الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات إيمانية

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2017 / 3 / 16
الادب والفن


حكايات إيمانية
(1)
روي عن من نثق بروايته أن أحد الكفار قرر أن يعلن إيمانه فعزم وتوكل، وأصبح الصباح ونادى من مكانا خفيا، (أني مؤمن مؤمن مؤمن) كررها حتى كاد نفسه يتقطع، فشرب كأسا من الماء وأنسدح إلى جنب، فيما رأي فيما يرى النائم أن الجنة أزلفت، وإذا بالحور العين يتأبطن ذراعيه وهو أشبه بالمذهول من حسنهن والجمال الذي عليهن، فأخذنهن إلى متكأ تحت شجرة تفاح عملاقة وقالت الأميرة عليهن، يا هذا كل من (هيت لك) هذا تفاح الجنة لتستعين به على ما منحك الرب من نعمة، فكاد من هول ما سمع أن يبتلع التفاحة، فتذكر قصة أبيه آدم فرمى التفاحة بعيدا وقال هيهات هيات منا الخديعة فلست بذاك الذي يلدغ من جحر مرتين، فتركن المكان وهو لا يدري أشر أريد به أم كاد أن يخدع، فلحقهن مسرعا.... أنت أيتها الجميلة لا على المؤمن حرج.... هات ما عندك حتى لو كان الذي كنا نخشى منه، فلم يسمع إلا جوابا واحدا..... أنهض أيها الرجل فقد أوشك النهار أن يمضي وأنت محموم من ألم الزكام، ففتح عينه ليجد من نكدت عليه حلمه يتطاير الشرر من عينيها.... أما زلت تحلم أم بقايا الخمرة تجول في جسدك لتحيلك أشبه بالميت الحي.
(2)
قال الراوي يا سادة يا كرام أنه في الزمن الغابر كان هناك حكيم يسكن الغابة وحيدا بعد أن أستطعم معيشة الوحدة، مر به أعرابي وكان مارا يبحث عن سر مكنون وقد أرشده البعض إلى مكان الحكيم، فسلم وجلس القرغصاء قبالة الشيخ الوقور وسأله، يا شيخنا لو مت ومات الخلق ولم يعد في الوجود من حياة، فمن يرث أموالنا وأنعامنا وتلك القصور المشيدة، أليس حريا بنا أن نأخذ متعانا معنا إلى من أوجدها وأوجدنا، ولي زوجة بذلت فيها نصف ما أملك وأخاف أن تذهب يوم الحساب إلى رجل غيري فيذهب مالي وما ملكت يميني، فنظر إليه الحكين نظرا يتفحص فيه عقله قبل منطقه، قال..... أذهب أنت ومالك وما ملكت إلى رأس الجبل ونادي ربك بهذا الكلام فلست وكيلا عن خالق السموات والأرض، إنه هناك فوق، قال وكيف أعرفه، قال ستعرفه كما عرفت مالك وأنعامك وقصور مشيدة لا تبقى ولا تدوم.
(3)
كالعادة في كل صباح يتناول عبد المقصود فطوره الجاف عبارة عن كسرات خبز بائتة وقليل من ماء الكوز ويذهب لعمله حمال في سوق المدينة، يحمل الخيرات يطوف بها بين البيوت والأزقة مقابل فلاسين معدودة، وحينما يحين موعد الصلاة سيكون الأول بين الصفوف شاكرأ لأنعمه ومتوكلا عليه في كل حين، الوحيد الذي لا يعطيه أجره كان إمام الجامع لأنه سمع منه يوما وهو يكتريه لنقل مؤنة البيت (لا نريد منكم أجرا ولا شكورا)، سنين مرت وما زال الإمام متعبد بهذه الكلمة التي قالها عبد المقصود في أعوام خلت دون أن ينسى يوما أن المقصود قال (وبالشكر تدوم النعم)، وما زال العم يطوي البطن كشحا حتى المساء لعله يظفر بما يسد جوع عياله وهو يمني النفس برائحة طعام بيت الإمام وهو يفرغ ما في حمله فيه، لقد مات عبد المقصود الليلة ولم يحضر جنازته إلا بعض زملاء المهنة وأهله وذويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث