الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شئ عن مغزى اجراءات ترامب !!

مهند البراك

2017 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لايُخفى مايجري في العالم بسبب قرارات الرئيس الاميركي الجديد ترامب، من احتجاجات و اضطرابات متصاعدة تهدد ليس الأمن الغربي فحسب و انما الأمن العالمي بأجمعه. و يتفق و يختلف المحللون و المراقبون في التوصل الى اسباب مايجري و الى ماهية المجهول القادم . .
في عالم يتغير بسرعة تفوق قدرتنا على مواكبته واستيعابه . . بفعل العولمة وتدفق السلع التي تزداد تنوعاً و وظائفاً، و بفعل تزايد تنوع و انتشار الأفكار، و بسبب الهجرات السكانية الواسعة. عالم يتغير تحت ضربات الثورات التكنولوجية المتلاحقة. و بتأثيرات ثورة الاتصالات وتراجع هيبة الحدود و الفواصل و الجدران العازلة. التي تعلن بمجموعها انتهاء عهد الجمود والثبات، و انتهاء السير على قواعد نهائية قاطعة. و كأن مفكري و صانعي و متلقيّ مايجري في امتحان دائم، في عالم يتغيّر بشكل عاصف.
ولابد من التذكير بكلمات زبغنيو بيرجنسكي مستشار الرئاسات الاميركية و خبير السياسة الدولية في حفل الإعلان عن الالفية الثانية بكونها " الفية كارل ماركس " مطلع عام 2000 ، حين اعلن عن انتصار الرأسمالية على الإشتراكية القائمة في المرحلة، قائلاً " انتصرنا لأننا درسنا و استوعبنا افكار كارل ماركس جيداً على عكس القادة الإشتراكيين . . افكار كارل ماركس تستمر في التحقق و موقعنا في العملية التأريخية يتلخص بكوننا نحن العوامل المعرقلة لقيام اشتراكية حقيقية، التي ان عرقلنا قيامها مئة عام ، هل هذا قليل ؟؟؟ "
من تلك الكلمات التي تصف دور الرأسمالية المعرقل للعملية التأريخية و تطور المجتمع البشري و الاقصاد و العلوم، التي بينما فاجأت اوساطاً حينها، فإنها اسعدت الكثير من المفكرين و السياسيين منذ ذلك الحين و الى الآن . . الذين يرى كثير منهم، ان العالم المتغيّر بشكل عاصف كما مرّ، يثير عاصفة اشمل من التقارب و التفاهم و بالتالي التضامن بين البشر المظلومين و المستغَليّن على اختلاف قومياتهم و عقائدهم و اجناسهم، لمقاومة رأس المال العملاق الذي لايكفّ عن الهجوم على الحقوق الطبيعية للبشر، حقوقهم في حياة آمنة و سعي للافضل . .
و تقترب من تقديرات البيان الشيوعي المعبّرة عن ان المضطَهدين و المستغَليّن سيزدادون تقارباَ و تضامناَ مع تطور الرأسمالية اكثر فأكثر . . بعيداً عن تفاصيل الوسائل و الكيفيات و الريادة التي لاتنفكّ تتغير، قياساً بتحقيق درجات من اوسع تعاون و تضامن بين فئات و طبقات المضطًهدين و المظلومين من اجل تحقيق الحقوق و من اجل غد افضل، الأمر الذي يثير مخاوف رجال الرأسمال الكبير فيسعون للتصدي المحموم لذلك التقارب و التفاعل .
ففيما يتصاعد سريعاً استنكار قرارات و مراسيم ترامب، الذي صار يشمل حكومات و وزراء و رجال حكم و سياسة و قانون و عدل و دبلوماسيين، و عدد من كبار رجال الأمن القومي الأميركي، اضافة الى اوسع الاوساط الشعبية رجالاً و نساءً في اميركا و الغرب و البلدان الصناعية، و صار يشمل مؤخراً قسماً واضحاً من ممثلي الحزب الجمهوري الحاكم ـ حزب ترامب ـ في مجلس الشيوخ و مجلس النواب الأميركيين، حتى شمل اعلان الرئيس الأميركي السابق توّاً اوباما، الذي اعلن تأييده علناً لأعمال الإحتجاج و الإستنكار المتصاعدة سريعاً . .
حيث يتزايد السعي لمقاومة محاولات إلغاء القوانين الأميركية ذات الطابع التحرري و التقدمي الإنساني و التي تشكلت بفعل الثورة الأميركية التحررية اواخر القرن الثامن عشر و بزخمها، مقاومة المحاولات التي بدأها ترامب بإجراءاته و قراراته الفورية العنصرية و المعادية لحقوق النساء و للحقوق الصحية و الإجتماعية المحرزة حديثاً لأوساط من الشغيلة، و قراراته المخلّة بقوانين حماية البيئة . .
اضافة الى قراراته المعادية للتعاون و التفاهم الدولي في مجالات الاقتصاد و التجارة، بسبب شعوره هو و فئته الحاكمة بإمكانيتهم على تحقيق ارباحٍ انانية اعلى مما تحققه احتكاراتهم الآن بسبب التزامها بالقوانين الجارية التي لم تعد تحمي مشاريعهم و خططهم.
قرارات تؤجج مشاعر النزعة القومية الضيقة و نزعة الميل لإثبات الذات القومية الدولتية و انانية مصالحها، التي لم تألفها القارة الأميركية الشمالية . . اضافة الى اجراءاته المسماة بـ ( مقاومة الإرهاب ) التي ستزيد الارهاب في الواقع بتقدير ابرز متخصصيه . . الإرهاب الذي صار يزداد خطورة برداءات الدين و صار يفتك حتى بشباب الغرب، الذي يزداد تطلعه و تفكيره بالهروب من واقعه، بسبب انتشار الفقر و البطالة و الجوع و المرض و انتشار الجهل و تفشي المخدرات بين صفوفه، و الذي تتسبب في انتشاره و تصاعده، الحروب و الاعداد الهائلة و المتزايدة من اللاجئين المتنوعي الدرجات الإجتماعية و الثقافية و الأجناس، من الهاربين من مناطق الحروب . . الأمر الذي صار يهدد بنية مجتمعات الغرب ذاتها . .
الأمر الذي ادى و يؤديّ الى اندلاع و زيادة الإحتجاجات الشعبية، التي تذكّر بما جرى في المدن الأميركية الكبرى في زمان (الربيع العربي) ـ كما اصطلح عليه حينه ـ ، حين ادّت احتجاجات الشباب الأميركي الى صدامات عنيفة و سقوط اعداد من القتلى و الجرحى في الصدامات مع رجال البوليس الاتحادي الاميركي حينه، الأمر المتوقع له ان يتصاعد اكثر و اكثر مما جرى و يهدد بنشوب صدامات و حروب محلية في الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، وفق تقديرات خبراء و محللين و مراقبين و ناشطين في الصحافة و في مواقع التواصل .

30 / 1 / 2017 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا