الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلاق سراح أوجلان .. هل ينجح في لم كلمة الأكراد؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 3 / 1
القضية الكردية


حواري الكامل مع مجلة "الأهرام العربية" المصرية بخصوص قضية ملف السيد "أوجلان" وانعكاسات سجنه وحريته على عدد من القضايا السياسية المتعلقة بالشأن الكوردي وقد جاءت الأسئلة ضمن حزمة كاملة واحدة وعلى الشكل التالي: "أحتاج رأيك في ضوء خبرتك بالشأن الكردي .. ماذا لو أطلق سراح أوجلان .. هل ينجح في لم كلمة الأكراد وتقويم اعوجاج سياستهم ..هل ينجح في إنهاء القتال بين تركيا والعمال الكردستاني .. أيهما أفضل من وجهة نظرك للقضية الكردية والسورية، أوجلان سجيناً أم حراً .. وفي ظل التقارب التركي الأمريكي وعلاقات واشنطن مع الأكراد ... هل يمكن أن تضغط أمريكا على تركيا لإطلاق سراح أوجلان".
* محسن عوض الله؛ صحفي مصري.
........................................................................................

دعنا نتفق أولاً؛ بأن لا يقينيات وتأكيدات في عالم السياسة وبالتالي لا يمكن إعطاء إجابات نهائية بترية بخصوص أية مواضيع وأسئلة سياسية وإنما قراءات وتكهنات وتحليل تعتمد فيه على ما لديك من حيثيات ومعطيات .. والقضية الكوردية تعتبر واحدة من أعقد قضايا منطقة الشرق الأوسط ولأسباب عدة لسنا بصددها ولذلك لا يمكن التكهن بالقضية الكوردية وإشكالاتها دون أن نأخذ مصالح دولية وإقليمية ولأطراف عدة، مما يزيد من تعقيد وتشابك القضية مع قضايا أخرى عدة ومنها قضية السيد "أوجلان" ودوره وتأثيره _سجيناً أم حراً طليقاً_ على المسألة الكوردية عموماً وذلك في إطار علاقاتها البينية الكوردية أو الإقليمية والدولية.

لكن وقبل الوقوف على ما أشرت إليه؛ دعني أبين رأي في عدد من المفاهيم والقضايا التي جاءت في سياق الأسئلة _أو السؤال المتشعب_ والتي تحمل وتطرح قضايا عدة حول الملف الكوردي .. أولاً؛ يعتبر السيد "أوجلان" زعيماً لتيار سياسي وليس زعيماً لكل الكورد حيث نعلم هناك وإلى جانب حزب العمال الكردستاني ذي الخلفية الماركسية اليسارية، كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني بنهجه القومي الراديكالي مع حزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع كوران (المنشق عنه) وذي التوجه الاشتراكي الليبرالي، بالإضافة لعدد من الأحزاب الإسلامية الراديكالية وبالتالي فإن الانقسامات داخل الحركة الوطنية الكوردية _وكأي مجتمع ذي خصائص بنيوية فكرية مجتمعية_ هي انقسامات عميقة ولن يجمعهم زعيم سياسي يقود طرف هو بالأساس في نزاع مع الأطراف والتيارات الأخرى.

ثانياً؛ إن المرحلة التي كان يقود به السيد "أوجلان" _وهو في "دمشق"_ هي غير المرحلة التي انتقلت القيادة لجبال "قنديل" حيث بات هناك عدد من القيادات والرموز داخل منظومة العمال الكردستاني وبالتالي وعلى الرغم من رمزية القائد، إلا أن القادة الجدد لم يعودوا تحت الوصاية حيث هم أيضاً باتوا لهم كلمتهم ودورهم الفاعل وتأثيرهم على مركز القرار للعمال الكردستاني وخاصةً في إطار الصراع المذهبي الطائفي والإقليمي بالمنطقة وعلاقات الأطراف الكوردية بتلك المحاور الإقليمية. ثالثاً؛ ارتباط الأطراف الكوردية بتلك المحاور الإقليمية يجعل من الصعب توحيد الصف الكوردي في ظل صراع المصالح والأجندات الحزبية ومحاولة كل طرف الاستئثار بساحات الأقاليم والمناطق الكوردية الأخرى وربط عدد من الأحزاب الكوردية في تلك الجغرافيات بالحركة الأم وخاصة الصراع بين محوري قنديل وأربيل كوردستانياً.

وهكذا ووفق المعطيات والوقائع السابقة، فبقناعتي بات من الصعب لأي زعيم سياسي أن يجمع ويوحد الكورد وخاصةً أن هؤلاء الزعماء ومنهم السيد "أوجلان" _كما السيدين "مسعود بارزاني" و"جلال طالباني"_ يعتبرون جزء من المشكلة وليس الحل ونقصد طبعاً مشكلة الصراعات الحزبية وقد حاول السيد "بارزاني" رئيس إقليم كوردستان (العراق) أن يقوم بدور شبيه في الملف الكوردي السوري، لكن وبحكم دوره وقيادته لتيار سياسي "البارتي"، فلم ينجح ولن ينجح؛ كونه بالأساس جزء من الصراع على النفوذ على جغرافيات كوردستان. وهكذا الحال سيكون مع السيد "أوجلان"، طبعاً لو تكفل القيام بهكذا دور من داخل أو خارج السجن حيث لا فرق كبير، بل ربما يكون دوره من داخل السجن أكثر تأثيراً لم لها من تأثير روحي ومعنوي لدى الجانب الكوردي الشعبي .. وكذلك وبخصوص إنهاء الصراع والقتال مع تركيا فإن القضية ليست قضية أن يكون "أوجلان" داخل أو خارج السجن، كون القضية بالأساس قضية شعب تنتهك حقوقه من قبل دولة غاصبة للجغرافية والثقافة والتاريخ وبالتالي فإن حلها ترتبط بما تتحقق من توافقات سياسية بين الحكومة التركية والطرف الكوردي.

أما بخصوص سؤالك؛ "أيهما أفضل من وجهة نظرك للقضية الكردية والسورية، أوجلان سجيناً أم حراً" .. أقول: بأن قبل كل شيء تهمني حرية السيد "أوجلان" من الجانب الأخلاقي والإنساني وذلك قبل الجانب السياسي والوطني وبالتالي فخروجه هي قضية أخلاقية ولا شك إنني من الذين يطالبون بحريته وحرية أي معتقل رأي في أي بقعة جغرافية بالعالم .. أما "أيهما أفضل" _حتى وإن جردنا المسألة من الجانب الإنساني ونظرنا لها بعقلية باردة_ فأعتقد بأن بمقدور مفكر كـ"أوجلان" أن يخدم قضيته، إن كان سجيناً أم خارج السجن حيث قد تختلف الأساليب والأدوات، لكن لن يعجز عن خدمة قضايا شعبه، بل هو الذي قال مرة؛ "موتي أيضاً سيخدم قضايا شعبي". وهكذا فإن أوجلان وكذلك (أعدائه) يدركون بأنه قادر على خدمة الكورد والمنطقة ومنها كورد سوريا، بل ذاك ما يحصل على أرض الواقع حيث ما نجده اليوم على أرض الواقع _ونقصد الإدارة الذاتية في "روج آفا" و"الشمال السوري"_ تعتبر جزء من المشروع الفكري والسياسي الذي طرحه السيد "أوجلان" في مرافعاته وكتاباته وسجالاته الفكرية السياسية.

وأخيراً وبخصوص إطلاق سراح السيد "أوجلان" من السجن وأن "هل يمكن أن تضغط أمريكا على تركيا لإطلاق سراحه .. في ظل التقارب التركي الأمريكي وعلاقات واشنطن مع الأكراد". يمكننا القول بأن أمريكا بكل تأكيد قادرة أن تلعب دوراً كبيراً في تلك القضية وأن تجعل تركيا تطلق سراح "أوجلان"، لكن ذلك سوف يتطلب تقديم الكثير من الامتيازات للحكومة التركية التي تطمع بـ(لواء الموصل) وقضم "الشمال السوري" وهي المنطقة الإستراتيجية بالنسبة للأمريكان حيث تعني جعل تركيا سيدة مطلقة اليد في منطقة الشرق الأوسط .. وبالتالي المزيد من الصراع مع دول المنطقة وعلى الأخص إيران، كما أن إطلاق يد الأتراك سوف يزيد من مطامعهم وشروطهم على الغرب عموماً وعلى الأخص الروس والأمريكان في لعبة التوازنات الإقليمية وهذا ما هو ليس في صالح الدول السيادية وأقصد الدولتان الأخيرتان .. وهكذا وللأسف فإن السيد "أوجلان" يدفع ضريبة المصالح الإقليمية والدولية وهو الذي كان بالأساس ضحية وقرباناً لتلك المصالح والتوازنات السياسية الإستراتيجية.

بير رستم (أحمد مصطفى)
سويسرا/لوتزرن - 2017










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه