الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات وتعقيب عن تقرير الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غيتيريس بشأن نزاع الصحراء

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2017 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تمت إزالة أللتام عن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء الغربية . بطبيعة الحال أشاد طرفا النزاع ، المغرب من جهة ، وجبهة البوليساريو والجزائر من جهة أخرى بالتقرير ، وكل منهما اعتبره في صالحه ، كما درج عليه الحال سابقا عند إصدار مجلس الآمن قراراته منذ 1975 .
نحن لن نناقش فحوى التقرير ، لأنه ليس بإنجيل ، فهو معرض لكل الاحتمالات عند عرضه على أنظار مجلس الأمن . قد يعرف التقرير التبني والمصادقة الكاملة من قبل المجلس ، وقد يعرف بعض التغيير بالزيادة او النقصان ، وهنا يكون لدول الدعم والمساندة لطرفي النزاع ، دورا في صياغة القرار النهائي لمجلس الأمن .
لكن إن اعتبرنا أن التقرير الذي أعده السيد الأمين العام ، يشكل المبادئ العامة التي سيرتكز عليها القرار ، فإننا لا نفاجئ بشيء جديد ، قد يحدث الحدث بالنسبة لطبيعة النزاع ، خاصة وان القرار القادم سيساوي بين أطراف النزاع ، حين سيوهمهم ان القرار في صالح كل واحد منهم ، في حين أنهما معا ، أي المغرب من جهة ، والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى ، تتلاعب بهم الأطراف الدولية ، بما يطيل المشكل دون حله . فالحل ليس بيد أطراف النزاع الظاهريين ، بل هو في يد الدول الاستعمارية التي تستعمل مجلس الأمن كغرفة عمليات ، لتعطيل مسارات الشعوب التواقة الى الحرية ، والديمقراطية ، والتنمية الاجتماعية ، والاقتصادية . فالمشكل سيستمر على حاله ، وما يُحزن النفس ، هم سكان المخيمات بتندوف الذين يعانون منذ 1975 ، وستستمر معاناتهم إلى ابريل 2018 ، وقد تتجرر إلى أربعين سنة قادمة ، ولا حل سيلوح في الأفق ، ما دام أن كل طرف لم يستوعب بالقدر الجيد ، لعبة الأمم الكبرى ، في تجزيء المجزئ ، وإضعاف الضعيف ، ويقفون كرجل واحد لمواجهة الأخطار التي تتربص بالأوطان .
وان عدنا إلى تقرير ألامين العام ، فباستثناء إطناب طرفا الصراع بالنصر الوهم ، فان التقرير لا يختلف عن غيره من التقارير السابقة التي أعدّها أمناء عامّون سابقون للأمم المتحدة ، كما ان القرار القادم والمنتظر لمجلس الأمن ، لن يختلف عن القرارات التي سبق لمجلس الأمن آن اتخذها منذ 1975 . اي تجسيد الستاتيكو الى حين رغبة الدول الكبرى في حله ، وما دامت تستخدمه في إذلال الأنظمة ، و تفقير الشعوب ، واللعب بمعاناتها ، فان تلك الدول غير مستعجلة من أمرها ، وكما قلت قد يستغرق الوضع على ما هو عليه أربعين سنة قادمة .
1 ) التقرير يتحدث عن المفوضات المباشرة بين طرفي النزاع ، وكأنها تجري بطريق غير مباشر بين أشباح ، وهذا ما جسدته التقارير السابقة .
2 ) يدعو الى انخراط الجزائر في المفاوضات ، وهذا ما نصت عليه التقارير السابقة من جهة ، ومن جهة تعتبر هذه الدعوة حجة على ان الصراع هو بين النظام المغربي وبين النظام الجزائري ، وليس بين الشعب المغربي والشعب الجزائري .
3 ) أبراز الأمين العام للأمم المتحدة قلقه إزاء استمرار تواجد فيالق الجبهة العسكرية بالمنطقة العازلة ، كما وجه دعوة مباشرة الى الجبهة كي تسحب دركها من منطقة الكركرات بدون قيد او شروط مسبقة .
4 ) يحث الأمين العام أطراف النزاع على اتخاذ قرارات صعبة . لكن هذه القرارات الصعبة تبقى مبهمة وغير واضحة ، لان تقرير الأمين العام لم يوضح حدودها ، وحجمها ، ومدا مساهمتها في حل النزاع المفتعل بالمنطقة .
5 ) وما يجعل عبارة القرارات الصعبة ، عبارة عن نوع من الخلط ، لتضبيب الرؤية عند أطراف النزاع ، دعوة ألامين العام في تقريره المغرب من جهة ، والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى ، الى مفاوضات للتوصل الى حل سياسي مقبول يتيح لشعب الصحراء تقرير المصير .
هنا يبدو مكر القوى الكبرى في اللعب بالمصطلحات ، التي تؤدي إلى المزيد من الابتعاد عن الحل بدل إيجاده . فلو كانت الدول الكبرى من خلال مجلس الأمن تريد حقيقة حلا ، هل كان لها ان تربطه بتحقق شرط مستحيل الذي هو ( الموافقة ) ، اي اشتراط موافقة أطراف النزاع على اي حل قد يطرح في الجولة النهائية للمفاوضات . فهل المغرب سيقبل بالاستفتاء وتقرير المصير ؟ وهل الجزائر والجبهة سيقبلان بحل الحكم الذاتي ؟ . فإذا أراد المغرب تطبيق حل الحكم الذاتي ، على أطراف الصراع الأخرى الموافقة عليه . وإذا أرادت الجزائر والجبهة تطبيق الاستفتاء ، فعلى المغرب الموافقة على هذا الحل ؟ وما دام ان كلي طرفا النزاع ، لن يوافق على الحل المقترح من قبل الطرف الآخر ، فان اي حل دون موافقة الأطراف ، يبقى مستحيلا بمقتضى التنصيص في التقرير ( تقرير الأمين العام ) او في القرار ( قرار مجلس الأمن المقبل ) .
وحتى يصدر القرار المرتقب القادم لمجلس الأمن ، والذي لن يختلف عن سابقيه من القرارات ، مما يعني تمديد الستاتيكو ، والتلاعب بالمنطقة ، يبقى على الشعوب وحدها مسؤولية إيجاد الحل الديمقراطي الوطني لكل معضلات المنطقة ، وبما فيها نزاع الصحراء المغربية المفتعل .
تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غيتيريس في صالح المغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع