الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة كريستوفر كولومبوس تطال العالم من جديد

علاء داوود

2017 / 1 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لا نُريدهم هُنا، هكذا بدأ دونالد ترامب خطواته السياسية في الرحلة الخامسة والأربعين للقطار الرئاسي الأمريكي، بمشهد استعراضي هوليودي يوصد من خلاله أبواب اللجوء للولايات الديمقراطية "المُتحدة" حتى اللحظة، وفور صدور هذا القرار ضجّت المطارات الأمريكية بالإستياء المُبرر إن جاز التعبير، فالآلاف هبطوا الى الأرض الأمريكية غير متوقعين أن هذا الهبوط لن يكون آمناً هذه المرة، حيث سيواجهون الترحيل الفوري إن لم تؤخذ بعين الإعتبار قرارات بعض القضاة التي طالبت بعدم ترحيل من يملكون تأشيرات قانونية، وقد تقاطعت قرارات القضاة برأي صحيفة صاندي تيلغراف البريطانية أن "قرارات ترامب لن تُعزز الأمن"، وإن بدأ ترامب قراراته بسبع دول فقط، فقد تتسع الدائرة لتشمل المزيد، ليُعلن بذلك الدور الحازم في المشهد الذي قد يودي بنهاية سريعة لشهر العسل المُتجسد في الفترة الأولى من تولي الرؤساء في الولايات المتحدة والذي يُتيح للرئيس الأمريكي الجديد باستعراض للقوة والحزم.

وقد بدأ البيت الأبيض ومؤسساته الإعلامية بالتعاطي فوراً لتبرير القرار، بأن من يملكون بطاقات الإقامة الأمريكية الخضراء باتوا بحاجة "فقط" الى فحص أمني إضافي قبل التمكن من العودة الى الولايات المتحدة، وبهذا تكون هذه القرارات بمثابة الطلقة الحاسمة لترامب في بداية مشواره السياسي، والتي ستُظهره أمام العالم بأسره أنه نقيض سلفه باراك أوباما والذي أسماه البعض بصاحب الأيادي الناعمة والقرارات المُرتعشة، في انتظار القادم عن إمكانية اتساع الدائرة لتشمل المزيد من الدول، عِلما بأن القاهرة قد بدأت فِعلاً بتنفيذ القرار بمنعها عراقيين ويمنيين من السفر الى الولايات المتحدة التزاماً بقرار الرئيس الأمريكي.

عن العُنصرية يتحدث هذا الرجل، ويبدأ بعزف مقطوعة المسلمين والمسيحيين من جديد، وقد جاء في تصريحاته "أن الأولوية ستكون لمسيحيي سوريا لأنهم الأقرب الى فقدان أعناقهم تحت سيوف الحقد الإسلامي"، أوليست القاعدة وداعش وجبهة النصرة صنيعتكم يا أوغاد ؟؟، وكأن السيمفونيات الأمريكية في أدراج البيت الأبيض السوداء جاهزة دوماً للظهور على الملأ في الزمان الذي يناسب قادة الخفاء، والذي يُميز هذا الرجل هو الوضوح من اللحظة الأولى بنهجه الذي سيسير عليه، فلم يعِد بالأمن سوى حليفته اسرائيل وصولاً الى وعوده بنقل سفارة الحليفة الى عاصمة الأرض المُحتلة قدس الأقداس، على الجميع أن يُمعِن النظر في ماهية غايات ترامب الزئبقية قبل المُراهنة على الربح والخسارة، فحين اعتلى أوباما وكلينتون وبوش و... عرش البيت الأبيض لم يُخفِ البعض من متابعي السياسات العالمية أمنياتهم البيضاء، وإن اصطدمت فيما بعد بالجُدر المخيبة لآمالهم، وأدت الى الحروب والقتل المُستمر حتى اللحظة.

والى المُعاناة التي أصدرت ضجيجاً مبرراً، فقد يصطدم الكثير بحاجز الديمقراطية الجديدة، التي قد تحرِم الأبناء من رؤية عائلاتهم، إن هم امتلكوا حق الإقامة في ولايات الديمقراطية، وهم حتماً سيقلقون على تأشيراتهم ولن يتمكنوا من أن يبرحوا أماكنهم سفراً، عِوضاً عن عدم تمكن عائلاتهم من زيارتهم، ولا ندري إن كان تجمع المئات أمام مطار جون كينيدي احتجاجاً على قرارات ترامب سيُلفت الأنظار لمعاناة من يطالهم القرار، وإن كان لافتاً أن المُحتجين قد رفعوا شعارات أعتقِد جازماً أنها أصابت الصميم، مثل "كُلُنا مهاجرون" و "أهلاً باللاجئين"، وهذا ما يُعيدنا الى المربع الأول في ولايات الديمقراطية وسكان الأرض الأصليين، واحتلال الجنس الديمقراطي "جداً" للأرض واستعمارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم