الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الدين بالسياسة

سعادة أبو عراق

2017 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علاقة الدين بالسياسة
لا يوجد في تاريخنا الإسلامي أو العربي حزبا دينيا، ذلك أن الحزب الديني هدفه الدين، وبما أن معظم المناطق والبلاد يسكنها شعوب إسلامية فإن وجود أحزاب لنشر الدين أو تنقيته وتعميقه هو بالتأكيد عملية عبثية، فالمسلمون كما هم دأبهم في كل العصور ودأب الشعوب ذات الأديان، لا يستوون في معرفتهم الدينية وعمق إيمانهم، فمنهم من يقف على المعرفة البسيطة من أركان الإسلام وأركان الإيمان وما يجب عليه من واجبات وعبادات، وهناك من يرتقي إلى درجات أعلى في الإيمان والعبادات، ولكن من المستحيل أن يصبح المسلمون أطهارا صالحين في درجة الأولياء الصالحين.
نستطيع أن نتصور ما كان يحدث في فترة التنزيل القرآني، وما بعدها من حركات نشر الدين على أيدي أناس بسطاء متبرعين لا يدعمهم أحد ولا تقف وراءهم دولة، وخاصة وهم ينشرون الإسلام في مجاهل إفريقيا وبلاد الهند وجزر جنوب شرق آسيا، إن هؤلاء المؤمنين على الفطرة ما كانوا يوما بحاجة إلى دولة لكي ترعى إيمانهم وعبادتهم أو تساعدهم في عملهم، وكذلك المسلمون في روسيا والصين لم يكف كثير منهم عن العبادة المستترة إلى أن انقشعت عنهم دولة الاتحاد السوفيتي والحكم الشيوعي، فتبين كم كانوا طوال 70 سنة مؤمنين أطهار قائمين على عبادتهم السرية ، ولم تستطع أجهزة القمع السوفيتية ،أن تنزع الإيمان والتدين من قلوبهم.
أما تلك الجمعيات والطرق الصوفية التي تشكلت كجماعات دينية لها أسلوبها وتدينها الخاص الذي تنشده عميقا وورعا، فإنها لم تتطلع إلى تسلم السلطة، لأنها تؤمن في وجدانها أن السلطة لن تفيدها بل تجعلها مقيدة بسبب التزاماتها الإدارية والسياسبة التي تلهيها عن واجبها التي نذرت نفسها له.
إذن من أين برزت فكرة ارتباط الدين بالدولة؟ ما دام أن الدولة لا تستطيع أن تقمع الدين ولا تستطيع أن تنشره؟ وأن الجماعات الصوفية والدعوية كانت تنجز عملها بدون دولة، لأنها لم تفكر يوما بأن يحولوا جماعتهم إلى دولة، حتى أن حسن البنا لم يفكر حينما انشأ جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأن يحول هذه الجماعة إلى حزب سياسي، ولكن حينما تعاظم المنتسبون إلى الجماعة أصبح الدخول إلى العمل السياسي مطلبا فيه نظر، وخاصة حينما تم اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء المصري آنذاك على يد الإخوان المسلمين، كان هذا إيذانا بدخول الإخوان المسلمون المعترك السياسي.
من هنا بدأ التنظير للدولة الإسلامية، وتعميق الإرث الذي قدمه الأزهريون بوجوب إقامة دولة إسلامية والتباكي على أفول الدولة العثمانية، رغم أن علي عبد الرازق أوضح في كتابه نظام الحكم في الإسلام، أن لا يوجد أصول لشرعية الخلافة، وان الخلافة كانت مجرد مسمى تراثي لأنظمة سياسية للشعوب الإسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة