الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب على بعد خطوات من العزل (Impeachment )

كارزان عبدالرحمن مراد

2017 / 2 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


ترامب على بعد خطوات من العزل (Impeachment )
بداية لنعرف ماهي عملية العزل حسب الدستور الأمريكي ، العزل تعني إزاحة الرئيس حسب الصلاحيات الدستورية لاختراقه البنود الدستورية وتعريض الامن والسياسة الامريكية الى الخطر. فهل فعل ترامب ذلك ؟ وهل يستحق العزل ؟
من البديهي وحسب دساتير دول العالم أن عقوبة خيانة الوطن هي الحكم المؤبد أو الإعدام بحق المتهم ،وتشمل مواطني وحتى رؤساء العالم إن ثبت وبدليل قاطع لا لبس فيه هذه التهمة .ومصطلح ال(Impeachment ) تعني بالعربية العزل والازاحة عن المنصب حتى وإن كان رئيسا للدولة وذو حصانة
ومن الغريب ان يتورط الحزب الجمهوري الأمريكي في عملية شائنة كالذي يحدث الآن ، بعد ترشيحه (دونالد ترامب ) الملياردير الذي لا يملك أية خلفية سياسية ، ووالمعروف بخلفيته الاجتماعية السيئة والتي ذكرتها الصحافة الامريكية بسبب الاعتداء على فتاة قاصر حسب ملفاته الشخصية ، إن الخطأ الذي ارتكبه الجمهوريون بهذا الترشيح سببت في تشويه سمعتهم السياسية كحزب والمشوهة أصلا بإرباك الاقتصاد الأمريكي وخلق فوضى اقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية ،عانى منه منافسهم الحزب الديمقراطي طيلة ثماني سنوات أعقبت حكمهم بقيادة بوش الاب والابن والذّين أدخلا الولايات المتحدة في حروب متتالية خاسرة في أفغانستان والعراق في حرب الكويت وفترة احتلال العراق مما أنهكت قدرات الولايات المتحدة الاقتصادية والتي أدت الى إفلاس الكثير من الشركات الكبرى والتي تعتمد عليها اقتصاديا ،وأدت بالتالي الى دعم تلك الشركات خلال فترة باراك أوباما إضافة الى العدد الكبير من العاطلين عن العمل وتسريح الالاف من الموظفين والعمال من تلك الشركات .
لا أظن أن الحزب الجمهوري ينقصه خبراء استراتيجيين في البت في أمور الترشيح لمنصب رئيس الولايات المتحدة والتي تعاقب ويتعاقب عليه الحزبين من فترة اول رئيس لها والى اخر انتخابات رئاسية للرئيس الخامس والاربعون والذي هو دونالد ترامب، فالحزب الجمهوري تعرض الى نكسات سياسية كبيرة بعزل رؤساء لهم فازوا في الانتخابات أحدهم بسبب فضيحة وترغيت. واخر بسبب عزله لوزير الحربية عن منصبه بدون الرجوع الى الكونغرس. وها هي المرة الثالثة التي في ظني ستكون ضربة قاتلة لبنية الحزب الجمهوري وذلك بعزل رئيس ثالث مرشح من نفس الحزب ان تأكدت الدوائر الاستخبارية حول اتصالات اجراها الرئيس الجديد مع المخابرات الروسية الصديق (اللدود) للولايات المتحدة الامريكية. اما الحزب الديمقراطي فقد تورط احد مرشحيه أيضا( بيل كلنتون ) في فضيحة جنسية مع متدربة صغيرة في البيت الأبيض والتي هزت سمعة الحزب الديمقراطي في الأوساط السياسية الامريكية وحتى على مستوى السياسة العالمية .
ما هو دور حركة "ج ستريت"
(ج ستريت ) كما يشاع حركة تدعي الانتماء الى ( يمين اليسار ) الأمريكي أي انها تدعي اليسار لكنها ليست كذلك ، وهي أيضا حركة متقوقعة وغير معروفة النوايا ، فدعوتها في بداية نشأتها الى دعم القضية الفلسطينية والوقوف ضد الاستيطان وتحويل القدس الى عاصمة رسمية لإسرائيل ، حاولت ان تظهر بها على أنها منصرة لقضايا الشعوب المضطهدة لكنها من جانب آخر يقودها ويمولها كما تقول اغلب التكهنات الملياردير ( سيروس) اليهودي ، وأغلب أعضائها من الشباب اليهود الذين يدعون الوسطية في أفكارهم ، وبعض الشباب المسلم والذين ادخلوا الى الحركة للتمويه ، فقد ظهر ذلك جليا من خلال المظاهرات التي عمت البلاد من قبل النساء الامريكيات والتي ذكرت الصحافة انها تجاوزت العدد( 5 )مليون في انحاء الولايات المتحدة ضد وصول ترامب الى البيت الابيضدون معرفة أسبابها مع العلم ان ترامب ليس ضد تطلعات اسرائيل وامتدادها . هذه التظاهرات والتي اظن انها ستكون قادرة على عزله عن الرئاسة عدا القوى الأخرى التي لا ترغب به رئيسا بسبب غياب العقل السياسي والخطط الاستراتيجية لديه ، ثم مسألة التعنصر الذي ابداه الرئيس الجديد ضد الأقلية المسلمة وأيضا توقيعه على قرار منع مواطني سبعة دول محددة من الدخول الى الولايات المتحدة، أضافة الى القرارات التهكمية الغير قانونية ، جدير بالذكر هنا ان قرار الرئيس ترامب لم تمل دولا تشترك فعليا بدعم الإرهاب كالسعودية وقطر . ج ستريت كمنظمة ليست لأنها ضد التعنصر لكن هناك قوى أخرى وسياسات تخطط لها بعيدا عن أجواء البيت الأبيض في اقبية الأجهزة المخابراتية حسب الخطة المرسومة لها مستخدمين الحركة كواجهة لتنفيذ برامجهم ، لا يخفى على أحد أن ترامب على الأقل حسب خلفيته الشخصية قد عمل في أية ساحة سياسية ، وليس على دراية ببرامج المخابرات الامريكية ،والتي تتحكم بجميع السياسات الداخلية والخارجية ،مما يعني ان صعود ترامب قد تربك تلك العمليات ، هذا ان علمنا ان الفائز في الانتخابات الرئاسية لم يكن ترامب بل الى اللحظات الأخيرة كانت هيلاري كلنتون تتقدم ترامب بعدد من النقاط وتوقع المحللون السياسيون فوزها ، اما التغيير الذي حدث في اللحظات الأخيرة فقد اثبتت ان لعبة ما قد جرت استخدامها غيرت قواعد العملية الانتخابية واغلب الظن ان تقسيم الأدوار هذا ليست وليدة اليوم ففي كل الحالات على الحزبين ان يأخذوا دورة واحدة أو دورتين لا غير حسب تلك القواعد ولا يجوز لاحدهم ان يكون سيد البيت الأبيض لثلاثة او أربعة أدوار انتخابية . وبما أن الديمقراطيين قد انهوا مدتهم الرئاسية لدورتين لذلك كان يجب التسليم بالأمر في وقت كان لأوباما دورا مهما في انهاء بعض المشاكل المالية التي كانت تواجه الولايات المتحدة، والتي خلفها الحزب الجمهوري أثناء فترة رئاسة ال بوش الجمهوريين وخاصة بوش الابن في حربيه المدمرين في أفغانستان والعراق.
ربما ان حركة ج ستريت حاولت ان تكون القوة الثالثة على الساحة الامريكية ، وربما كانت تفكر أيضا ان تدخل المعركة الانتخابية الرئاسية من باب ثالث بعيدا عن التناحر السياسي بين الحزبين العجوزين ، لذلك اعتمدت على اغلبية الشباب على أن الغريب في الامر هو لماذا يدعم الملياردير سيروس هذه المنظمة مع العلم انه بأمكانها الترشيح للانتخابات وحتى الفوز نظرا لإمكاناته المالية الكبيرة وانه لم يسمع لحد الان دعمه لأي حزب وخاصة الديمقراطي والجمهوري في أية عملية انتخابية .
أغلب الظن ان تلك الازدواجية في القرارات الامريكية وبالأخص قرار ترامب لم تأت اعتباطا ، بل أن وراء الاكمة أشياء أخرى ، ودوائر الاستخبارات المركزية تلعب دورا كيرا حتى في دعم الرئيس وفوزه في الانتخابات الرئاسية ،وإلا فمن غير الممكن لرئيس أن يصرّ على قرار غير مشروع ويعلم بعدم دستوريته ثلاثة مرات في غضون أسبوع من تسنمه قيادة البيت الأبيض ، وربما وهذا رايي الشخصي أن تلك الدوائر ومن يدعمها أتت بالرئيس الجديد في سبيل برنامج خاص لم يستطع الرؤساء السابقون تطبيقه ، منها على سبيل المثال جبهة الصقور في القيادة الامريكية التي تعمل لصالح إسرائيل ، ومن ثم خلق صراعات في دول العالم كي يصبح او يعود أمريكا الى سابق عهدة نحو القطب الواحد عالميا .وعلى الأغلب ستكون الصين هي المستهدفة هذه المرة بعد الإطاحة بالنظام السوفيتي على يد غورباتشوف حيث بقيت الصين الأقوى اقتصاديا من بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حيث أن 20 % من مديونية الولايات المتحدة تعود للصين .ثم أيران المسنودة من روسيا وكوريا والصين ، وبرنامجه النووي المقلق لأمن الولايات المتحدة.
رؤساء الولايات المتحدة الذين تم التصويت على عزلهم .
أندرو جونسون
يعد الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة من أشهر الرؤساء الذين خضعت رئاستهم للتصويت الشهير بالكونجرس ففي 1867 صوت الكونجرس الأمريكي لعزل أندرو جونسون من منصبه بتهمة مخالفة القانون الأمريكي بعزله وزير الحربية إدوين م. ستانتون بدون موافقة الكونجرس بحسب موقع ليستفيرس.
ولكن بعدها بعام واحد تجنب جونسون الإدانة والعزل حيث كان سيحول للمحاكمة بعدها وكان السبب هو تصويت الكونجرس لصالحه بفارق صوت واحد فقط.
بيل كلينتون
تسببت انكشاف علاقة بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي في أشهر فضيحة سياسية في التسعينات بسبب كذب الرئيس الأمريكي أمام الرأي العام ونفيه وجود علاقة بينه وبين المتدربة في البيت الأبيض، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز كان ذلك الأمر الذي أدى لتصويت مجلس الشيوخ لعزله ومحاكمته بتهمة شهادة الزور والحنث باليمين الدستوري.وهو الديمقراطي الوحيد من الرؤساء الذي تعرض الى تلك النكسة من مرشحي هذا الحزب .
ولكن تمكن كلينتون مواصلة عمله كرئيس للبلاد بعدما برأته المحكمة، واعتذر في النهاية علنا وأقر بوجود علاقة بينه وبين مونيكا لوينسكي.
ريتشارد نيكسون
كاد نيكسون يكون الرئيس الأمريكي الذي يخرج من منصبه فعلا بالتصويت لصالح عزله بسبب فضيحة وترجيت التي تجسس فيها على صحفيين، وبحسب مجلة "التايم" قرر نيكسون أن الحل الوحيد أمامه لتجنب الخروج المذل بالمحاكمة عام 1974 هو أن يستقيل ويتنحى عن منصبه مما لغي أي أهمية للتصويت.
أن الشبهات تحوم حول الرئيس الخامس والاربعون (دونالد ترامب) وذلك بعد فضيحة اتصال مع المخابرات الروسية أثناء وقبل الترشح للانتخابات الرئاسية، وشكوك الدوائر الاستخبارية حول دعم القيادة الروسية في إسناد ترامب خلال في الفوز في الانتخابات الرئاسية. فهل سيكون دونالد ترامب الرئيس الرابع خلال أعوام تأسيس الولايات المتحدة الامريكية على قامة الرؤساء الذين تم عزلهم؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة بعد أن يتم التأكيد على ذلك والحصول على الأدلة الكافية التي ستدفع الى عزله ومن ثم محاكمته بتهمة خيانة الامن القومي الأمريكي الذي يعتبر خطا احمر بكل المقاييس حتى على الرئيس المنتخب شرعيا إضافة لوظيفته وذلك حسب بنود الدستور الأمريكي وهذا ملخص لها:
رئيس الولايات المتحدة الذي يعد أقوى رجل في العالم ليس محصناً وصلاحياته تبقى محدودة بموجب الدستور. لكن الدستور مرن إلى حد كبير ويسمح لكل رئيس بتكييف هذه الصلاحيات مع احتياجاته في أي وقت.
وتنص المادة الثانية من الدستور على أن (السلطة التنفيذية توكل إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية). كما تنص على مدة الولاية (أربع سنوات) وقائمة بصلاحيات الرئيس.
فالرئيس هو (القائد الأعلى) للقوات المسلحة ويملك صلاحية قرار (وقف تنفيذ عقوبات والعفو) وبإمكانه إبرام معاهدات (شرط استشارة مجلس الشيوخ) والحصول على موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين.
وهو يعين السفراء والقضاة في المحكمة العليا شرط موافقة غالبية مجلس الشيوخ لتثبيتهم في مناصبهم.
وبحسب الدستور (يطلع الرئيس دورياً الكونغرس على وضع الاتحاد ويوصي بأي تدبير يعتبره ضرورياً ومناسباً).
كما يملك الرئيس حق الاعتراض (الفيتو) على نصوص القوانين التي يقرها الكونغرس الذي يمكنه مع ذلك تجاوز الفيتو الرئاسي من خلال التصويت بغالبية ثلثي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
ويمكن عزل الرئيس إثر إجراءات خاصة أو بعد (إدانته بالخيانة والفساد أو أي جرائم وجنح أخرى).
وقد صوت مجلس النواب الأميركي مرتين على إجراء من هذا النوع بحق رئيس الولايات المتحدة، مرة ضد اندرو جونسون (1968م) ومرة ضد بيل كلينتون (1998م). إلا أن مجلس الشيوخ برأ الرئيسين.
وفي 1974م بدأ مجلس النواب إجراءات ترمي إلى توجيه الاتهام إلى ريتشارد نيكسون إلا أن الإجراء توقف بعد استقالته، الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة. ولا يملك الرئيس الأميركي صلاحية حل الكونغرس. كما لا يملك مبدئياً صلاحية إعلان الحرب، فهو قرار يعود إلى الكونغرس.
لكن ليست جميع حالات التدخل العسكري في الخارج تعتبر إعلان حرب وغالباً ما تعود صلاحية إرسال قوات إلى المعركة فعلاً إلى الرئيس.
ويتدخل الكونغرس عندئذ للإشراف على عمليات التدخل المسلحة في الخارج (مثل أفغانستان أو العراق) من خلال التصويت على قرارات تتناول عموماً جدولاً زمنياً للانتشار وطبيعته وحجمه والمهمات المنوطة به.
كما بإمكان الرئيس استخدام سلطته لحفظ النظام بناء على طلب إحدى الولايات، وبإمكانه أيضاً استدعاء الحرس الوطني للولايات.
وقد استخدم دوايت ايزنهاور وجون كينيدي هذه الصلاحيات إثر اضطرابات عرقية في الجنوب في الخمسينات والستينات. لكن هذه الصلاحيات يمكن تأويلها بشكل أوسع. وهكذا قرر جورج دبليو بوش استخدام الحرس الوطني في مكافحة الإرهاب.
كارزان 17-2-2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع