الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا .. والعلاقة مع الإدارة الذاتية!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 2 / 25
القضية الكردية


بير رستم (أحمد مصطفى)
بخصوص تعليق بعض الإخوة والأصدقاء على بوستي السابق عن دور المجلس الوطني الكردي في جنيف وسؤالهم؛ "أين موقع ب ي د من المؤتمرات والمحافل الدولية بالنسبة للقضية الكوردية و روج آفا خصوصاً"، يمكننا إجابتهم بالتالي: تدركون تماماً بأن تركيا تضع شرطاً بعدم حضور هذا الطرف وأعتقد بأن شرط تركيا ليس لأن "ب ي د" حزب إرهابي حيث نعلم جميعاً بأن هذه الإدارة تجاور الدولة التركية بحدود تقارب ستمائة كيلومتر ولم يسجل أي اعتداء على الدولة التركية من طرفهم، بالعكس هناك اعتداءات واختراقات سافرة من الجانب التركي ومع ذلك فإن قوات الحماية الشعبية والتابعة للإدارة الذاتية تحاول دائماً الضبط على أنفسهم وذلك بعدم الرد على الاستفزازات التركية المتكررة والتي تبحث أساساً عن حجة وذريعة لاعتداءات أكثر بحق روج آفاي كوردستان.

وهكذا فإن مسألة الإرهاب ليست إلا حجة وذريعة وباتت لا تقنع أحداً وحتى الأتراك أنفسهم، وبالتالي فإننا ندرك بأن لتركيا أسباب أخرى مختلفة تماماً فهي _أي تركيا_ باتت تعلم جيداً؛ بأن هذا الحزب يملك مشروعاً سياسياً _مهما كانت ملاحظاتنا عليه ودرجة اختلافنا حوله، لكن لديهم مشروع وذلك على عكس الإخوة في المجلس الوطني الكردي الذين تخلوا عن مسودة مشروعهم السياسي ليكونوا جزء ملحق بمشاريع وأجندات الآخرين وللأسف_ بل وأكثر من ذاك، فإن تركيا تدرك؛ بأن ال "ب ي د" يملك من القدرات والمقومات العسكرية والكوادر السياسية والطاقة الجماهيرية ما يؤهله لأن يفرض مشروعه على الأرض _وهو فعل ذلك حقاً_ ولذلك فهي تريد أن تعرقل المشروع من خلال الإصرار على عدم مشاركتهم في المفاوضات، أو على الأقل تأخيره قدر الإمكان.

لكن دعوني وبالمقابل أسألكم جميعاً؛ هل بقناعتكم إن تركيا ستكون قادرة وللأخير فرض هذا الشرط ضمن المعادلة السورية .. أبداً؛ كون الجميع بات يدرك بأن هذا الطرف الكوردي هو طرف مهم وحاسم في المعادلة الوطنية السورية وكذلك بات الجميع على قناعة شبه كاملة؛ بأن لا حل من دون مشاركة كل الأطراف والقوى السياسية والعسكرية على الجغرافية السورية وهكذا وبقناعتي؛ فإن مشاركة الإدارة الذاتية هو تحصيل حاصل وليست إلا مسألة وقت حيث وكما كانت تركيا ترفض الاعتراف بإقليم كوردستان وباتت اليوم تنسج معها أقوى العلاقات، سيكون نفس الأمر مع الإدارة الذاتية وبالأخير فإن السياسة في مفهومها الأوضح هي المصالح الخاصة لكل فريق ودولة من الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والعالم عموماً وتركيا تبحث عن مصالحها وجزء من مصالحها أن تنسج العلاقات مع القوى التي ستحكم المناطق الجنوبية من حدودها.

وبالتالي لا بد من التوافق مع الإدارة الذاتية، لكن كل هذه الممانعة والرفض لمشروع الإدارة الذاتية هي لفرض بعض شروطها وعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت بها تركيا في تجربتها مع الملف العراقي وقضية إقليم كوردستان وعلى الأخص في الملف التركماني والتي تريد أن تجعل منهم طرفاً مهماً _أو على الأقل غير مهمشاً في المعادلة السورية_ كما همشوا في الجانب العراقي وذلك بعدما كانت تركيا تروج بأنهم يشكلون ثقلاً شعبياً وسياسياً يضاهي الكورد، لكن الحقيقة والواقع كشف زيف تلك الادعاءات الكاذبة ولذلك هي تريد أن تدخل وبقوة _عسكرياً، كما رأينا مؤخراً_ في الملف السوري، كي تفرض بعض القوى التابعة والمحسوبة عليها ضمن المعادلات السورية القادمة .. وهكذا عندما نعرف الأسباب والدوافع ندرك بأن ما يجري على الأرض هي جزء من لعبة سياسية إقليمية دولية وللأسف ليست شعوبنا وقوانا الوطنية إلا كومبارس في تلك اللعبة القذرة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال


.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا




.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي