عن تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين .
4- إصرار الجميع على القتال ضد تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة)ر بمحاربة تنظيمي جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين والانفصال عنهما.
5- تجاهل البيان مطلب واشتراط كل من علوش وممثل الحكومة التركية الربط بين محاربة داعش والنصرة، بخروج قوات حزب الله والمستشارين الإيرانيين العسكريين من سورية.
6- تجاهل البيان الدورين السعودي والقطري ولم يأت على ذكرهما.
لقد انعكست الأبعاد الإيجابية لمؤتمر أستانة، في القتال المستعر بين جبهة النصرة وبقية التشكيلات الارهابية في إدلب وغرب حلب وشمالها ، وذلك في سعي من جبهة النصرة لإفشال ما ورد في البيان الختامي لاجتماع أستانة، بشأن الفصل بين بقيةالفصائل المسلحة وبين النصرة وداعش، وموافقة هذه الفصائل على محاربتهما.
ولكن الثغرات السلبية، التي لبت مطلب رئيس وفد ما تسمى بالمعارضة المعتدلة محمد علوش وتركيا فتكمن في تقديري فيما يلي :
1-أن البيان استجاب لمطلب علوش وتركيا أردوغان بعدم النص على علمانية الدولة ، وهذه مسألة غاية في الخطورة.
2- البيان لم يحدد مهلة زمنية لوقف الأعمال القتالية ، ما يتيح الفرصة لفصائل الارهاب – المسماة معتدلة- من إعادة بناء نفسها.
3- البيان لم ينص على إغلاق الحدود التركية – السورية لمنع دخول الإرهابيين والأسلحة إلى سورية.
4-وهنالك قضية خطيرة تستحق الوقوف أمامها ، وهي أن رئيس الوفد الروسي في مؤتمر الأستانة الكسندر لافرينتيف سلم علوش مسودة مشروع دستور مقترح من موسكو !!
وهذا المشروع – إذا ما ثبت صحة ما تسرب عنه من بنود- يتناقض مع ثوابت الدولة والنظام العروبي في سورية ، ويتناقض مع عروبة سورية ودورها القومي المركزي في المنطقة ، ويتناقض حتى مع حق السوريين في اختيار برنامجهم الاقتصادي والاجتماعي ، والأهم من ذلك أنه في حال الإصرار عليه يشكل انتكاسة سياسية للانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الميدان .
لكن تظل الثقة كبيرة في سورية العروبة شعباً وقيادةً وجيشاً، في الوصول بسورية إل شاطئ الأمان ، في الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية، وعلى دورها المركزي المقاوم في حلف المقاومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص