الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2) : [ الجوانب التي نعتقد أنّنا نعلمها ( الجزء الثالث ) ]

ضياء البوسالمي

2017 / 3 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في النقاش المتمحور حول مدى تأثير البورنوغرافيا، نجد موقفين عامين فيما يتعلّق بطبيعة العلاقات بين الواقع المعيش والخيال. فمن جهة، عمليّة إستنباط/فهم تذكرنا بالمعطيات الأولى للوظائفيّة : البونوغرافيا تُعْتَبَرُ إِنعكاسا للواقع، صورة العلاقات بين الجنسين تتطابق مع علاقات حقيقيّة مع ما تولده من إنعدام المساواة وعنف. هذه الأطروحة يسعى المدافعون عنها إلى تغيير العلاقات اليوميّة والصورة التي تقدمها البورنوغرافيا وذلك في نفس الوقت وفي نفس الإتجاه. بل من المهم تغيير الصورة البورنوغرافيّة لأنّها، وكما يقول "مَالِينُوفِسْكِي" (1931)، لها دور تعليميّ وتمثّل ميثاق أخلاقي هدفه المحافظة على النظام من خلال إعطاء صورة عن الواقع الراهن وعن صورته في المستقبل.
توجد أطروحة قائلة بأنّ البورنوغرافيا إيديولوجيا مشوّهة وهي بمثابة قناع للحقيقة : الحلم الطوباوي لمجموعة أفراد محبطين وتحديدا رجال غير مقتنعين بعلاقاتهم مع النساء. ومقاربة الأمور من هذه الزّاوية يتختلف الدور الإجتماعي للبورنوغرافيا ويرى فيه البعض أفضليّة منحه لمتنفّس يمكن مقارنته بذلك الذي يمنحه فرويد للحلم. إعتمادا على هذه الأطروحة، يرتكز النقد أساسا على تجنّب الحاجة إلى الإستيهامات وذلك لبلوغ درجة من الوعي بحقيقة الجنسانيّة.
هاتين الأطروحتين تغيران كل النقاش حول البورنوغرافيا الذي ينشأ من مكتسب سأحدده في آخرالتحليل - للتمهيد للمقطع القادم - لكنه ظاهر للجميع : البورنوغرافيا هي مسألة خاصّة بالإنسان وليس فقط لأنهم هم من ينتجونها ( الذي يعتبر حقيقة فيما يتعلق بالأشياء الأخرى المستهلكة ) ولكن لأنّهم هم المستهلكون الأساسيون. إنّ ما تعتبره مجتمعاتنا بورنوغرافيّا هو عموما نتاج رغبة نيّة الإنسان والتي تترجم إيديولوجية خاصّة بالجنسانيّة وبالعلاقة بين الجنسين. وهذا بالتّحديد ما يقلق وما يولّد نقاشا ومعارضة. لكن يوجد المزيد. رغم أنّ البورنوغرافيا، بصفتها خطابا خاصّا بالمجتمعات الغربيّة، لا تهرب من من القيم السائدة و تعد بالرقيّ، المنافسة، التفرقة بين الجنسين والعنصرية، رغم أنها تفرض، كالكتب المدرسيّة، الأحزاب السياسيّة، عالم الأعمال والعديد من المجالات الأخرى، صورة سيئة عن المرأة وهي بالتالي تحافظ على خاصيتين. فمن جهة بعيدة عن متناول نصف المجتمع أي أنها بمثابة النادي الخاص أين يمكن للرجال أن يستمتعوا بالحديث عن النساء؛ هذا النادي يقلق لأنه خاص ولا يظهر أبدا - على عكس الكنيسة والدولة - حاجته لمنع دخول النساء. ومن جهة أخرى ، ما يميّز البورنوغرافيا وما يصدم - إضافة إلى أحكامها المسبقة وغباوتها - هو أنها أساسا ومباشرة عن الفحش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل