الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسام البدوي وكابوس - هنري كيسنجر -

عادل الخياط

2017 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الرسام البدوي وكابوس " هنري كيسنجر "

عادل الخياط
لعل كيسنجر قد داخله ذلك الكابوس عندما وطأت أقدام الرسام البدوي " محمد بن سلمان " جادات واشنطن , والمحتمل أن الكابوس توغل في الضراوة عند لقائه بـ دونالد ترامب والخوض العميق في المُحتوى السياسي لكوكب الأرض برمته وليس المحور الشرق أوسطي .. كابوس كيسنجر له ما يُبرره , أو هو ذاته يُبرره , فلقد أدرك انه لم يعد خبير السياسة والعلاقات الدولية الذي يُركن إليه أو الذي يقصده المصابين بدوار الرُؤى السياسية . فها هو الرسام البدوي يُطيح به من عرشه الذي تبوأه لعشرات السنين !

لست أنا الذي يدعي ذلك , إنما صُحف آل سعود هي التي تصف مغوار الرسامين ذاك , لنقرأ التايتلين التاليين :

* ريشة محمد بن سلمان تعيد رسم العلاقات الأميركية - السعودية

* وصف فهيم الحامد في صحيفة "عكاظ" السعودية " الزيارة بأنها "أول عصف ذهني استراتيجي بين الحكومة السعودية وإدارة ترامب لبحث مستقبل الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الرياض وواشنطن" .

ويا له من عصف ذهني , لكن على خلفية هذا العصف الذهني ينبثق التساؤل : أصلا متى تقوضت أوخُدشت عن بُعد تلك العلاقات ؟ الواقع أنها لم تُخدش ولو لفقاعة , لكن أفخاذ شيوخ آل سعود من الشفافية والطراوة - التي تضاهي طراوة أفخاذ عارضات أزياء " ميلان , وباريس " - من الشفافية والطراوة لحد التذمر من أية نسمة عابرة لا تليق بمزاجها الأعرابي ! فلقد أصابتهم هلوسة طاعونية على خلفية الإتفاق النووي الغربي - الإيراني أو بالأحرى إنه ليس غربيا محض , فهناك روسيا والصين , وتلك كيانات عُظمى لها تاريخ طويل ومُترع في كيفية التعامل مع الأزمات السياسية والتشنجات , فهل تريد الأفخاذ الطرية أن تفرض أجندتها على تلك الكيانات , أم كيف يعني , دعونا نفهم بحق - مزوياتكم , عباءاتكم - .. ويُعاد القول : لم تُخدش , العلاقات الأميركية السعودية لم تُوخز , أرسلتم جيوشكم لليمن بدون إذن أممي وقصفتم الشوارع والأسواق والمدارس ودور العبادة وليغدو البلد في الصف الأمامي مجاعة على قائمة المنظومة الدولية , ولم تعترض , أميركا لم تعترض وأمنت لكم السواحل اليمنية من أية عملية تسلل للقطع البحرية الإيرانية التي تحمل أسلحة للحوثيين . حدث هذا قبل الإتفاق النووي مع إيران وتواصل إلى ما بعد الإتفاق وحتى يوم خروج أوباما من القصر الأبيض , ولم تصدر في تلك الفترة أية ملاحظة ولو ضئيلة من الإدارة الأميركية أو أعضاء الكونغرس تشير إلى أية إشكالية في العلاقات التي يمذر بها شيوخ آل سعود وإعلامهم اليوم , فأي عصف ذهني للرسام البدوي , وأية ريشة حاكها من خيوط السوتلي لعقاله المتربع فوق هامته لخلق إستراتيجية الوهم الأعرابي ؟ .. لكن يحدوك الأمل أن يكون كذلك , عصف ذهني يُعالج عجز الميزانية السعودية المستمر منذ ثلاث سنوات , أو يحد من الفقر المستشري رغم .. ماذا ؟ وكيف يحدث هذا وهُم .. ماذا , ماذا هُم ؟

مصيبة شيوخ آل سعود الكُبرى إنهم يتدللون , يتغنجون .. لا يليق , وأيم الله الغنج لا يليق بكم حتى لو .. ولا ندري إن كانوا على دراية إن العالم بجميع مخلوقاته بما فيها ديدان الأرض وصراصرها لا تحترمهم أو يحترمهم . الأكيد انهم على يقين ان الزفت الأسود هو المحور في جميع تلك المخاضات الزرنيخية التي يضخون بها على رؤوس الكائنات . بيد أن القطع الذي سوف يقصم العمود الفقري ويُسمم النخاع الشوكي هو : ماذا لو نفذ هذا الزفت الأسود ؟ وسينفذ , وفي المستقبل المنظور وليس البعيد وُفق كل دراسات الخبراء في هذا المجال . كيف سيكون الفعل يا ترى حين ذاك ؟ دول ريعية لا تمتلك أية طاقات وتتكئ على ريع النفط وسوف تندثر بإضمحلاله أو تيبسه , فهنيئا لكم الإختناق تحت رمال الربع الخالي المتموجة الهائجة أبدا .

أيضا في هذا الأفق , ثمة مُفترق يدمغ آل سعود وإعلامهم , كذلك قد يشفع لـ " هنري كيسنجر " ويعتقه من الكابوس الذي داهمه في ليل مُوغل الحُلكة , وهو أن الأبله عندما يطيح على مثيله , فلا يتمخض عنهما سوى رُكام من البُله : شيخ ملياردير لا يفقه فتاتة في عالم السياسة والعلاقات الدولية , يطيح على ملياردير عقارات أعضاء حزبه الجمهوري دون إستثناء يقرون بجهله المطلق في هكذا مجال , بل هو ذاته - ترامب - أقر ويُقر بذلك . ومن هنا دع صُحف شيوخ الكعبة تطش لهاث زفيرها على قطيع الهجن الهائم في هبوب الصحراء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص