الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب و ايران .. فرص التقارب و التباعد

مولود مدي
(Mouloud Meddi)

2017 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


على مدى أزمنة سابقة بعيدة من تأريخ الإسلام , والجدال بين السّنّة والشّيعة قائم يخبو حينا ويتأجج في أحايين كثيرة, و اساس هذا الجدال يعود الى زمن بعيد جدا وهو خلاف على موضوع القيادة بعد رسول الاسلام، فقد كان الرسول في حياته هو القائد السياسي للأمة وهو المرجعية الدينية لها. وبعد وفاته حدث شغور في هذا المنصبين فظهر الصراع بين اهل البيت النبوي و المهاجرين و الأنصار فكان اول اختلاف وقع بين المسلمين بعد وفاة النبي اختلافا اجتماعيا- سياسيا محضا و ليس اختلافا دينيا و قد انقسمت مواقف صحابة النبي الى ثلاث مواقف وهي :
الموقف الأول : موقف الأنصار الذين اجتمعوا عقب رحلة النبي في سقيفة بني ساعدة, و ارادوا ان ينصّبوا زعيمهم ’’ سعد بن عبادة ’’ زعيم قبيلة الخزرج لرئاسة دولة المسلمين..
الموقف الثاني : هو موقف المهاجرين الذين هرع فريق منهم الى السقيفة, و على رأسهم ابو بكر و عمر و ابو عبيدة الجرّاح ليذكّروا الأنصار ان المهاجرين اول من أمن بالله و اول من نصروا دعوة النبي و هم اقرب الناس اليه و ان العرب لن تخضع الا لقريش و ان قريش هي اوسط العرب انسابا و قد دار نقاش طويل بين الفريقين اقتنع في نهايته اغلب ال الأنصار بحق المهاجرين في الامر و بايعوا ابي بكر في حين رفض سعد بن عبادة البيعة و خرج الى الشام و مات بها.
الموقف الثالث : تمثل في علي بن ابي طالب و نفر من بني هاشم اسرة النبي الذين لم يحضروا النقاشات التي دارت في سقيفة بني ساعدة لأنه كانوا مشغولين بغسل و تكفين و دفن النبي ليتفاجؤوا بعد انتهائهم من ذلك بأن الأمر انتهى دون مشورتهم و ان البيعة لأبي بكر, رغم الحجج التي قدّمها الصحابي علي بن ابي طالب للمهاجرين على أنه احق الناس بالخلافة, فاذا كان المهاجرين احق بالأمر لسابقهم في الاسلام و حملهم دعوته منذ فجرها فان عليا اولى الناس بالأمر لأنه اول الناس اسلاما و ارسخهم قدما في الاسلام فضلا عن اتصافه بصفات فاقت به كل من عاداه كعلمه الراسخ و كونه اعلم الصحابة بالتفسير و عندما اوصى الرسول باتباع سنته و سنة عترته اهل بيته اخذ بعلي بيده و قال ’’ من كنت مولاه, فهذا علي مولاه ’’ اخرجه الترمذي, و رغم هذا الخلاف المهم جدا, لم يستمر طويلا بل سرعان ما تم تجاوزه بانقياد الانصار لمبايعة ابي بكر و بيعة علي لأبي بكر بعد ستة اشهر من الامتناع.
ولكن هذا لا يعني نهاية الخلاف بين انصار علي بن أبي طالب و خصومهم بل تم التخلي عن الصدام بين المعسكرين تفاديا لانقسام المسلمين و لمواجهة اعداء المسلمين المتربصين بالدعوة الفتية و بالتالي بقي الخلاف في الصدور ينتظر الوقت المناسب للخروج مرة أخرى.
وهكذا بمرور الزمن وتوالي الخلفاء تبلورت مدرسة الخلافة التي تفصل بين القيادة السياسية والمرجعية الدينية، كما ترى أن اختيار القيادة شأن اجتماعي فبأي طريقة وصل بها أحد إلى موقع السلطة انعقدت له الولاية ووجبت له الطاعة. سواء كان وصوله عن طرق اختيار أهل الحل والعقد، أو انتخاب الجمهور العام، أو بعهد من الخليفة السابق، أو بالقوة أو بالتوارث كما في عهدي الأمويين والعباسيين. وظهرت ضمن هذه المدرسة المذاهب العقدية والفقهية لأهل السنة والجماعة, في مقابل هذا الرأي لمدرسة الخلافة كما نسميها كان هناك رأي آخر لأهل البيت وفي طليعتهم الإمام علي بن أبي طالب، وفاطمة بضعة رسول الله، والعباس عم النبي، والحسنان وبعض من الصحابة كسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأمثالهم، حيث يرون أولوية الإمام علي بخلافة رسول الله ، لنص الرسول عليه بذلك ولأفضليته على من سواه من الأصحاب، وأنه المؤهل للقيام بدور القيادة السياسية والمرجعية الدينية. وبعده الأئمة من ولده وتبلور هذا الرأي فيما بعد خاصة بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء، وظهرت الاتجاهات الشيعية المختلفة. وأبرزها المذهب الجعفري الاثنا عشري والزيدية والإسماعيلية.

وبعد استشهاد الحسين في كربلاء ازداد التطرف و التباعد بين اتباع المذهبين و ظهرت موجات التكفير و التشنيع لمجرد اختلاف الأراء فورثت الأمة الاسلامية تلك العقلية التي نشهدها حاليا بين المجتمعات المسلمة و وفقهائها مما يجعل ساحة الأمة أرضية خصبة للفتن، وأجواءها مهيأة للاستجابة للإثارات الطائفية هذا التطرف الذي يصوّر لأصحابه أنهم وحدهم المحقون وان ما عداهم على باطل وأهل عناد، وقد يصدرون في الآخرين فتاوى التكفير والتضليل والاتهام بالشرك والابتداع ودعما لرأي كل طرف استعمل زعماء الدول الاسلامية السنية ( الدولة الأموية و العبّاسية .. ) و زعماء الدول الاسلامية الشيعية ( الفاطميون و غيرهم .. ) الدين لأغراض سياسية كواجهات لإضفاء الشرعية على حكمها، أو تستفيد من افتعال الخلافات الدينية لإشغال الأمة بها عن واقعها السياسي و اختراع احكام فقهية تحمل اهدافا سياسية من أجل قمع المعارضة السياسية و ليتفادى الحاكم المسائلة.
و يتحمل الفقهاء من الطرفين مسؤولية التباعد بين المسلمين السنّة الممثلين من طرف السعودية و المسلمين الشيعة الذين تمثلهم ايران و خاصة الطرف السنّي الذي طغت عليه الوهّابية السلفية المتشددة – حتى انهم هم في صراع بينهم – الذي ترعاه الدولة السعودية التي تشجع التيّارات الارهابية السلفية مثل داعش على ارتكاب الفظائع ضد الشيعة لقطع اي محاولة تقارب بين السنّة و الشيعة و رغم أن النظام السعودي الوهّابي يزعم أن السعودية بها قانون يمنع التحريض على الشيعة بحجة النسيج الاجتماعي، فسنقول أن هذا القانون من طوارئ الملكية السعودية يتم استدعائه فور شعور آل سعود بالخطر على السلطة، ويتم تجاهله مثلما يحدث الآن من رفع دعاوى المذاهب والطائفية العفنة في اليمن لأن المجتمع السعودي لا يعرف معنى القوانين لأنه مجتمع تسيطر عليه الأبوية و الأعراف القبلية و الوصاية.
رغم أن الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي يرى المجتهد مأجوراً؛ إن أخطأ فإن له أجراً واحداً وإن أصاب فله أجران، كما هو مفاد حديث شريف يتناقله المسلمون بمختلف مذاهبهم.يفترض أن لا يؤدي اختلاف الاجتهادات في هذا الدين إلى صراعات وحروب, الا أن اصرار الطرف الوهّابي على الجمود زاد في اتساع الهوّة بين السنّة و الشيعة فالسنّة انفسهم انقسموا من خلالها لجماعات مقاتلة وجهادية ومذاهب شتى في العقيدة كلها متخبطة ومتناقضة لا تؤمن بالدولة والعصرية، وما أزمات الربيع العربي إلا انعكاس لأزمات المجتمع السنّي بالأساس، هذا المجتمع الذي سمح بانتشار الوهابية و تغذية الحروب الدينية فهذه الأخيرة هي نتاج منظومة كاملة من الفساد الإداري والتعليمي والثقافي، كلها علامات لواقع عربي بائس يعاني من التخبط والازدواجية.

إن أزمات الدول العربية السنّية الآن من فقر وفوضى وحروب مذهبية وقبلية سببها الرئيسي هو الاصرار على العزلة والبقاء على تلك الحالة مدة أطول من ذلك يخلق من العربي كائن همجي ومتوحش, و من آثار تلك العزلة عدم قدرة العرب التحرك كمجموعة وما يتبعها من الافتراق والتشتت، فالعُزلة تصنع ضغطا نفسياً عاليا على المعزول، وعن طريق هذا الضغط تتولد مشاعر ارتدادية عدوانية تخرج في الأقربين..وهذا يفسر عداء العرب لأنفسهم الآن أكثر من عدائهم لغيرهم، كذلك وبالجهل لا يتعظون من قصص الآخرين مع العُزلة, فاخترعوا قصص نظريات المؤامرة و التي ادت الى العداء مع الجميع فالصورة المنطبعة في الذهن عن الآخر تعني أنه.."مخادع -جشع –همجي"..تقريبا هي صورة الآخر بالكلية، ومركزها في العقل الباطن بيد أن كل إنسان يظن نفسه مركز الكون وهو عنوان الفضيلة، تبدأ هذه الصورة في الزوال فور نقد الذات وإعلاء قيم التسامح والعفو، لذلك فالتسامح عند العرب والإيرانيين يعني تقاربا حتميا و هذ التقارب سيقي العالم العربي الاسلامي من فتنة مذهبية كبيرة لأن ايران هي زعيمة المحور الشيعي و سيكون العرب هم الخاسر الأكبر لأن العداء ضد الشيعة يعني العداء ضد ايران التي اصبحت قوة عالمية لا يستهان بها لعدة أسباب و أهمها :
1) - اعتمد المرشد السيد علي خامنئي على اربعة مبادئ لبناء الدولة والمجتمع، حددها الباحث الاميركي الايراني الاصل كريم سادجابور بالتقوى والعدالة والاستقلالية والاكتفاء الذاتي. ادى حسن تطبيق هذه المبادئ الى تماسك اثني وطبقي اجتماعي نتيجة لترشيد الاقتصاد والاكتفاء الذاتي، والى سيادة القرار الوطني كنتيجة لمبدأ الاستقلالية.
2)- التخطيط الاستراتيجي و البراعة في مواجهة الأزمات و اكبر دليل هو نجاح ايران في إنهاء عقوبات اقتصادية دولية فرضت عليها لفترة طويلة و بالتالي تمتلك ايران قدرة كبيرة في مواجهة الأزمات و احتوائها و هذا سيعني تشجعها على تنمية صناعاتها المحلية، فتطورت صناعة البتر وكيماويات والسيارات وأبحاث الطب والنووي والزراعة والصناعات العسكرية والإلكترونية والمركبات الفضائية، وبعد رفع العقوبات متوقع أن تنمو تلك الصناعات بشكل مضاعف، أي متوقع لإيران أن تصبح أضخم قلعة صناعية في الشرق الأوسط في غضون سنوات قليلة ، بما قد تتجاوز إسرائيل وتركيا أصحاب ذلك المركز الرفيع.
3)- ايران رابع أكبر دولة منتجة للنفط، والثانية في الغاز..ولديها 10% من احتياطي النفط في العالم و15 % من احتياطي الغاز العالمي..مما يجعلها دولة مؤثرة في منظمة الأوبك المصدرة للنفط، وقطب دولي يتحكم في أسعار كثير من السلع كما أن الاقتصاد الإيراني من أقوى 18 اقتصاد في العالم من حيث القوة الشرائية، أو ما يعرف بالناتج المحلي الإجمالي، وفي المركز 29 عالميا بالقياس مع الدولار أو ما يعرف بالناتج المحلي الإسمي.. وهو ثاني أكبر ناتج في العالم الإسلامي بعد تركيا، إذ يبلغ تريليون 244 مليار دولار، ومتوسط دخل الفرد في العام 7 آلاف دولار وهو رقم يجعل المواطن الإيراني مؤمّن اجتماعيا واقتصاديا بشكل جيد.
اهمية الدور الذي تضطلع به مراكز الأبحاث والدرسات في إيران فقد أصبحت تمثِّل أحد الدلائل الهامّة على تطور الدولة وتقييمها للبحث العلمي واستشرافها آفاق المستقبل؛ وذلك وفق المنظور المعرفي لتطور المجتمعات الإنسانية عمومًا فمراكز الأبحاث ليست مجرد مراكز لتجميع المعلومات، ولكنها مراكز لإنتاج الأفكار، وعملية صنع الأفكار لا تتم لذات الأفكار؛ فالفكر أصبح له علاقة حتمية بالواقع وما ليس له تأثير في الواقع لا قيمة له. فالأفكار عندما تصنع لا يتم الوقوف عند صنعها، وإنما يتم نقلها للمجتمع من ناحية ولصانع القرار السياسي من ناحية أخرى، من خلال وسائل متعددة، هذه العملية في ثلاث مراحل: بعد صناعة الفكرة يتم تأهيل المجتمع لها ثم تلقى في يد السياسي ليبني عليها قرارات وسياسات، فتكون هذه القرارات والسياسات مقبولة اجتماعيا فامتلاك ايران مراكز ابحاث خاصة بها كان من اجل مواجهة الضغط الغربي و تحقيق الاهداف الاستراتيجية للدولة الايرانية.
4)- تمتلك ايران شبكة طرق ضخمة حوالي 178 ألف كيلو متر، والسكك الحديدية 6400 كيلو متر، والمطارات 320 مما يجعل بنيتها التحتية من أضخم البنى التحتية في الشرق الأوسط..والاستثمارات تنظر أول ما تنظر على طبيعة تلك البنى التحتية ومدى أمنها واتساعها لتحقيق فائض الربح، أي أن لإيران إمكانيات استثمارية عالية تجعلها محط أنظار رجال الأعمال في المستقبل.
5)- امتلاك ايران لصناعات حربية متطورة تثير قلق الكثير من القوى مثل اسرائيل و الولايات المتحدة الامريكية فلو لو حصرنا عدد التجارب الصاروخية والإعلان عن أسلحة إيرانية جديدة بعد غزو العراق عام 2003 لوجدناها تفوق ما أقدمت عليه إيران في تاريخها كله كما أن أن الجيش الإيراني يتمتع بحجم كبير من القوات البرية مقارنة بجيوش دول الخليج .
لكن ما عرضناه لايعني عدم وجود سلبيات في الدولة الايرانية فمن تلك السلبيات :
- مستوى الحريات، والمشاركة بالانتخابات ومعدل كفاءة الحكومة وفاعلية البرلمان من حيث التمثيل والمحاسبة واستقرار الدولة فلا يحق لأصحاب المذاهب الأخرى غير الشيعية المشاركة في الحكم و صناعة القرار ولكن هذا لا يعني ان الأقليات الدينية في إيران لا تعامل باحترام خصوصا أهل السنة واليهود والمسيحيين والزرادشتيين، بحيث توجد فيديوهات تثبت ذلك من قناة روسيا اليوم ومحطات أخرى وباحثين متطوعين.
- حجم البطالة مرتفع 10% وهو معدل كبير بالقياس على إمكانيات الدولة الهائلة، لكن بعد رفع العقوبات والانفتاح الاقتصادي متوقع أن ينخفض هذا المعدل إلى 5% كي يتناسب مع المعدل الطبيعي العالمي كي لا يهدد أمن وسلامة المجتمع.
- وبعد هذا العرض يظهر أن إيران من أقوى الدول في المنطقة، ولاستقرارها السياسي والأمني تصعد بشكل سريع، إضافة لأجواء الاتفاق النووي وقرار المجتمع هناك بالانفتاح على العالم, بينما العرب :
1)- غياب الديمقراطية بمفهومها الحقيقي في غالبية الدول العربية والاسلامية وفي مؤشرات فرعية، مثل تزوير الانتخابات وضعف معدلات المشاركة السياسية وانعدام مفهوم تداول السلطة وبطء التغيير السياسي وشيوع الفساد.
2)- عدم وجود الصناعة والزراعة في المنطقة العربية سيؤثر في جوانب التعليم والصحة والبطالة، والسبب في وجود فائض أيدي عاملة كبير غير منتج يستنزف اقتصاد الدولة ، بينما التعليم والصحة بالذات تحتاج لثقافة ، والعاطل عموما غير مثقف ويبحث عن أي وسيلة لإفراغ طاقته الجسمانية، فتكون النتيجة إفراغ تلك الطاقات في الصراعات الأيدلوجية والمخدرات غالبا..
لناتج العلمي لدول العرب ضعيف جدا ولا وجود تقريبا للشعب العربي في الخارطة العلمية الدولية..رغم ما تمتلكه هذه الدول من إمكانيات مالية هائلة وطاقة شبابية جيدة..لكن كل هذه الطاقة مستنفذة في الخارج فلا تقدم في مستوى التعليم العربي ولا مراكز بحث بارزة.
3)- الاقتصاد العربي هو اقتصاد ريعي أي يستحوذ قطاع النفط والتجارة والخدمات على الناتج المحلي ولا وجود للقطاعين الزراعي والصناعي في هيكل الدول العربية فالمجتمعات العربية مجتمعات استهلاكية وغير منتجة.
4)- ضعف ميزان القوة العسكرية للدول العربية مجتمعة، او لكل منها على حدة، مقارنة بايران فلا يوجد ولا دولة عربية واحدة تمتلك صناعة حربية كبيرة بل تعتمد على استيراد الأسلحة الغربية و تستدعي في الكثير من الأحيان القوى الغربية في حل مشاكلها الأمنية.

وبالتالي من خلال المقارنة بين اوضاع العرب و ايران نجد ان الطرف العربي هو الخاسر الأكبر في حالة دخوله في مواجهة مباشرة مع ايران فالعداء و المواجهة العسكرية لن تنفع العرب و المسلمين عامة في شيء سوى مزيد من الدمار و الخسائر و التخلف فمن العيب اسقاط ماضي الصراع السنّي – الشيعي على حاضر متخلف للتصعيد ضد ايران فهذا التصعيد الذي توهم به العرب انه سيضعف ايران و سيقلل نفوذها تبين انه تسبب بالعكس فاصرار المحور العربي السني على العداء عن طريق اتهام كل شيعي بالولاء لإيران، تسبب بهدم البنية الاجتماعية والثقافية ويفكك العرب إلى مجموعات طائفية معزولة وهذا لا ينفع الا اسرائيل و حليفتها امريكا في تفكيك العرب و السيطرة على الشرق الأوسط
و عليه السؤال الذي يطرح .. ما هي فرص التقارب بين السنّة (اغلبية العرب) و الشيعة (ايران)؟
لقد رأينا بوضوح كيف أن بعض الجهات الدينية وكأن العامل السياسي هو الذي يوقت لها حماسها المذهبي واندفاعها الطائفي، فعلى وقع الحرب العراقية الإيرانية، كانت تتوالى الفتاوى والخطب والمطبوعات الطائفية التحريضية، وعندما توقفت الحرب خمدت تلك الأصوات وخاصة بعد الاحتلال العراقي للكويت و تعتبر مؤسسة الأزهر الدينية في مصر من أكبر المؤسسات الدينية التي ناصرت سياسة الحكام دون النظر الى عواقبها على المحكوم و بالتالي نستنتج ان التقارب يستلزم ايقاف خطابات التكفير و ابعاد رجال الدين عن السياسة و العمل على النقاط المشتركة بين العرب و ايران و أهمها الاسلام فدين اغلبية الايرانيين و العرب واحد وهو الاسلام و هذا الشعبين مؤمنين بفكرة وحدانية الله فهذا العاملين سيساعد على تشجيع أجواء التواصل بين علماء السنة و الشيعة ونخبها المثقفة والفاعلة، لتوفير فرص التعارف المباشر على الصعيد الفكري والعلمي.
كما توجد نقطة مهمة جدا ستساعد على التقريب بين العرب و ايران ف 70% من القصص العربي أصله فارسي مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة وحكايات جحا..وغيرها، إضافة للمشترك الجغرافي للمنطقتين المتجاورتين كما أن اللغة الفارسية مكون رئيسي لحضارة المسلمين؟..حتى أن 90% من الرواة والمحدثين في كل المذاهب كانوا من الفرس، وهذا ثقافيا يعني.."وحدة الشعور"..و.."تماثل الخيال"..يعني طريقة التفكير تكاد تكون واحدة بين العربي والفارسي، هذه النقطة بالذات لا يتطرق إليها من يدعو للكراهية والعنف ضد إيران ويحاول اخفائها، والسبب أن دعوته طائفية الأصل ولو تطرق إليها يعني اتهام لرموز المذهب السنّي بتلك التهمة المضحكة -البدعة المحدثة- ، وهو ما يخشى الوصول إليه كنتيجة، كوصفه للشعب الإيراني بالكفر والمجوسية، بينما يتبع رموزاً فارسية منهم كالبخاري ومسلم وأصحاب الكتب الستة بما يعني اتهام ضمني لمذهبه بالتمجس..!
أن أي تأخير في مراجعة العلاقات بين العرب وإيران يعني مزيد من الأزمات والحروب والطائفية بين السنّة و الشيعة، وأنها ستطول العرب حصرا بوصفهم متعددي الهويات والقوميات والمذاهب، وكذلك لغياب الديمقراطية والمحاسبة وحقوق الإنسان ، يعني أن أي مظالم تحدث سيتم إفراغها بلباس مذهبي أو قومي لحشد الغوغاء، ولن يشفع وقتها للبعض حديثه باسم التعايش..لأنه لا مكان مصطلح التعايش عند العرب والمسلمين.
المصادر :
العرب وإيران..مرة أخرى ( سامح عسكر )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=548598
قوة ايران العسكرية من منظور ايران
http://www.siironline.org/alabwab/derasat(01)/257.htm
قوة ايران ام ضعف الدول العربية ( حسن نافعة )
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/13533108/%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%85-%D8%B6%D8%B9%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%D8%9F










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ