الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا

ماجد عبد الحميد الكعبي

2017 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


هل يعقل ان ينزف عدد هائل من شبابنا الابطال دما في سوح الوغى دفاعا عن البلاد والعباد ، اولئك الذين حُرم معظمهم من نعمة التعليم دون ان يكون لهم ذنب في ذلك ، فدفعت بهم الاقدار الى ان يعيشوا على السواتر الترابية تحت الشمس الحارقة صيفا وفي ظل البرد القارس شتاء ، وفي الوقت نفسه يعيش قسم كبير من شبابنا مسترخين في اروقة الجامعات باحثين عن اللهو لاهثين وراء الصيحات في الازياء ، معتكفين على اجهزة الهواتف الذكية يتناقلون فيما بينهم النكات والتعليقات غير المحتشمة. من المسؤول عن تجهيل هؤلاء ومسخ دورهم الاكاديمي؟
كلاهما لاذنب له ، انما نحن المذنبون
ايهما اقسى واشد بأسا على شبابنا، الموت والعوق والخوف والرهبة والبعد عن الاهل والخلان ام الدراسة والجد والالتزام بمناهج وقيم اكاديمية صحيحة؟ فلماذا نقسو على اولئك فنجحدهم ونتسامح مع هؤلاء ونترك لهم الحبل على الغارب ، يسرحون ويمرحون؟ ( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)ٰ.
اليوم في جامعة البصرة رأيت طلابا مسترخين باحثين عن اللهو والمتعة واقتناص الفرص حيث تحولت المكتبة الى مكان للاستجمام والراحة وقضاء الوقت مع الزميلات والزملاء باحاديث شخصية. رأيت اليوم وقد تحولت قاعة المطالعة في المكتبة المركزية الى قاعة مصارحة حيث ينشغل الطلبة باحاديث جانبية شخصية تهين المكان وتحتقره.نعم لقد تحولت أروقة الجامعة الى مكان لاستعراض الأزياء والتعارف بإحسان !
لماذا تتحول الجامعة الى مكان للتنزه واستهلاك الوقت ؟ ولمصلحة من ان يكون كل ذلك الخراب في القيم العلمية والاعراف الاكاديمية بهذا الحجم ؟
لقد تحولت الجامعة الى مدرسة ثانوية مختلطة بمناهجها وطرق تدريسها ولم تعد مكانا للرهبة العلمية ومنبعا للقيم والاعراف الاكاديمية واصبح اصحاب الكفاءات فيها منطويين على ذواتهم بعدما علا صوت الجاهل في المكان. والغريب ان الاساتذة والطلبة والموظفين كلهم يشكون، المسؤولون والاداريون انفسهم يشكون ايضا من تدني القيم والاعراف الاكاديمية وتدهور المستوى العلمي وكأن الجامعة قد اصيبت بفايروس الشكوى المعدي الذي لاتعرف اسباب انتشاره.
شكليا تنعم الجامعة بمظاهر الرفاهية وثقافة الاستهلاك حيث ازياء الطلاب الجميلة وصيحات المودة الحديثة .عمليا لا يوجد علم ولا معرفة.تعليمات وخطط دراسية صارمة على الورق ولكن لا اثر لهما على ارض الواقع. الانفلات والتسيب والعشوائية هي التي تسود على المكان حيث تسمع في كل مكان عبارة : (اني شعليه ، هي خربانه )
هذه صورة من صور التدهور القيمي والعلمي الذي تشهده جامعاتنا ونحن ننظر باعين حيرى وايدينا مكتوفة، لا نستطيع ان نقدم شيئا سوى هذه الكلمات عسى ان تجد بابا مفتوحا واذنا صاغية في زمن الطرشان. ولاذنب لهم ، انما نحن المذنبون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص