الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة / قالوا ….إنه الزمن الجميل !!

عبد المجيد طعام

2017 / 1 / 31
الادب والفن


إلى كل شهداء الخوف

مع اقتراب آذان العصر كان يخرجنا السي الورطاسي إلى الساحة لنتوضأ بجانب النافورة التي كانت تزين ساحة المدرسة … كنا أطفالا صغارا نخرج في هدوء لنمارس عبادة الوضوء في خشوع لم نعرف معناه و مبناه…كان الخوف من السي الورطاسي يحفز فينا غريزة التبول على سراويلنا الغليظة ،و كان برد الشتاء القارس يزيدنا ألما و ارتجافا.

لم يكن "ولد القاضي" يخرج معنا إلى نافورة الساحة ، كنا نظن أن الله رفع عنه الوضوء لأنه ابن قاضي المدينة …في حصة الوضوء كان يتمرن على حل المسائل الرياضية بينما كلف المعلم أربعة تلاميذ غلاظ شداد بتحويل القسم إلى قاعة للعبادة ، يحملون المقاعد الخشبية الثقيلة و يضعونها متلاصقة في الخلف، و هم نفسهم من كان يكلفهم السي الورطاسي بشد أرجل التلاميذ في حصة الفلقة، كنا نظن أن زبانية جهنم أرحم من لفطس و بوشلاغم و العسكري و باسو.

عندما يشعر سي الورطاسي أن مهمة الزبانية قد انتهت يعود بنا إلى القسم فنصطف كبنبان مرصوص ..تجبرنا نظراته القاسية على ألا نترك للشيطان أي ممر بيننا ..بعد المراقبة يقف المعلم بجانبنا يومئ براسه "لولد القاضي" بأننا مستعدون للوقوف بين يدي الله، فيتجه نحو زربيته الخاصة ليصلي بنا صلاة العصر.

كانت حصة الصلاة تمر مرعبة مخيفة ،غالبا ما تختم بحصة الفلقة تصيب كل من تجرأت مؤخرته على إطلاق ريح أو من فاحت من سرواله رائحة بول … خلفت فينا الصلاة جراحا نفسية غائرة، لم تستطع السنوات المتعاقبة أن تمحو آثارها …كنا نظن أن القسم قطعة من جهنم …و بقدر ما كرهنا الصلاة و السي الورطاسي بقدر ما حقدنا على ولد القاضي …لم نكن نشعر بالجنة إلا و نحن في منازلنا بالقرب من أمهاتنا نحتسي شايا و نأكل خبزا أسودا.

ليل أخر يناير2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية