الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصيح اسم وزارة الصحة (وزارة قتل المصريين)؟

طلعت رضوان

2017 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل أصبح اسم وزارة الصحة، وزارة قتل المصريين؟
طلعت رضوان
لماذا يفضل وزراء مصرالإقالة لا الاستقالة؟
وهل كرسى الوزارة أهم من الكرامة الإنسانية؟
ابتلى شعبنا بنظام سياسى فاشى شمولى (منذ عدة عقود) ولذلك كان أغلب الوزراء كأنهم من صغارالموظفين: الموظف يلتزم بأوامررئيسه الأعلى، الذى يلتزم بأوارمن هوأعلى منه، وهكذا وفق تلك الآلية التراتيبية، حتى تصل إلى قمة الهرم الاستبدادى عند (رئيس الجمهورية)
ووفق ذلك النظام فإنّ الوزيريجعل همه الأول هوالمحافظة على كرسى الوزراة، فلا ينشغل بأية مشكلات تــُـواجهها وزارته حتى ولوكانت (كارثية) وحتى ولوكانت (الكوارث) ستصل لدرجة قتل المواطنين.
أكتب هذه المقدمة بعد البرامج التليفزيونية العديدة التى نقلتْ المأساة التى يـُـعانى منها مرضى الفشل الكلوى، وأنّ المستشفيات والمراكزالحكومية، تــُـجبرأهالى المريض على شراء المحاليل، ليس هذا فقط وإنما من تقرّرله ثلاث جلسات فى الأسبوع (لغسيل كليته) اكتفى المسئولون بوزارة الصحة بجلستيْن فقط وعمّـموا هذا القرارعلى جميع المستشفيات والمراكزالحكومية. فكان نتيجة هذا القرار(وهوما شرحه أطباء على شاشات التليفزيون) الاصابة بالتسمم الذى يؤدى إلى الوفاة.
وقد استمعتُ إلى سيدة حكتْ كيف مات زوجها، وكان التسجيل داخل شقتها شديدة التواضع، فقالت إنّ المسئولين فى المستشفى رفضوا إعطاء زوجها الجلسة الثالثة، وعندما قالت لهم إنّ الماء صعد إلى صدره، وأصبح لايستطيع التنفس إلاّبصعوبة، ردّوا عليها بالرد التقليدى (هذه هى تعليمات وزارة الصحة) وعليكِ التوجه إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر. ومثل الغريق الذى يتعلق بقشة، تحمّـلتْ نقل زوجها من المطرية إلى مدينة نصر(مع ملاحظة دخلها المُـتدنى الذى لايسمح برفاهية استخدام التاكسى) وفى مدينة نصرظلــّـتْ هى وزوجها من الساعة السابعة مساءً إلى منصف الليل، فنزل الستارعلى وفاة زوجها. وعندما قال لها مقـدّم البرنامج (من خلال التليفون): ((البقاء لله.. والموت علينا حق.. وكل شىء بأمرالله)) ردّتْ عليه ((اللى قتل جوزى وزارة الصحة.. موش ربنا)) فكان رد مـُـقـدّم البرنامج (الشجاع والذى يستحق التحية والتقدير): ((معاكى حق يا ست... اللى قتل جوزك وزارة الصحة.. اللى اسمها الحقيقى وزارة قتل المواطنين.. ووزيرالصحة اسمه وزيرقتل المواطنين))
ما حدث- ومازال يحدث- جعلنى أتساءل: إذا كانتْ يد وزيرالصحة مغلولة، ومُـقيـّـدة بسلسلة من الفولاذ اسمها (ميزانية وزارة الصحة) التى تــُـقرّرها وزارة المالية، فلماذا لايـُـعلنها الوزيرصرخة شجاعة مُـدوية: أنا أستقيل من منصبى لعجزى عن علاج مرضى الفشل الكلوى، والسبب هوعجزموارد الوزارة + رفع الأسعاربعد توحيد سعرالصرف..إلخ؟ ونظرًا لأنه لم يفعل فإنّ السؤال الذى يخرج من أحشاء السؤال السابق هو: ألم يـُـشاهد الوزيرأى برنامج تليفزيونى عن مأساة مرضى الفشل الكلوى؟ لقد هزّنى حديث ابنة أحد الذين ماتوا بعد صعود الماء إلى صدرأبيها، حيث قالت للمذيع: بابا مات.. ربنا يرحمه.. بس المشكلة موش فى إنْ بابا مات.. المشكلة إنْ فيه زيه كتيرماتوا.. وفيه زيه أكترمتعرّضين للموت)) وأعتقد أنّ ما قالته هذه الابنة (البارة بوالدها والعقلانية الشاعرة بآلام الآخرين) جعلتنى أتساءل: كيف ينام وزيرالصحة؟ وهل لم يـُـشاهد حلقة واحدة فى التليفزيون؟ أولم يقرأ صحيفة (مصرية واحدة) عن مأساة مرضى الفشل الكلوى؟ وإذا كان لم يـُـشاهد ولم يقرأ، فهل (كل) كبارالمسئولين بوزارته لم يـُـشاهدوا ولم يقرأوا؟ ألم يـُـخبره موظف واحد (كبير) بتفاصيل تلك المأساة؟
يذهب ظنى أنه لايمكن أنْ يكون الوزيرلم يسمع ولم ير، ولومرة واحدة، فماهى مشاعره عندما يضع رأسه على المخدة قبل أنْ يستغرق فى النوم؟ هل تخيل رحلة العذاب التى يقطعها أهالى المريض؟ ما مشاعره عندما يسمع أكثرمن مريض وهويتمنى الموت السريع، حتى يرتاح أولاده وترتاح زوجته؟
وبعد أنْ خطرتْ تلك الأسئلة على عقلى، اكتشفتُ سذاجتى: واستبعدتُ أنّ هذه المشاعريمكن أنْ تخطرعلى شخص مُـقيـّـد بسلسة ذهبية فى كرسى الوزارة، وإذا عارضنى أحد فى استنتاجى أقول له: بماذا تــُـفسّـرتمسكه بمنصبه بعد أنْ أصبح علاج المواطنين (رفاهية) لايقدرعليها إلاّ الأغنياء. بل إنّ أصحاب الدخول (المعقولة نسبيـًـا) انطبق عليهم مصطلح (الرفاهية) بعد الارتفاع الجنونى فى أسعارالدواء. ناهيك عن أجور(الجرّاحين) لإجراء عملية جراحية.
أليس الوزيرالذى وضعه (القدر) السياسى الفاشى، ويمتلك الحد الأدنى من (الكرامة) كان سيـُـبادربتقديم استقالته؟ فلماذا لم يفعل وزيرالصحة؟ ما الأسباب التى منعته من اتخاذ هذا الموقف الذى يتميـّـزبه النبلاء؟ هل الخشية من غضب السلطة الاستبدادية التى لاتعترف بحق (الاستقالة)؟ أم أنّ السبب الحقيقى هوالجلوس على كرسى الوزارة أطول مدة ممكنة، حتى تأتيه لحظة (الاقالة) على غفلة مثل (السكتة الدماغية) أوفى (التغييرالوزارى)؟ فهل كرسى الوزارة أهم من الكرامة الإنسانية؟ وهل يمكن استبعاد (غواية الكرسى) عن المكاسب التى يحصل عليها الوزير- أى وزير؟ وهل إقرارالذمة المالية يـُـطبـّـق على الوزراء بجدية ووفق معاييرصارمة وتحريات دقيقة وأمينة؟ بالتطبيق لقانون (من أين لك هذا؟) وهل يمكن أنْ يتعلم حكامنا بما فعله ملك مصرالعظيم (أمازيس) الذى أصدرقانونا فرض على كل مصرى (من أدنى درجة وظيفية إلى أعلى المناصب) أنْ يـُـبيـّـن (سنويـًـا) مصدرعيشه (أى مصدردخله) لحاكم الولاية. ومن لايفعل ولم يـُـثبتْ أنه يعيش عيشة مشروعة، كان عقابه الموت (هيرودوت يتحدث عن مصر- ترجمه عن الإغريقية- د. محمد صقرخفاجة- هيئة الكتاب المصرية- عام1987- ص309)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا