الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة أبشع كوابيسنا

عطا مناع

2017 / 4 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


غزة أبشع كوابيسنا

: عطا مناع

ليس من المنطق أن نناقش قضايانا بمنطق وذلك في غياب المنطق، نغرق في المثالية إذا استحضرنا قطاع غزة بتاريخه وكفاحه وتقدمه في ساحات النضال الوطني الفلسطيني، فأبجديات الوطن انقلبت رأساً على عقب، ومن هنا اصبح قطاع غزة كابوساً يقلق راحتنا، نتمنى في احلامنا أن نصحوا من نومنا ونجده غارقاً في البحر.

غزة بشعبها تثقل كاهلنا، تطير النوم من جفوننا، لم تكسرها عشرات الالاف من اطنان المتفجرات التي اسقطت عليها من السماء، غزة اقوى من الموت !!!! انها تعشق الحياة وهذا ما يغيضنا !!!! وأكثر ما يغيظنا انها تكشف عقمنا وهشاشتنا، لذلك على غزة الغرق في بحرها أو تجويعها.

مجزرة الرواتب، اخر تقليعات حكومة التقشف، تجويع غزه، لا اجد مصلحاً يعبر عن الحاله سوى التجويع، والتجويع مقدمة للتركيع، ولكن تركيع من ؟؟؟ سحق من ؟؟؟ اذلال من ؟؟؟ وماذا بعد التجويع والسحق والإذلال للشعب، كأننا نعيش النكتة التي تبكينا، نكتة التقشف الذي يستهدف قطاع بذاته من ابناء شعبنا !!!!! وكأنهم يستحضرونا ما نادى به احمد سعيد عندما قال تجوع يا سمك.

هنا في الضفة نلتزم الصمت سوى بعض النهيق كما انا الان، نعتقد اننا في مأمن مما يحدث، لا نعي ان عزة هي الثور الابيض، ولا نرى سكاكين التجويع التي تنتظر ذبحنا، وبالتحديد ذبح التاريخ الفلسطيني بكل ما للكلمة من معنا، الاسرى، الشهداء، الجرحى، المجزرة مستمرة والقادم مجنون.

غزة هي البروفة للقادم، انتهت السنوات السمان أو شهر العسل الذي حمل لنا السم، لذلك فالكابوس يشملنا جميعاً، كل شرائح الشعب المغلوب على أمره، ولا يستثنى من ذلك سوى نخبة النخب، تلك النخب التي باتت تتحكم في ماءنا وهواءنا، في حياتنا وموتنا، نخب اقتصاديه تضع المشهد السياسي والوطني والاقتصادي والصحي في جيبتها الصغيره، وألا ما قصة الموت المتدحرج في المستشفيات العمومية، وما قصة الاقبال على التخلص من الحياة كأن يقدم مواطن على حرق نفسه.

شئنا أم ابينا فنحن مقبليين على مرحلة افقار لشعبنا، لن ينفعنا الان بعد النظر حتى لو استحضرنا زرقاء اليمامه فالمستقبل واضح، الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي ودولة الكيان والعرب العاربة قرروا لشعبنا كيف يعيش، وحكومتنا الرشيدة تنفذ ما يملى عليها، والخطوة القادمة عبارة عن محاولات محمومة لإسدال الستار على القضية الفلسطينيه.

المقلق ان شعبنا يتفاعل مع المستجدات بسلبيه، ففي الضفة تصلي للرب ونركع للحكومة بان تغض النظر في سياستها التقشفية عنا، امنيات لا تعدو سوى سراب، ان غرقت غزة سنغرق، وان جاعت غزة سنجوع، وان ركع شعب غزه سنركع، اقصد الشعب والشعب فقط وليس سلطة عزة الغارقة في زواج المتعة مع سلطة الضفة بتفاهمات لا بد ان تكون واضحة للجميع.

اذا صح ما قيل ويقال حول السياسات الاقتصادية الجديدة، نكون كشعب قد دفعنا ثمن صمتنا وانصهارنا لحكومات الامر الواقع، ندفع الاستحقاق لعدم وقوفنا في وجه الانقسام الذي دمر بنيتنا الفوقية والتحتية، وهنا لا تنفع التصريحات والتمنيات والصراخ ولا العويل الصادق منه ولا الكاذب.

ما العمل، لا بديل عن اسقاط الانقسام، لا بديل عن النهوض من الغفوة التي تحولت لكابوس، لا بديل عن الاعتصام في شوارع غزة والضفة، ولا بديل عن اطلاق الصرخة المدوية بأن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، ولا بديل عن اعادة الاعتبار لقضيتنا وشعبنا، وإذا كان هناك بديل عن اعادة الحياة لشعبنا فهو التيه الذي حذرنا منه غسان كنفاني في رائعتة رجال في الشمس قبل خمسة وخمسون عاماً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ