الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات التمدن: حواري مع عبد الله أبو شرخ حول المؤتمر الإلكتروني الفلسطيني لقراءة المشهد السياسي الراهن وبحث الخيارات المطروحة! من الحماقة أن نزحف إذا كان بإمكاننا التحليق!

ماهر عدنان قنديل

2017 / 2 / 13
مقابلات و حوارات


مؤسسة الحوار المتمدن
الأستاذ عبد الله أبو شرخ ضيف سلسلة حوارات التمدن:

تعريف بالأستاذ عبد الله أبو شرخ: كاتب ومفكر فلسطيني. (المصدر الحوار المتمدن).

توضيح: هذا حواري الثاني مع الأستاذ عبد الله أبو شرخ ضمن سلسلة حوارات التمدن الذي تنظمه مؤسسة الحوار المتمدن بعد الحوار الأول، بتاريخ يونيو/حزيران/جوان 2016، حول النظرة الشاملة إلى المشاريع الإقليمية الراهنة للدولة الفلسطينية..

البداية:

* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ عبد الله أبو شرخ، الحمد لله على السلامة أولًا بعد الاعتقال غير الموضوعي والعقلاني الذي تعرضتم له قبل أيام.. كما أننا نسعد دائمًا بالتواصل معكم، بعد تواصلي الأول معكم حول المشاريع الإقليمية للقضية الفلسطينية قبل حوالي 9 أشهر هنا على موقع الحوار المتمدن.. تشكراتي أيضًا على هذه المقدمة الرائعة التي اختصرت بها مراحل المطالب الفلسطينية منذ 1948 وما قبل. أنا أتفق تمامًا أن حل الدولة الواحدة للشعبين هو الحل الأمثل للقضية رغم المُعيقات السياسية والدينية والإيديولوجية لتحقيق ذلك. حسبكم الأستاذ عبد الله، ما هي السُبل العملياتية والميدانية لإمكانية تحقيق هذا المشروع الحلم؟ وما هي الخطوات الأساسية لتوعية النُخب السياسية العربية واليهودية بإمكانية إنجاح مثل هذه الخطوة للتعايش السلمي بين الشعبين؟ وكيف يُمكن حث الشعبين المتعاديين على القبول بهكذا مشروع بعد كل هذه التعبئة السلبية التي تعرضوا لها على مدار أكثر من نصف قرن؟

* عبد الله أبو شرخ: السيد ماهر قنديل تحياتي لكم. أشكر لك الاهتمام بموضوع اعتقالي على خلفية الرأي في سجون حماس علماً بأن كلا السلطتين في غزة ورام الله يعتقلون الناس يوميا بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل .. عموماً ما يواجهني دوما هو الاعتراض المسبق بأن إسرائيل لن تقبل للتعايش ضمن دولة واحدة، وهنا يجب القول أن العنصرية الإنجليزية في جنوب أفريقيا كانت ستقسم الأرض إلى 5 دويلات متناحرة، لكن حزب المؤتمر بقيادة مانديلا أقنع العالم أجمع، بما فيه الرأي العام البريطاني، أن العنصرية مقيتة وأنه يجب مقاطعتها وحصارها وهذا ما حدث إلى أن سقطت العنصرية ونشأت دولة جنوب أفريقيا الديمقراطية التي تتمتع بالحرية والعدالة والمساواة.
نحن نعيش نموذجا شبيها، إذ إن إسرائيل تحولت إلى دولة بثلاثة أنظمة أو أكثر، حيث يعيش اليهود بنظام وعرب 48 بنظام آخر والدروز بنظام ثالث وسكان الضفة بنظام رابع أما غزة فالمساعي حثيثة لفصلها وعزلها ضمن إمارة إسلامية مشوهة. الطريق طويل لكننا لن نبدأ من الصفر، فلدينا كتب إيلان بابيه عن التطهير العرقي في فلسطين ولدينا ثلاثية شلومو ساند ( اختراع الشعب اليهودي / اختراع أرض إسرائيل / كيف لم أعد يهودياً ؟ ) ولا ننسى كتاب البروفيسور إسرائيل شاحاك عن الديانة اليهودية .. المشكلة لدينا وفي جانبنا أكثر مما هي لدى الطرف الآخر .. لكن العالم يسير بقوة نحو كوكب تحكمه الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث لا مكان لأي عنصريات دينية أو قومية ..

* ماهر عدنان قنديل: أتفق تمامًا مع ما جاء في الرد، انشطار القضية الواحدة إلى قضايا متعددة، وتحول العدو الواحد إلى مجموعة من الأعداء أضر كثيرًا بالقضية الفلسطينية وبإمكانية إيجاد حلولًا لها وعقدها كثيرًا، وهو ما يشبه قليلًا ما يحدث في دول أخرى في الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص التي تحول الصراع بها بين طرفين (نظام ومعارضة) إلى مجموعة من الأطراف المتناحرة ما زادها تعقيدًا.. ما يخيفني في القضية الفلسطينية هو غياب البوصلة الذي أدى إلى تصارع مشاريع متعددة فيما بينها على الساحة، لا ينكر أحد اليوم أن حجم الصراع ما بين بعض الفصائل الفلسطينية أصبح يفوق صراعاتها مع إسرائيل نفسها، وهذا ليس في صالح القضية طبعًا، والمشكلة أن هذه العدوى الفلسطينية الداخلية انتقلت إلى بقية الدول والشعوب العربية التي أصبح انقسم بعضها ما بين فتح وحماس وغيرهما، لذلك تأتي مبادرة حركة -بي دي آس- كرد فعل على الجميع داخليًا وخارجيًا، وكخطوة ممتازة لمزيد من الضغوط على إسرائيل من جهة، وعلى بقية الفصائل الفلسطينية من جهة ثانية لحل القضية سلميًا والقبول بالتعايش الإيجابي، لأن غير ذلك على ما يبدو سيجر المنطقة إلى مزيد من التأزمات والحروب التي سوف لن تخدم أي طرف. مشكلتنا أن بعضًا منا يجرنا إلى ما لا يحمد عقباه بلا وعي أحيانًا وبوعي أحيانًا أخرى وهذا الأخطر حسب رأيي. أظن أن دعم مشروع حركة -بي دي آس- يجب أن يكون من الأولويات سياسيًا وشعبيًا داخليًا وخارجيًا لأن المشروع بالفعل طموح يستحق الإشادة والدعم لأنه يعيد الأمل بمستقبل مشرق بالتعايش للمنطقة. أود لو تعرفنا الأستاذ عبد الله ولو بصورة موجزة ومختصرة بأهم مشاريعكم ونشاطاتكم المستقبلية خلال هذه السنة، وعن أهم إنجازاتكم والإحصائيات التي حققتموها خلال السنة الماضية؟ هل هناك تقدم وتطور في الإنجازات على الأرض؟ هل هناك إرتفاع ملحوظًا في تقبل الفكرة شعبيًا وسياسيًا؟

* عبد الله أبو شرخ: أتفق تماما معك في كل ما أوردته تقريبا، خاصة بالنسبة إلى تشظي القضية الفلسطينية إلى عدة مشاريع فئوية وحزبية كالصراع على السلطة تحت الاحتلال بين فتح وحماس .. أما بخصوص الإنجازات فهي تسير بشكل سلحفائي نظرا لأن أغلبية الشارع السياسي الفلسطيني يدرك تماما أن مشروع الدولة الواحدة يقتضي تفكيك السلطة تحت الاحتلال وبالتالي تفكيك شبكة المصالح الشخصية التي أفرزتها السلطة ، وهو ما قام السيد طلعت دحلان بإلقاء الضوء عليه .. المشروع له أعداء من الداخل الفلسطيني وبيطبيعة الحال قوى اليمين الاستيطاني العنصري .. لكننا يجب أن نتسلح بمثال الجنوب أفريقي .. من المهم بروز مفكرين ومثقفين في الجانب الفلسطيني لبلورة قوة سياسية اجتماعية حاملة لمشروع الدولة الواحدة والتعايش .. خلال العام الماضي تواصلنا مع إسرائيليين يؤيدون حق عودة اللاجئين كما يؤيديون حل الدولة الواحدة .. أرجو أن تكون قد اطلعت على كتاب إسرائيل شاحاك ( الديانة اليهودية وطأة 3000 عام ) أو مثلا ثلاثية شلومو ساند ( اختراع الشعب اليهودي / اختراع أرض إسرائيل / كيف لم أعد يهوديا ؟؟! ) ... أما بخصوص وجود إحصائيات فهي غير موجودة نظرا لغياب مراكز الاستطلاع المحايدة وإن كنت ألاحظ أن الرأي العام في غزة والضفة قد بدأ يميل إلى التعايش ضمن دولة واحدة رغم وجود شبكة المصالح الضخمة التي تعيق مثل هذا التوجه.

* ماهر عدنان قنديل: أشكرك الأستاذ عبد الله أبو شرخ على هذه المداخلات والتوضيحات الهامة والقيمة، كما أحييك الأستاذ عبد الله على الإشادة بهؤلاء اليهود غير الصهاينة كشولمو ساند وإسرائيل شاحاك والإشارة إليهم، ويوجد أيضًا الأديب عاموس عوز وغيره الذين لم ننصفهم كثيرًا في عالمنا العربي فتركيزنا أكبر على اليهود الصهاينة. أعجبتني كثيرًا هذه الجملة التي قرأتها في إحدى مقالاتك الأستاذ عبد الله هنا على موقع الحوار المتمدن عن مؤلف إسرائيل شاحاك بتاريخ 10/5/2014 فهي بسيطة وعميقة -يهمنا إلى حد بعيد نحن الفلسطينيون، أن نعثر على إسرائيليين ليسوا صهاينة، وبمعنى أدق، يعرفون حقيقة ما حدث أثناء نكبة 1948-. (انتهى الاقتباس) هذه الجملة أعتقد أنها عميقة جدًا وتؤكد أن الصراع أساسًا ليس بين اليهود والعرب كما يشاع، بل بين من جهة، العنصرية والكراهية، ومن جهة أخرى، التعايش والمحبة، وها هو يهودي آخر يؤكد على ذلك كما أشرت وأظن أنه علينا التذكير بذلك دائمًا وأبدًا ولا يمكننا أن نمر على مثل هؤلاء مرور الكرام. من جهة ثانية، هل يمكن أن تعرفنا الأستاذ عبد الله ببعض نشاطاتكم في منطقة المغرب العربي؟ وما يمكن مثلًا أن تقدمه هذه المنطقة لكم من دعم شعبي. أنا سمعت مثلًا عن مؤتمر نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس حول-استراتيجية المقاطعة ضد الاحتلال- وكانت المواضيع والمشاركات قيمة..

* عبد الله أبو شرخ: الأستاذ ماهر تحية طيبة.. أتفق مع استنتاجك الرائع بأن الصراع لم يكن يوماً بين العرب واليهود .. بل الصراع كله مع الحركة الصهيونية كحركة استعمارية استيطانية عنصرية .. يوجد كاتب آخر رائع هو إيلان بابيه صاحب كتاب ( التطهير العرقي في فلسطين في 1948) .. في الحقيقة أن مشكلة المجتمع الإسرائيلي هي الأمن وهاجس الأمن .. عندما تنشر الحركات الوطنية والجهادية في مواثيقها مبدأ تدمير إسرائيل وطرد اليهود فإن هذا يوحد اليهود في جبهة اليمين الصهيوني لافتعال المزيد من الحروب والتدمير والاحتلال ... لكن لو طالبنا بالتعايش ضمن دولة واحدة في مشروع سلمي فسوف ينضم جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي معنا .. نقطة أخرى وهي أن على المؤيدين لحل الدولة الواحدة أن يكتبوا ضد العنف من أجل التمهيد للتعايش وحسن الجوار .. يمكن للمغرب العربي أن يساهم من خلال توعية الناس هناك بأن لا مشاكل مع اليهود بل مع الحركة الصهيونية الاستيطانية .. سعدت بمشاراكاتك

* ماهر عدنان قنديل: أشكرك الأستاذ عبد الله أبو شرخ على هذه المشاركة القيمة والهامة، وعلى هذا التواصل الذي أسعدني وأفادني كثيرًا.. تقبل مودتي واحتراماتي..

(انتهى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو