الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي والمرآة

مروان صباح

2017 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بشكل مفاجئ ، توقفت إمرأة عن سيرها ، وهنا ، في بداية مقالي هذا ، أسجل اعترافاً ، أنها حسب معايير الجمال ، جَمِيلَة ، وقّفت عند النقطة التى وصلتُ إليها ، وهو المربع الذي اعتدتُ ممارسة رياضتي اليومية ، نَظرت إلى السماء ومن ثم أخرجت هاتفها المحمول ، وصوبت الكاميرا إلى الأعلى ، حينها ، نظرتُ إلى حَيْث وجهت هاتفها ، فعلاً ، وجدتُ السماء في حالة من البراءة النادرة ، صافية ، بالطبع ، بعد مخاض شتائي ، على وشك الرحيل ، يبدو ان المخاض ، وهكذا أرجح ، أقرب إلى عمليات تنقية ، لما استنشقته السماء من تلوث ، سببه إنساني بامتياز ، فسألتها ، هل أخذتي إذن مسبق بتصوير السماء ، فإبتسمت بحذر، وقالت ، مِمَّن تريدني أن أخذ الإذن ، قلتُ من صاحبها ، تبسمت أيضاً ، لكن هذه المرة ، أقل من الحذر السابق ، فقلتُ ، الآن ، أتاح لك السؤال ، التعرف على الفارق بين الحرية المطلقة وحرية الإنسان المحدودة ، قالت ، لكن ، صاحب السماء وضع تشريع ، حدد للإنسان حريته ، قلتُ ، وأيضاً ، وضع للسماء نظام ، منذ الأزل ، تعمل دون أخطاء ، فهناك فارق بين النظام والحرية ، وللمرء كامل الحرية في الاختيار ، من الممكن ، أن يكون صادق أو كاذب أو عالم أو جاهل أو معماري أو هادم ، وهكذا ، قالت ، من أنت ، قلتُ ، أنا ، أنتِ ، قَالَت ، كيف يكون ذلك ، نحن اثنين ، قلتُ ، إذ كان هذا اعتقادك ، نحن كائنين منفصلين ، فعليك أن تبحثي عني في داخلك ، فأنا هناك ، أليس نحن ، من أب واحد وأم واحدة ، أدم وحواء ، هذا يعني ، أنني موجود في مكان ما ، في داخلك ، فسكتت ، لكني ، رأيتُ حيرة في عينيها ، قلتُ ، لا يكون السكوت إلا عن نطق كان قبله ، بماذا تفكرين ، قالت ، وكيف السبيل إلى ذلك ، قلتُ الآن ، وضعتي يدك على الطريق ، وهذا يحتاج إلى مراجعة واسعة ، حول العلم الذي تعلمناه ، ومن هم أساتذتنا ، وهل هم جدرون بهذه الصفة ، ولكي ، تجديني ، عليك أن تتعلمي علم البحث والتحري .

قلتُ انظري إلى السماء مرة أخرى ، عن ماذا كنتِ تبحثٍِ ، عن الصفاء ، هل وجدتِ خلف الصفاء مقصدك ، هل وجدتِ براءتك التى سرقتها التجارب ، هل رأيتِ الجنة ، فالجنة في داخلك ، فأنا ، لا استوعب كيف لا تريها ، ألم يكن أباكِ أدم فيها ، فقط ، تتبعي آثره ، ستجدينها ، قالت كيف ، قلتُ ، كم من الوقت تستنفدي الجلوس إلى المرآة في اليوم ، قالت بصراحة ، وهل أريد غير الصراحة ، رغم أني أستطيع تقدير ذلك ، قالت ، كثير ، قلتُ ، بعد هذا العمر من الوقوف أمامها ، هل المرآة في داخلك أم أنت في داخلها ، على رِسِلك ، لا تُجيبِ ، فإذا كان الجواب ، لا أنت في المرآة ولا المرآة فيك ، عليك أن تجيبِ ، كيف تشاهدي نفسك فيها ، قالت ، من خلال الضوء ، جميل ، وهل تستطيعي أن تشاهدي الضوء في المرآة ، أريني الضوء الذي بينكما ، قالت ، لا ، بالتأكيد لا أستطيع ، قلت ، إذاً ، إجعلي جميع الأشياء ، تماماً ، كالمرآة ، ستجدينني وتعرفي من أكون ، وستشاهدي ترجل أباكِ من الجنة ، وستدركِ ، معنى والفارق بين المطلق والمحدود . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل


.. مظاهرات في جامعة في باريس تضامنا مع غزة | #عاجل




.. بريطانيا: البحرية الملكية أسقطت صاروخا للحوثيين استهدف سفينة