الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن الكورد مازلنا نرفض الوحدة

آزاد آميدي

2017 / 2 / 9
القضية الكردية


نحن الكورد مازلنا نرفض الوحدة
* الوحدة قوّة وازدهار واستقرار ، والتّفرقة ضعف وحروب وانهيار . هذه حقيقة واضحة يعرفها العالم أجمع ، وأثبتت صحّتها التغيّرات التاريخية الهامة ، وآمنت بها شعوب العالم ، ونحن الكرد ما زلنا نرفضها ونعمل عكسها .
* الدول الكبرى المتّحدة كالصين ، والهند ، وأوروبا ، والولايات المتحدة وغيرها ، يتكّون كل منها من شعوب غير متجانسة ثقافيّا ، وتتكلّم لغات مختلفة ، وتتبع ديانات ، وفلسفات ، وعقائد مختلفة . ورغم ذلك كلّه ، فإن المواطنين في هذه الدول يعيشون ويعملون ويبنون وينتجون معا ، ويساهمون في إزدهار أوطانهم ، وفي خدمة الأنسانية جمعاء من خلال علومهم واختراعاتهم .
* القوّة هي التي قرّرت مصير العالم منذ فجر التاريخ ، وهي التي تقرّر مصيره الآن ، وستظل تفعل ذلك في المستقبل . الدول الكبرى القوية الآن تتحكّم في سياسة العالم المعاصر، وفي إقتصاده ، وحروبه ، وسلامه . إنها تقوى باستمرار لأنها دول مستقرة تستند الى القانون , والقانون فيها فوق الجميع ، وموحّدة ، ومتماسكة ، وقادرة على حماية أوطانها ومواطنيها بجيوشها الحديثة ، وصناعاتها الدائمة التطوّر ، ووعي إنسانها وولائه لها .
* الاتّحاد السوفيّتى السابق كان القوّة المرعبة لأمريكا وأوروبا ، وعندما إنفصلت عنه معظم الدول التي كانت متّحدة معه وتحوّلت إلى دول مستقلة ، وانضم معظمها إلى الاتحاد الأوروبي ، تفكك وإنهار وإنتهى كقوّة كبرى واختفى من الوجود ، ولم يبقى منه إلا روسيا الاتّحادية التي ما زالت تنتفع من صناعاته العسكرية وتقدّمه التقني والعلمي الذي حققه قبل انهياره .
* وعلى العكس من ذلك ، ألمانيا التي قسّمها المنتصرون بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولتين ، عرفتا بألمانيا الشرقيّة وألمانيا الغربيّة ، فقدت معظم تأثيرها الأوروبي والعالمي نتيجة لتقسيمها وهزيمتها في الحرب ، وبقيت ضعيفة حتى أسقط الشعب الألماني حائط برلين ، وأعاد توحيدها ، فأعادت مجدها ، وأصبحت من الدول التي يحسب حسابها في الاتحاد الأوروبي ، وفي الساحة الدولية في أقل من ربع قرن .
* وطننا الكوردي الممزّق المثقل بحروبه ونكساته وانفالاته وهزائمه وجراحه ، دليل قاطع على أن الشعوب الضعيفة المنقسمة المتنازعة لا تستطيع أن تتقدّم وتبني دولا قوية ، ولا يمكنها أن تحمي أراضيها ومواطنيها ، حتى وإن كانت غنيّة بألموارد الطبيعية مثل ...اقليم كوردستان – العراق.... لو كان الشعب الكوردي موحدا وقويا ، لما كان ممكنا لايران وتركيا والعرب مجتمعين أن يستعمروا ويستعبدوا الشعب الكردي لقرون عديدة ولايزالوا ، ولما تعرض لكل هذه الانقسامات والحروب والدمار والابادات والموآمرات .
النخب الكوردية بأحزابها وتنظيماتها السياسية الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار هم الذين تآمروا مع أعداء الأمة على وطننا ، وعملوا معا ضد توحيده ، وأمعنوا في تفكيكة إلى اقاليم اربعة متنافرة متحاربة فيما بينهم لاضعافه ، وحافظوا على العشيرة والقبيلة والدين ، فعزّزوأ دور القبيلة والدين السياسي في `المجتمع ، وأثاروا الخلافات بين أبناء الشعب الواحد ، واستغلّوها للحفاظ على كروشهم عروشهم ، ولحماية مصالحهم العائلية والحزبية ، وللتحكّم بالمواطنين وقهرهم والسيطرة عليهم من خلال تطبيق سياسة (فرّق تسد )كما هو الحال في اقليم كوردستان العراق المقسوم الى اقليمين وحكومتين وقبيلتين.
* الطائفيّة , الدين
والقبليّة والحزبية لا يمكن أن يكون لهما وجود سياسي في مجتمع واع حرّ ديموقراطي متحضّر . إنّهما من بقايا الانظمة الكنسيّة والاقطاعية التي استعبدت المواطن ، والتي لفظتها وتخلّصت منها معظم شعوب العالم لأنها كانت مصدرا للجهل ، والتعصب ، والبغضاء ، والاحتراب بين الناس ، وعرّضت وجود المواطنين وأوطانهم للخطر .
* نحن الكرد لم نستفيد لا من التاريخ ولا من أخطائنا السابقة . إنشقاقاتنا منذ معركة جالديران سنة 1541م وحتى يومنا هذا أعاقت حركة تقدّمنا ، وكانت السبب في إيصالنا إلى ما نحن فيه من جهل وتخلّف ومحن . للأسف إننا لم نتعلّم من هذه التجارب والدروس المرّة ، ولم نفهم قيمة الوحدة وأهميّتها لنا جميعا . العالم كله يتّجه إلى الوحدة والتقارب والتعاون ، ونحن للأسف ... نتبدون ... ونلتف حول القبيلة ، والطائفة ، وندعم العنصريّة والانقسامات ... ونتدين ليزيدنا بؤسا وتخلفا .
* الدول التي تضيع وقتها في إثارة النعرات القبلية والحزبية والشخصية والطائفية ، وفي إذلال شعوبها وحرمانهم من حقوقهم ، وتجهيلهم ، وإشغالهم بقضايا تافهة لا يقبلها العقل والمنطق في عصر العلم والثقافة والحرية هذا ، لا يمكنها أن ترتقي وتزدهر ، ولن تجني هي وشعوبها إلا المزيد من البلاء والتعاسة والشقاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم