الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا هيتي؛ فلا تخافوا

قحطان محمد صالح الهيتي

2017 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما طلب مني الخيرون من أبناء مدينة هيت بعد عودتي اليها في 8 / 11 / 2016 العمل معهم لوضع وثيقة عهد للتعامل مع العوائل التي انتسب أبناؤها الى تنظيم داعش الإرهابي كتبتُ الوثيقة الموسومة بـ (وثيقة عهد أهل هيت) معتمدا في صياغتها وروحها على وثيقة أهل الأنبار التي وقع عليها محافظ الأنبار أمام الملأ وبحضور رئيس مجلس النواب وعدد من نواب وشيوخ ووجهاء المحافظة.
-
لقد ضمت اللجنة التحضيرية التي أعدت مسودة الوثيقة شخصيات هيتية معروفة بانتماءاتها العشائرية والفكرية تخلت عنها من أجل حماية مدينتهم؛ فكان فيها من يحسب على هذا الفكر أو ذلك التوجه ولكن الولاء كان هيتيا خالصا، فلم يكن إسلاميا ولا بعثيا ولا شيوعيا ولا قوميا، ولا عشائريا ولا طائفيا.
-
كُتبتْ الوثيقة واستُحصلت موافقة السلطات الإدارية والعسكرية والأمنية على إقامة ندوة لمناقشة الوثيقة وإقرارها. وعقدت الندوة يوم 25 / 11 / 2016بحضور جماهيري كبير. وبعد المناقشة المستفيضة لبنود الوثيقة أقرت بروح ديمقراطية لم تشهد لها مدن العراق مثيلا. واستنادا الى أحد بنود الوثيقة تم انتخاب لجنة التنفيذ من خمسة عشر عضوا بالاقتراع الحر المباشر بعد أن قدم كل راغب بعضوية اللجنة نفسه أمام الحاضرين.
-
لم أكن راغبا بالعمل في اللجنة، لهذا لم أرشح نفسي، وتمنيت لو أن الأمر ينتهي عند هذا الحد لولا أن أحد الأخوة الحاضرين نبَهَ الجميع الى ضرورة التصويت عليّ لأكون عضوا في اللجنة وكانت النتيجة تصويت جميع الحاضرين ليس لعضوية اللجنة بل لرئاستها. وأمام هذه الإرادة الهيتية لم يكن لي بدٌ سوى الخضوع لإرادة المجموع. لقد انتخبني الحاضرون لشخصي، لا لنسبي، ولا لانتمائي.
-
ولم تكن غايتنا من كل الذي حصل سوى خدمة مدينتنا وأهلها من أجل استقرار الأمن وتوطيد السلم المجتمعي بما يبعد المدينة عن روح الثأر والانتقام دون النظر الى أية اعتبارات أخرى، وقد تم العمل على وفق بنود الوثيقة بعد أن أقسم جميع الأعضاء على عدم ظلم أحد وعلى عدم التفريط بحق أحد من أبناء المدينة.
-
وحين قال البعض:(هيت ما بيها زلم وما تصير الها جاره) تصديت مع أخوتي في اللجنة لنثبت لهذا النفر أن في هيت رجالا تستطيع التحدي والتصدي، فكان ما كان وما زلنا على العهد باقين. ولكن ما يَحزُّ في النفس أن نفراً ممن يريدون هدم ما بنيناه ومن المؤيدين بأفكارهم لماض ٍ لن يعود، ومن أنصاف الرجال غير الواثقين بأنفسهم روجوا وما زالوا يروجون أن اللجنة يسودها الفكر الشيوعي وأن الشيوعيين هم يحكمون هيت اليوم لأنني رئيسها.
-
أقول لهذا النفر ولغيره: افتخر انني كنت في يوم من الأيام شيوعيا، وأفتخر بأن أبني اليوم عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. كما افتخر باعتبار عائلتنا كلها شيوعية. نعم نفتخر بهذا كله لأننا – كماهم الشيوعيون- لم نقتل ولم نسرق ولم نرتشي، ولم نتخاذل، ولم نسكت عن الباطل، ولم ينتمِ أي منا لأية منظمة إرهابية. ونفتخر بأننا رفعنا اسم هيت في المحافل الداخلية والخارجية حاملين هيت في قلوبنا متخذين من اسمها لقبا.
-
وأقول لمن لا يعرفني: أنا ابن مواطن كردي من عشيرة خوشناو المعروفة. جاء ابي إلى هيت ليلتحق بأخواله الثلاثة الذين هم من عشيرة (شوان) الكردية؛ فتزوج أمي عمشه حسين، ومات وعمري ثلاثة أشهر، فتولى تربيتي خالي محي حسين الكردي وجدتي حسنة التي كانت تعمل موظفة خدمات(فراشة) في مدرسة خديجة الكبرى للبنات، وبعد أن توفيت وبطلب من المرحومة الست عفيفة تم تعيين أمي (فراشة)عوضا عنها لتعيل خمس بنات وأربعة أولاد. ولمن أمه أو جدته بقدر عمري أن يسألها عن (جده عمشه).
-
فأنا ابن عائلة فقيرة كادحة، لم يكن أبي تاجرا ولا اقطاعيا، ولم يكن شيخ عشيرة أو رجل دين، ولا مختار محلة، ولست سليل عشيرة كبيرة لأفتخر بها وانتخي (أنا أخو...)، ولكني كنت وما زلت افتخر بعشيرة هي أكبر من كل العشائر وأعرقها تاريخا وشرفا وأصالة، وشرفتني بأن اتخذ من أسمها لقبا:
-
أنا الهيتي إبن الشمس ما ولدت
حواء توأمه من بعــد أن ولدا
-
عملت وما زلت أعمل من أجل هيت وأهلها الطيبين ولم تمنعني التهديدات التي وردتني من هذا الطرف وتلك الجهة، ولا الافتراءات والاتهامات التي ينشرها زيد وعمر، فلست في مركز من مراكز المسؤولية لأخاف من اتهامي بالفساد كي يقيلوني من المنصب. ولست طامحا للعمل في صفوف أي تنظيم سياسي أيا كانت أهدافه وشعاراته. ولن أشارك في أية انتخابات قادمة، ولن أؤييد أي طرف من أطرافها رغم كثرة الداعين لي للانتماء الى هذا التجمع وذلك الحزب وتلك الكتلة، لأنني على قناعة تامة بأن العملية السياسية في العراق عملية مشوهة وغير نزيهة وأن غاية الساعيين للمشاركة فيها هي تحقيق مصالح ذاتية لا مصالح عامة.
-
وأقول لمن يسعى اليوم للخوض في غمار العملية السياسية طامحا بالسلطة والمنصب أنني لا أسعى الى ذلك أبدا. لأنني غير مؤمن بها إطلاقا، فضلا عن أنني سأفقد هيبتي واحترامي من أهل مدينتي لأنني لن أستطيع تحقيق ما يريدونه مني في ظل دولة ينخرها الفساد ويقودها الفاسدون. وأعلموا بأن اختياري كان لشخصي، لا لنسبي، ولا لانتمائي. فأنا هيتي فلا تخافوا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع