الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف والمهادن

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2017 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


التخلص من شخص عبداله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف المهادن
إن محيط الملك ، وباسم الملك حين تصرف ، وبسرعة قياسية في إبعاد شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، من خلال خطاباته التي كان يصيبها الإسهال ، وبنفس السرعة القياسية رمى اليد على سعد الدين العثماني ، الضعيف المهادن ، ليعوض بنكيران المزعج ، فانه كان يبحث عن كيفية ترويض قواعد حزب العدالة والتنمية ، أكثر من بحثه عن كيفية إخضاعه لقيادة الحزب ، المعروفة بانبطاحها أكثر من أحزاب الإدارة ، التي أسستها وزارة الداخلية ، وأحزاب المخزن التي مثلها كل من مجموعة ادريس لشكر و المالكي ونبيل بنعبدالله .
بعد الإعلان عن إبعاد بنكيران ، لم تتردد العديد من الأقلام والمواقع ، من الإعراب ، عن بهجتها ، وسرورها ، وفرحتها لهذا ( المصاب ) ، الذي أصاب بنكيران ، وكأن الآتي بعد ضرب الرأس ، سيكون الجسد بل كل الجسد ، اي الحزب ، ومنه التحالف الحزبي الذي جلس معه في حكومة الملك ، خلال حقبتين وزاريتين . ان المتمعن لهذا الانحدار اللاّاخلاقي ، في التشفي في شيء يعتبر عاديا ومسلما به ، طالما ان الذي يحكم هو الملك ، وليس الحكومة ، ولا الوزير الأول ، وهذا باعتراف بنكيران نفسه حين قال " إن الملك هو الذي يحكم ، وأنا اكتفي بمساعدته " ، او عندما اعترف قائلا : " إن فؤاد الهمة لعب دورا أساسيا في تأثيث الحكومات التي كان البيجيدي ضمنها " ، قد يوحي للأجنبي الذي يجهل كل شيء عن بلادنا ، أننا حقا نعيش الديمقراطية الايطالية ، وان الأزمة القائمة ، هي أزمة أحزاب ، بسبب التضارب والاختلاف في برامجها الانتخابية والحزبية .
والحال ان الأحزاب الملكية حين شاركت في الانتخابات الملكية ، فهي كانت تنفد توصيات وأوامر عليا ، بالانخراط في العملية الانتخابوية لإعطاء مصداقية مفقودة ، لديمقراطية نظام ، يترنّح بين مشروعين متباعدين ، مرة باسم الأصالة ومرة باسم المعاصرة ، ومرة باسمهما معا ، ومن ثم طمأنة الدول المانحة بصلابة الديمقراطية الملكية ، التي تعتبر استثناء عن ( الديمقراطيات ) السائدة بالمنطقة ، وبالدول العربية . اي ضمان ثقة الأجنبي حتى يستمر العطاء الذي يتم بأوجه مختلفة .

ان الحقيقة في كل ما حصل ، هو ان أسباب التعطيل في تشكيل الحكومة ، وهو ما سموه ( بالبلوكاج ) ، لم يكن من صنع بنكيران الذي لا حول ولا قوة له أمام آلة النظام الجهنمية ، القادرة وحدها على الإخضاع والترْكيع ، بل وتذويب الحجر والحديد ، فأحرى بنكيران ، التائه بين دروب الوزارة الأولى ، وبين الحزب ، وبين منزل زوجته بحي الليمون . بل ان ما يسمى ( بالبلوكاج ) ، كان مقصودا ، وبأوامر عليا للأحزاب الملكية ، في عدم الانصياع لإملاءات بنكيران ، وحتى يتم وضع العصا في عجلته . فلا يعقل ان أحزابا تتحرك بتيليكوموند ستخلق المشاكل لبنكيران من تلقاء نفسها ، لو لم تكن هناك مؤامرة مدبرة ضد شخص بنكيران المزعج ، لما يسميه ب " الحكومة العميقة " ، وهو يقصد بهم مستشارو الملك ، برئاسة فؤاد الهمة الذي فرضته عليهم حركة 20 فبراير .
ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، مستعد لتنفيذ كل ما يطلبه منه الملك ومحيطه ، بل هو مستعد ان يذهب بعيدا في انبطاحه وخضوعه ، وان كانت الأمور تحسم على حساب أكاذيبه ( وعوده ) التي وعد بها رعايا الملك من كل صوب وحدب ، بل هو مستعد أن يتلقى كل الضربات الموجهة للملك ولمحيطه، فقط في سبيل ان يبقى الملك راضيا عليه كشخص بدون مبادئ ، وغريب عن السياسة التي جعلته بفعل قرارات النظام التي مررها ، يصبح أقبح ، وأذل ، واهون شخص ينظر إليه الشعب ، الذي أصابه في مصدر عيشه وقوته ، وهنا لا ننسى جريمة صناديق التقاعد ، وصندوق المقاصة ، وإهانة الموظفين ، والمهندسين ، والأطباء ، والأطر حملة الشواهد المعطلة ، بل لا ننسى وفي سبيل البقاء في الحكومة ، انه كان مستعدا للتحالف حتى مع الشيطان الذي خاصمه بالأمس ، مثل التجمع الوطني للأحرار ، والاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، بل ان الشخص كان مستعدا للتعامل حتى مع حزب الملك حزب الأصالة والمعاصرة .
ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، كان يدرك جيدا ، ان وجوده كوزير أول ، وليس كرئيس للحكومة ، التي رئيسها يبقى الملك الذي يترأس شخصيا اجتماعاتها ، انّ ما يميزه عن غيره من الأحزاب ، ليس الإيديولوجية ، ولا السياسة ، ولا الانتماء الى المدارس السياسية المختلفة ، لان كل هذا مات ، وأصبح في خبر كان مع تدمير الاتحاد السفياتي ، وأوربة الشرقية ، وتحطيم جدار برلين ، اي موت السياسة ، وموت الإيديولوجية ، وطغيان المصلحة الشخصية ، والأنانية ، والوصولية ، والانتهازية ، بل ان الشيء الوحيد الذي كان كل ( زعماء ) الأحزاب الملكية يتصارعون من اجله ، وهنا لا ننسى ان حزبا " الطليعة " و " الاشتراكي الموحد " هما أحزاب ملكية كذلك ، هو السبق لمن يكون له شرف الحصول على دور ، لتنفيذ برنامج الملك ، وليس برامج الأحزاب غير الموجودة أصلا . ولا أدل على ذلك ، وفي تحدي مكشوف لجميع الأحزاب الملكية ، فان الملك صادق على البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، في 26 شتنبر 2016 ، اي في غمرة الحملة ( الانتخابية ) ، وفي غمرة طرح جميع الأحزاب لقرآنها ( برامجها ) الحزبية ، التي اختفت لصالح برنامج الملك ، بمجرد انتهاء العملية الانتخابية .
ا ن اية حكومة ، وأيا كان الوزراء الذين سيشاركون فيها ، وأيا كان الوزير الأول المعين من قبل الملك ، الذي سيكون على رأسها ، اي وزيرا أولا من بين الوزراء ، وليس رئيسهم ، لان رئيس الوزراء الذي يرأس المجالس الوزارية يبقى الملك ، سيشتغلون على أساس برنامج الملك ، وهو البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، الذي صادق عليه الملك في 26 شتنبر 2016 .
إذن ما الجدوى من هذا اللغط ، على إبعاد شخص بنكيران المزعج ، لبعض محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، ووضع اليد على سعد الدين العثماني المهادن ، والمعروف بضعف الشخصية ؟
لقد تم إبعاد سعد الدين العثماني من وزارة الخارجية ، لانه فشل فشلا دريعا في إدارتها ، إداريا ، وسياسيا ، ودبلوماسيا . ولا غرابة ، ان الشخص ومن موقعه كوزير ، كان يطالب بتطبيق الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، من جانب واحد ، اي دون استشارة الطرف المعني به الذي هم جماعة البوليساريو . ان هذه الدعوة لسعد الدين بتطبيق الحكم الذاتي من جانب واحد ، هو تشكيك من قبل النظام في مغربية الصحراويين ، وفي مغربية الصحراء ، وليس هؤلاء من شكك في مغربيتهم ، او شككوا في مغربية الصحراء . كما ان فشل الحكم الذاتي ، دفع بالنظام ، الى التّغْطية على خبطته العشوائية الفاقدة للبوصلة ، حين ابتكر اختراع الجهوية الموسعة الاختصاصات للأقاليم الجنوبية ، قبل ان يستدرك الزلة والتيه ، حين عمّم نظام الجهوية على كل المغرب ، وليس فقط على الأقاليم الجنوبية . ودرعا لكل المخاطر ، فقد أقام النظام ، الجهوية على أساس مقاربة أمنية خاصة ، وليس على أساس مقاربة اقتصادية او اجتماعية ، وهو ما جعل حتى نظام الجهوية هذا ، يبرح مكانه ، ما دام يتوصل بأموال التمويل من العاصمة الرباط ، وما دام ان الشخصية الأولى في الجهة تبقى الوالي والعامل التابع لوزارة الداخلية .
ان إبعاد شخص عبدالاله بنكيران ، المعروف بخطاباته النارية في حق محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، وهو المصاب بالإسهال اللغوي في ترأسه الاجتماعات والمهرجانات الحزبية ، وهو المعروف بإرساله إشارات اللّمْز والغمْز ، و إيّاك أعْني يا جارة ، والإتيان بشخص سعدالدين العثماني الفاقد للشخصية ، والفاشل في وزارة الخارجية ، والشخص المهادن ، والمعروف بالدروشة والسهولة في الانصياع ، والذي يفتقر الى كريزما بنكيران الخطابية والسياسية ، و يفتقد الى حركاته البهلوانية والشيطانية ، في إرسال الرسائل الواضحة والمشفرة ، مثل ما قاله لميلودة حازيب من حزب الأصالة والعاصرة " أدْيالي كْبَرْ منْ دْيالكْ " ، والذي سبق كطبيب للحمقى ان تعامل معم ، هو تهكم وإهانة من الملك و محيطه ، ليس الى حزب العدالة والتنمية وحده ، بل هو تهكم واهانة موجه لكل ( زعماء ) الأحزاب والنقابات الملكية . بل هو تهكم واهانة موجهة الى الشعب المغربي الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة .
الملك ومحيطة سيخلدون الى الراحة من التصريحات الاستفزازية لبعدالاله بنكيران ، وسيضمنون تمرير كل الاقتراحات والقرارات التي يطرحها محيط الملك مع سعدالدين العثماني الذي كان اختياره ذكيا ومقصودا . وقد تكون الرسالة من هذا الاختيار ، انتقاما من الذين قاطعوا انتخابات الملك ، لأنهم لا يعرفون ما يريدون ، فحق لهم طبيب للإمراض العقلية . لكن اكبر اهانة وتهكم ، كان لجميع الأحزاب والنقابات الملكية ، التي وضعت رقبتها في مقصلة نظام لا يرحم .
ان المعنى من تعيين سعدالدين العثماني ، هو ان الملك ومحيطه ، لا يعطون أهمية للحكومة ، طالما ان كل الأحزاب تتهافت على تطبيق برنامج الملك .
فهل الاهانة والتهكم هما لكل الأطياف : أحزاب ، نقابات ، حكومة ، برلمان ، الشعب الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة ؟
الّلي دارْ راسو في النخالة – كيْنَقْبو الدْجاجْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص