الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء

جعفر المظفر

2017 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
جعفر المظفر
رغم أنها قاربت الخمسين من عمرها فإنها ما زالت تحتفظ بنظارة الشباب, جميلة بضة حتى كأنها تسللت توا من حلم وردي, وأجزم أن علاقتها بالعرق الأنجلوساكسوني مثلما هي علاقتي بالعرق الذي ينتمي إليه سكان الحجاز.
قبل يومين أمطرت السماء في الولايات الشرقية لأمريكا ثلجا خلافا للعادة. في النصف الثاني من آذار تبدأ الحياة هنا تتحدث بلغة البراعم إيذانا بحلول الربيع , أما الجميلات فيبدأن بالتخلي عن نصف ثيابهن ,ثم ثلاثة أرباعها. لكن الثلج الكثيف في غير فصله, أعلن هذه المرة عن إلقاء القبض على البراعم وسيقان الجميلات وطلب من الإثنين قليلا من الصبر حتى ينجلي جليد المعركة.
لرجل سبعيني مثلي فإن مهمة إزاحة الثلج عن باب الدار وممرات الخروج قد تتكلل في كثير من الأحيان بنوبة قلبية, وإذا حدث وإن كانت الأخيرة فإن أحدا لن يتبرع بتشييع جثمانك إلى أقرب مقبرة. حتى مجموعة (الأزنيف) نفسها سوف تعلن الحداد عليك من تحت البطانيات الثقيلة وكأنك تكاد تسمعهم يقولون : على نفسها جنت براقش.
بعد كل عاصفة ثلجية كان ولدي التعبان على عضلاته يتكفل بإزاحة الثلج عن محيط الدار. وبما أنه كان تزوج وسكن بعيدا لذلك أوكَلْتٌ مهمة تنظيف الثلج هذه المرة لأشعة الشمس التي أصرت على أن تأخذ لنفسها إجازة أسبوع.
فجر اليوم الثاني تناهى إلى سمعي صوت أدوات التنظيف والتجريف قادمة من الجوار فحسبت أن جيراني الأمريكولاتينيين, الذين يأكل (السبع) في واحدهم اسبوعا كاملا لصخامة أجسادهم, هم الذين إستيقظت ظمائرهم فقرروا مساعدة جارهم السبعيني, فحمدت الله على هذه الجيرة, لكني بعد ساعة إكتشفت أن من تكفل بالمهمة الشاقة تلك لم تكن غير تلك المرأة الأنكلوساكسونية الجميلة الشقراء التي كانت تعلم بان ولدي لم يعد يسكن معنا هذا العام فشمرت عن ساعديها لتنظف محيط الدار قبل أن تكمل تنظيف محيط دارها.
بعد أكثر من ساعة تجريف وفي اللحظة التي وصلت فيها إلى باب الدار نظرت زوجتي في تلكما العينين الخضراويتين وهي تحاول تجميع عواطفها وكلمات الشكر المناسبة, لكن الأنكلوساكسونية الشقراء سرعان ما وفرت عليها العناء وهي تبتسم : أتعلمين, كل ما أحتاجه الآن هو فنجان من تلك القهوة التركية التي شربتها معك قبل عام.
أما أنا فكدت اصيح من مكاني .. مو تتدللين آني أصيرلج دلَّة مال كهوة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أردت اقوله ان كثيرا من الأمريكيين, من أصحاب الأصول الأنجلوساكسونية قد قطعوا شوطا طويلا في التشرب بالثقافة الإنسانية المتحضرة بحيث يكون صعبا عليهم التنازل عنها, أما نحن المسلمون وعموم المهاجرين فعلينا أن نساعدهم بالمحافظة على هذا الخطاب. القهوة التركية التي قدمتها زوجتي قبل عام لجارتها هي إشارة للمودة التي يجب ان نبديها لهم ونتبعها بتغيير حضري يتناول مجمل سلوكياتنا وحتى مظاهرنا : بالأمس رأيت إمراة مسلمة تقف في (المول) وهي منقبة ولا تظهر سوى عيناها وعلى مقربة منها وقف أربعة من المراهقين الأمريكيين ينظرون إليها وكأنها مخلوق فضائي أو ما قبل التاريخ أو ربما إعتقدوا أن (الهلوين) قد جاء متأخرا هذا العام كما الثلج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاتبي المفضل
يونس حنون ( 2017 / 3 / 19 - 19:54 )
الاستاذ الفاضل الدكتورجعفرالمظفر
اليوم جعلتني مقالتك اللذيذة اكتب تعليقا لاول مرة منذ اكثر من عام اي منذ قررت التوقف عن الكتابة بسبب اليأس من العراق وسياسييه الاراذل
شكرا لك لانك رسمت اليوم ابتسامات نادرة على الكثير من الوجوه التي اصيبت بوجوم مزمن
ادامك الله انت وقلمك الساحر ذخرا لنا ايها العراقي الاصيل


2 - الأستاذ يونس حنون
جعفر المظفر ( 2017 / 3 / 19 - 23:02 )
بقدر فرحي بتقييمكم يأتي حزني لقراركم الإنسحاب من الكتابة
نحن لا نعول على إمكانات حصول تغيير جوهري سريع فالأوضاع الحالية لم تأتِ بها عوامل محلية كما كان عليه الأمر سابقا,وإنما أتت لتلبي مصالح وإستراتيجيات دولية وإقليمية بما يجعل
التغييرالمعاكس
, أمرأ ليس سهلا على الإطلاق
تقبل تحياتي وأمنيتي أن يعود قلمكم البارع الشريف لفضح الخونة والفاسدين

اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو