الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضبط الدولي للحماقات الأردوغانية

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2017 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن من العبث لجوء الدول الأوروبية ومن بينها النمسا وألمانيا وهولندا إلى فرض حظر على أردوغان وحاشيته من دخول أراضي أوروبا من أجل إقناع الجاليات التركية للموافقة على حملته الدعائية لفرض وشرعنة النظام الديكتاتوري في تركيا، فالتصريحات الاستفزازية لأردوغان من قبيل اتهام بعض أنظمة حكمهم بالنازية أزعج الأوروبيين، الذين لا يمكنهم أن يتناسوا أيضاً استخدام أردوغان لملف اللاجئين وتهديده لهم بإغراق دولهم باللاجئين إن لم يتجاوبوا مع شروطه في ملفات عديدة وبينها دفع مبالغ طائلة لتوطين اللاجئين السوريين.

الحظر الأوروبي السابق الذكر على أردوغان يأتي في إطار عملية ضبط أو احتواء دولي واضح للممارسات والأفعال اللاعقلانية والحمقاء التي يرتكبها أردوغان في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في سوريا، ويقود هذه العملية كل من روسيا وأمريكا وبمساعدة أوروبا.

التدخل التركي في الشأن السوري، وتقديم المأوى والسلاح لمرتزقة داعش والنصرة والفصائل الأخرى واستخدام ورقة اللاجئين السوريين ضد أوروبا، وصولاً إلى تهديد شعوب المنطقة واحتلال مناطق في الشمال السوري والمطامع التركية في احتلال منبج والرقة كلها أمور جعلت من الدول الكبرى المعنية بالمسألة السورية للتعامل مع تركيا بحذر.

إذاً هناك عملية ضبط واحتواء للحماقات التي يرتكبها أردوغان في سوريا.

ولهذا السبب تدخلت القوات الأمريكية والروسية – وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين- لحماية قرى منطقة منبج من هجمات قوات الاحتلال التركي ومرتزقته.

ورغم ما حصل، لايزال أردوغان على اعتقاد أنَّ بإمكانه إقناع الروس والأمريكيين بالتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية وإطلاق يده لمحاربة شعوب سوريا، دون أن يدرك أنَّ الطرفين الروسي والأمريكي ليس في واردهما السماح لأي دور تركي على الساحة السورية أكثر من ذلك، حتى احتلالها لمناطق الشهباء في الشمال السوري لن يدوم طويلاً لأن الشعوب السورية لن تسمح باستمرار الاحتلال التركي لبلادهم.

إن الانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية وترسيخ النظام الفيدرالي الديمقراطي شيئاً فشيئاً في مناطق الشمال السوري – بخاصة بعد إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في منطقة منبج، وتوجه حملة غضب الفرات نحو الحصار التام لمرتزقة دواعش في مدينة الرقة – قد زادت كثيراً من الهوس والتخبط لدى أردوغان الذي يحاول استخدام جميع أوراقه في سبيل منع الشعوب السورية من تطبيق مشروعهم السياسي الديمقراطي وإدارة أنفسهم ذاتياً، وهذا الهوس والفوبيا الذي يعانيه من النظام الفيدرالي الديمقراطي هو الدافع الأساس لديه للإسراع في ضرب حركة التحرر الكردستانية واعتقال النشطاء والسياسيين الكرد والأحرار في باكور كردستان وتركيا تمهيداً لإخلاء الساحة التركية من المعارضين لمشروعه المتضمن تحويل تركيا إلى شركة احتكارية له ولحزبه، وهو الدافع ذاته الذي جعله يفكر في احتلال مناطق في الشمال السوري، وقد بلغ حد الهوس لديه درجات غير معقولة حتى بات يهدد الغرب والشرق إن لم يمتثلوا لرغباته الشخصية في تنصيب نفسه سلطاناً على تركيا واحتلال المنطقة.

وبالتأكيد فإنه من مصلحة شعوب المنطقة كافة الاستمرار في كبح جماح أردوغان والوقوف بوجه التمدد والاحتلال التركي وحلفائه ومرتزقته لأنه احتلال يترافق معه الخراب والدمار والفتنة والتتريك وإبادة الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا


.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين




.. نشرة إيجاز - مظاهرات متزايدة في الجامعات الأمريكية دعما لغزة


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - حماس تؤكد انفتاحها على أي أفكار بش




.. أول -رئيس- عربي لا يأكل ولا يشرب!