الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين الواقع والطموح

عماد عبد الكاظم العسكري

2017 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نقطة ضوء زرقاء
الديمقراطية الحقيقية بين الواقع والطموح
ان اكثر بلدان العالم ممارسة للديمقراطية هي الدول الاوربية وهذه الدول يفترض منا كمتابعين ان نتعلم منهم معاني الديمقراطية السياسية والاجتماعية والفكرية والادبية وان لانكون عنصرين في تعاملنا مع الاخر لانه يعتقد بأشياء من حقه الاعتقاد بها وممارستها وفق ما يراها هو ومن يؤيده في ما يتبناه من فكر او اراء او معتقدات فلا يمكن للقمع والمنع والاقصاء ان يجعل من السياسين متنعمين بنعم النوم المطمئن في القصور الفارهة والفلل والشاليهات والكثير من ابناء المجتمع يعاني من الحرمان والويلات والخراب والدمار ويعتقد بذلك اهل الشأن السياسي انهم اصحاب الفضل على الشعب او المجتمع الذي يحكمونه وبهذه النظرة القاصرة لايمكن ان تمارس الديمقراطية لا بمستواها الادنى ولا بمستواها الاعلى اذ ان الديمقراطية هي منهج وسلوك واداب وتعامل شفاف مع الجميع انطلاقاً من الفهم الحقيقي للديمقراطية في العالم كمبدأ من مبادى الحرية في التعامل والحرية في التعبير والنقد وتقرير المصير والاعتقاد الديني والفكري والعقائدي ومن هذا الفهم نعلم ما هو المعنى الحقيقي للديمقراطية الحقيقية اما ديمقراطية الحزب الحاكم والفئة التي تفرض نفسها على المجتمع بالقوة العسكرية او السلاح فهذه ديمقراطية السلطة ان نتج عنها ادنى فهم يمكن ان نصفها بالديمقراطية التوافقية اذ ان الديمقراطية هي الحرية ولكن نسميها توافقية لان المصالح تعارضت مع الارادة الحقيقة للديمقراطية فأضطر البعض الى التوافق خدشاً بأصول ومبادى الديمقراطية الحقيقية ، فالديمقراطية التي يصبوا اليها الانسان هي ليست الانحلال الاخلاقي او احتساء المسكرات والعيش في الازقة والطرقات بحثاً عن الملذات انما الديمقراطية ان تعبر عن ذاتك ومنهجك واسلوبك في الحياة لانك خلقت حراً بالفطرة الانسانية والالهية وكان لك حرية الاختيار فيما تعتقد في حياتك من الزوجة والمسكن والطعام والشراب وممارسة الحياة العامة والخاصة والانتماء الى الحزب الذي تعتقد انه يتوافق مع مبادئك واهدافك التي تتطلع اليها فعندما يأتي الاقصاء والمنع كوسيلة من الوسائل القهرية التي تمارسها السلطة او الحكومة التي تعاني من امراض نفسية وقهرية عاشت في كنفها ردحاً من الزمن وعشعشت على ادمغة البعض ممن يتصورون انفسهم مفكرين ومنظرين ليقصوا فئة معينة من الحياة السياسية تطبيقاً للديمقراطية ؟ فأي ديمقراطيةٍ هذه التي تقصي وتعطي وتمنع وتبيح على هوى ازلامها وزبانيتها هذه لاتسمى ديمقراطية وانما هذا احتكار للعمل السياسي والمحتكر مصيره النار لانك عندما تقصي المجتمع او فئة من المجتمع من ممارسة حياتها السياسية وتفرض عليه ايديولوجيات انت تتبناها او تريدها تجعل من نفسك صاحب الحزب الأوحد الذي قدم للمجتمع ما لم يقدمه الآخرين والحقيقة مغايرة للواقع الذي يعيشه المجتمع فيصبح اصحاب هذه الايدلوجيات الفكرية لاقيمة لهم في المجتمع لان المجتمع اصبح يعرف الحقائق من خلال الممارسات فلم تعد الاقوال تجدي نفعاً ولم يعد المواطن يستمع لما يقوله المسؤول لانه عرف بالكذب والخداع والتضليل والسرقة والاحتكار والاقصاء والمنع والطائفية وادعائه للورع والتقوى والايمان والفضيلة وهذه الامور كلها كشفت للمجتمع ولم يعد خفياَ على المجتمع ما يحاول اخفاءه المسؤول عنه ونحن اذ نكتب هذا المقال فنحن نعبر عن الديمقراطية الحقيقية وقد لايريد منا البعض ان نكتب وقد يكرهنا البعض لما نكتب ونتبنى من طروحات وافكار ولكن هذه هي الحقيقة التي نعيشها كمجتمع يطمح في ان يحقق نوعاً بسيطاً من الديمقراطية وهو طموح الامم والشعوب المتحضرة التي تتمنى لابنائها مجتمعاً ديمقراطياً متماسكاً ، لامجتمعاً اقصائياً منحرفاً هزيلاً يدعي الديمقراطية ويتبنى خلافها فلواقع اليوم شيء وغداً يتغير نحو الافضل لان لا القهر ولا المنع ولا الاقصاء يحقق للحاكم او السلطة او المسؤول ميريده اذا ما اراد الشعب ان يحقق الديمقراطية بحذافيرها بالفرض او بالقوة او بالسهل الممتنع من خلال تغيير المنهج الاقصائي واعتماد الاسلوب الحواري في التعامل مع الجميع على اسس وطنية ومقاييس ثابتة خالية من التخوين والمنع والاقصاء والاجتثاث والمطاردة لمن يعارض سياسة الدولة ومنهجها واسلوبها في قمع الحريات والممارسات الديمقراطية في المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة