الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الأمريكي على سوريا سيزيد من عزيمة الشعب السوري في الصمود والتصدي

فواد الكنجي

2017 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أمريكا الراعية للإرهاب ليس في عالمنا العربي فحسب بل في العالم اجمع، فكل جرائم الإرهابية والمؤامرات والدسائس في عالمنا هي من صنع الولايات المتحدة الأمريكية، فهي من صنعت الفوضى الخلاقة في عالمنا العربي وأربكت الأمن واستقرار كل الأقطار العربية بل تحاول توسيع شرخ بينهم حين أغمضت الطرف عن السعودية ودولة القطر في تمويل وتجنيد الإرهابيين وإرسالهم بدعم وتمويل لخلق حالة من الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار في العراق وسوريا وليبيا واليمن، مواصلين مؤامراتها بجعل السعودية وبعض أقطار الخليج يقودون التحالف ضد دولة (اليمن) ليستمر العدوان والحرب عليها لتدمير اقتصادها واستقلالها و قتل الإنسان اليمني المسالم .
فلم يعد هناك مجال للشك بان إدارة أمريكا هي راعية الإرهاب في منطقتنا الشرقية والعالم، فما تقوم به أمريكا اليوم في سوريا هو الإرهاب بعينه، فجريمة التي ارتكبتها في مطلع شهر نيسان الجاري بقصف أراض سوريا لموقع مطار (الشعيرات) في شرق مدينة (حمص) بصواريخ (توما هوك) ما أسفر على وقوع عدد من ضحايا من المدنيين و العسكريين، ما هو إلا عدوان غاشم ضد دولة عربية تشن حرب ضد فصائل الإرهاب التكفيريين الذين يحاولون تمزيق وحدة سوريا، ليأتي عدوان الأمريكي داعما لهذه الفصائل الإرهابية، ومن اجل تعزيز مواقعهم بعد إن منيت فصائل الإرهابيين بخسائر جسيمة خلال هذه المرحلة على يد الجيش السوري البطل الذي راح يدك مواقعهم ومعاقلهم بكل بسالة وشجاعة وإقدام ويحقق انتصارات مذهلة على أكثر من جبهة قتالية.
فالضربة الأمريكية لقاعدة (الشعيرات)، وكما تضرع الأمريكان بأنها جاءت بكون الطائرات السورية انطلقت من هذا المطار لقصف (خان شيخون) في (ادلب) بالأسلحة الكيماوية، هي ادعاءات عارية عن الصحة، ولم يتم التحقيق منها، فجاءت ضربتهم لتكشف عن نوايا الأمريكية المبيتة ضد سوريا، ففي وقت الذي أكدت حكومة سوريا على لسان الأستاذ (وليد المعلم) وزير خارجيتها بـ ((إن بلاده لن ولم تستخدم الأسلحة الكيماوية، حتى ضد الإرهابيين الذين يقتلون شعبنا، وأن المجموعات الإرهابية استمرت في تخزين الأسلحة الكيماوية في المناطق السكنية، وأن بلاده أعلمت الأمم المتحدة عن مواد كيميائية دخلت من تركيا إلى الإرهابيين في سوريا..)) وتأكيدا عما ورد، أكد الرئيس (بوتين) رئيس دولة روسيا قائلا ((بان الجيش السوري لا يملك محزونات من الأسلحة الكيماوية وتم تأكيد حقيقة تدمير القوات المسلحة السورية جميع محزونات الأسلحة الكيميائية من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و وكالات الأمم المتحدة المتخصصة)) وتقول موسكو ان الأسلحة الكيماوية في (ادلب) تعود إلى التشكيلات المسلحة المناهضة للنظام السوري، وتعرضت لضرب جوي غير مقصود، وعليه فان ضرب الولايات المتحدة لسوريا هو عدوان ضد دولة ذات سيادة، وانتهاك للقانون الدولي وبحجج واهية كما سبق لأمريكا إن ارتكبت مثل هكذا جرائم في العراق وليبيا واليمن تحت ذرائع تبين لاحقا أنها مفبركة ومزورة .
فالقصف الذي تعرضت إلية سوريا ليس بحدث جديد بالنسبة لطاغوت أمريكا وإدارتها الغاشمة، هي بصمة لكل الإدارات التي تعاقبت على حكم أمريكا، فإدارة (بوش) فعلتها في العراق وافغانستان، و( بل كلنتون) فعلها أيضا في العراق و أفغانستان، و (اوباما) فعلها في ليبيا واستقطب الإرهابيين إلى العراق ومصر وسوريا، واليوم يفعلها (ترامب) في سوريا، وهذه الرسائل الأمريكية بات مغزاها معروفة لدى الداني والقاصي بكونها ليس إلا استعراض عضلي لأظاهر قوة أمريكا في العالم ليس إلا، فعدوان الذي شنته أمريكا عبر صواريخ (توما هوك) على الأراضي سوريا لم يستند إلى أي تفوض أممي، ولم تنتظر أي تحقيق دولي محايد ونزيه، مما يؤكد النظرية التي تقول إن خطط العدوان كانت معدة سلفا قبل هذه الجريمة، وقد جرى توظيفها كغطاء لدعم جبهة الإرهابيين في سوريا ليس إلا، لان الإدارة الأمريكية أصدرت حكمها المسبق، وأدانت الحكومة سوريا بارتكاب المجزرة الكيميائية في الدقائق الأولى دون إن تنتظر ما ستؤول إليها التحقيقات، وهو الأمر الذي التمس من خلال مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة (نيكي هيلي) التي قالت (( عندما يعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار فإن بلادها ستلجأ إلى تحرك منفرد))، فهذه هي الغطرسة الأمريكية وعنجهيتها في ارتكاب الحماقات دون مبالاة بقرارات الدولية .
وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا أقدمت أمريكا بارتكاب هذه الجريمة وفي هذا الوقت بالذات، و في وقت الذي أعلنت بان بقاء الرئيس (بشار الأسد) في سدة السلطة من عدمه ليس من أولوياتها، بكون من يقرر ذلك هو الشعب السوري، ولما كانت إدارة ( ترامب ) قد حددت أولوياتها بمحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش، فيا ترى لماذا تحاول إضعاف حكومة دمشق التي تحقق انجازات نوعية في القضاء على الإرهابيين التكفيريين .......؟
المراقب للأوضاع الداخلية لأمريكا والضغطات التي تتعرض عليها إدارة (ترامب) الداخلية تفسر بان ما قامت به إدارة أمريكا في سوريا هو للهروب من ما تتعرض إدارة (ترامب) من ضغوطات داخلية ومحاولة تمويه الرأي العام الأمريكي وإبعاده عن جوهر القضية التي تعصف بإدارته اثر اتهامات توجه لعدد من إفراد طاقمه، بتواطئهم مع أجندة روسية، ومن اقرب مقربيه، ولهذا فان تصعيد الموقف في سوريا التي يتواجد فيها الروس بأنها موجهة ضدهم، وهذا ما يرسل انطباعا في أمريكا بان الإدارة الأمريكية تواجه روسيا وتضرب مصالحها...!
ولكن هذا الموقف هل سيفهم في موسكو عن مبررات قيام أمريكا بمثل هذا العمل الطائش ....؟
لا اضن ذلك لان موسكو وعلى لسان وزير خارجيتها (سيرغي لافروف) الذي قال ((ان عدوان الأمريكي جرى الإعداد له مسبقا، وجاء ليعزز مكانة الجماعات الإرهابية المسلحة، ويذكر بما حدث في العراق عام 2003))، ولهذا فان روسيا أعلنت رسميا تعليق العمل بالتفاهم (الروسية – الأمريكي) المتعلقة بضمان امن العمليات الجوية في سوريا، وقررت تعزيز الدفاعات الجوية السورية، بمعنى أنها ستزود سوريا بصواريخ المضادة للطائرات وبما يؤهل الدفعات سوريا لإسقاط أي طائرة أمريكية او إسرائيلية، تخترق الأجواء سوريا.
لان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) قال صراحة بأن الهجوم الأمريكي على الأهداف سوريا هو عدوان، وسيحلق الأضرار بالعلاقات (الروسية-الأمريكية)، وفي المعركة المشتركة ضد الإرهاب، ومن هنا على الإدارة أمريكا إن تراجع مواقفها لان أي تمادي في العنجهية سيكون أمرها كقذف كرة الثلج من قمة الجبل فكلما تدحرج كبر حجمها ليجرف المنطقة بأكملها . وقد أدرك ساسة الأمريكان مخاطر توغل الرئيس (ترامب) في استعراض عضلاته في الشرق الأوسط والتي قد تورط أمريكا في حروب إقليمية وعالمية، الأمر الذي اثأر العديد من علامات الاستفهام حول أهلية (ترامب) في اتخاذ قرارات الحرب، وهذا ما طالب عدد من أعضاء الكونكرس الأمريكي اثر الضربة الصاروخية على سوريا بضرورة العودة إلى المشرعين الأمريكان قبل توجيه إي ضربات أخرى في سوريا أو في المناطق الأخرى.
فاليوم المواطن العربي في كل دول العربية قد أدرك ما أصاب (العراق) من خلال غزو الأمريكان له وكيف دب الخراب والدمار في كل مفاصل الدولة وكيف تم استقطاب الإرهابيين من كل حدب وصوب لتعبث بأمن الدولة والمواطن ليتم نزوح ملاين من شعب العراقي ولتستمر معانات الشعب بكاملة والتي دامت منذ 2003 والى يومنا هذا، في وقت الذي تتفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية من سوء إلى الاسوء، ولهذا فان كل مواطن العربي شريف اتخذ درس مما حدث ويحدث في (العراق)، وعليه فاليوم لا سوريا ولا اليمن ولا مصر ولا ليبيا سيرضون بان يكون مصيرهم مثل مصير أشقائهم في العراق وسيحترق الأمريكان بغضب الشعوب العربية إن حاولوا بصواريخ (توما هوك) التي دمرت (بغداد) إن تدمر (دمشق) أو أي مدينة عربية أخرى، لان وعي المواطن العربي ما بعد 2003 ليس كمواطن عربي ما بعد 2003 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل