الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطار الناصرية الدولي

رحمن خضير عباس

2017 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مطار الناصرية
رحمن خضير عباس
عاتبني بعض الأصدقاء – بمحبة- عن سخريتي على مطار الناصرية. منطلقين من نيّة صافية. في أن الدعاية عن بدائية المطار وسوء معماريته مبالغ فيها. وان هناك صالات وبنايات. وتأكيدا لذلك فقد بحثت عن الفيديوهات المنقولة عن بعض القنوات الفضائية. وهي تدخل الى الصالة الرئيسية لدحض( الافتراءات ) التي قيلت عن المطار. كما ان الكثير من الطيبين انطلقوا من فكرة ان الناصرية بحاجة الى مطار.
ورأيت مقابلة مع محافظ الناصرية الذي حاول ان يدافع عن بناية المطار. وفسر معارضة الاخرين لهذا الإنجاز سيصب في صالح مطارات أخرى مثل الكويت والإمارات
- ولا أدري لماذا لم يذكر ايران او تركيا أيضا ؟-
لان مطار الناصرية سيؤثر على هذه المطارات سلبا من الناحية الاقتصادية. وسأتجاوز تصريحات المحافظ لسذاجتها. ولكني أتحدث مع الأصدقاء الحريصين على مدينتهم والذين فرحوا بالمطار منطلقين من فكرة ( أحسن من الماكو )
وإني اتفق مع الجميع في حاجة مدينة الناصرية الى مطار. يلبي حاجاتها الاقتصادية والسياحية ولاسيما سياحة الاثار السومرية. وإستقطاب العالم المسيحي الذي يتمنى الحج الى بيت النبي إبراهيم. وهذا سيغير من وجه المنطقة إقتصاديا. وذلك حينما يقوم المستثمرون سواءً أكانوا عراقيين او أجانب ببناء منتجعات وفنادق فخمة وتعبيد الطرق وبناء الأسواق العصرية لتلبي حاجات السائح والمواطن.
ولكن ليس هذا المطار البائس. وانما مطار يخضع لمواصفات عالمية .
المطار ليس هو قاعة انتظار وسونار تفتيش وقاعة للزوار المهمين
- كما أظهرته قناة العراقية وهي تصور ثلاثة من الموظفين ذوي ربطات العنق والبدلات الأنيقة ، وهم يتكلمون بعصبية عن نظرية المؤامرة لتشويه معمارية المطار-
بل هو مؤسسة متكاملة. اقتصادية وسياسية وإجتماعية. تمثل وجه البلد وحضارته وطبيعة نظامه السياسي وقوانينه .
ولذا فقد صدمنا به كما صدمنا بغيره من المشاريع الكاذبة والتي يتم الاتفاق بين المسؤول الذي يوفر الغطاء القانوني للمقاول ، الذي بدوره يبيعه الى غيره. وهكذا يأتي لنا مشروع هجين وفقير. ولكنه أشبع الفئات الطفيلية وأغرقها بالثراء الفاحش .
وتبعا للفيديو التصويري الذي صوروه لقاعة الانتظار والاستقبال فان هذه القاعات البائسة لا يساوي بناؤها مع الأجهزة على خمسة مليون دولارا في أكثر التقديرات خيالا. وذلك بإعتبار ان المدرج يعود الى قاعدة ( علي بن ابي طالب) العسكرية والتي كانت في عهد النظام المقبور. ولايحتاج سوى الى بعض الصيانات و الصباغة والإضاءات. ولا أدري ماهو المبلغ المرصود له. سواءً من الفاتيكان او من الحكومة ؟ لذا فان روائح الفساد تحوم حول مشروع البناء.
ثمة أمر آخر اكثر أهمية. وهو أن المطار يحتاج الى أعداد كبيرة من الموظفين وشرطة الكمارك وشرطة الحدود وعمال النظافة والصيانة وعمال الحمل وعمال الصيانة والمهندسين. إضافة الى تكلفة حمايته من العمليات الإرهابية المُحتملة وحراسته من السراق او من الاعمال التي تخل بأمنه وهذا يحتاج الى إعداد ليست قليلة من العسكريين. إضافة الى فاتورة الكهرباء والماء والاتصالات.
كل هذا من أجل رحلة يتيمة واحدة في الأسبوع؟
هل هناك جدوى إقتصادية لكل هذه الخسائر والتعيينات من أجل رحلة واحدة في الأسبوع ؟.
عادة ان أكثر المطارات تعتمد على التمويل الذاتي. أي ان المطار الذي يعتمد على العائدات التجارية والرسوم والضرائب وأيجارات الأسواق الحرة. ورسوم مرأب السيارات وغيرها. ولكن هذا المطار الذي ينتظر أسبوعا لاستقبال ستين شخصا او أقل. هل يمكن تمويل نفسه بنفسه. فما هي الجهة الحكومية التي تنوء بحمل مصاريفه ورواتبه. ؟.
لقد كانت مونتريال تمتلك مطارين احدهما يسمى مطار دورفال الذي يختص بالطيران الى أوربا وأمريكا. اما المطار الثاني فهو ميرابيل والذي اختص بالطيران عبر البحار. وحينما وجدت بلدية مونتريال ان المطارين يشكلان ضغطا إقتصاديا. قامت بإغلاق ميرابيل. ووسعت مطار دورفال. وقد صُدم الكنديون لاغلاق ميرابيل. ولكن المصلحة الاقتصادية اهم من رغبات الناس.
جميع العراقيين يحلمون بان يكون لديهم مشاريع كبقية بلدان العالم. لذلك فسلاحنا الوحيد هو السخرية التي تعبر عن شر البلية. والذي يؤجج سخريتنا هؤلاء المسؤولون الذين قادتهم إلينا الصدفةالمؤلمة. وحتى حينما نفرح بمجيء شخص منهم نعتقد بانه تكنوقراط نصاب بخيبة أمل منه. فهو يصرّح امام الملأ عن طريق سريع (هاي وي) يبنى تحت البحار والمحيطات فيربط العراق بأوربا وكأن هذا الوزير قد أكمل إنجاز جميع الطرق التي تربط مدن العراق. وحينما أكمل البر. إتجه الى البحر. !وهاهو يقدم للناس الغلابة مطارا يضاهي مطارجون كيندي في نيو يورك.
ومن حقنا أن نسخر حينما يقارن محافظ ذي قار بين قاعة إنتظار المطار الجديد وبين مطار ديغول ويقول بانها أكبر من قاعة انتظار المطار الفرنسي .
ومن حقنا أن نسخر حينما يُستدعى كادر قناة العراقية لتُظهر لنا ثلاثة أشخاص يتكلمون بعصبية أمام الكاميرا ويقولون بان الصحفي الذي جاء من البصرة له مآرب أخرى في عدم قول الحقيقة لان اهل البصرة لايريدون لمطار الناصرية ان ينافسهم ! وكأن هذا الصحفي يمتلك نصف عائدات مطار البصرة ! لذا فقد قام بتشويه صورة مطار الناصرية!!
لم يبق للناس سوى السخرية التي لايمتلكون غيرها.
ولذا فشكرنا موصول الى هؤلاء المسؤولين الذين يوفرون لنا سخرية مجانية كل يوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت