الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2017 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة 
ادهم ابراهيم 

 ان الوضع الحالي وماجريات الاحداث السريعة في المنطقة ، وفي العراق خاصة يدفعنا الى سؤال اكثر عمقا وواقعية من السؤال عن ماذا بعد داعش .الدولة اللااسلامية .  وهو ماذا بعد فشل الاحزاب والكتل الطائفية الفاسدة من كلا الوجهين في ادارة الحكم في العراق 
ليس هناك من داع لتعداد نقاط الفشل والفساد الاداري والسياسي ، ونهب الدولة ، وتوقف الصناعة والزراعة والخدمات العامة بشكل شبه كامل ، وعل مدى السنوات الاربعة عشر العجاف اللاحقة لاحتلال العراق . . حتى اصبح دولة فاشلة بكل معنى الكلمة ، لان هذا قد اصبح من البديهيات التي يعرفها القاصي والداني ، والفضيحة اصبحت تزكم الانوف . . ورغم ذلك فاننا نرى الاحزاب والكتل السياسية تحاول اعادة انتاج ذاتها عن طريق تغيير جلدها كالحية ، لعلها تستمر بالحكم فترة اطول ، ولذلك نرى التحالف الوطني قد طرح موضوع المصالحة الذي استهلك نفسه من كثرة الحديث عنه . ثم  التسوية التاريخية الفاشلة . . كما اقدم اتحاد القوى ، الطرف الثاني من المعادلة الطائفبة الحاكمة في العراق ، على عقد مؤتمر في تركيا لترقيع ثيابهم الرثة من كثرة الفساد ، والبكاء بدموع التماسيح على مدنهم المهدمة والمهجرة . . كل ذلك من اجل البقاء في السلطة ،.و هم يعلمون جيدا ان ذلك قد اصبح من المستحيلات . وليس هنالك من شك في ازاحتهم نهائيا من على المشهد السياسي العراقي ، لا بل انهم معرضون جميعا للمسائلة القانونية عن فسادهم ، وخيانتهم للوطن 
ومع ئلك فان محاولاتهم لازالت مستمرة . واخذت تنحو منحا بالغ الخطورة كلما اشتد الضغط عليهم . وان مايتوجب العلم به في هذا المجال هو ان هذه الاحزاب والكتل الفاسدة قد انقسمت الى قسمين . . الاول يرى عدم وجود موقع له في المستقبل المنظور ، وهو يحاول ترسيخ الدولة العميقة وينتهز الفرصة المواتية للانقضاض على الحكومة ، ليقطع الطريق على المشاريع المطروحة الهادفة الى استبعاده . وهذا الجناح يديره رئيس الوزراء السابق، وبعضقيادات الحشد الشعبي وليس كلها . وهو يعول في هذا المسعى على مساندة ايران له . . والجناح الثاني يحاول نزع عبائته الاسلامية او المذهبية ليلبس اللباس المدني الديموقراطي ، ويطلع علينا بمشاريع اصلاحية تارة . والدعوة لحكومة مدنية تارة اخرى محاولة منه للبقاء في السلطة فترة اطول
ويقف السيد العبادي رئيس الوزراء الحالي موقفالمتفرج . الا ان زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة اعطته دفعة الى الامام . . ولا نعلم هل هو قادر على تنفيذ كل الاملاءات الاميريكية عليه . وخصوصا فيما يتعلق بفك الاشتباك مع الجارة ايران ، والتخلص من الميليشيات الحزبية . وربما محاسبة رفاقه الفاسدين ، لكون المبالغ المسروقة من ميزانية الدولة لا يمكن السكوت عايها . وامريكا ترمب ليست على استعداد لصرف سنتا واحدا لاعادة اعمار المناطق المحررة ، ناهيك عن المناطق المتخلفة التي لم تمتد يد الاصلاح اليها رغم التهريج بذلك من قبل اطراف متعددة 
ان الجناح المتشدد للدولة العميقة سيحاول القيام بعملية استباقية للوثوب الى السلطة . ولكن هذا المشروع سوف لن ينجح ، حيث انه يعول على مساعدة ايران له  او مساندته ، وايران كما عرفناها سابقا ونعرفها حاليا
بركماتية تحاول المحافظة على مصالحها ، ولا تغامر من اجل اي كان . . واذا كان الامام الخميني قد تجرع السم واوقف الحرب العراقية  الايرانية في زمن صدام . فان السيد خامنئي سوف لن يصطدم مع الولايات المتحدة ،. وهو يعرف الثمن الباهض لهذا الموقف .  ولذلك فان ايران ستتجرع السم مرة ثانية وتنسحب الى حدودها المرسومة في زمن الشاه  .  عسى ان تنصرف هذه المرة لتحقيق الرفاه الاقتصادي للشعب الايراني 
        وازاء كل هذه المشاهد والمؤامرات يثور سؤال في ما هية دور المثقف العراقي .   .   يؤسفني ان اقول ان بعض المثقفين قد ركبوا الموجة واخذوا يتحدثون باليسارية وهم مشبعون بالمفاهيم الطائفية التي انهالت عليهم فجأة .  والبعض الاخر  يتحدث عن العلمانية وهو طائفي حتى النخاع. ،. ويحاول الوصول الى السلطة بالمفاهيم العلمانية الجديدة .   .  ومع ذلك فاننا نشهد ان كثير من الناس اخذوا يحسنون من خطابهم ويبتعدون عن التنظيرات الوهمية .  ان هذه الشريحة يمكن اصلاحها اذا ما وجدت اتجاها علمانيا ليبراليا واضح المعالم محدد المناهج والاهداف 
         اننا بقولنا هذا لا نتوقع حصول انقلاب فجائي لتصحيح الاوضاع ،  بل ان هناك متسع من الوقت لان الطبخ على نار هادئة يحقق النتائج المرجوة على الامد المتوسط او الطويل .  وان حرق المراحل لن يحقق لنا الاهداف المطلوبة ،  خصوصا وان هناك كثيرا من الناس يقفون موقفا محايدا اما لعجزهم عن اي فعل ايجابي او لانهم لا يدركون الاهداف المطلوب تحقيقها لانتشالهم من واقعهم المتخلف المؤلم والدموي ايضا 
        ان على النخب المتعلمة والمثقفة والواعية من جميع الاديان والمذاهب والاثنيات العمل ومنذ الان على توفير الاجواء اللازمة للتخلص من الاحزاب الفاسدة والتحالفات المشبوهة التي سادت العملية السياسية . وفضحها جهارا نهارا ،. وكذلك اعداد منهاج عملي تفصيلي ومحدد الاهداف الى ما يجب عمله والخطوات الواجب السير بموجبها لتحقيق هذه الاهداف .  ولا يدعي احدا ان هذه النخب هي في شغل شاغل الان او هي خارج العراق ،. لا بل ان هناك  اطياف واسعة في كل المحافظات تضم عناصر وطنية مخلصة وهي محتاجة الى قيادة واعية وامينة ،. وتنظيم محدد يعرف ما يهدف اليه ويرسم طريقا علميا واقعيا وعلمانيا ليستقطب كل هذه النخب والعناصر المنفردة او التي تعمل على شكل تجمعات صغيرة 
      ان الواجب الوطني يدعونا للعمل بجد وثبات لتجميع هذه البؤر الواعية وتوجيهها لان العدو لا زال يمتلك ادوات من السلطة والمال ،. ويستطيع قمع اي مظهر من مظاهر الانتفاضة او التمرد عليه .  ولكن هناك متغيرات كثيرة حصلت على النطاق الاممي نستطيع الاستفادة منها .  والمستقبل لمن يعمل بجد. و اخلاص لانتشال هذا الوطن الذي سقط صريعا بانياب التخلف وعباءات  الدين وعمائم المذهبية المقيتة التي سالت دماء شعبنا من اجل حماية رموزها التافهة والتي لم تحقق لنا سوى الفقر والدمار وتسعى لتبديد ما تبقى من حياتنا وحياة ابنائنا 
      ان العمل لا يحتمل التأجيل ويتوجب على الجميع التوحد وتقديم التنازلات المتبادلة لتحقيق الاهداف السامية التي يستحقها الوطن لخلق نظام وطني مسؤول يحقق العدالة والعيش بامان وسلام 
ادهم ابراهيم 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص