الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يستمرىء الأصولى المصرى مغازلة االحمساويين؟

طلعت رضوان

2017 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كيف نسى الأصوليون الرحلات المكوكية للحمساويين إلى مصر؟
ولماذا رفض الحماسويون استخدام المعابربين فلسطين وإسرائيل؟
ولماذا التركيزعلى معبررفح؟
عندما فازمنتخب مصرعلى فريق بوركينا فاسو، استغلّ فهمى هويدى هذا الحدث ليُـوظفه لخدمة أهدافه الأصولية فكتب ((فى العام العاشرلاشتراك مصرفى حصارغزة، خرج الغزاويون فى مسيرات حاشدة، عبـّـرالمشاركون فيها عن بهجتهم لفوزالمنتخب المصرى على فريق بوركينا فاسو..إلخ)) (جريدة الشروق المصرية- 5فبراير2017) أما باقى المقال فهوترديد للمعانى الإنسانية العامة، من أنّ الغزاويين يحبون مصر، بينما مصرهى التى تفرض عليهم الحصار..إلخ. فما مدى صدق هذا الكلام عند تطبيقه على الواقع؟ وما مغزاه؟
أول مغزى هوأنّ مصرتــُـعامل قطاع غزة مثلها فى ذلك مثل إسرائيل. ولعلّ القارىء يكون قد انتبه إلى أنّ هويدى تعمّـد أنّ تكون أول جملة فى مقاله هكذا ((فى العام العاشرلاشتراك مصرفى حصارغزة)) وذلك بهدف لفت أنظارالقارىء الأصولى الذى ينتظرمقال هويدى ويُـتابعه، ولكن الأهم من القارىء الأصولى (المصرى) هوشد انتباه أعضاء حماس الذين يُـتابعون كتاباته بحب وشغف، حيث يخدم توجهاتهم المُـعادية لمصر.
ولأنّ هويدى كاتب محترف (لاشكّ فى ذلك) فقد تعمـّـد عدم الإشارة إلى تنظيم حماس فى مقاله (لابالسلب ولابالإيجاب) لتكون رسالته خالصة بالتركيزعلى الشعب الغزاوى (الواقع تحت جبروت النظام المصرى) الذى فرض عليه الحصار..إلخ فكيف يستقيم هذا الكلام، رغم أنّ أصغرمحلل سياسى يتذكــّـرالرحلات المكوكية التى قطعها الحمساويون فى زياراتهم المتكرّرة فى عهد مبارك، وإقامتهم فى فنادق الدرجة الأولى على حساب شعبنا؟ وكيف نسى هويدى سيارات النقل المحملة بالسلع والبطاطين والأدوية..إلخ الموجهة من مصرإلى غزة، ولوأنه رجع إلى صحف الأهرام فى تلك الفترة، فسوف يجد أنه لايكاد يخلويوم من أخبارعن (مجهود الهلال المصرى بتوجيهات السيدة سوزان مبارك) فى إرسال شحنات من السلع إلى غزة؟ وكيف نسى هويدى أنّ من بين جرائم مبارك السماح للحمساويين بحفرالأنفاق، ونقل السلاح والاسمنت ومواد البناء إلى غزة، وهى عمليات تهريب كانت تستفزإسرائيل بشدة، وتنتقد مبارك لسماحه باستخدام تلك الأنفاق ((بما يضربأمن إسرائيل)) وكيف نسى هويدى أنّ من بين السلع المهرّبة كانت سلع تموينية مدعومة من موزانة مصرلصالح مواطنيها (الفقراء/ التعساء) وإذا بهذه السلع تتوجه إلى غزة.
وإذا كان هويدى يقصد بالحصار(معبررفح) الذى تفتحه مصردائمًـا للحالات الإنسانية (مثل العلاج فى معهد ناصرعلى نفقة مصر، والدراسة..إلخ فلماذا تجاهل- مثله مثل الحمساويين- وجود اتفاقية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول السماح لأبناء قطاع غزة باستخدام 6معابر، بين فلسطين وإسرائيل، مع مراعاة- وهذا هوالمهم- أنّ منظمة حماس كانت أحد أطراف هذه الاتفاقية، وكان من بين هذه المعابر(معبرإرنيز) الواقع بين غزة وإسرائيل، ولكن الحمساويين رفضوا استخدام تلك المعابر، وكانت (شماعتهم) الدائمة هى (مصرالتى ترفض فتح معبررفح بشكل دائم ومستمرطوال العام وبدون أية شروط) كما قال الحمساويون، وهونفس النشيد الذى يعزف عليه هويدى.
وكيف يمكن وصف مشاعرالسيد هويدى وهويـُـدافع عن الحمساويين رغم جرائمهم ضد مصر، ففى فبراير2011تم اختفاء عدد من الضابط وأمين شرطة، ولم يتم العثورعلى هؤلاء المصريين، رغم أنّ الحمساويين يعرفون أماكنهم، وقتل أولادنا الجنود رغم المعلومات الموثقة عن أسماء المُنفذين من أتباع حماس التابع للإخوان المسلمين، ونشرتها مجلة الأهرام العربى فى عدديْن ( 16، 23 مارس 2013) ونشرتْ المجلة أسماء 11من أعضاء الجماعات الإسلامية التابعين لحماس. وأوضحتْ أنّ مذبحة قتل جنودنا استهدفتْ تحقيق أكثرمن هدف 1- ضرب الجيش المصرى كورقة لإظهارالمجلس العسكرى بالتقصير2- الإفراج عن بعض السجناء المُتهمين بتنفيذ عمليات إرهابية سابقة. وأوضح سيناريوتنفيذ عملية رفح 5 أغسطس أنها تضمّنتْ عمليتيْن فى آن واحد: الأولى قتل الجنود المصريين وسرقة مدرعات الجيش المصرى. الثانية استخدام تلك المدرعات من خلال إرغام الجنود المصريين على قيادتها فى مهاجمة إسرائيل عبرمعبركرم أبوسالم بهدف خطف جنود إسرائليين، لعقد صفقة مع إسرائيل لتبادل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين (أى توريط مصرمع إسرائيل)
وكيف نسى هويدى قتل16جندى مصرى، وقت الافطار، فى تلك المذبحة الشهيرة. وقد وصف الجندى المصرى الذى نجا من تلك المذبحة أنّ ما حدث هو أبشع جريمة (رآها) فى حياته. وأنه لم يُصدّق خروجه حيًا بعد أنْ رأى وابل الرصاص ينقض على أرواح زملائه الواحد تلوالآخر((لم أستطع أنْ ألتقط أنفاسى.. كان الموت أسرع من طلقات الرصاص)) وتذكركيف شاهد زميلا له والجناة يُحاصرنه ويُجبرونه على قيادة المدرعة. ومن بين القتلة أبوشمالة (أبوخليل) من قادة الصف الأول لكتائب القسّام . الثانى رائد العطارأحد أبرزقيادات القسام. الثالث أيمن نوفل القيادى بكتائب عزالدين القسّام والذى هرب من سجن المرج يوم 30يناير2011وكان مسجونـًا لإدانته بالتحريض ومشاركة الآلاف من الغزاويين فى إقتحام الحدود المصرية يوم 23 يناير2008عندما فجّرمسلحون فلسطينيون من القسّام جزءًا كبيرًا من الجدارالإسمنتى الحدودى الفاصل بين قطاع غزة والأراضى المصرية.
000
أليس حلم الحمساويين هوتوطين الغزاويين فى سيناء؟ وكان فنان الكاريكاتيرمحمود عبده واعيًا بخطورة الإسلاميين المُتحكمين فى سيناء فرسم ثلاثة من عتاة الشيوخ وهم يرقصون ويقولون ((سينا رجعتْ كامله لينا)) (صحيفة القاهرة- 24/4/2013) فما سر(حماس) هويدى للحمساويين؟ وهل مقاله الأخيرينفصل عن مجمل كتاباته المؤيدة والمدافعة عن الأصوليين الإسلاميين؟ فبعد انهيارالإتحاد السوفيتى، فرح بالجمهوريات الآسيوية التى استقلتْ وكتب ((سنجد أنفسنا أمام كتلة إسلامية قوية وفاعلة.. وأنّ ثمة تحولات مهمة تتفاعل من حولنا، وتكاد تفرزخرائط جديدة تــُـغيرمن الجغرافيا بقدرما تــُـغيرمن التاريخ)) وعن الجمهوريات التى انفصلتْ عن الاتحاد السوفيتى قال ((عندهم حمل يؤدى إلى ولادة)) فكيف ستكون الولادة؟ أجاب ((فى الطب لاتحل مثل هذه المشكلة إلاّبعملية قيصرية)) (أهرام17/9/91) فما المقصود بالعملية القيصرية؟ وهل تكون لها معنى آخرغيرفرض الدولة الإسلامية بقوة السلاح؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد