الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الإسلاميون- يحنون إلى عودة -الفيس-FIS لبناء الوحدة الإسلامية

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



(قراءة في تصريحات نائب حزب "جبهة العدالة و التنمية")

تصريحات النائب لخضر بن خلاف المحسوب على جبهة العدالة و التنمية التي يتزعمها الشيخ عبد الله جاب الله و متصدر قائمة الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء بولاية قسنطينة تطرح عدة تساؤلات، حيث قال أن كل الإنتخابات التي نظمت منذ التسعينيات في الجزائر مسّها "التزوير" ، و هو ما يثير تخوف الإسلاميين من تكرار سيناروي تشريعيات 1991 ، التي تم فيها الإنقلاب على "جبهة الإنقاذ الإسلامية المحلة ( FIS ) على حد زعمهم و أن تكون تشريعيات 2017 صورة طبق الأصل لما حدث في تلك الفترة

فمن خلال قراءة تصريحات النائب لخضر بن خلاف في الندوة التي نشطها مؤخرا بمقر حزبه بعاصمة الشرق الجزائري ( قسنطينة) بحضور ممثلي الأحزاب المتحالفة و هي ( حركة النهضة و حركة البناء الوطني) و التي كشف فيها عن وجود مساعي لتوسيع هذا المولود السياسي الجديد و الذي سمُّوه بـ: "الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء" مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية على غرار حركة مجتمع السلم، و جبهة التغيير، و أن الحوار في هذا الشأن جارٍ مع هذه الأحزاب، و سيتأكد دلك بعد التشريعيات، و هذا ما يؤكد أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر أيقنت بأن التشتت و التفرقة لن تخدم مشروعها في بناء الدولة الإسلامية و تطبيق الشريعة الإسلامية ، و من ثمّ، بات الإستغناء على النظام الجمهوري الديمقراطي أكثر من ضروري، و أنه لو اجتمعت أصوات الإسلاميين في صوت واحد ، و وقفوا صفا واحدا بإمكانهم من القضاء على النظام الحالي القائم في البلاد و التي وصفوه بالدكتاتوري، كما يفهم من خلال تصريحات النائب بن خلاف أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر ما تزال تعيش حلم العودة ، أي عودة "الفيس" كشريك سياسي ، ليكون لها سندًا في تحقيق مشروعها.
و يتضح من خلال هذه التصريحات أن الأحزاب الإسلامية تحاول إخفاء ما تطمح إليه ، بحيث ترى أن توحيد صفوفها بغية البحث عن حلول للمشاكل المطروحة و إيجاد مخرج للأزمة التي تتخبط فيها البلاد جراء التهديدات التي تحيط بها في الداخل و الخارج ، بسبب انتشار الطائفية و العمليات الإرهابية التي تعمل على ضرب استقرار البلاد و أمنها، السؤال الذي نطرحه نحن هو حتى لو توحدت كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في تكتل واحد هو "الإتحاد" ، لا نشك أن هذا الأخير سيدوم لأنه ستخلق صراعات داخلية حول من يترأس الإتحاد، و لا نظن أن الشيخ جاب الله مثلا سيقبل أن يترأس الإتحاد شخص من داخل النهضة، و الجميع يعرف خلفيات الطلاق السياسي بين الشيخ عبد الله جاب الله و حركة النهضة، التي كان هو مؤسسها، ثم سُرٍق منه المشروع، و لم يكن له خيار إلا أن يؤسس جبهة العدالة و التنمية مرورا بحركة الإصلاح الوطني التي كان هو مؤسسها أيضا قبل أن يحدث الإنقلاب عليه، كما أن برنامج الأحزاب الإسلامية تختلف ، كلٌّ و رؤيته الخاصة، فكيف سيجمع الإتحاد شمل هذه الأحزاب في حالة توسعه مستقبلا؟
لقد عرفت مجتمعات الدول العربية اتساعا لظاهرة العنف و التطرف و العمليات الإرهابية منذ بداية التسعينيات، كانت الجزائر في مقدمتها فيما اصطلح عليه بالعشرية السوداء، و كانت تختلف عما حدث في مرحلة السبعينيات و الثمانينيات عرفت فيها رقعة العنف مظهرا أكثر خطورة نظرا للفراغ السياسي و التدهور الإقتصادي ، كانت لغة الرصاص هي القانون بعد ظهور حركة مصطفى بويعلي الإسلامية، عاشت فيها حكومة قاصدي مرباح مرحلة هشة جدا، حيث وجهت أصابع الإتهام الى حزب عباسي مدني ، و حملته مسؤولية ما وقع من أحداث و جرائم، أمام التصريحات الخطيرة التي أدلى بعا زعيم الفيس آنذاك و الذي قال أن قوانين نابليون تتحكم في الجزائريين، ثم إعلان الفيس عن " الجهاد" ، في وقت ذهبت بعض المصادر إلى أن ما حدث في تلك المرحلة كان مخطط دبرته المخابرات، ليس من الضروري العودة إلى الوراء، لكن السؤال الذي يلح على الطرح، هو لماذا عاد نائب جبهة العدالة و التنمية إلى انتخابات 1991، في وقت يرغب فيه الجزائريين طي صفحة العنف، و هم يعيشون المصالحة الوطنية التي حققتها الجزائر، و التي أصبحت "مرجعية " للشعوب التي عاشت العنف و الإرهاب؟
هل يمكن القول أن هذه التصريحات عبارة عن "تهديدات" رفعها الإسلاميون في الجزائر في حالة أن تؤول أغلبية الأصوات لصالح أحزاب السلطة؟، و إغراق الجزائريين في بحر من الدم من جديد؟، ثم أن تخوف متصدر قائمة "التحالف من أجل النهضة و العدالة و البناء" من وقع تزوير في الإنتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 04 ماي 2017 ، سابق لأوانه، لأن الوضع في الجزائر يختلف عما عاشته في السنوات السابقة، بحكم التحديات التي تنتظرها في استتباب الأمن و كسر شوكة "الإرهاب" ، و إن كانت الأحزاب الإسلامية تشكك مسبقا في نزاهة الإنتخابات القادمة، كان عليها أن تعلن مقاطعتها ، و يكون لها موقف مسبق من العملية الإنتخابية مثلما ذهب حزب طلائع الجزائريين الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس و الذي كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني قبل أن ينفصل عنه نهائيا، كان رد بن خلاف على سؤالنا أن "المقاطعة" موقف ديمقراطي سياسي وجب أن يُحْتَرَمْ، و أن مقاطعة الإنتخابات تكون ناجحة عندما تكون جماعية و باتفاق الطبقة السياسية، و أن دخول الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء هذه المعركة هو من أجل بناء برلمان حقيقي، و ذهب إلى حد القول أن الدكتاتورية داخل البرلمان الحالي حرمت المعارضة من التسيير النيابي.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع