الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور المفاهيم الروحية والدينية والعقلية والدعوات المضَلِلّهْ

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2017 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تطور المفاهيم الروحية
والدينية والعقلية والدعوات المضَلِلّهْ.
اسحق قومي
الباب الأول:
تمهيد.
الفصل الأول:
򖑍 الديانات القديمة كبدايات للفكر الإنساني وجسر للتطور.
򖑎 المسيحية وجذور المفاهيم القديمة.
򖑏 المفاهيم الروحية والدينية والعقلية.
򖑐 الطوائف اليهودية أثناء عصر الميلاد.
򖑑 أقسام فلسطين في عصر الميلاد.
򖑒 أثر الأفكار الفلسفية والدينية والاجتماعية في عصر الميلاد.
򖑓 الفكر الفثاغورثي.
򖑔 الفكر الأبيقوري.
򖑕 الفصل الثاني:
� المسيحية ومفهوم التجسد الإلهي.
� أهم العقائد الإيمانية في المسيحية.
� آراء بعض الفرق المذهبية في حلول الله.
� المتصوفة.
� أهل النصيرية والإسماعيلية.
� كلام الله نوعان.
� أقوال القرآن الكريم في السيد المسيح.
� أقوال الحنفاء ورأيهم في السيد المسيح.
� أقوال الحائطية.
� أقوال الباقلاني.
� الفصل الثالث:
� الثالوث الذي حاربه الإسلام.
� أقوال أبي الخير بن الطيب.
� الغزالي وكتابه الرد الجميل.
� الباب الثاني:
� الفصل الأول:
� الإيمان ومعانيه اللغوية والعملية والفلسفية.
� أقوال الفلاسفة.كيركجار وبرجسون.في الإيمان.
� موضوع الإيمان والعقل.
� الإيمان في المسيحية.
� دعوات خرجت من المسيحية.
� العقائد التي اختلفت.
� العقيدة الأرثوذكسية.
� العقيدة النسطورية.في أوائل القرن الخامس.
� العقيدة اوطاخية.في القرن الخامس.نسبة لأوطاخي القسيس.في القسطنطينية.
� الفصل الثاني.
� التثليث المسيحي وقانون نيقية.
� عقيدة التثليث المسيحي.
� الخلاف بين المسيحية والإسلام حول مفهوم التثليث.
� مفهوم ابن الله.
� الصلب.
� دعوى تحريف التوراة والإنجيل.
� هل كان العرب يعرفون تلك الكتب المقدسة.؟!!
� ماذا يقول :محمد بن عمر المدائني.في كتابه القلم والدواة.؟
� عبقرية الرسول(ص).
� القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان.
� متى تمَّ تنقيط القرآن الكريم.؟
� هل نريد أن نخلص؟! من هو الطريق.؟
***
تمهيد
مع نهاية القرن العشرين.تبدو جملة من المتغيرات،تقفز وتطفو على السطح وتحقق وجوداً نوعياً كماً وكيفاً؛وهذه كلها لم تظهر في القرون الماضية ،حتى منذ ألفي عام عندما دقت المسيحية بتعاليمها أبواب العالم قاطبة.وغيرت وجه التاريخ البشري.وأسقطت إمبراطورياتٍ وهدمت قلاع وحصون بدون سيف أو إجبارٍ أو إكراهٍ أو سرقة .وكان لها إن وضعت الإنسان أمام نفسه مخبرةً إياه مقولة معلمها الأول والسرمدي والخالد حين قال (ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسهُ).
ولكن بين تلك المتغيرات التي أحدثتها المسيحية.وبين ما آلت إليه بعض المتغيرات في هذه الأيام وما ستكون عليه بعد ثلاثين عاماً.فوارق عدة جوهرية ،وعرضية؛فالمسيحية محبة وسلام وتسامح ،حتى محبة الأعداء أمراً مسلماً به.بينما هناك تعاليمٌ تناقض، هذه الإيديولوجية . فهناك أصوات أساسها ،ومنطلقها عقد وسرقاتٍ تاريخية ،لكنوز الآخرين.واستيلاء على حضارات أمم أخرى عنوةً ،وقسراً وقد اتبعت هذه المجموعة أساليب عدة ،لجعل أفكارها حقيقة ،مسلماً بها. من بين تلك الأساليب ، الإرهاب الفكري. وحرق معالم الآخرين.وهذا الأمر يتمثل في جوهره نقيض الحق، والعدل، والسلام ،والمحبة.وسؤالنا هو.إذا كانت كلّ الدعوات من مصدر واحد فلا أعتقد أن يكون المصدر فيه بذور الخير، والشر.أو كنبعِ ماء ،فإما أن يكون حلواً، أو مالحاً.وإذا كان الأمر بالنسبة لله جلّ جلاله، فإننا نقول:هو منزه عن ما يدعيه السفهاء.والسؤال هو كيف يكون حال التعايش بين فريقين ،أو أكثر ضمن هذا التناقض التناحري؟!
وهل سيكون بإمكان سلطات الدول، أن تحول في إيقاف هذا الصراع التناحري الذي أساسه الأفكار الدينية ؟!
من هنا الصراعات التناحرية المقبلة من الصعب ،أن نتوقع نتائجها.وأنَّ الإشارة لمثل هذه الأخطار مهمة إنسانية، وأخلاقية،ومنذ البداية نعترف: إنَّ مثل هذا الموضوع يلزمه مجلداتٍ. ونحن لسنا ضد أي معتقدٍ، إلاَّ إذا أثبت عكس سلوكه ،الذي يمارسه وينتهج المحبة ،والخير والسلام ،فمثلاً أن أنصب نفسي وكيلاً عن الخالق، فهذا ليس فيه من العدل ،والإنسانية بشيءْ.لأننا أمام مسألة منطقية ،وعقلية ،ووجدانية ،وحتى دينية.فكيف نؤكد أنَّ الله قادر على كلّ شيء.وفي الوقت نفسه، نتبع أسلوباً قسرياً ،لفرض أفكارنا الروحية، بدعوة أننا نحب الله .وكأنَّ الله عزَّ وجل ،غير قادر أن يجعل الناس، يتبعوه بنفس الطريقة، التي نحن نرغب.وبهذا فنحن ننفي عن الخالق، قدرتهُ وحاشا أن يكون ذلك،
ثمَّ نجد سلوكاً ،عبثياً أيضاً ،عند من يأمرهم مذهبهم بمحبة الله ،وعبادته والإيمان به، ومحبة الآخرين حتى الأعداء.رغم أسبقيتهم في التوحيد ،فقد قدموا ملايين الشهداء ،من أجل كلمة الله وروحه، التي تجسدت في العذراء مريم.فقد نكلَّ بهم الوثنيون، وغيرهم ،ولا زالوا يُقتلون فقط لأنهم يؤمنون ، بالسيد يسوع المسيح.وسلوك هؤلاء المؤمنين ،بالكلمة ،وروح القدس والحق.فيه من العبثية ،وعدم تفسير المسيحية، في هذا الجانب كما يجب.فقد فهموا على أنَّ قضية الدفاع عن الحقوق.أقول عن الحقوق، وليس الظلم.والدفاع عن النفس ،ومعتقداتها هذا أمر قد تم تفسيره، بأشكالٍ غير سليمة ،في المسيحية الشرقية بشكلٍ خاص،والفكر الديني للإنسان موغل في القدم،ولسنا هنا بصدد تتبع منطقي للديانات القديمة،لكننا نؤكد على أن الأسبقية، التي تقول بوحدانية الخالق ،والتي تجمع المذاهب الدينية الثلاث.الموسوية والمسيحية والمحمدية ،رأينا أنها تتفق من حيث الجوهر، لكن بعض المفسرين أرادوا أن يؤكدوا على مبدأ المخالفة لدى بعض هذه المذاهب،
والفرق واضح في التعاليم المسيحية، عن غيرها ،ولكن التعاليم المسيحية ،تتحول إلى عبءٍ على أصحابها، إذا بقينا نرى فيها أنها الجبن، والتخاذل، والضعف.بينما هي في حقيقتها القوة عندما يقع جور على مظلومٍ،وهي الشجاعة، عندما نتمثل حياة الرب يسوع، الذي وقف يحاجج جميع أعداءه،وهي كرامة ،لا مهانة ،ومذلة.فالحياة معادلة، رياضية وعلى الإنسان أن يوجد معادلة ذات طرفين، متوازيين.ولكن أن نقف حيال ظالمٍ دون أن نبدي أية حركة، فهذا جبنٌ ومعاونة، لانتشار الفكر الظالم ،الذي يقضي على وجود، الحق والعدل.وإذا صور بعض معلمي المسيحية على أننا ملائكة ،فهذا أيضاً نوعاً من الهروب من الواقع، ومشاركة في عمل للشر.لأنَّ للعالم قوانينه، وهي في تطورٍ مستمر.وهناك قوانين اجتماعية ،تتغير مع تغير الحالات الاقتصادية، والسياسية.وعلى أثر ذلك تتحول ،وتتغير ،وتتبدل، الأخلاق ،والقيم الروحية والمادية ،والسيد المسيح لم يؤكد في تعاليمه، أنه ضدَّ الحياة ،ومتغيراتها.بل هو القائل(في إنجيل يوحنا.ص17والآية11:ولستُ أنا بعد في العالم(وهنا قصد على جانبه الجسدي).وأما هم هؤلاء فهم في العالم…الآية15:لستُ أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشريرْ).لأنهُ لولا أن نعيش بين الناس ،والآخرين، والواقع ،لا يمكن أن يكون السيد المسيح موجوداً واقعاً،أعني لو انقرض، كل من يؤمن بالسيد المسيح، ألاَّ يكون السيد المسيح، قد انتفى من مكانٍ لا يوجد له فيه أتباع،وأقول: أن السيد المسيح، في أغلب منطقة (طور عبدين).تلك المنطقة التي هي سريانية آشورية كلدانية ،والتي ذبح سكانها ومن بقي هاجر قسراً في مذابح عام 1915م.لقد مات السيد المسيح هناك ،حيث لا ناقوسٌ يدقُ، ولا كنيسة تلهج باسمه المقدس…وطبعاً السيد المسيح يملأُ الوجود ،ولا يموت.(حتى القرآن الكريم يقر بأنه حي في السماء)وهو الأول والآخر، البداية والنهاية..لذلك الواقع ضرورة للتعبير عن الذات بكل خصائصها العقلية والروحية والنفسية وحتى تلك المتعلقة بالوجود والعدم…والحياة الإنسانية تستحق أن نقف عندها ونسأل .حتى رب الأرباب وملك الملوك والكلمة والألف والياء البداية
والنهاية.روح الحق وروح القدس.يتجسد على هيئة إنسانٍ، ولكن بدون خطيئةٍ باعتراف القرآن الكريم نفسهُ.(غُلاماً زكيا).والسيد يسوع المسيح، تحدى اليهود قائلاً :من منكم يبكتني على خطية.هو حي وصادق ،في وعده لمن يؤمنون به رباً وإلهاً.وهل أعظم من أنك تتمسك بتعاليم تدعو للإخوة ،والمحبة ،والعدل، والسلام ،والحرية، هذا من جهة ومن جهة ثانية.أتؤمن بتعاليم بشر ماتوا أم بتعاليم الحي السرمدي الكائن ؟! ونعود للقول:ربما تخون الأزمنة في الكشف عن الحقائق؛وربما لا يستطيع التاريخ البشري، أن يعري اللصوص.وربما لن نتمكن من معرفة طبيعة الحياة الاجتماعية ،والاقتصادية، والسياسية ،والأدبية، والدينية ،لسكان المدن الواقعة في منطقة بلاد مابين النهرين التي غمرتها مياه الفيضان الكبير(طوفان نوح).وربما لا نستطيع أن نحصي الشهداء الذين ذبحهم أعداء الحق والله.كما قد لا نستطيع أن نتوصل إلى عظام الراهب بحيرة(عداس) الراهب النسطوري.وذلك لكثرة الحجارة على مثواه.ولكن الحقائق ستبقى تصرخ من عمق الزمن، وأغوار النفس.وتبكي الحقيقة ،والعدل والنور.وهي إلى طريقها نحو الظهور لأننا نؤمن بحتمية ،ومنطق التاريخ ،والتطور التكنولوجي، والمعرفي للبشرية .وليس لأولئك الذين يدعون العدل، وفي أعماقهم ظلام دامس، وعدوانية للجنس البشري الذي يخالفهم في الإيمان،إلاَّ الخروج من التاريخ الإنساني.
وإذا كنا على يقينٍ أنَّ التاريخ الطويل، والمعقد للبشرية، قد أصابه الباطل ،والتزوير ،والتحريف والظلم ،والانتحال، والنسخ ،والمسخ.منذ القدم أكثر مما حُظيَّ بالعافية.فكم من مفاهيم قد تمَّ القضاء عليها ؟وكم من بشرٍ قد ماتوا من أجل الحق .أو من بطش الوحوش البشرية؟وكانت تكم أفواههم.والذي أصاب المفاهيم، والقيم.أصاب الأمم والشعوب أيضاً.فقد استطاع لصوص التاريخ ولا زالوا يلعبون، بأوراق وحقوق غيرهم.بدعوة أنهم هم الحق.وإذا أردنا أن نتعرف إلى تطور المفاهيم الفكرية ،والروحية .علينا أن نسأل هل للفكر واللغة والحياة علاقة بتطور المهارات الحسية الحركية عبر منظومة العمل؟!
ومن الجدير ذكره أنَّ لتطور الحياة الفكرية، واللغوية أثر في تطور المفاهيم، الروحية ،والدينية عند الإنسان منذ القدم.ولا زال هذا التأثير حتى اليوم، علماً بأننا نؤكد على أنّ الإيديولوجيات السياسية قد لعبت دوراً في انزواء الفكر الديني الأصولي المتعصب،في كل المذاهب الروحية،وإن يكن هناك دعاة مغالون يحاولون، ولكن هيهات لأن منطق التاريخ ،يؤول دون تحقيق تلك الرغبات العدوانية.وقد مرَّ التطور الفكري والروحي بعدة مراحل مختلفة.إذْ أنَّ نشوء القيم الروحية ،أو المادية يتبع كنتيجة، منطقية لمجموعة العلاقات الاجتماعية وفعلها التاريخي،وأما تأثير تلك القيم في مرحلة ما. فقد ظلَّ هذا التأثير تابعاً لقدرة تلك القيم على تقديم المفيد ،وتخديم الحياة الإنسانية في تلك المرحلة،والقيم حاصلة بالضرورة ،من خلال مجموع التطور، والتقدم الكمي، والكيفي، للفكر الإنساني،فقد سعى المجتمع البشري دوماً من خلال عملية التغيير وبشكلٍ غير مقصود إلى إزالة القيم غير الصالحة وقد تكون هي الأكثر حقيقة.ولكنها لم تكن تتمشى مع المرحلة أو أنها تنهي عن تحقيق رغبات مؤقتة،والسبب إذن لا يكمن في حقيقة تلك القيم بل في عملية التناحر الوجودي، لتلك القيم بمختلف أنواعها ومستوياتها،فنرى مجتمعاً ،قد يُعطي الأولوية لقيمة دون أُخرى،وإنْ كان يعترف ضمناً بأن القيمة التي تجاهلها لا يستطيع التخلص من أثارها، أو هي ضرورة من ضرورات الوجود.وستبقى تعيش في الشعور الجمعي للبشرية، فمثلاً إنْ غَلَبَ المجتمع القيم الروحية والدينية نرى الاتجاه العام في ذلك المجتمع يسير إلى بناء القيم المعممة،وإذا أراد أي فردٍ أن يشير إلى إيجابيات القيم غير المتعامل بها قدْ يكلفه ذلك حياته،كما حدث لكثيرٍ من الأنبياء والفلاسفة في مختلف الأزمنة والعصور،إنَّ المفاهيم الروحية والعقلية والدينية.قيمٌ ضرورية ولها جذورها البعيدة والأصول الممتدة في القدم،ونعتقد أن أساس نشؤها يعود إلى اللحظة التي استطاع بها الإنسان عبر قدراته العقلية على تميزه عن الكائنات الأخرى،فمنذ آلاف السنين استطاع الإنسان أن يشعر بتميزه عن الكائنات الحية والجماد والوجود والعالم والكون.ففي العصر الحجري الذي تشكل بمدة تمتد إلى أكثر من عشرة آلاف عام قبل الميلاد تشكلت العقلية الثقافية لذلك الإنسان،وفي أواخر الألف التاسع وأوائل الألف الثامن قبل الميلاد، استقرت الأرض على حالها بعد تغيرات جيولوجية.وبدأ الإنسان ببناء المستوطنات.واكتشف الزراعة.وهجنَّ الحيوان.وانتهت هذه الثقافة لبناء المدن.وأما الجانب الديني نجده في الديانة الزراعية حيث تركزت تلك الديانة على سيدة الطبيعة(الأم الكبرى مع ابنها تموز).وهنا يتم التاريخ المكتوب،في الحضارة السومرية،التي جاءت نتيجة انهيار حضارة تل حلف(غويزانا).كان ذلك حوالي 4500قبل الميلاد،ونجد انتهاء للثقافة النيوليتية.(عصر تدجين الحيوان والزراعة).وقد انفتح المجال أمام عصر مدني في موقع تل العبيد جنوبي بلاد الرافدين.مما مهد للحضارة السومرية.وهي استقرار مدني وتقدم عقلي وعلمي.واكتشافات واختراعات.واخترعوا المحراث.والنظام العشري.وقسموا محيط الدائرة إلى 360درجة .وراقبوا الأفلاك وبنوا المعابد وأسسوا نظم الحكم والإدارة، وصاغوا الشرائع المكتوبة.وما أن يأتي عام 3500قبل الميلاد.حتى تكتمل مقومات المدينة،ومن سومر يبدأُ شعاع الحضارة إلى الأناضول،وقزوين.والبحر الأسود وإلى قبرص.وجزيرة كريت.ثمَّ شرقاً إلى الهند والصين.وإلى أفريقيا عن طريق مصر،وإذا عدنا إلى أبعاد الأسطورة الأولى في العصر النيوليتي.نجد أنَّ الديانة مركزية وظهر تأثيرها على الديانات لاحقاً.وهذه المعلومات لم تصلنا عن طريق وثائق بل عن طريق الفنون التشكيلية والمعمارية.فقد صورَّ الإنسان القوى الإلهية في شكل وماهية أنثوية.وكانت الديانة زراعية .والأسطورة هي الأخرى زراعية.تتركز حول سيدة الطبيعة في شكلها الوحشي.وتتربع على عرش الكون.وذلك في المجتمع الأمومة(عندما كانت قيادة المجتمع للأم).ولكن بعد التطور الاقتصادي وانتصار الرجل.بإثبات ذاته على المرأة.نجد الآلهة الكبرى بجانب ابنها الذي رسمته تلك العصور الكتابية(بتموز أو أدونيس).والتماثيل تبدأُ طينية صغيرة الحجوم ثمَّ تتطور إلى حجارة ضخمة.وحين قلنا السلطة الأنثوية.ذلك يتبع إمتيازات تتمتع بها المرأة.منها فهي مصدر حليب الحياة.ودورتها الشهرية المنتظمة.في 28أو 29 يوماً التابعة لدورة القمر.وهي رمز الخصوبة.وسر ينتهي ويرتبط بالتأكيد بسر أعظم وأشمل.لذلك تم الاعتقاد بأنثى كونية عظمى.وهي أساس ومنشأ الأشياء،ومنها تصدر الموجودات.لكن مع انتقال السلطة للرجل يتغير كل شيءٍ في الآلهة.فهي هنا ذكرية برئاسة الإله الأكبرْ.ومع هذا ظلت الأم الكبرى حتى في عهد الرجولة.ونجد أثناء ابتكار الكتابة تمت عملية تدوين المخزون الموروث الفكري عن الأم الكبرى.على شكل أشعار.وقد اتبع الكهنة طريقة لم تكن قريبة من أصل الحدث والمفهوم.بل تعاملوا مع المجاز والرمز،وهنا الأسطورة نجدها لا تعبر عن الحقائق بطريقة مباشرة، بل برمز وهي على عكس الفكر الفلسفي والعلمي،ومن الآلهة الأولى عند السموريين إله نموَّ(آلهة البداية.والمياه الأولى.)وآلهة إنانا.(آلهة الحب والخصب ).وفي بابل تتخذ اسم عشتار وفي بلاد كنعان.نجد عناة.واوغاريت وعشتاروت في بيبلوس وصيدون .وهي كوكب الزهرة.ابنة الإله القمر(سين).وبالسريانية(سينو).وعند الإغريق ديمتر.وافروديت.وفي جزيرة العرب.اللات.والعزى.ومناة(وكان العرب يعبدون هذه الثلاثية ).وفي الحضارة الهندية.كالي.وفي أوروبا.دانو وابريجيت.وفي مصر توت.أسماء متنوعة لآلهة كانت واحدة في العصر الحجري وما بعده.فقد تنوعت في عصر الكتابة.ولكن أساسها عشتار.(أي عيش الأرض).وعشتار أول إله عبده الإنسان وأول عمل تشكيلي.قام به الإنسان على شاكلته،والعمل الفني لم يكن هنا مبعثه الجمالية الروحية.وإنما الحس الديني.وعشتاروت تمثل أول طقوس التواصل مع المفاهيم الإلهية.كما عُرف في العصر الحجري الصليب المعقوف.والصليب العادي اللذين استمرا رمزين مقدسين في الديانات العشتارية.والديانة الذكرية على السواء.والصليب المعقوف لازال رمزاً مقدساً عند الهندوس في الهند والبوذية في الشرق الأقصى.كما وجد لدى نقوش الهنود الحمر في أمريكا.والصليب المعقوف يتخذه النازيون(هتلر).لأنه رمز لقبائل التوتونية التي ينحدر منها الألمان.ولكننا نسأل لماذا وجد الصليب المعقوف والعادي عند هذه الشعوب الموغلة في القدم؟!ما هي دلالاته الروحية والدينية؟! وما هي حكمة الله عزَّ وجل من وجود الصليب عند هذه الشعوب التي تفصلها المسافات والأزمنة والثقافات.؟.ليس هناك من حكمة أو غاية إلاَّ أننا نرى في وجود هذا الرمز دليلاً قديماً على أن فداء الإنسان سيكون على أداة اسمها الصليب.وهذا ما تمَّ عندما صلبوا رب المجد وإله السلام.السيد يسوع المسيح قبل ألفي عام على جبل الجلجلة في فلسطين.ومن بين العبادات القديمة ورموزها في الديانة العبرية.الجرة الفخارية: التي تشبه الأنثى الإنسانية التي تعطي الحب والخصوبة وتشبه الكون.لا بل تشبه رحم الأم.وكأنهم يقولون: أنَّ الإنسان يعود في الموت إلى رحم الأم الكونية،ونجد التدرج إلى مفهوم المركزية في الديانات.خاصة الديانة الذكرية.فكل شعب بدأ ينظر إلى إله على أنه مركز الكون.فنجد معبد أبول لو في اليونان وهيكل سليمان في أورشليم.بالنسبة للعبرانيين.والكعبة بالنسبة للعرب.وتظهر عشتار تحمل جرة مائلةً قليلاً إلى الأمام.أنها ربة الينبوع.كما نجد تمثالها في متحف حلب بسوريا.الذي عُثرَّ عليه في حفريات ماري شرقي دير الزور.ويعد أجمل تمثال لعشتار.والجرار تحملهنَّ عذارى النار المقدسة في هيكل عشتار.سيدة الشعلة في روما.والعبرانيون يحفظون الجرة في تابوت العهد مع لوحي الوصايا التي تلقاها موسى من يهوا.لكن مريم العذراء تنهي هذا التصور بأنها تمثل الجرة التي احتوت على الإله الكوني العظيم.السيد المسيح له كل المجد.وهنا لا نريد الخوض في غمار التطور التاريخي لمفهوم الآلهة .بل أردنا أن نبين أثر البداية في صياغة المفاهيم الدينية،ومن العبادات التي آمن بها الإنسان قديماً.عبادة عشتار القمر.فالقمر جبلَّ من الأرض.ويمثل الأرض السماوية.كما عبد الإنسان القمر والشمس لكنه أحبَّ القمر أكثر من الشمس الرتيبة.فالقمر يتحول إلى أشكالٍ مختلفة.ثمَّ يغيب ثمّ يظهر أنه مبعث لمفهوم كوني (الموت والانبعاث).فالقمر يرتبط مع الأم الكبرى.ومع المرأة وأنوثتها.وكان له الفضل في إنتاج أساطير التكوين عند البابليين والمصريين والكنعانيين وعند التوراتيين.
والميثولوجيا القمرية سابقة على الميثولوجيا الشمسية.وقد وجد صراع بينهما كما نجده في العديد من الأساطير السومرية والبابلية.ونجد الأمر واضحاً في ملحمة جلجامش(حبيب شمش.إله الشمس).ونرى فيما بعد نمواً لمنجزات الميثولوجيا الشمسية على أنقاض الميثولوجيا القمرية.كما تم تحول في بعض الآلهة القمرية إلى شمسية.قبل الفترة المردوخية(مردوخ).فهو سيد آلهة بابل.وهو البعل الكنعاني.الإله القمري الذي أتت به سلالة حمورابي السوري الأصل أي الآرامي.كما نجد تحولاً عند بعل الذي تحول إلى آلهة شمسية كما تمَّ في بعلبك وتدمر وكذلك عند الإغريق.وأصل هذه العبادة القمرية كون القمر يرتبط بالدورة الزراعية.وخصب الأرض ونمو الزروع.والقمر خالق الزمن وسيده.ورب الفصول وفي الربيع تحيا الأرض بعد سباتها.وقد أمتد تأثير هذه الديانة القمرية عند الهنود الحمر.حيث يعتقدون أن القمر هو المسئول عن هطول الأمطار والإنبات.ويدعونه بأم الذرة.وفي الإسكيمو.يعتقد الأهالي بأن القمر هو الذي يرسل الثلوج.وابتعدت الميثولوجيا أكثر حين رأت بعض الشعوب في القمر أنه المسئول عن إخصاب النساء.وقد عُبدّ القمر في منطقة حران تحت اسم سين.وارتبطت عبادة القمر بالصليب واستمر هذا التواجد في العهد المسيحي.كما نجده واضحاً في بعض الكنائس اليونانية فنجد الصليب والهلال والهلال يرمز إلى القمر.(وعندنا حتى اليوم نحن الذين ننحدر من قرية القصور التي تقع بجنوب ماردين..كلما نرى القمر وهو بدر نضع أصابعنا أقصد سبابتينا على شكل صليب ونقبل الهلال ثلاث مرات).وللقمر أهمية عند الإنسان القديم.فهو الذي يشير إلى مرور الزمن.وبه تحسب الأيام وتمر الشهور،وتحسب السنة بمرور اثني عشر قمراً متتالياً ،لذلك استمر التقويم القمري لدى الشعوب ومنها السريان(الآشوريون والكلدان واليعاقبة).واليهود والعرب.وسيتمر التقويم القمري إلى أن حلَّ محله التقويم الشمسي.والبابليون يمثلون الأشهر القمرية بأبراج السماء التي تشكل عندهم اثني عشر برجاً التي أسموها(منازل القمر)،والإسلام لازال على التقويم القمري أقل مايمكن في موضوع صوم رمضان الذي هو أحد الشهور القمرية.ولكن الثقافة الذكرية استطاعت إجلاء عشتار عن القمر وإعطائها كوكب الزهرة،وهذا ما أطلقه البابليون على كوكب الزهرة.(بعشتار).ولكن صوت الأم الكبرى لم يتم تحطيمه وظلت في الضمير الشعبي.كأم واحدة للكون وللبشر،ولكن عبادات خفية وجدت حين نجد الكاتب الروماني(ابوليوس).يُدخل ديانة إيزيس وصار أحد كهنتها سنة 200قبل الميلاد.ومن الجدير ذكره هنا نجد وحدة التجليات العشتارية في الأم القمرية الكبرى.الذات الإلهية التي تختصر كل الآلهة،وقد عبد الإنسان الشجرة.وتظهر في بلاد مابين النهرين.خلف عشتار .وأدونيس في الأساطير السورية(الأوغاريتية الفينيقية والآرامية).يولد من شجرة المر.وأهالي نجران عبدوا نخلة طويلة.وأهالي قريش كانت لهم شجرة عظيمة خضراء يُقال لها(ذات أنواط).ولدى الكنعانيون كان جذع الشجرة ينصب في محراب الأم الكبرى.عشتاروت،.وينتقل هذا الطقس إلى اليهودية.وفي أوروبا كانت عبادة الشجرة من العبادات الرئيسة.عند الفتح الروماني لأوروبا،وكانت شجرة البلوط.أكثر الأشجار قدسية.وحتى اليوم في أول أيار من كل عام تُقام الاحتفالات بتنصيب شجرة في ساحة القرية أو البلدة أو المدينة،ويحتفلون حولها ويؤخذ من أغصانها للتبرك بها.وفي الشرق القديم نجد تخليد لعشتار الشجرة.هذا ما نجده في الكتاب المقدس بشكل واضح،في مسألة شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر.
ومن العبادات التي مارسها الإنسان عبادة النار:فنجد الأساطير تتحدث عن جلب النار الأولى من القمر.وقد نظر الإنسان الأول إلى النار على أنها أنثى،فهي عشتار.وتنتقل هذه الطقوس من القرى إلى المدن حيث لكل مدينة معبدها وفيه شعلة متقدة باستمرار،ومن حول تلك النار عذارى تحرسها.ويبلغ تقديس النار لدى الديانة الزردشتية مبلغاً .يجعل القول أنها التجلي الحقيقي للإله(أهورامزدا).نور الكون والقدرة.وفي اليهودية:نرى النار في رموز القداسة والألوهية.(ظهر ملاك


الرب لموسى على شكل نار وسط العليقة)واستمر حضور يهوا مرتبطاً بالنار.وكانت النار مشتعلة طيلة الليل فوق خيمة الاجتماع(مسكناً للرب وتابوت العهد).وانتقل الرمز في المسيحية.حيث الشجرة ترمز إلى السيدة مريم العذراء.والنار المتقدة ترمز إلى الرب يسوع المسيح.وتشكل طقوس إيقاد الشموع في المعابد اليهودية والمسيحية والوثنية.وحتى وجود الشموع حول أضرحة أولياء الإسلام.طقساً من طقوس النار الأم الكبرى القديمة،وفي أوروبا يقوم المزارعون في أول أيار بجمع الحطب ووضعه على شكل صلبان ويتم إشعالها،وعند عرب الجاهلية.نجد النار واسطة لقوى الإخصاب.وفي سوريا مهد المسيحية نجد طقوس النار مستمرة في عيد الصليب الذي يقع في 14 من شهر أيلول من كل عام.وعيد القديس مار جرجس.ومن المعروف أنَّ ما جرجس أو جورجيوس(مار معناها القديس بالعربية) وخضر الأخضر هما استمرار لمفهوم الإله البعل ابن الأم السورية الكبرى،.وإن كان مار جرجس.قديس من غزة.
وحتى الفنان الفرنسي الذي قام بتصميم تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية.والكائن قبالة مدينة نيويورك وسط مياه نهر هدسن والذي رأيته أنا في المدة التي عشتها في أمريكا(1988وحتى 1991).نجده يختار التمثال امرأة وفي يدها الشعلة.وهذه المرأة ما هي إلاَّ عشتار.سيدة الشعلة المشتعلة المقدسة.وبهذا تؤكد على استمرارها في وجدان الثقافة الذكرية البطريركية(ثقافة القرن العشرين الكومبيوترية).
وقد عبد الإنسان من جملة ما عبد الحية:لاعتقاده أنها لا تموت.وفي العربية اسم الحية مشتق من الحياة؛وترتبط الميثولوجيا القديمة للحية دائماً بالقمر.وهناك مفهوم ارتباط بين الحية والمرأة،ونجد عشتار البابلية تلبس على رأسها أفعى.ولكل فردوسٍ حيته، وقد عبد اليهود الحية بعد موسى بما يزيد عن الأربعمائة سنة، مثال الملك حزقيال .ويرجع سبب عبادة الحية لدى اليهود إلى قبيلة لاوي.وهذا الاسم يشترك مع لواياتان التي هي الحية؛والحية هي التي أغوت حواء في سفر التكوين.وعبادة اليهود للحية دليل على تأثر الديانة اليهودية بالديانات السورية.وقد استمرت عبادة الحية عند اليهود تحت اسم.نحشتان.في المذاهب الغنوصية.التي كانت نتيجة التلاقح بين الثقافة اليونانية وثقافة الشرق القديم وبين الديانة المسيحية،يقول: القديس هيلبوليتوس في عام 230ميلادية(كانوا يعبدون فقط الحية،نعاس أو نحاس ويؤمنون بأن كل معابد الأرض يجب أن تكون مكرسة لها وكل الطقوس يجب أن تقدم من أجلها وبحضورها داخل المعبد.).واليهود يرون في الحية النحاسية التي كان موسى بوساطتها يقيم المعجزات، على أنها استمرار لمفهوم عبادة الحية.لكن المسيحية تأتي وتقول: أنَّ الحية النحاسية كانت رمزاً للسيد المسيح له كل المجد.وهنا نقول مرة ثانية إنَّ عبادة الإنسان لمثل هذه الكائنات كله من أجل أن يكون مفهوم عبادة الله وروحه وكلمته المتجسد أمراً مقبولاً عند الناس،وتذهب إحدى الفرق الغنوصية إلى الماورائية .حيث يقولون: أنَّ الكون يتألف من(الآب وابن والمادة).يتوسط الابن واللوغس بين الآب والمادة.وهو الأفعى التي تأخذ ما للآب وتطبعه على المادة،ولا يمكن أن ينجز أي خلاص للإنسان وينهض من الأموات بدون الابن لأنه هو الذي زود العالم بالصورة والشكل من الماهية العلوية الكائنة عند الآب.وهذا الأمر يتبع مفهوم عقائدي عند المسيحية.فعندما نقرأ إِنجيل يوحنا الإصحاح الأول والآية الأولى نجد ما يلي(في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة.هذا كان في البدء عند الله.وتأتي الآية التي تهمنا حيث تقول:كلُّ شيءٍ به كان وبغيره لم يكن شيء ممَّا كان.ونتابع فيه كانت الحيوة والحيوة كانت نور الناس).
وأما موضوع الحية في الإنجيل فليست ذات مؤثرات عشتارية حينما نجد في إنجيل يوحنا ص3و14و15(وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان(أي السيد المسيح يسوع.ـ وفي العربية عيسىـ.وسمي كذلك لأنه أخلى نفسه على صورة إنسان).لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية).وكلمة الابن كلمة روحية للدلالة على مدى العلاقة السرمدية بين الآب والابن وليس الولد تلك الكلمة الجسدية(وحاشا لله أن يكون له ولد).
ونجد في الفنون التشكيلية استمرار وجود الأفعى مع المقدسات المسيحية حيث نجد الصليب والأفعى وحمامة (الروح القدس).لكن المفهوم المسيحي لهذا الشكل يختلف كما ترجمه الكثيرون.والمفهوم المسيحي يقضي بأن الحية الأولى التي أغوت حواء ووقع من خلالها أدم وحواء في المعصية فإنَّ الرب يسوع المسيح جاء إلى العالم يفتدي من كانوا ضحية الحية.وتصور الحية على أنها هي العدو الأول للجنس البشري،…وانتهت العداوة بين الحية والبشرية بعدما سحق رأسها السيد المسيح لأنه قهر سلطان الموت والخطية..
ونجد في الميثولوجيا الإغريقية وبلاد مابين النهرين.صراع بين الآلهة والتنانين الأفعوانية .فهذا مردوخ والأفعوان لا بو.ولا بو يخرج من أعماق البحر البدائي(نموَّ) يهدد مجمع الآلهة في بابل ولولا مردوخ صرعه لكان خطراً على الجميع.ونحبذ هنا أن نعلق على أمر البحر البدائي الذي اسماه البابليون نموَّ الذي خرجت منه الحياة.فإنَّ أحدث الدراسات لأساس نشوء الحياة وما قدمه العلم الحديث بكل أجهزته المتطورة والمتقدمة التي درست أساس الكون والحياة قالوا: أن الحياة نشأت على كوكبنا عن طريق المياه الأولى(البحر الأول).
أما الميثولوجيا العبرية تحتفظ بأهمية الحية.حيث تقول التوراة.في ذلك اليوم يعاقب الرب(يهوا) بسيفه القاسي العظيم لوياتان الحية الهاربة.الملتوية ويقتل التنين الذي في البحر،حيث تنتهي العداوة التي بين الحية والبشرية.
وقد استمر المفهوم البابلي الآشوري الذي رمزوا للطب برسم الحية ولازال هذا المفهوم مستمراً حتى اليوم.وهذا الشكل الموجود على دور الصيدلة،هو من بقايا تلك المفاهيم، ومن العبادات التي مارسها الإنسان القديم.عبادة الحيوانات.حيث نجد في بلاد مابين النهرين.إنانا السورية أو عشتار البابلية في وضع عارٍ ضمن أنواع الحيوانات.وهناك السمكة الحورية.والحمامة.وكل هذه الرموز تلقى صدى في الدوافع النفسية والغرائز الإنسانية.ففي سوريا.تُعبد عشتار على هيئة امرأة نصفها الأسفل سمكة، وعشتار الكنعانية كانت تُدعى بحورية البحارْ.وأما الحمامة فهي للبشارة أثناء طوفان نوح ومثلت رمزاً للأقنوم الثالث(الروح القدس).وعندما اعتمد السيد المسيح في نهر الأردن من يوحنا المعمدان(يحيى).ليكمل كل بر.ظهر الروح القدس على شكل حمامة كي يكون مرئياً من قبل الناس العاديين.وحلَّ على السيد المسيح .وهنا كان ليبدأ الرب يسوع تعاليمه أما أن الرب يسوع لم يكن قد حلَّ به الروح القدس فهذا لا صحة له لأنَّ الرب يسوع قد حبلَّ به من الروح القدس روح الله.ففي الإنجيل يقول: عندما بشر الملاك العذراء مريم قال: لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله.وفي القرآن الكريم وفي سورة مريم الآية16 فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا.وروح القدس هنا بالتأكيد ليس بجبرائيل كما يفسره بعضهم.بل هو الأقنوم الثالث.وقد عبد الإنسان في بلاد مابين النهرين آلهة عديدة نذكرها على سبيل الذكر لا الحصر
الإله أنو إله السماء عند البابليين ورئيس الآلهة ومركز عبادته في مدينة اوروك.وهو رئيس المثلث الإلهي(انو_انكي_ أنليل).والإله نابو إله الحكمة عند الآشوريين.يقابله هرمس وعطارد في بلاد الشام ويعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
وعبد الآراميون في دمشق(دم شق) وحماة وحمص الإله(حدد).وعبد الآشوريين الإله آبو.اشو آيا.وهو يمثل التثليث الإلهي.فما هي خواص هذا الإله الآشوري ؟وهل كلمة أشور تعني البداية؟أي إله البداية.والمسألة تتوضح أكثر في أن جميع الشعوب القديمة عبدوا وآمنوا بإله واحد وإن اختلفت طرقهم ومعاني الآلهة عندهم.فأشور هو يهوا وألوهيم اليهودي.وآلوهو الآرامي(السرياني).وأيل وبعل الكنعاني السوري.وهو نفسه اللات والعزة ومناة في جزيرة العرب.لأن اللات اشتقاق من اسمها السوري ايلات .وايلات مؤنث ايل وهو مؤنث لفظ الجلالة الله.والعزة في العربية القوية المرهوبة الجانب ومن العزيز.ومناة مشتقة من المنية أو الموت.وقد لاتعني الموت بحد ذاته.بل صفة له باعتباره أمراً مقدراً.وكان العرب يحملون العزة في غزواتهم كإلهة للحرب.ويذكرنا مؤرخ سرياني قديم أن الملك المنذر.قد ضحى للعزى بابن الحارث ملك غسان وكان بعض الراهبات في أديرة بلاد سومر وأكد والكدانيين والآشوريين (العراق الحالي) يضحينَّ لها.وفي عام 400قبل الميلاد كان عرب الشمال يكرمون كوكب الصبح(عشتار).هذا ما ذكره محمود سليم الحوت في كتابه الميثولوجيا عند العرب.كما نجد البكاء على تموز في التوراة وقد استمر البكاء على تموز في مدينة حران حتى القرن العاشر الميلادي.حيث كان يقام في تموز عيد البغاث وهو عيد تجتمع فيه النساء الندابات ويبكين الإله تاعوز(تموز).
وإذا عدنا إلى فكرة الخلق خاصة تلك التي تتعلق بخلق الله جلَّ جلاله للإنسان(آدم وحواء).فقد خلقهما كما تقول: توراة موسى على شبه الله وصورته.وهنا نعتقد أن التعبير مجازي.والمقصود هو الصورة الأدبية.ففي البداية خلق الله آدم بعد أن جبله من تراب ونفخ نسمة الحياة فيه.وقد وجد آدم شاباً كاملاً فيه كل القوى العقلية والنفسية والغرائزية .أما حواء فقد خلقها بعد أن أخذ ضلعاً من آدم(وهنا لا أدري ما المقصد من خلقها على هذه الشاكلة).رغم أنَّ الله غير عاجز على خلقها بالطريقة التي خلق فيها آدم.وليس هناك أي تفسير مقنع من خلال ما جاء في سفر التكوين.أو ما ورد لأكثر من تفسير..ويعيشا معاً فترة حتى تنضج حواء جنسياً.وعندما ضاجعها آدم.هذا الفعل الجديد والشعور الجديد وهذه اللذة التي لم يعهدها آدم ولا حواء.وعند الوصول إلى قمة اللذة الجنسية يتواصل هذا الوجود للكائن الإنسان بعوالم لا يمكن لآدم أن يفسرها.ثمَّ ما رافق حواء من ألم وتقيء أثر حبلها.وعندما ولدت وضعت وليدها بألم.هذا الفعل وما رافقه من أنهما استغربا واندهشا من هذا الكائن المولود.إلاَّ أنهما شعرا بأنهما فقدا تلك الحياة التي سبقت الممارسة الجنسية تلك المرحلة البريئة البوهيمية.وهذا الشعور المفقود هو ما نسميه بالفردوس المفقود.وهنا يبدأ الفكر يخلق لنفسه عالماً خاصاً به نتاج تلك الأفعال التي مارسها آدم مع حواء.فحتى أثناء ممارسة آدم مع حواء فإنهما كانا يعيشان القلق والترقب ،هذا الشعور مبعثه الخوف من المجهول وما الذي سيحدث.لذلك يترسخ شعور الخوف حتى أنطبع هذا في القشرة الدماغية لكليهما.والمجرم دوماً حتى الجاهل عندما يقوم بجرمٍ ما يريد أن ينتقل من مكان الجريمة.عسى ولعلَّ أنَّ تغيير المكان يبعده عن حالة القلق والخوف والترقب.وهذا ما حدث مع آدم وحواء والمولدين التوأم(قايين وقليما).وكل هذه الميكانيكية الناشئة من أثر الخوف من المجهول ترسخت في الدماغ.إنَّ دماغ أدم وحواء يوضعا في مواجهة مع الواقع ويبدأ الدماغ بالحركة وبدأ يتعرف إلى ذاته وعلى الآخر أولاً وعلى الواقع المادي بأبعاده الثلاثة(المكان والزمان والألوان).ومع الزمن تمت عملية معرفة الذات بتغايرها عن الأشياء من جهة، والعوامل الطبيعية من جهة ثانية.(ونعتقد أن عملية الخلق استغرقت سنوات عديدة.لا بل ملايين السنين خاصة في الجانب الجيولوجي والنباتي والحيواني.) إنَّ القوى الطبيعية تشكل معنىً وقوة، لا يستطيع آدم أن يقهرها.لذلك يجد فيها نوعاً من أنواع السلطة التي تقوم بقهره، فكان لابدَّ من التفكير الذي يؤدي حسب تفكيره آنذاك إلى إرضاء تلك القوى،أما حواء المرأة الأنثى.مصدر النشوى والسعادة.لها عالمها الجديد.تتقيأ وتتألم أثر الحبل وآلام الإنجاب.جهل كامل لِمَ يحدث في العالم المادي العضوي وقوانينه.وهناك العالم الروحي النفسي والعقلي لهما وما بدأ ينتجه من مكتشفات .لكن صورة اللحظة التي قاما بممارسة الجنس ماثلة أمامهم بكل ما تحمله تلك اللحظة من سعادة ونشوة وخوف وهذا الاتصال عبر النشوى بالوجود.الخوف يلاحقهما.ويقول: الكتاب المقدس.بعد أن عصيا أمر الرب(الله).طردهما من الفردوس (جنة عدن).وفرض على كل واحد متاعب.عندما غيرا مكان الفعل الأول.بدأ الحنين إلى اللحظات الشعورية والحياتية قبل الفعل.هذا الحنين الدائم هو الفردوس الذي فقداه إلى الأبد.
نؤكد على أنَّ الفردوس وجنة عدن مفهومان فكريان ذا منشأ نفسي.لأنَّ النفس والفكر يريدان أن يعيشا حالة البراءة والعذرية.والفردوس والجنة يرتبطان باللذة الجسدية أولاً والفكرية ثانياً.فكل لذة جسدية سواء من خلال تذوق وأكل الأطعمة أو اللذة الحاصلة من الممارسة الجنسية(اللبيدو).يقابلها تصور مفهوم الجنة.وكل لذة تحصل عن طريق التفكير والتأمل العقلي.هي ما يسمى بالفردوس.ونجد نضج الوظائف الدماغية عند آدم في هذين الجانبين.وفي أثناء ولادة حواء تكونت أسرة من أربعة أشخاص يشبهون بعضهم ولكن لكل واحد منهم مشاعر وعالمه الخاص.ويلزم أن يقوم آدم بتوفير ما يحتاجون إليه من طعام ومسكن وثياب وغير ذلك.وكان يتم عبر عملية الحركة العملية الهادفة التي تعي أن وراء كل حركة تتوفر مجموعة من الرغبات مادية الماهية.من هنا العقل والنفس والعمل فعالية منتجة لخلق القيم المادية والروحية.والترابط بين هذه القيم ترابط عضوي لا ميكانيكي.ونجد من الأهمية بمكان أن نستعرض أهم ما أنتجه الفكر الإنساني عبر مخزونه الموروث.عبر آلاف السنين ،وذلك من خلال الأسطورة.وأولى الأساطير التي تختزن أسئلة الإنسان حول ماهيته ووجوده وما بعد وجوده والكون والعالم الواقعي وغير المنظور.نشأت تلك الأساطير في الحضارة السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والآرامية والفينيقية(الفينيقيون في الساحل الشمالي من سوريا الطبيعية،والكنعانيون في جنوب الساحل السوري) والكنعانية.وفي مصر،لكن أعظم تلك الأساطير الملحمية كانت على الإطلاق ملحمة جلجامش،فبعد سقوط حضارة تل حلف(غويزانا) قرب رأس العين في الجزيرة السورية حالياً بلاد مابين النهرين سابقاً.تنتقل الحضارة إلى تل العبيد في سومر.وكان الفكر البشري قد تقدم في نتاجاته للقيم المادية والروحية والعقلية.ومثلت الأسطورة تلك البوابة التي يُطلُّ عبرها الإنسان على عالمه بكل جوانبه،من فلسفة وعلوم وثقافة وفنون،وهنا نقول: فلسفة.فالقارىء الكريم قد يظن وهو على يقين أنَّ الفلسفة نشأت في اليونان.لكن الحقيقة غير ذلك فلم يكن لليونان إلاَّ علم اللغة والشعر(الملاحم الشعرية مثل الإلياذة والأوديسة). والأدب والخطابة.لكنَّ الفراعنة أي الأقباط في وادي النيل كانوا قد أخذوا الفلسفة من بلاد مابين النهرين(من السومريين والأكاديين والكلدانيين والآشوريين) .وعندما نزل ثاليس المالطي وهو من جزيرة مالطا.إلى مصر وأخذ الحكمة عن الأقباط الذين بدورهم كانوا قد أخذوها عن الشعب البيت نهريني.وهكذا تبدأ الفلسفة في اليونان،أجل إنَّ العلوم كافة أساسها ومنبعها من أرض سومر وأكاد وبابل وأشور ومن بلاد الشام الآرامية.وليس الفلسفة وحسب بل علوم الفلك ورصد الكواكب وتعيين الكواكب وقياس المسافة بينها وبين الأرض ومسألة بناء برج بابل لدليل واضح على تقدم إنسان بلاد مابين النهرين في هذه العلوم فمثلَّ برج بابل أكبر المراصد قاطبةً في العالم القديم، حتى إنشاء المراصد الحديثة،فقد أكتشف الآشوريون سبعة كواكب أقرتها الاكتشافات الحديثة بنفس المسافات التي تبتعد عن كوكبنا.ومن تلك البلاد نتجت علوم الطب والتشريع والقانون والتنظيمات الإدارية والمالية والبريد والري وغير ذلك.فها هو قانون حمورابي الآرامي الذي يبدو محكماً في صياغته وهو شاملٌ جامعٌ مانعٌ حتى وكأنه قد صاغهُ في القرن العشرين ،كل ذلك إن دلَّ على شيء إنما يدل على تقدم في العضوية العقلية القادرة على التجريد الذي يُعد الدرجة الأكثر برهنة على تقدم الوعي عند إنسان بلاد مابين النهرين،ومن هنا وجدت الأسطورة مرتعاً خصباً في تلك البلاد،ووصل الفكر إلى تحديد هويته موضوعاً من خلال الذات وذاتاً من خلال الموضوع.
وملحمة جلجامش البابلية التي وصلتنا،تتألف من 3500بيت وتعود إلى منتصف القرن الألف الثالثة قبل الميلاد.حيث تمثل قصة جلجامش وصراعه مع الموت ثمَّ البحث عن الخلود.وهو سر تفكير الإنسان عن مصيره النهائي والمجهول .والخوف من الفناء.كما نحن أمام نهايات مقنعة ومنطقية.أجل هؤلاء هم البابليون الذين توزعوا في أصقاع الأرض اليوم من ظلمٍ جرى عليهم منذ أكثر من ألفي وخمسمائة عام وحتى اليوم،وكان الفكر البيت نهريني مرتعاً خصباً لأساس قصة الطوفان التي جاءت في توراة اليهود.فقد وجدت لوحة طينية في مدينة نيبور تقول: أنَّ الإلهين السومريين آنو وانليل قررا إهلاك الجنس البشري بالطوفان.وإذ حذره الإله انكي فقد تمكن زيوسودرا وعائلته من النجاة في مركب ضخم.وتحتوي أسطورة جلجامش البابلية على الكثير من التفاصيل .وتقول: إنَّ جلجامش زار جده الذي نجا من الطوفان،ومنح الحياة الأبدية.أوتنبشتم وأنه أُمر أن يبني سفينة ويصعد إليها مع الماشية والحيوانات البرية وعائلته.
والطوفان العظيم يأتي هنا كأحد القيم العقلية والدينية التي حفظها الفكر البشري رغم أنه حدث طبيعي يقره العلم في سياق التغيرات الجيولوجية للأرض.وقد وجدت هذه الحادثة بين جميع ثقافات الشعوب القديمة.في الشرق القديم وفي الهند والصين واليونان وعند الهنود الحمر في أمريكا الوسطى والجنوبية.فنجد أصل مشترك لأساطير الطوفان العظيم عند جميع الشعوب رغم الجزئيات والتسميات التي لا تقلل من شأن أهمية هذا الحدث ،ونعتقد أنَّ تلك الشعوب كانت في منطقة متصلة رغم بعد المسافات فيما بينها،وهنا نشير إلى أنّ القارات كانت أرض واحدة قبل أن تنفصل عن بعضها وهذا تمَّ قبل آلاف السنين.أما قصة الطوفان التي جاءت في التوراة.التكوين(7:11:17.19).فقد وردت على أن الطوفان حدث عندما كان نوح في سنة ست مئة من عمره وفي الشهر الثاني.وفي اليوم السابع عشر من الشهر.حين انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم.وأما السفينة التي صنعها نوح فبلغ طولها 437قدماً أي 133متراً وعرضها 73قدماً أي 22متراً.وارتفاعها 44قدماً أي 13متراً.وبعد خمسة اشهر من الفيضان أي في الشهر السابع.استقر الفلك(السفينة).على جبال أرارات الواقعة قرب الحدود الأرمينية.في تركيا الحالية.وخرج نوح وعائلته بعد سنة من الطوفان.كان ذلك نحو 4300سنة.وبعد 850سنة دونت التوراة هذه الحادثة،وبهذا يكون اليهود قد درسوا الفكر الديني واستخلصوا منه أهم الأمور التي تهم الإنسان كما نجد في ديانتهم بعد ديانة أمون المصرية غير المتكاملة حول التوحيد.ولا ننسى أن إبراهيم جاء بالتوحيد من خلال مدرسة إريدو التي كانت تدرس مفهوم الإله الواحد .وكانت تقع إلى الجنوب الشرقي من أور الكلدانية،وفي هذه المدرسة نجدهم يحكمون السيطرة على إزالة تعدد الآلهة وسيطرة الإله الواحد على مقاليد الحكم.أنه البداية، والكائن، والسرمدي، والخالد، والحي، .والديانة اليهودية التي جاء بها إبرام(إبراهيم فيما بعد).الذي جاء من أور الكلدانية ، إلى حران وكان ذلك في أوائل الربع الأول من الألف الثاني قبل الميلاد.أي حوالي 1800سنةق.م.وإبراهيم الخليل هو آرامي الجنس واللغة كما تؤكده التوراة في تثنية.حيث يقول: أبي آرامياً تائهاً تغرب في أرض مصر وأصبح أمة عظيمة.وعبر رحلة أبناء يعقوب في مصر حيث يتثقفون بالثقافة المصرية.ويزاوجون بين عبادة أبيهم إبراهيم وبين الكنعانية .وعند خروجهم من مصر بقيادة موسى الذي تربى عند فرعون.يتيه مع شعبه في صحراء سيناء مدة 40 عاماً.وهناك يستلم موسى لوحي الوصايا من الرب يهوا.وعندما تأخر موسى في النزول من الجبل عاد شعبه لعبادة إيل وعشتاروت.ويموت موسى ولم يدخل إلى أرض الميعاد.ويتولى يشوع(يسوع) بن نون من بعد موسى ويدخل إلى أرض فلسطين.وفي هذا الوقت لم تكن الديانة اليهودية تتمايز عن الديانة الكنعانية.أما إيل العبري فهو حقاً الله أو الرب يهوا.فهاجر امرأة إبراهيم تدعوه (أنت أيل رئي).ويعقوب عندما يظهر له الرب في الحلم.يقوم وينصب نصباً من الحجارة في ذلك المكان ويدعوه بيت أيل .هذا ما نجده في سفر التكوين الإصحاح 28.16.19.ويعبد يعقوب أيل من دون الآلهة.ويغير اسمه من يعقوب إلى إسرائيل.أي الذي أختاره أيل.أما الإله في عهد موسى فهو يهوا الكائن.الوهيم.الرب.
وفي الفترة التي حكم فيها ثالث ملوك إسرائيل .تبدأ الفترة التوفيقية.بين عبادة يهوا وبعل وعشتاروت.إنه سليمان بن داؤد الذي بنى الهيكل في أورشليم واصبح محط أنظار الكثيرين.لكن هذا الملك كان قد تزوج من الحرائر سبعمائة ومن الجواري ثلاثمائة.وأمالت قلبه الصيدناويات وراح وراء عشتروت آلهة الصيدونيين(صيدا بلبنان).ثم بعده يحكم ابنه رحبعام.وهنا نجد حكم الأسباط العشرة في أورشليم.وكانت العبادة ليهوا.وفي مملكة يهوذا تتحول العبادة إلى البعل.والصراع يحتدم بين المملكتين والعبادتين يهوا والبعل،وتأتي فترة السبي البابلي.الذي حدث عام 467قبل الميلاد.ويستمر حتى عودة اليهود من السبي عام 537قبل الميلاد الذي دام سبعون عاماً.ورغم المؤثرات الثقافية للشعب البيت نهريني في الديانة اليهودية.نجد سيطرت الإله الآب السماوي في القرن الأول قبل الميلاد.وهذا الإله هو يهوا.ونجد ملامحه في سفر أشعيا.(أنا الأول وأنا الأخر.ولا إله غيري.وهو إله بار مخلص.ويقرر الدخول في التاريخ البشري.ليبين للبشر كم هو محب لهم.وليفديهم).وهنا جاء في أشعيا: هاهي العذراء تحبل وتلد ابناً.ثمَّ إنَّ

الوضع السياسي لليهود كان يتطلب مجيء المسيح الذي سيخلص الأمة من الاحتلال الروماني.وذلك بعد زوال مملكة داؤد وهدم الهيكل في المرة الأولى وليست التي حدثت بعد صعود السيد المسيح إلى السماء والتي تنبأ عن هدم الهيكل.والمسيح الذي كانوا ينتظرونه هو ملك.وهذا ما كان مكتوباً في أسفارهم.حتى زرادشت الذي كان قبل ميلاد الرب بالجسد.أكد لشعبه وطائفته عن ميلاد الرب يسوع المسيح.وقال: العلامة على ميلاد المخلص.نجم كبير سيظهر في السماء.أتبعوه وقدموا السجود لذاك المولود المخلص.
وإنَّ استعراض الطوائف اليهودية.يبين لنا أعدادها ونوع الثقافات التي تحملها وتصوراتها حول الوجود والموت وما بعد الموت.لذا نجد من الضرورة بمكان أن نتعرف إليها خاصة تلك التي كانت موجودة في عصر الميلاد.
1= طائفة الصدوقيين.2=الفريسيين.3=الآسينيين.4=الغلاة.5=السامريين.
آ= الصدوقيون.هم أتباع صدوق وأسرته الذين كانوا يتولون الكهانة في عهد داؤد وسليمان.وكانوا أنصار المحافظة والاستقرار.وأصحاب الوجاهة والثراء.وكانوا متشددين في إنكار البدع والتفسيرات.ويؤكدون سلطان الهيكل والكهان ويقبلون أقدم الكتب .وكانوا أقرب الذين أخذوا بالحضارة اليونانية وعادات البيئات الرومانية.ومنهم من دان بمذهب أبيقور(اللذة الحسية والمتعة بالترف والنعيم).ويحافظون على نظام المجتمع.ويؤمنون أنَّ الكتب اليهودية الأولى لا تذكر البعث ولا اليوم الأخير.ولا تعدْ الصالحين بحياة بعد هذه الحياة.خلافاً لبقية الفرق التي تؤمن بالبعث والحساب .وهم حرفيون في مسائل الدين.(فقهاء)متوسعون في مسائل العيش(سياسيون).ويعاشرون الأجانب.وهم الطبقة الأرستقراطية.
ب=الطائفة الثانية.هي الفريسيين:أقوى من الأولى لكثرة أعدادهم.وشيوع المبادىء والآراء وحسن السمعة بين سواد الشعب.لا يخالطون الأجانب.وكلمة فريسيين بالعبرية أي الفرز.وكانوا ينكرون على الكهان استبدادهم بالشعائر والمراسيم.وفي سنة 168قبل الميلاد قاموا قومة رجل واحد.عندما أمر الملك انطيوخس كاهن الهيكل أن يضحي بخنزيرة.وكانوا عنيدين.وهم أقرب إلى تحكم العقل في مسائل النصوص والتقاليد.وكانوا مسامحين.ويقرون بالبعث والحساب.وهم الطبقة الديمقراطية.وفي عصر الميلاد ينقسمون إلى فريقين.1=منهم يتبع الحكيم(اهلل) الذي قدم فلسطين من بابل.وهؤلاء هم الفريق الودود السمح مع الأجانب.2=والفريق الذي يتبع (شماي).هؤلاء ينكرون دخول غير اليهود في دينهم.ويتصفون بالضيق وعدم سعة الخلق.
ج=الطائفة الثالثة هي طائفة الآسين أو الآسينيين.كانوا يعيشون جنوب فلسطين ولا يزيد عددهم عن أربعة آلاف نسمة.كانوا أقوياء لصرامة عقيدتهم. ولأنهم من صميم الأمة اليهودية وكانوا مستقلين عن الهيكل تقريباً في علاقتهم بالدين والقومية.ويعود في أساس نشأت هذه الفرقة أنها بدأت في الإسكندرية في القرن الثاني قبل الميلاد.واقتبست أنظمة العبادات السرية.وبعض المذاهب الفلسفية.كمذهب فيثاغورس.الذي يحرم ذبح الحيوان.ويدعو إلى التقشف والقناعة بالقليل،ولكي يصبح الشخص عضواً في الجماعة عليه أن يمر بثلاثة مراحل:1=درجة التلمذة لمن لا يتجاوز السادسة عشر.
2=درجة المقسمين.الذين يُقسمون اليمين.ويقضون سنة في الرياضة والتدريب.
3=درجة الواصلين.يقضي فيها سنتين.ثمَّ يلبس شعار الطائفة.وهو ثوب أزرق وزنار ويحمل فأساً في يده كناية عن العمل الشاق.يتطهر الشباب منهم .ويصلون الفجر ويحافظون على الراحة يوم السبت.ليس بينهم رئاسة أو سيادة.عملهم المفضل الزراعة والصناعة اليدوية.أما التجارة وحمل السلاح عمل خبيث.والمادة مصدر الشر كله.ويغلب على سلوكهم الصمت والندم.ولهم سرور الروح والاتصال مع الأرواح السماوية.ويؤمنون بالقيامة والبعث ورسالة المسيح المخلص.والخلاص بعث روحاني.يهدي الشعب إلى حياة الاستقامة والصلاح.ورائدهم النبي عاموس الذي كان يعلم الشعب أنَّ التقرب إلى الله بالعدل والرحمة أفضل من التقرب إليه بالذبائح والهدايا.ولا يستبعد أن يكون الغلاة الجليلين أتباع يهودا الجليلي.فرقة متطرفة من الآسيين.الذين ثاروا على حاكم سورية.كرينياس.في سنة السادسة والسابعة قبل الميلاد.وذلك لمشكلة الإحصاء،وقد ذُكر الآسيين في كتاب كنز قمران،أو مدارج البحر الأحمر.للمطران المرحوم اثناسيوس يشوع صموئيل.في الصفحة206/219وبشكل مسهب وجذاب.وقد رأيتُ المطران إيشوع في أمريكا وكم مرة جلسنا إليه نتحدث عن مجموعة قضايا روحية وقوانين كنسية.
أما طائفة السامريين:فهي خليط من اليهود والآشوريين.حيث كانوا يقيمون في مملكة إسرائيل القديمة.ويُقال:أنَّ هذه الطائفة من القبائل الآشورية التي أرسلها ملك بابل إلى فلسطين.ليسكنوا في أماكن القبائل اليهودية التي سباها إلى بلاد مابين النهرين وفارس.لذلك نجد اختلاط العادات عند السامريين،وقد بنى السامرين هيكلاً لهم في جرزيم،وبقي هذا الهيكل ينافس هيكل أورشليم مدة مائتي سنة.حتى هدمه رئيس كهان بيت المقدس(حنا هيركانوس) بمئة عام قبل الميلاد. ولكنه ظل قائماً حتى القرن الخامس الميلادي حين هدمه الرومان.بأمر من الملك الروماني فسباسيان .وهدم مدينة السامريين القديمة وأقام على أنقاضها.مدينة نيوبوليس أو نابلس المعروفة اليوم ،ولا زال بقايا السامريين يحتفظون بتقاليدهم.ويعتمدون على نسخة التوراة المكتوبة بلغتهم، ولا يعترفون بكتاب بعد الكتب الخمسة(كتب موسى).ولا يدينون لعاصمة غير هيكلهم المهدم بجرزيم.وكان هناك عداوة بين السامريين وبقية الممالك.وهذا ما جاء في مثال السيد المسيح (عن السامري الصالح).وللسامريين الفضل في تطور فكرة الخلاص المسيحية،وهم يدعون أنهم الأجدر بتسميتهم بالإسرائيليين.لأنهم يُنسبون إلى يعقوب.(إسرائيل بعد أن شاهد الرب في حلمه).وأما فرق اليهود فقد جاء ذكرها في كتاب مختصر الدول لابن العبري وهي:
1=الربانيون.وهم كتاب الناموس ومعلموه.2=اللاويون.الذين لم يفارقوا خدمة الهيكل.
3=المعتزلة.يؤمنون بقيامة الموتى.ويقولون بوجود الملائكة.ويصومون يومين في الأسبوع.
4=الزنادقة.الذين يجحدون(ينكرون). القيامة والملائكة.5=المغتسلون.الذين يقولون.لايُثاب أحد مالم يُغتسل كل يوم.6=النساك.الذين لا يأكلون شيئاً فيه روح.
7=السمرة.الذين لا يقبلون من الكتب إلاَّ التوراة وهي المجسمة.أي القائلون أنَّ الله جسم والموسوية هي الناموس وتطبيقه حرفياً ،فمن زلَّ في واحدة فقد خسر الكمال.وجاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني المتوفى في سنة 548هجرية.أنَّ اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة.ولكنه يقول: سنذكر أهمها ونهمل الباقية.ومن الفرق اليهودية التي عددها.1= العِنانية:ينسبون إلى عنان بن داود.رأس الجالوت.الذي قدم من المشرق في أيام الخليفة أبي جعفر المنصور.ويقول: الرازي.أنهم من أتباع عنان بن داود.ويؤكد العنانيون.أنَّ اليهود قتلوا السيد المسيح .
2=العيسوسة:ينسبون إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني.وقيل اسمه عوبيد ألوهيم أي العابد لله.كان في زمن المنصور.
3=المُقارَبةُ واليوذعانية:يُنسبون إلى يوذان من همذان.وقيل كان اسمه يهوذا.وكان يحث على الزهد.وتكثير الصلاة.
4=الموشكانية:نجد لهذه الفرقة ذكراً في كتاب المسألة اليهودية ص20.أنهم المشكنم.فرقة بائدة.5=السامرة:يقول: وافترقت السامرة إلى دوستانية وهم الألفانية.ومعنى دوستانية الفرقة المتفرقة الكاذبة.والكوستانية معناها الجماعة الصادقة.وبعد هذا فليس هناك أي جماعة لا تنقسم فكرياً إذا كانت من الحرية بشيء.ولكن ذكر الحالة السياسية والاجتماعية قبل الميلاد له من الأهمية بمكان.فهناك الاحتلال الروماني.وهناك دعوة للرجوع إلى الشريعة.كما نجد طبقات النبلاء والصيارفة والتجار.وأصحاب الضياع(القرى).كما نجد من أراد إصلاح الواقع الاجتماعي.بسن قوانين وشرائع مثل(يوليوس فيلبس.سنة104ق.م.)عندما أقدم على تنظيم ألا قطاعات.ونجد عصر اوغسطس.الذي قال: فيه السيد المسيح.أن للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكاراً.وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسهُ.
والعصر عصر قوة السيف.وصراع بين الروم والفرس.هذا الواقع بالتأكيد له مؤثراته على الواقع الاجتماعي.حتى أننا نجد أن سكان فلسطين ينقسمون إلى فريقين متناحرين.وهناك عداء بين السامريين وبقية الإسرائيليين في جنوب فلسطين وشمالها،وكانت فلسطين تقسم إلى ثلاثة أقسام بين أبناء هيرود،.1=الجليل:التي ولد فيها السيد المسيح.حصة هيرود الثاني.أنتيباس.2=اليهودية:حصة أرخلاوس.3=ومشارف الشام: من حصة فيليبس.وقد ولد السيد المسيح بالجسد.بعد ثورة عارمة اشتعلت في الأقاليم الفلسطينية.وكان السبب المباشر ليس هو الإحصاء بل هناك مشكلتين قديمتين. إحداهما مشكلة الاعتراف بملك غير يهوا.الذي يؤمن الشعب اليهودي به أنه الإله وهو الملك.وأما مبايعة الشعب لغيره فهو كفر وخيانة.وقد حسب الشعب اليهودي الإحصاء كمقدمة للدخول في عبودية القيصر.ثمَّ موضوع الجزية.والإذعان لدفعها.
وأما المشكلة الثانية:التي أثارها الإحصاء فهي مشكلة الضريبة وضريبة عسف الجباة.وكان على اليهودي أن يؤدي ضريبتين.1=ضريبة الهيكل.2=ضريبة تدفع للدولة.وكان هذا الدفع عبءٌ على الفقراء.وحتى الأغنياء.لذلك كانت طائفتهم مبغوضة من قبل الشعب،وكانت حالة الشعب النفسية حالة من الحرمان والقنوط واليأس.بالإضافة لذلك نجد المرضى والعرج والبرص والعميان والخرس تزدحم بهم الطرقات في القرى والمدن بالإضافة للمشلولين والمجانين.كل ذلك زاد من حالة البؤس الشعبي، وتطلب الوضع الركون إلى حالة السكينة والتسليم والتطهر.وجاء يوحنا المعمذان(الذي جاء في القرآن باسم يحيى).رمزاً للاغتسال بالماء0(المعمودية).وثار الشعب ضد الملك هيرودس.واستنكر الزنا والقتل والفجور وتدنيس العبادة المقدسة.هذا عن الفرق الدينية في اليهودية.والظروف الاجتماعية والسياسية.أما مجموعة الأفكار الفلسفية والدينية فتقدم لنا أهم عناصر العصر الذي سبق عصر الميلاد.وأثرها في الفكر المسيحي.حتى أثناء دعوة سيدنا يسوع المسيح.فالدولة الرومانية.تبلغ مداها في عصر الميلاد.وتدخل تحت طاعتها دول شتى وأجناس ولغات وعقائد مختلفة.ففي روما والإسكندرية والسامرة وأورشليم.نجد عبادات يدين بها البشر من تخوم الهند إلى شواطىء الأطلسي.وهناك الأديان الشرقية والفلسفات.والسحر والتنجيم.ومعرفة الكواكب وأسرارها.وهناك نخلة مثرا.كان شخصية تجمع بين صفة النور والظلمة.والأخرى صفة المناضل رب الجنود.الذي قيل في كتاب المجوس المعروف زند آفستا.ويؤمن هؤلاء بالتقمص .ويتناولون في الأسرار، الخبز والخمر.باعتبارهما الشهد المقدس .الذي يوضع على اللسان رمزاً على حلاوة الإيمان،ونخلة إيزيس.المصرية:واقترانها بنخلة مثرا الفارسية التي غزت بلاد الرومان واليونان ،فسماها اليونان ديمتر ،وكانوا يوحدون بين الأم الكبرى والقمر.وخرج من مصر.نخلة المتنطسين.التي ذكرها الحكيم اليهودي فيلون.فقال: كان أنصارها يجتمعون يوم السبت ويتفرقون بعد ذلك.وكان غرضهم التأمل والدراسة والرياضات الروحية والجسدية،وكانت صوامعهم قرب بحيرة مريوط القديمة.ويعتقد بعضهم أنهم من الآسينيين أما نخلة اورفيوس.فكان أتباعها يعتبرون الأسرار الدينية من اختصاص الشرق القديم.أما الأرفية في عصر الميلاد تتزهد وتتقشف وتحرم أكل اللحوم ويلبس أعضائها اللباس الأبيض(هؤلاء أدعي أنهم من توابع مدرسة أريدو،كما هو الحال في الديانة التي تسمى اليوم باليازيدية(الأزدهيون).ولا يذوقون الخمر إلاَّ في مراسم القربان واحتفظوا بالعقيدة القديمة لليونان،ونستطيع القول: أن الديانات الوثنية.كانت في حالة تصفية قبل الميلاد،ويذكر المؤرخ سوتينوس بأن القيصر أغسطس.جمع في سنة 12قبل الميلاد.قرابة ألفي قرطاس من النبوءات والصلوات المكتوبة باللاتينية واليونانية.وأمر بحرقها علانية.والقليل من المأثورات حفظها في صندوقين ذهبيين ونقلها إلى معبد الإله أبولون،وأما من جهة الحالة الفلسفية السائدة آنذاك بين اليهود.فكانت تتمثل في:
آ=الفيثاغورية:أتباع فيثاغورس.طائفة تجتمع في أخوة ذات شعائر وصلوات هي أقرب إلى الروحانية ومزج بين عقائد الأمم واليونان والمصريين والهنود وبلاد مابين النهرين،يؤمنون أن رئيسهم فيثاغورس.أنه ابن الإله أبولون،وأنه لم يمت وأنه سيبعث.ويؤمنون بتناسخ الأرواح.ومن محرماتهم إلاَّ يأكلوا من رغيف صحيح.ولا يلتقطوا شيئاً وقع على الأرض.ولا يقطعوا الزهر من الأشجار.ويقبل فيثاغورس الرجال والنساء في أخوته.والأفكار الفلسفية وحي من الله.فكل حكمة هي من الحكمة الإلهية.قيل كان لهم أغراض سياسية.هي التآمر على الدولة الرومانية.ومن الجدير ذكره أن فيثاغورس نشأ في القرن الخامس قبل الميلاد.
ب= الابيقورية:نسبة إلى ابيقور الذي نشأ بين القرن الرابع والقرن الثالث قبل الميلاد.وقد ولد في جزيرة ساموس على مقربة من آسيا الصغرى.وافتتح مدرسة بأثينا عام 311قبل الميلاد،وهو في الثلاثين من عمره،وكان يقضي طوال حياته على الخبز والماء والجبن ولكن اسمه اقترن بالملذات والشهوات.لأنه كان يعلم أن السرور هو غاية الحياة.وأفضل السرور ما لم يعقبه ألماً ولا ندماً،وكان يقبل في مدرسته العبيد والراقصات والمأجورات.ولا يرى حرجاً في طلب السرور.حيث يوجد بريئاً من الألم.وقال: في ديانات عصره أنها محشوة بالخرافات والأكاذيب.وعلمَّ تلاميذه بوجود الآلهة لكنها مشغولة بشؤونها.وقال: كل شيءٍ من المادة حتى الآلهة.والرواقية تتمثل بالصبر والعفة ،الصبر على الشدائد.والعفة عن الشهوات.ولا سعادة للإنسان من غير نفسه وضميره،ويؤمنون بالقدر.ويعتقدون أن الكون كله نظام متناسق.يجري على حسب المشيئة الإلهية، والوحي والرؤية والفأل وطوالع النجوم من وسائل العلم بأسراره وخفاياه.ويلتقي الإنسان مع الآلهة بالعقل.وبالجسد مع الحيوانات وفضيلة الإنسان هي في طاعته للعقل وعصيان الجسدْ،وطاعته للعقل هي طلب المعرفة وسعادة الإنسان.ويؤمنون أن الوجود أصله واحد طرأ تدرج للإيمان بحرية الروح في مواجهة المادة.والإله الأكبر عندهم زيوس.لا يفرق بين أتباعه لا الجنس ولا اللغة ولا الوطن والقداسة في النفس .ولا حاجة إلى هيكل أو معبد.والإله الأكبر لا يريد شراً ولا يخلقهُ.وأما الشر الموجود في الدنيا نقائص محتومة،والعالم يعود في دورات أبدية لا تعرف لها نهاية.وأما أرواح الحكماء فتبقى في كل دورة إلى نهايتها.يحترق العالم بالنار ليتطهر كل موجود.والرواقية مدانة إلى الأئمة الشرقيين(الفينيقيين).1=زينون(340/270)قبل الميلاد.وخلاصة مذهبه:أن الإله جوهر ذو مادة.وأن الكون كله قوام جوهر الإله.وأن الإله يتخلل أجزاء الكون.كما يتخلل العسل قرص الشمع(الخلايا الشمعية).وأن الناموس هو عبارة أخرى مرادفة للعقل والحق.وأن الله والعقل والقدر وزيوس تدل على موجود واحد.وإن كان منفرد لا شريك له.شاء أن يخلق الدنيا.فأصبح الهواء وأصبح الهواء ماء وجرت في المادة مادة الخلق.كما تجرى مادة التوليد في الأحياء.فبرزت منها مبادىء الأشياء:النار/الماء/الهواء/التراب.والقدر هو الذي يحرك الهيولى.وهي قوة عاقلة.ويفسر زينون.تعدد الآلهة لدى العامة كطريق للبحث عن الله في مظاهر الطبيعة المتكاثرة .وما نسجوه من أساطير إلاَّ رمز للحقائق الواقعية،أما بوزيدون آخر الأقطاب(135/51)قبل الميلاد.فكان يعلم تلاميذه بفناء الجسد .وأن الروح خالدة ترتقي صعداً إلى السماء كلما ارتقت بالمعرفة والفضيلة،وقد لعبت هذه المذاهب الفلسفية أثراً هاماً على الدولة الرومانية.وخاصة أنَّ اليهود كانوا قد تأثروا بهذه المذاهب،فكان الصدوقيون يميلون إلى الابيقورية.والفريسيون أخذوا بالحكمة الرواقية.ومن أئمة الفلاسفة اليهود.يهودا فيلون الذي ولدَّ في الإسكندرية سنة 30قبل الميلاد.ومات سنة50للميلاد.وقد قال: وعلمَّ باللوغس.الكلمة.وقد أخذها عن الرواقيين وعن هيرقليطس أول القائلين بها في الزمن القديم،وقال: أن الكلمة واسطة بين الله وعلاقته بالعالم.وكان فيلون اليهودي رواقياً على حافة الأبيقورية.والإنسان ينقسم عنده إلى ثلاثة (فهو وليد الجسد.وليد السماء.وليد الله).وليد الجسد من طلب متاع الشهوة.ووليد السماء من طلب متاع الفكر.ووليد الله من تجرد عن الدُّنيا. هذه نظرة سريعة إلى ما سبق عصر الميلاد من فلسفاتٍ ودياناتٍ وحالة اجتماعية عاشتها فلسطين.وتعرفنا إلى العبادات الشرقية القديمة.وبناء القيم الروحية والعقلية والدينية.كان مبعثها السر الدائم في النفس الإنسانية إلى الحياة والسعادة أولاً وإلى الخلود ثانياً.وقد جاء الفكر الإنساني منذ الديانة الطوطمية وعبادة الأجداد ومروراً بالفلسفات والديانة الموسوية.حتى ميلاد الرب والسيد يسوع المسيح بن مريم بالجسد.فكراً متطوراً باستمرار.وقد تأثر ببعضه والواقع.لا بل كان نتاج تفكير الإنسان بالواقع المادي وبنفسه وعالمه.وكان تعبيراً عن الواقع وردود فعل إيجابية عنه.فقد استطاع أن يكون لنفسه أثراً هاماً أدى إلى تطور الحياة وتنظيمها ورفعها من مستوى حيواني إلى مستوى اجتماعي منظم،وقد خلق الإنسان المفكر قيمه عبر مجموعة من كتاباته القديمة والمتوسطة.
في هذا البحر الهائج والمتلاطم الأمواج.نجد الإنسان الخاطىء والتعس يبحث عن ميناءٍ للسلامة وإجاباتٍ عن أسئلته حول مصيره،ومع هذا فإن فكر أسلافه الذي تدرج عبر مئات من السنين كان تمهيداً لقبول الفكرة الحقيقية لميلاد المخلص يسوع المسيح.
فكل الأفكار الدينية حتى تلك التي ندعوها وثنية كانت تمهيداً لقبول فكرة التجسد الإلهي.ودخول هذا الذي خلق العالم والوجود في تاريخ الإنسان ليس عن طريق التخيل والفكر بل عن طريق أن يكون موجوداً بيننا.يعيش كما يعيش الإنسان ويتألم ويشعر ويفكر.ولكنهُ ليس من مشيئة رجل وهو نور.وروح الله وفيه تتجلى قداسة الله.فكم هو عظيم هذا الخالق الذي أحبنا حتى جاء ليفدينا نحن الخطاة.!وإذا كان تجسد الله بمعضلة عند بعضنا فهذا تابعٌ لنا وليس في نكران التجسد من صواب أو حقيقة.مثلنا في ذلك مثل وصول العلماء إلى القمر.وإذا رفض أحدنا هذه الفكرة فالخطأ فيه وليس في حدث الوصول.وكم بالحري أن نتقرب لنتفهم حكمة الله الواحد الأحد.القادر على كل شيء.والذي يملأ الوجود والعالم والكون .ولأنه موجود في مجموعة الأنظمة التي خلقها خلال عملية الخلق الذي نزعم أنها استمرت لملايين السنين.وذلك بعلمه المسبق ومعرفته الدقيقة.وهو عارف سلفاً أن التناقض بين موجوداته خاصة تلك التي تحمل الروح والنفس والعقل هو مصدر كينونتها ووجودها وتطورها.
ثمَّ تعالوا نفكر بإله غائب عن التاريخ البشري.فقط نتوارث عنه المعرفة النظرية وليس هناك من شاهده أو لمسه أو جالسه.الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.هذا ما قاله الرب يسوع ولكنه قال: من رآني فقد رأى الآب.فتجسد الله منطقية الحياة والفكر والواقع.فهل لك ملك لا تراه ولا يزورك أو يسير في الشوارع أو يظهر في مناسباتٍ على التلفاز.وتقول: أن الملك موجوداً.نعم وهذا أيضاً شأن بعضنا.الذين ورثوا الأفكار الدينية التي لا تقبل الجدل والمناقشة.وهي بهذا تحكم على نفسها بأنها إلى زوال.والسؤال يقول: هل نؤمن بدون أن نعرف من هو الذي نؤمن بهِ؟؟ أجل يكون الإيمان السليم بالتسليم والإقرار،ولكن لا ضير في أن نتوصل لمعرفة عقلية وجوهرية عن ما نؤمن به.فالخصي الحبشي الذي كان عائداً للتو من أورشليم كان يقرأُ في سفر أشعيا وقد فهم النص بكامله لكنه كان يلزمه من يفتح له عيونه عن ذاك الذي يقصده أشعيا.ثمَّ هل العبادة عبودية أم حرية خاصة عبادة الله عزَّ وجل.؟!لماذا لا نقبل محبته الفائقة التي تفوق الناموس؟!ما كان مصير فكرة الله سبحانه وتعالى في القرن العشرين لو لم يتجسد في يسوع المسيح الإنسان؟!لماذا نقرُّ بظهور ملائكة في العهد القديم.وحتى ظهور الله في هيئاتٍ مختلفةٍ ولا نقبل التجسد؟!لماذا نؤمن ونصدق بما كتبه التاريخ لنا حول الفلاسفة والمفكرين وعندما يكون الحديث عن تجسد الله في التاريخ نقول: قد حرفوا كلام الله.رغم أن هذا الرأي الأخير مرجعه إلى أكثر من ألف وأربعمائة واثنين وعشرين سنة…؟!.وقد يقول: قائل:ما الهدف والغاية من التجسد الإلهي..؟.ولو لم تكن هذه الفكرة وفكرة الصلب لكنا قد أتبعنا آرائكم…؟!بعضنا يريد أن يكون الجميع الذين جاءوا للعالم عبارة عن أنبياء.وهل من المعقول: أن نُكذب من سمعوا وشاهدوا وعاشوا وعاينوا ومجدوا الله .هل من المنطقي أن تكفي شهادة اثنين أو ثلاثة في التاريخ المحكمي.ويحكم على المتهم أو يبرأ.ولا يكفي ألوف عاشوا وشاهدوا ورأوا بأم أعينهم ولمسوا بأيديهم..ألاَّ يكفي.؟فهذا هو الكفر والظلم والغطرسة والحقد والحماقة عندما نرفض هذا الذي جاء في صورة إنسان لكنه كان هو من خلق الإنسان.فقط من أجل أن يبين لنا مدى محبته لنا.
يتبع البحث



إذن ما هي مقاصد التجسد؟من البديهي هناك العديد من الأسباب منها أوردناها ومنها يلزمنا الإفصاح عنها.وقبل أن نبدأ بالحديث عن عصيان آدم وطرده واهتمام الله فيه وأعادته إلى الحضيرة الإلهية.تعالوا معي أحكي لكم قصة رجلٍ فعل كل شيء أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية.وعندما زرته في بيته.قال لي: يافلان أريد أن نزور منطقة رونك أيلند.وهي منطقة في ولاية نيويورك.فذهبت معهُ بسيارته الفخمة وبدأ يقدم لي مقدمات حتى أقبل ما سنراه معاً.فقال: لي أنني عندما جئت أمريكا.تعرفت إلى امرأةٍ أمريكية وفي إحدى الأيام قبلت أن يكون لي منها ولداً.ولكن الحظ لم يأتي كما أردت بل كانت ابنة.واليوم لقد اشتاقت نفسي لرؤيتها.لقد غدت صبيةً.كأنها تشبه (…).وكانت عيونه تدمع رغم أنه يبدوا قاسياً صلباً.إنه الأب الذي لا يستطيع أن يعترف بابنته لظروف دينية واجتماعية وأسرية.وكان يردد لا أستطيع أن أكون قريباً منها.انظروا إلى كلمة قريباً منها.ولا أستطيع أن أوفرَّ لها كل ما تحتاجه من عطفٍ ورعاية أبوية.إنه كان يهتم بها هذا الأب البشري الذي فعل ما فعل.ونحن هنا ليس من أجل أن نقاضيه أو نعاقبه ولكن من أجل أن نبين ونحن البشر كم هي مساعينا كي نرى ونساعد ونعطف على من كانوا نتاج أخطاءنا التي قمنا بها على أثر نزوة عابرة…؟!.أما الله سبحانه وتعالى.فهو الخالق والرحيم والغافر والقادر والأول والأخير والسرمدي.أَليس هو الذي خلق الإنسان على صورته وشبهه حيث جاء في التوراة.التكوين.ص.1.الآية26هلموا نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا).ومعنى على صورتنا وشبهنا لا يعني أن لله تعالى جسداً مثلنا.إنما أن يكون للإنسان العقل والإرادة والحرية وله قلب يحب ويعرف معنى الحب.وكلمة هلموا.تعني أكثر من شخص.وهي صيغة جمع.وصورتنا وشبهنا هذه الكلمة تعني أنهم كانوا أكثر من واحد وهم واحد في الجوهر.وهذا ما تدعوه المسيحية بالأقانيم(الآب والابن والروح القدس).ليس ثلاثة آلهة بل إله واحد أحد.وهناك برهان آخر بأن المسيحية لا تؤمن إلاَّ بإله واحد.قانون إيمانها الذي كان منذ عام 325م.وما يسمى بقانون نيقية.القائل(نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل..)وهذا هو الرد الموضوعي على من يتهم المسيحية بالكفر والشرك.وإذا كانت التوراة والإنجيل قد نسخت. والنسخ هو النقل وأخذ ما يفيد.فإننا أمام معضلة أساسها الذي بدأ.(ومن قال أنَّ الاعتراف بأن التوراة والإنجيل قد نسخا فهذا خطر علينا ،أليس ما قرأنا وسمعنا وشاهدنا من تدنيسٍ لمقدساتنا قد تمَّ ولم يحدث للجناة شيء؟)ونعود لنذكر بأنَّ الله سبحانه قد ظهر في العهد القديم، بهيئاتٍ مختلفةٍ.فقد ظهر لآدم كما نجد ذلك في التكوين.ص.3وظهر لصموئيل وأشعيا وارميا وحتى لموسى.فقد كلمه من العليقة المشتعلة بالنار.وظهر بهيئة منظورة كملاك لهاجر أم إسماعيل بن إبراهيم أبو اليهود.وهي في البرية.وظهر لإبراهيم نفسه عندما رأى ثلاثة رجال واقفين وتأكد من أن الشخص الثالث كان الرب(يهو ا) نفسهُ.
كما ظهر لزكريا ص(12/8).ولهوشع(12/3/4)أما الذي كان يظهر للأنبياء في العهد القديم.فقد كان الابن أو الكلمة(كلمة الله).ففي العهد القديم كلمة فظهر الرب بالعبرية.تعني ظهرت كلمة الله.لأنَّ كلمة ممرا تعني الكلمة.وأن الفيلسوف اليهودي يقول:اللوغوس أو الكلمة هو الذي كان يظهر في هيئة ملاك لإبراهيم واسحق ويعقوب وغيرهم.وهذا يتنافى مع ما يقوله: أصحاب بدعة (شهود يهوا).من أنَّ السيد المسيح هو رئيس الملائكة.وهذا أيضاً فيه من التجني على المنطق والعلمية.فكل نوع وكل جنس محكوماً بما هو فيه.الملائكة تخطأ لأن إبليس كان ملاكاً وأخطأ.الملائكة لم تخلق العالم.وليس لها قدرة أن توجد في كل مكان.بإرادتها بمعزلٍ عن أوامر الخالق.كما من غير المنطقي أن يكون جبريل هو روح الله.بل هو مجرد خادم عند الله يأمر الملائكة بما يقضي من مقاصد الله.وإذا جاءت كلمة ملاك العهد عن السيد يسوع المسيح كما في ملاخي(أن المسيح المزمع أن يأتي إلى العالم هو ملاك العهد).فهذا لا يعني أن السيد المسيح هو ملاك من جوهر الملائكة.بل أنَّ القول هنا مجاز، وإن ظهر مثل ملاك.لأنَّ الجند السماوية ليست جميعها إلاَّ مخلوقات خلقها الرب يسوع المسيح(الابن الوحيد كلمة الله الأزلية).ففي رسالة بولس إلى أهل كولوسي يقول:فانه فيه خُلق الكلُّ ما في السموات وما على الأرض.ما يرى وما لا يرى.سواءٌ كان عروشاً أم سياداتٍ أم رياسات أم سلاطين.الكل به وله قد خُلقْ الذي قبل كل شيء.والملائكة مخلوقات والمخلوق محدود بالبداهة له بداية ونهاية.وهي أرواح سماوية ولكنها ليست أرواح كما نقول: عن أن الله روح .وعلم الملائكة محدود وقابل للزيادة والنقصان .وللملائكة معاني وأسماء.السرافيم (لفظة عبرية تعني الاحتراق والحرارة).والكروبيم.وتعني وتدل على اتساع المعرفة.وهناك الكراسي والعروش.والسادات.وهناك الأجناد.الرئاسات ورؤساء الملائكة.ثمَّ الملائكة.وأما من جهة الجسد الذي أخذه يسوع المسيح.فكان الحجاب الذي كلمنا الله به.وهذا الظهور لا يتعارض مع صفات الله وذاته.وجاء في القرآن الكريم في سورة الشورى والآية51(وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلاَّ وحياً أومن وراء حجاب).وفي نبوات قديمة إشارة إلى تجسد الكلمة.فها هو أشعيا قبل تجسد الرب يسوع بسبعمائة وخمسين سنة يقولهاهي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل..التي تفسيرها الله معنا.الله الظاهر لنا.ويصفه حيث يقول.وهو الرئيس واسمه عجيب ومشير وإله قدير.وأباً أبدياً وإله سلام).وهذه جميعها لا تنطبق إلاَّ على السيد المسيح إذا أخذنا التاريخ البشري وفكره الديني.وعن الكلمة يقول: يوحنا في إنجيله وفي الإصحاح الأول(الكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملؤاً نعمة وحقاً).لقد ولد السيد المسيح تحت الناموس كي يفتدي الخطاة من كانوا تحت الناموس.وفي موضوع التجسد.أي اتحاد اللاهوت بالناسوت كانت للسيد ذاتاً واحدة فهو ابن الله المولود بقوة الروح القدس.كلاهوت لا يتحيز ولا يتأثر بعرض والمستغني بذاته عن كل شيءٍ في الوجود.ومن جهة الناسوت كان السيد هو الإنسان ولكنه كان إنساناً كاملاً وليس للخطيئة أو الشر مكاناً فيه لأنه لا يمكن للقداسة أن توجد حيث يوجد الخطية. يقول القرآن الكريم.ونستشهد هنا بالقرآن حتى يكون أكثر إقناعاً لمن يؤمنون به.(غلاماً زكيا) أي لا عيب فيه ولا خطية،.ومؤيداً بالروح القدس.ولما كان الروح القدس هو روح الحق والله القدوس.فإن من غير المنطقي وحاشا لله أن يقوم بعملٍ أساسه ذاته ويكون في هذا الشخص أو الأقنوم ما يسيء لقداسته،.وأما حال اللاهوت أثناء الصلب الذي يرفضه بعض ممن لم يقرأ ويفسر الآيات جيداً.ففي الصلب الذي فارقت الجسد هي الروح الإنسانية الكاملة.وأما اللاهوت فليس من المنطقي أصيب بأي تغير أو تحول أو تبدل لأنه لا يخضع لهذه الأمور التي تخص الجسد والروح البشرية.
وقد أطلق علماء المسيحية عن اتحاد اللاهوت بالناسوت.بالتجسد.والتجسد اتحاد بين اللاهوت والناسوت بدون أي خلط أو امتزاج أو استحالة.وبتعبير أخر وجود طبيعتين متحدتين بطبيعة واحدة،واللاهوت كان متحداً بالناسوت عندما كان يسوع المسيح معلقاً على الصليب ولم يفارقه لحظة واحدة.وبهذا علينا أن نؤمن ونقر بأنَّ الذي صُلبَّ هو الإله المتأنس رب المجد.ونقول:تألم ومات بالجسد.لأن اللاهوت لا يخضع للموت والألم،.وهذه العقيدة هي الأرثوذكسية.وتُسمى العقيدة اللاخلقيدونية. وتجمع بين (السريان،الأقباط،الأرمن،وجميعها تسمى بالكنيسة الشقيقة ).كما يقول: سيادة المطران اسحق ساكا في كتابه كنيستي السريانية.ص.38و39.
وتجمع هذه الكنيسة الأرثوذكسية إيمان واحد وإقرارها.بأن الله واحد كائن في ثلاثة أقانيم.تُعرف بالآب والابن والروح القدس.وللأقانيم الثلاثة جوهر واحد،ولكل منها خاصة به دون سواه.وثانياً:تؤمن أن السيد المسيح نزل من السماء وحلَّ في أحشاء العذراء مريم.واتخذ له منها وبواسطة الروح القدس جسداً حقيقياً كاملاً عدا الخطية.وولد بالجسد.فأصبح إلهاً متجسداً تاماً بلاهوته وتاماً بناسوته.وباتحاد اللاهوت والناسوت صار طبيعة واحدة مركبة من طبيعتين(إلهية وإنسانية).وأقنوماً واحداً مركباً من أقنومين.وفعلاً واحداً ومشيئة واحدة.هي مشيئة الله الواحد لأن للأقانيم الثلاثة جوهر واحد ومشيئة واحدة منذ الأزل وحتى أثناء التجسد وإلى انقضاء الدهور.
وأما موضوع الصلب.فقد صُلبَّ الإله المتجسد.وتألم ومات وقبر وقام بينما لاهوته لم يفارقة لحظة واحدة.ولكن اللاهوت لم يمسه أي من هذه التحولات والتغيرات والتبدلات.فهو لا يعرف الألم،.وفي الكتاب المقدس أكثر من شاهد على الصلب.ففي أعمال الرسل الإصحاح الثالث والآية.15.(ورئيس الحيوة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك.).وفي الإصحاح الرابع والآية10(فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل.أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي قتلتموه أنتم الذي أقامه الله من الأموات بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً.).هذا بالإضافة إلى شواهد الأناجيل الأربعة التي كتبها متى ويوحنا ومرقص ولوقا.وهناك العديد من الآيات عن هذا الأمر.
أما بشأن الروح القدس فهو ينبثق من الآب.وأما عن مريم العذراء.فقد ولدت بالخطيئة من أبوين(حنة ويواقيم).حلَّ عليها الروح القدس فطهرها من الخطيئة الأصلية.وتجسدت كلمة الله في أحشائها.وهي بهذا الإيمان تكون والدة الله الكلمة المتجسد.وهي دائمة البتولية.قبل الحبل الإلهي.وبعد الولادة حتى ماتت بالجسد وعمرها واحد وخمسون عاماً.ماتت بعد صعود ابنها (السيد يسوع المسيح )بست سنوات،أما أخوة الرب يسوع المسيح المذكورين في الإنجيل.(يعقوب ويوسي وشمعون ويهوذا).فهم أولاد يوسف خطيب مريم من زوجته التي ماتت من قبل.وعن الأقوال التي وردت في الأناجيل عن أخوة السيد يسوع المسيح فإنهم حقاً أولاد يوسف النجار الذي ربى السيد يسوع المسيح،وهم أولاده من امرأته الأولى لأنه كان أرملاً..وحتى في نهاية السبعينات كانت تقول أُمي عن أولاد عمها أنهم أخوتها لا بل حتى اليوم وهي في ألمانيا تقول أنهم أخوتي.وعلينا أن نرجع إلى الحياة الأسرية لليهود في ذلك الزمن،وأما موضوع إيماننا بأن مريم العذراء قد صعدت بالجسد الذي تحول بقدرة الله إلى الفردوس وأن ابنها قد نقلها.هذا ما شهد له توما تلميذ السيد المسيح وقد شاهد بأم عينه وقد أعطته ذخيرة وبرهاناً زنارها الذي وجد في كنيسة بحمص(اقرأ عنه في كتاب الكنيسة السريانية الأنطاكية).تأليف المثلث الرحمات ما إغناطيوس يعقوب الثالث.(1957/1980).ص40و41و42.
وهناك موضوع شفاعة الشهداء والقديسين.ومجيء الرب يسوع المسيح مرة ثانية.والأسفار المقدسة.وممارسة الأسرار السبعة.(العماد،الميرون ،القربان المقدس،مسحة المرضى،الاعتراف والتوبة،والكهنوت).وهذا كله من الإيمان الأرثوذكسي.ولا يوجد لنا أي رأي في كل هذه العقائد والطقوس.نؤمن بها. إلا أننا نرى أن الاعتراف والتوبة كانت بواسطة الكاهن لأن الناس لم يكونوا متعلمين وغير قادرين على قراءة الإنجيل.وعندما نقرأ الإنجيل نجد أن الشفيع الوحيد والذي يغفر لنا خطايانا هو السيد يسوع المسيح،ويجب أن يكون التواصل معه مباشرة عبر الصلاة والدعاء والاسترحام وطلب المغفرة وهو عادل وحق أن يغفر لنا…وليس القس الذي كان واسطة،وأما العماد فنرى أن يكون في حالة الكبر وليس في الصغر لأن الصغير لا يعي معناه.وإن قلنا الاشبين أو القريب. هو الذي سيلقن الطفل المعمذ أساس الإيمان .فنحن نرى أن الأمور اختلفت عما كان في السابق.فلم نعد نوجد في قرية واحدة ثابتة في سكانها بل أن توسع الحياة تمنع الاشبين من تأدية واجباته تجاه قريبه وقد ينشأ الطفل أو الطفلة ولا تعرف ويعرف قربيه،.ثمّ موضوع الكهنوت.فنجد في الكتاب المقدس صفات يجب أن يتحلى بها الكاهن(قد لا نجدها بين العديد من الكهنة اليوم.ثمَّ يجب أن يكون الكاهن مثقفاً لاهوتياً وعارفاً بالإنجيل.لأنَّ هناك فرق دينية (أمثال شهود يهوا)تعرف أكثر ما يعرفه أغلبية القسس عند الأرثوذكس...وإن قلنا ذلك فإننا نريد لكنيستنا الرفعة والمجد وأن الوقوف على بعض الأمور ونقدها فليس فيه غبناً إنما الكل للبنيان وليس للهدم).ونعود للقول:إنَّ أهم العقائد الإيمانية في المسيحية يتمثل في.
1= عقيدة التجسد.2= عقيدة التثليث.3= عقيدة الصلب والقيامة من بين الأموات.
فعقيدة التجسد ترتكز على وحدانية الله.وهي جامعة مانعة.وجامعيتها هي الأقانيم الثلاثة(الآب والابن الوحيد والروح القدس).وصدقها يتمثل في الأدلة العقلية.فقولنا أن الله سبحانه وتعالى وجلَّ وعظم لانهائي وغير محدود ولا تعين، لكنه في العهد القديم يظهر للأنبياء في حيز خاص وتارة في هيئةٍ منظورة وتارة في هيئة ملاك أو إنسان،والله أزلي العلم لذا يعلم مسبقاً أن الإنسان سيخطأ وعليه أن يساعده من هذا الخطأ.لهذا تجسد في يسوع المسيح.وأما الأدلة التاريخية.لدينا العهد القديم يشهد وحتى القرآن الكريم، يشهد على أن العذراء مريم حبلت من روح الله.وأنَّ المولود يكلم الناس في المهد.وهو مؤيد بالروح القدس.وأنه غلام زكي لا عيب فيه ولا خطية،.فهل بعد هذا من دليل على التجسد؟.
أما أهمية التجسد تكمن في الأسئلة التالية.كيف كان حال الإنسان الوجودي لولا تجسد الله في يسوع المسيح؟!كيف يتبرر الإنسان الذي ورث الخطيئة الأصلية؟!كيف كانت ثقتنا بالله لولا الفداء الذي قدمه مرةً واحدةً على الصليب في زمن تاريخي محفوظ في الكتاب المقدس وحتى لدى سجلات اليهود والرومان.والإنجيل الذي كتبه التلاميذ وتلاميذهم كانوا معاينين لكل هذه الأمور.فهل شهادتهم ينقصها شيئاً؟ إلاَّ إذا أردنا أن نكون مخالفين لا نقبل النور ونحب أن نبقى في الظلام ؟!ومن هو القادر على دفع الفدية للبشرية قاطبة.لو لم يكن هذا الفادي أغنى أسمى ويغاير البشرية الخاطئة؟! أن الذي تجسد هو الله وهذا ليس سراً.بل هو أمر يفوق عقول من لا محبة لله في قلوبهم.وأما محبة الله تفوق الوصف واللغة فقد أحبنا حين وضع نفسه فداءً عنا .والفداء كان من أجل أن يصالحنا معه أي أن الله كان في المسيح المصلوب مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم.لأنه جعل الذي لم يعرف خطيئة خطيئة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه.هذا ما نجده في رسالة بولس إلى أهل كورنثوس.ص 5.وفي تجسد الكلمة والفداء الذي قدمه على الصليب.يضعنا الرب على الطريق المؤدي للحرية والحق والحيوة والنور.إنهُ ثورة على كل أشكال العبودية الناموسية المحكومة بالفرائض.لقد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح كما قال: بولس الرسول.ولكن المسيح يسوع قد علقه على الصليب .فلم يعد يحكم علينا من جهة عيد أو هلال أو طعام.هذا الذي أعطانا إياه الرب بدون مقابل ونحن خطاة.أنه ثورة دون جيوش.وعلم بدون نقصان وقابل للتطبيق في كل مكانٍ وزمانْ،مدرسة تدرس الإيمان بالله الواحد والمحبة والسلام.وبالفداء على الصليب وضعنا أمام آبارٍ لا تنضب مياهها.وإن شرب أحد لا يعطش لأنها ماء أبدية كما قالها: الرب يسوع للمرأة السامرية .وحكمة ووداعة.والمسيحية هي القرع المستمر والطلب الملح(اقرعوا يفتح لكم اطلبوا تجدوا).وأما شهادة التجسد من رب المجد نفسه نجدها عندما قال: لنيقوديموس أحد أئمة اليهود.حين قالليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء) يوحنا.3/13والقول واضح فالسيد يسوع المسيح عندما كان على الأرض كان في نفس الوقت في السماء وهذا يثبت وحدته مع الأقنومين الآخرين.وهناك حكمة من التجسد حتى نستطيع أن نتحد بالذات الإلهية اتحاداً حقيقياً، عندما نحقق فعلاً مشيئة الله جلّ جلاله، ونحن لازلنا في موضوع التجسد نرى أن نستعرض آراء بعض الفرق المذهبية في حلول الله في بعض البشر وظهوره في ناسوت.فنجد مثلاً أهل الشيعة يقولونإنَّ الجزء الإلهي حلَّ في علي ويحل في خلفاء علي).هذا ما نجده في كتاب الملل والأهواء والنحل الجزء الثاني ص12والكتاب لابن حزم،.ويقول: المتصوفة.أنهم يتحدون بالله وأن الله يتحد بهم وأنهم لذلك يفنون فيه فناءً تاماً ويصبح كل شيءٍ فيهم.
ويقول: أهل النصيرية والإسماعيلية، أن ظهور الروحاني بالجسد الجسماني لا ينكره عاقل،أما في الجانب الخير كظهور جبريل في صورة إعرابي والتمثل بصورة بشر.لذلك نقول: أن الله ظهر بصورة أشخاص،.ونجد ذلك في ص25 من الملل والأهواء والنحل لابن حزم،أما الحلاج فقد قال: ألهو هو.
سبحان من اظهر ناسوته سرّ سنا لاهوته الثاقب
ثمَّ بدا لخلقه ظاهراً في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه كلحظة الحاجب بالحاجب
وألهو هو. معناها الذي هو وليس سواه،وكلمة ألهو معناها الذي هو .أو الموجود الوحيد الغني عن التعريف.وألهو هو كلمة يهوا العبرية التي تعني الله،وتعني الوجود الذاتي الدائم والكائن الدائم الوجود بذاته، هنا الحلاج قصد من ألهو هو الله ظاهراً أو معلناً كما تقول: المسيحية،وابن سينا يقول: ألهو هو هو الله.ألهو هو الوجود الذي لا تركيب هو الذي هويته لذاته وهو واجب فيه ولا حدَّ لهُ.وألهو هو يشبه كل الشبه (المطاع)، الذي قال: عنه الإمام الغزالي.أنه (ليس هو الله ولكنه أيضاً ليس شيئاً غير الله).وهذا المطاع يشبه القطب كما عند الإسماعيلية الباطنية.والقرامطة يقولون عن القطب أنه(منبع العلم الباطني والوحي ويشبه كلمة التكوين التي قال: ألا شاعرة أنَّ لها(قوة الخلق والتكوين).وما كل هذا إلاّ الكلمة التي صارت جسداً وحلَّ بيننا وهو الذي خلق العالم والوجود والكائنات،وهل بعد هذا ما يخالف عقلنا ومنطق الحياة حين تقول: ألا شاعرة إن كلام الله نوعان:
1=الكلام بمعنى الحرف وهو حادث.2=والكلام بمعنى الحديث النفسي القديم القائم بذات الله وهو أزلي.والأول صورة خارجة للثاني والثاني صفة قديمة قائمة بذاته تعالى.وهو مساوٍ لها في القدم.ولا علم لنا به إلاّ عن طريق الألفاظ والكلام.والكلام بمعنى الحديث النفسي الأزلي واحد ولا تعدد فيه متميز مغاير لذاته تعالى ويظهر بصور كثيرة لمن يريد الله أن يظهر له،انظر ما يقوله إنجيل يوحنا في ص14 والآية 21(الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني والذي يحبني يحبه أبى وأنا أُحبه واظهر له ذاتي).والقول للسيد المسيح.
ويقول: ألا شاعرة أن كلمة التكوين كن معناها تجسيم الكلمة أو إظهارها بمظهر الشخصية.والتجسيم في ذات الكلمة.
وقال: الشيخ محي الدين العربي ما ملخصه (الكلمة الكلية الجامعة، أو العقل الإلهي أو حقيقة الحقائق،هي اللاهوت أو باطن الناسوت).وقال: في موضعٍ آخر.(ما يُقال عنه العقل بالقوة هو حقيقة الحقائق.وما يُقال عنه العقل بالفعل هو العبد الكامل.أو الإنسان الكامل.وهذا العبد الكامل أو الإنسان الكامل يُدعى الله،لأنه جمع في عين واحدة الحضرة الإلهية بكل صفاتها والله يعرف نفسه بنفسه في هذا الإنسان،إذْ هو بالنسبة إليه مثل إنسان العين من العين،وبه نظر الله إلى عباده فرحمهم أو خلقهم.والعبد الكامل يراد به الله متجلياً وعاملاً).فأي نتيجة خرج إليها ابن عربي.كيف له أن يقول عن الكلمة الكلية الجامعة.أو الإنسان الكامل.بأنها الحقيقة المحمدية،ولم يقصد السيد يسوع المسيح.كلمة الله.الإنسان الكامل الذي سبقت جميع الكتب المقدس والأنبياء بأن بشرت به؟!وإذا كان ابن عربي قد تجرأ وقال: عن (والعبد الكامل يراد به الله متجلياً وعاملاً).فكيف تستنكر مذاهب على المسيحية قولها(عظيمٌ هو سرَّ التقوى.الله ظهر بالجسد).وأن السيد يسوع المسيح هو اتحاد اللاهوت بالناسوت.أي أن الله هو الذي تجسد في شخص يسوع المسيح ،ثمَّ أن القرآن نفسه يقر أن السيد المسيح تجتمع فيه هذه الأمور الإلهية دون سواه،.فكيف لأبن عربي أن يتوصل إلى هذا التوصل الذي فيه كل الغبن لعقلٍ مثل عقلهِ؟! أم أنه عرف الحقيقة فجيرها لغير السيد يسوع المسيح؟؟
1= أنه روح الله.(وجاء في القرآن الكريم .وفي سورة مريم الآية 16:فاتخذ من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها رُوحنا (تصور يقول روحنا وليس روح منّا).فتمثل لها بشراً سويا.وفي الآية:19:قالت: أنىّ يكون لي غلام ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغيّا).ففي الآية 16:يقول روحنا.وليس روح منا.وولادته في الآية 19.من روح الله .وهو كلمة الله.ومؤيد بالروح القدس.وفي القرآن الكريم ما يثبت للسيد المسيح قدرته على:الخلق .جاء في سورة آل عمران.الآية 48.وأبرىء الأكمة والأبرص وأحي الموتى بإذن الله .وجاء في سورة المائدة الآية110:وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني.هذا الإقرار من القرآن بقوة أحياء الموتى إنما هو إقرار بلاهوت السيد المسيح الذي أقام .لعازر.وابنة أرملة نايين.وابنة بايرس رئيس المجمع.وقد أشار الإمامان الجليلان في تفسيرهما .فقالا: (فأحيا عازر صديقاً له .وابن العجوز،وابنة العاشر.فعاشوا وولد لهم).هذا الاعتراف الضمني والصريح بقوة السيد في أحياء الموتى هي من خواص الله جلّ جلاله.وكلم الناس وهو في المهد.وهو الذي قدم مائدة كبيرة من لاشيء.وهو الذي يقول: سلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا.والمسيح باعتراف القرآن الكريم أنه حي في السماء ،لأن القرآن لا يقر بالصلب بل شبه لهم (أما ما مصير السيد المسيح.عيسى فإن الله أمر ملائكته وصعد إلى السماء).لكن حقاً مات على الصليب من أجل كل الخطاة إن قبلوه ملكاً وفادياً ومخلصاً،وهو الشافي للعرج والبرص والعميان.وهو من اسكت العواصف.حتى الشياطين قالتمالنا ولك يا يسوع الناصري).وهو الذي تنبأ وتحققت نبواته.فهل هناك مجال للمقارنة بين بشرٍ وبين هذا العظيم الذي فيه خُلقَّ العالم ومن أجله.وستركع له كل ركبةٍ ما في السماء وما على الأرض؟.أما أن ابن عربي وهو العارف باللاهوت.ومن هو المقصود بالعقل الإلهي.والإنسان الكامل.(الذي لم يفعل أية خطيئة.أم من كان قد مارس كل شيءٍ كبقية البشر؟ .).والسيد يسوع المسيح لم يقتل في أية حربٍ ولم يشارك في أية مشاجرةٍ.ثمَّ من مثله دعى إلى محبة البشر حتى الأعداء؟!إن محي الدين ابن عربي.يستحق التقدير عندما مهد الطريق لقبول مثل هذا القول: من الحقيقة الإلهية.من أن العبد الكامل هو الله.لكنه أخطأ في تعين من يتحدث عنه،.أو تعيين الشخص الذي تنطبق عليه هذه الصفات.وهنا رحم الله أبي بكر الصديق حين خطب في الناس الذين أرادوا أن يرتدوا عن الإسلام .عندما توفي الرسول العربي صلوات الله عليه فقالمن كان يعبد محمد فإنَّ محمد قد مات.ومن يعبد الله فإنَّ الله حي..).
وفي كتاب ابن حزم وفي الحديث عن الفرق الدينية في عهد إبراهيم الخليل يقول بوجود.الصابئة والحنفاء.والصابئة ترى وجوب متوسط بين الله والبشر يكون روحاني لا جسماني.وأما الحنفاء يقولون:أننا بحاجة في المعرفة والطاعة إلى متوسط من جنس البشر تكون درجته في الطهارة والعصمة والتأييد والحكمة فوق الروحانيات يماثلنا من حيث البشرية ويمايزنا من حيث الروحانية.فيتلقى الوحي بطرف الروحانية ويلقي إلى النوع الإنساني بطرف البشرية،.كما ينفرد السيد المسيح بأن الشيطان لم يجسر على أن يمسسه باعتراف الرسول العربي وعلى لسان أبي هريرة فقالسمعت رسول الله يقول: ما من مولود من بني آدم إلا ونخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من نخسه إياه إلا مريم وابنها).وروى البخاري هذا المعنى فقال (كل ابن آدم يطعنه الشيطان من جنبه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم.ذهب ليطعن فطعن في الحجاب).وقال الغزالي: لما ولد عيسى ابن مريم عليه السلام أتت الشياطين إبليس فقالت: لقد أصبحت الأصنام منكسة الرؤوس.فقال: هذا حادث قد حدث،مكانكم، حتى أتي خافقي الأرض فلم يجد شيئاً، ثم وجد عيسى عليه السلام قد ولد،والملائكة حافين به،فرجع إليهم فقال: أنَّ نبياً قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا حاضرها إلا هذا، فيأسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة،ولكن ائتوا بني آدم من قبل العجلة والخفة..هذا ما جاء في أحياء العلوم للغزالي الجزء 3.ص37.كل هذا دليل عصمت وتفرد المسيح عن بقية البشر والأنبياء كافة.وهناك إقرار من القرآن الكريم بأن السيد المسيح عالم بالغيب.مثالنا سورة آل عمران 49.والسيد المسيح شفيعنا وقبل قول الإنجيل المقدس هاكم ما يقوله القرآن عن شفاعة الرب:جاء في سورة آل عمران.الآية45إذْ قالت الملائكة يا مريم إنَّ الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين).وقد فسر الرازي هذه الآية بقولهوجيهاً في الدنيا بسبب النبوة،وفي الآخرة بسبب علو المنزلة عند الله تعالى.بسبب يجعله شفيع أمته،ويقبل شفاعته فيهم.)وهناك تفسير الجلالين(وجيهاً.ذا جاه في الدنيا.بسبب النبوة.والآخرة.بالشفاعة والدرجات العلا)وفي تفسير البيضاوي.الوجاهة في الدنيا النبوة.وفي الآخرة الشفاعة.وقال الزمخشري في كشافه(الوجاهة.في الدنيا النبوة والتقدم على الناس.وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة في الجنة).وقد أقر الإسلام الشفاعة لله تعالى ولكنه أثبتها للسيد المسيح وهذا إقرار بلاهوته.
فمن هو هذا الوسيط.؟الذي له الصفات التي عددناها.ثمَّ جاء في الإنجيل في رسالة إلى تيموثاوس حيث يقول: الرسول بولس(لأنه يوجد إله واحد(بثلاثة أقانيم).ووسيط واحد بين الله والناس،الإنسان(العبد الكامل عند ابن عربي).يسوع المسيح.ويزيد في قوله: (إن أردتم إنساناً من جنسكم يشعر بشعوركم ويرثي لضعفاتكم،ليكون وسيطاً لكم تقتربون به إلى الله.فهذا الإنسان هو يسوع المسيح لأنه إنسان حقيقي من جنسكم يحس إحساسكم ويمكنكم معرفته والاتصال به وفي الوقت نفسه هو أقنوم الكلمة.الذي باقترابكم منه تقتربون من ذات الله.وقد أشار له المجد إلى هذا الأمر الهام حين قال:أنا والآب واحد.من رآني فقد رآى الآب.ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.ومن هو الأسبق في تدوين هذه الحقائق.لنا أن نسأل.ليس ابن عربي سبق بولس حتى نقول: أن بولس قد أخذ وتأثر بابن عربي.كما تأثر دانتي في الكوميديا الإلهية .والسيد المسيح هو الديان .ففي إنجيل المسيح يقوللأن الآب لا يدين أحداً، بل أعطى كل الدينونة للابن.وفي سفر الرؤيا.يقول: السيد المسيح.(وها أنا أتي وأجرتي معي،لأجازي كل واحد كما يكون عمله).وروى البخاري في صحيحه وفي الجزء الثالث والصفحة 107.قاللا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطاً لماذا لم يقل بنبي غير عيسى هو الحكم والديان؟! وقد جاء في القرآن الكريم عن السيد المسيح بأنه رسول.وهذا ما تقره المسيحية.لأنه ابن الإنسان.وليس فيه أي نكران للاهوت السيد المسيح.
ويقول: إمام الحائطية.أحمد بن حائط.عن السيد يسوع المسيح.(إنَّ المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة كما قالت: النصارى ).وهذا ما نجده في كتاب الملل والأهواء والنحل للشهرستاني ج1 ص 77 ..
ويقول:القاضي محمد بن الطبيب المعروف بابن الباقلاني في كتابه(الطمس في القواعد الخمس).ما يليأننا إذا أنعمنا النظر في قول النصارى.أن الله تعالى جوهر واحد في ثلاثة أقانيم لا نجد بيننا وبينهم خلافاً إلا في اللفظ فقط،ويتابع.فهم يقولون انه جوهر واحد ولكن لا كالجواهر المخلوقة.ويريدون بذلك أنه قائم بذاته.والمعنى صحيح.ولكن العبارة فاسدة).أنتهى قول الباقلاني.وأما التثليث الذي حاربه الإسلام.ليس التثليث الذي يؤمن به المسيحيون في عقيدتهم.اليوم.إنما تلك الفرق التي نتجت في المسيحية قبل الإسلام.مثل(البدعة التي كانت تقول: بتأليه العذراء مريم.فرقة الديصانية والمانوية).اللتين تقولان بإلهين اثنين (أحدهما للخير وهو جوهر النور.والثاني للشر وهو جوهر الظلمة).وجاء في القرآن الكريم(ولا تتخذوا الهين اثنين).وجاء (لقد كفر الذين قالوا أنَّ الله ثالث ثلاثة).ويستند إليها البعض خطأً.زاعمين أن الثلاثة الذين ذكروا فيها هم ثالوث المسيحية الأقدس.فتلك الآية قيلت في حق طائفة المرقونية التي لفظتها الكنيسة،لأنهم قالوا:بتثليث باطل.ويؤمنون بثلاثة آلهة(عادل أنزل التوراة،وصالح نسخها بالإنجيل، وشرير هو إبليس).فالإسلام لا يحارب تثليث المسيحية الصحية.ويقول : القس بولس سباط في كتابه(المشرع).الطبعة الثانية.ص21و25.نقلاً عن نسخة قديمة من كتاب(أصول الدين).لأبى الخير بن الطيب الذي عاصر الإمام أبا حامد الغزالي(فقد قال عن ما جاء في الإنجيل من قول: السيد المسيح لتلاميذه(امضوا وتلمذوا الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح والقدس).فقال:لاريب في أنَّ لباب الشريعة المسيحية هو الإنجيل ورسائل بولس الرسول وأخبار الحواريين،وهذه الكتب ،وأقوال علماء النصارى المنبثقة في آفاق الأرض تشهد بتوحيدهم،وبأن أسماء الآب والابن والروح القدس إنما هي خواص لذاته الواحدة، والقول لأبي الخير:ولولا حب الإيجاز لاتيتُ على إثبات عقيدتهم مفصلاً ولكنني مع ذلك أقتضب من أقوالهم الناطقة بصحة معتقدهم وقويم إيمانهم،ما لا يخلو من فائدة فأقول:يرى


النصارى أنَّ البارىء تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال،وله ثلاث خواص ذاتيه كشف المسيح عنها القناع،وهي الآب والابن والروح القدس،ويشيرون بالجوهر ذاته الذي يسمونه البارىء ذا العقل المجرد إلى الآب.والجوهر نفسه الذي يسمونه ذا العقل العاقل ذاته إلى الابن.والجوهر عينه الذي يسمونه ذا العقل المعقول من ذاته إلى الروح القدس.ويريدون بالجوهر.ما قام بنفسه مستغنياً عن الظرف.وقد أشار الغزالي:إلى عقيدتهم هذه في كتابه(الرد الجميل):فقال: (يعتقد النصارى أنَّ ذات البارىء تعالى واحدة في الجوهر ولها اعتبارات.الوجود المطلق هو مايسمونه بأقنوم الآب.والوجود المقيد يسمونه بأقنوم الابن أو الكلمة.وإنْ اعتبر معلقاً على كون عاقليته معقولة منه.فذلك الوجود المقيد أيضاً هو ما يسمونه بأقنوم الروح القدس.لأن ذات البارىء معقولة منه.وبهذا التعبير الاصطلاحي أنَّ الذات الإلهية واحدة في الجوهر،وان تكن منعوتة بصفات الاقانيم.ثمَّ عقب قائلاً(إذا صحت المعاني فلا مشاحة في الألفاظ.ولا في اصطلاح المتكلمين).
هذه الدلائل الثابتة التي تؤيد قول المسيحية وما جاء في الكتاب المقدس بعهديه.هل تكفي كي نثق بأنَّ السيد يسوع المسيح ليس باقي الأنبياء؟!وأن العقيدة المسيحية هي التي يجب أن نتفهمها ونصدر أحكاماً حولها بعيدةً عن الانفعالية والتعصب الذميم ،وهنا تستحضرني آية من القرآن الكريم.حيث جاء في سورة الانعام155(إن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان كنا عن دراستهم لغافلين).وجاء في سورة النساء (162)(لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك…أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً).فهذه الآية قد وعدت بالأجر العظيم لمن يؤمن بالتوراة والإنجيل.
ومما تقدم نقول: أن الإنسان قاصر عن معرفة الله تعالى خاصة إذا كانت تعميه العصبية التي لا ترتكز إلى أية حقائق واقعية أو إيمانية أو وثائق كُتبت قبله .
أما السرمدي الأزلي والكلمة القديمة غير المحدثة.والخالق والمتجسد والفادي والميت والحي.الأول والأخير. الألف والياء البداية والنهاية.والمحب والرحيم والشافي والمقيم والمعلم وابن الإنسان (لأنه أخذ من مريم العذراء نصف المورثات بعد أن طهرها الله ).وغير هذه الألقاب والصفات التي أخذها.كان لابدَّ أن يحقق لمن أمنوا به تواجده المستمر(وهذا دليل على أنه حي).حين قال: كلما أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون في وسطهم.وقال: لا أترككم يتامى بل سأطلب من الآب أن يرسل لكم المعزي.روح القدس .روح الحق حتى يمكث معكم إلى الأبد.وقبل أن يصعد إلى السماء وحتى يكونوا على طهارة لاستقبال وحلول الروح القدس.نفخ فيهم وقال: اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه غفرت.ومن أمسكتم خطاياه أمسكت.أذهبوا وبشروا وعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس جميع الأمم.وبعد عشرة أيام من صعوده له المجدْ(أي بعد خمسين يوماً من قيامته) عندما كان التلاميذ مجتمعين في العلية.حلَّ عليهم الروح القدس(بدأ عمله فيهم).وكان ذلك اليوم يوم العنصرة عند اليهود المصادف يوم الأحد 13 من أيار.فطفق التلاميذ يتكلمون بلغاتٍ عدة.لماذا.؟من أجل اليهود القادمين من كل البلاد المجاورة .فقد كانوا (فريتيون(سريان ) وماديون(ميديا) وعيلاميون والساكنون مابين النهرين(الآشوريون والكلدان).واليهودية وكبدوكية(في تركيا الحالية)وبنتس وآسيا وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبيا التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهودٌ ودخلاء.كريتيون وعرب).وقد تكلم التلاميذ البسطاء بقوة الروح القدس(المعزي)أو الفارقليط.تكلموا بكل هذه اللغات.ويبشرونهم بالرب يسوع المسيح.والفارقليط ليس شيئاً أخر،ولا يمكن أن يأتي للتلاميذ بعد موتهم بمئات من السنين،والسيد يسوع المسيح أكد على وجوده منذ الأزل بقولهقبل إبراهيم أنا كائن)وفي مكان آخر طلب الرب يسوع من الآب أن يمجده بالمجد الذي كان له عنده قبل كون العالم، وأما موضوع الإيمان.فهو هام وأساسي.والإيمان لغوياً هو( الثقة واليقين بحقائق غير منظورة،بناءً على شهادة الله عنها بغض النظر عن حكمنا نحن عليها،وجاء في الكتاب المقدس وفي الرسالة إلى العبرانيين(أن الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى).من هنا نرى العمل الروحي يقتضي منا أن نثق بالخلاص الذي قدمه لنا السيد يسوع المسيح على الصليب،والإيمان هو الرابطة الروحية التي تربطنا بالسيد المسيح،وإذا عددنا معنى الإيمان في اللغات،فنجد في السنسكريتية التي هي أساس اللغات الأجنبية فهو:يعني الرابطة.والسنسكريتية:تتألف من مقطعين.وتعني اسم رئيس الآريين المهاجرين إلى الهند،وكير الكتابة أو اللغة.
وفي اليونانية هو الأساس الذي يستقر عليه الشيء أو الجوهر.الذي يجعل لهذا الشيء كيانه ووجوده.وفي العربية:يعني الأمن.وفي الإنكليزية يعني الأمانة.ومن ثمَّ يكون المؤمن يعيش في سلام واطمئنان مع الله.كما يكون شخصاً أميناً مخلصاً،.أما معنى الإيمان من الناحية العملية والفلسفية:فيرى فيه علم النفس،على أنه استجابة العقل الباطن للإعلان الإلهي،فالخلاص قد تمَّ بواسطة السيد المسيح.ثمَّ الاطمئنان لهذا الإعلان وامتلاكه للخلاص مع البركات المترتبة عليه,إذن استجابة.اطمئنان.امتلاك، هذه الأعمال الباطنية الثلاثة تكون بموافقة العقل الواعي،ولأن الإيمان ليس هو إيمان بأمورٍ مجهولةٍ وغير حقيقية.بل واقعية وحقيقية حدثت .وفي العلوم ترى في الإيمان خلاص الله الذي فعله في المسيح.فلبركات وتفاعلها مع النفس هذا هو ميدان العلوم في موضوع الإيمان،.وفي لغة المتصوفة.والوجودية الروحية.يكون أيمان الخلاص هو اختراق النفس للحجاب واتصالها بالله،.والحجاب هنا هو الطبيعة البشرية العتيقة التي لا تتوافق مع الله.في شيء من صفاته الأدبية السامية.والاختراق هو السمو عن الأهواء الجسدية ونبذ الشر والرذيلة.وفي هذا الصدد نرى أن نورد ما قاله: القديس المتصوف الأسباني(يوحنا).(أنَّ الإيمان هو اتصال النفس بالله واتحادها به).وقال: فيلسوف الوجودية الروحية(كيركجارد).الإيمان هو إماتة النفس العتيقة أو أنا المادية المتمردة.ثمَّ بعث هذه النفس في أنا روحية جديدة.تكون مقترنة بالله اقتراناً تاماً،وقال: الفيلسوف برجسون:الإيمان هو عمل النفس الفاعلة بذاته والمنفعلة مع الله في حالة الانسجام الكلي معهُ.وهو وثبة ترقى بالنفس إلى مجال فسيح الأرجاء كما أنه انجذاب نحو عالمٍ أفضل يجعل النفس لا ترى إلاَّ عظائم الأمور.
أما موضوع الإيمان والعقل:فهذا مهم ،والمسيحيون وغيرهم عندما يؤمنون دون بحث أو تفكير.ورغم وجود أمور تسمو على أن تحيط بها عقولنا.إلاَّ أن الفيلسوف شلر يقولأننا حينما نلجأ إلى الإيمان لا نلجأ إلى أمر سلب العقل عمله،بل إلى ما يجعل العقل أكثر تفكيراً وأعظم تأثيراً،ويلزم الإيمان مقداراً أكبر من الإرادة والاختيار.).
وجاء في الكتاب المقدس.وفي رسالة رومية ص.12.الآية.1.عبادتكم العقلية.وفي موضعٍ آخر يقول: أصبح السيد المسيح حكمة لنا من الله وبراً وقداسة وفداءً،وهناك في موضع من كورونثس.يقول: بل نتكلم بحكمة الله في سر.الحكمة المكتوبة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا.والإيمان يجب أن يكون عاملاً بالمحبة.وفي الرسالة إلى أهل تسالونيكي يقول: في الآية 21(امتحنوا كل شيء.تمسكوا بالحسن).وهذا يجعلنا أن ندقق في الأمور لا كجهلاء بل كحكماء عارفين.أما موضوع الإيمان في المسيحية يرتكز على أن الرب يسوع المسيح.هو الله المتجسد.وقد صنع لنا فداءً على الصليب.وأنه قام من الموت بعد ثلاثة أيام.وأنه صعد إلى السماء وسيأتي بالإضافة إلى العديد من المواضيع الإيمانية.ولكن هناك الإيمان والمحبة والرجاء.وأعظمهنَّ المحبة.لماذا لأنَّ الله محبة.أما تجسد الله في المسيح فقد جئنا عليها.وعمله الخلاصي بالصلب تحدثنا عنه.وموته وقيامته فلهذه الأمور الإيمانية .شهادات النبوات في العهد القديم.شهادة السيد عن نفسه(انقضوا هذا الهيكل وأنا أُقيمه في ثلاثة أيام).شهادة الرسل والحراس والكرازة المباشرة بالقيامة.وكان قد سبقها مشاهدة الرسل للسيد الرب.قبل صعوده.شهادة مؤرخين وثنيين ويهود ويونان ورومان.شهادة التواتر في الكنيسة منذ نشأتها الأولى.
وإذا كنا لم نتعرض للعديد من الدعوات.التي انشقت من المسيحية القويمة(الأرثوذكسية).فإننا نعدد بعضها.الآريوسية(ظهر آريوس الاسكندراني في القرن الرابع). وظهر في نفس القرن مبتدعان هما مقدونيوس وأونوميوس .وفي القرن الخامس ظهر نسطور:القائل كان في السيد المسيح طبيعتين .أقنومين ولذلك فهو مسيحان.أحدهما ابن الله والآخر ابن الإنسان..وظهر مبتدع آخر اسمه أوطاخي.
ونستطيع أن نقول: هناك عقيدة أرثوذكسية.وعقيدة خلقيدونية.وعقيدة نسطورية.وعقيدة أوطاخية،.وإذا تركنا علماء المسيحية ورجال دينها والمفكرين منهم نجد هذه الانقسامات الفكرية اللاهوتية وغيرها مما جاء فيما بعد ، قد حدثت نتيجة مفهوم وحدانية الله وعدم فهم بعضنا لمفهوم التثليث المسيحي .فوحدانية الله من الأساسيات الجوهرية التي ترجع إلى عقيدة التثليث.فجميع المسيحيون لا يؤمنون بثلاثة آلهة.بل بإله واحد، ففي تفسير جلال الدين مثلاً على سورة المائدة.الآية 76.وتفسير البيضاوي.ويحيى على سورة النساء.الآية 156.،نرى هؤلاء المفسرين تصوروا أن النصارى يعتقدون أن الثالوث.هو ثلاثة آلهة(الآب والأم والابن).وحسبوا مريم العذراء إلهاً وأنها أحد الآلهة الثلاثة المذكورين،.فلو عدنا واحتكمنا إلى القرآن الكريم يقولإلهي وإلهكم واحد).ومن أين استقى هؤلاء المفسرين وعلى أي شيءٍ اسندوا تفسيراتهم؟!رغم أن السيد المسيح عندما قال: (اذهبوا وتلمذوا وعمذوا باسم الآب والابن والروح والقدس).فاسم جاءت بصيغة المفرد لا الجمع.مع انه ذكر ثلاثة أقانيم.والواو قبل كل أقنوم تعني العطف والمعطوف على المعطوف معطوف مثلهُ.ويمكن أن نلخص عقيدة التثليث بما يلي:1=الآب والابن والروح القدس لهم جوهر واحد وهم إله واحد.
2=كل أقنوم له خاصة لا يشترك فيها الأقنوم الآخر.
3=إن انفصل أقنوم عن الأقنومين لايكون هو الله.(الانفصال فكري لا حقيقي).
الاتحاد بينهما أزلي،والوحدة غير قابلة للانفصال.لكن هناك تعيينات.وهذه التعيينات تتماشى مع مقاصد الله.القادر على كل شيء.
4=كل أقنوم مساوٍ للأقنومين في الذات والمجد.
5=الأول الآب له الخلق.رغم أن السيد المسيح والروح القدس خالقين أيضاً(هلموا لنصنع الإنسان على شبهنا).والثاني الابن والفادي.والثالث: الروح القدس.له الانبثاق وهو المعزي.وهذه الأقانيم الثلاثة المقدسة واحدة في الذات والمشيئة والقصد والسلطان وسائر الصفات الإلهية.أما قول الرب يسوع أبي أعظم مني (يوحنا ص14آية 28).فهذا بالنسبة إلى شخصيته الناسوتية.وفي موضعٍ آخر يقول: أنا والآب واحد.إن التثليث والتوحيد سر عظيم.ثم تعالوا نقول: أن الله .رحيم وجبار وعليم وقدير وما إلى هناك من صفات .فهذا لايبطل وحدة الذات ومثل ذلك تعدد الأقانيم،وهناك مثال عن الوحدة بين الأقانيم(الرجل مكون من جسد ونفس وروح)ولكن لا يكوّن أحد هذه الأمور الإنسان بدون أن تجتمع.ومثال: خيط الشمس.(النور،الحرارة، العمل الكيماوي.وهذه الثلاثة شعاع واحد لا يمكن الفصل بينهما،وهناك مثالك العقل والفكر والكلام.(المنطوق والمكتوب).وهذه التعددية لا تضارب فيها على الوحدة بل يتفقان تمام الاتفاق.لذلك نقول: أن وجود مفهوم الأقانيم ليس مضاداً للعقل.لهذا نجد أن نتطرق لموضوع أن الله محب.متى.؟ففي التثليث منذ الأزل(أحببتني قبل إنشاء العالم).وبهذا لا نعتقد بوجود صفة المحبة في الله من الأزل مالم نعتقد بتعدد الأقانيم مع وحدة الجوهر.وإلاَّ كان الله متغيراً.أي أنه ابتدأ أن يحب من لحظة خلق محبوبه.سواء السيد المسيح أو الملائكة أو الإنسان وحاشا أن يكون كذلك،.وربَّ قائلٍ يقول: لماذا التثليث.ألاَّ يكفي بمفهوم إله واحد(الله)؟
أولاً :لحل معضلات عديدة منها كيف يكون الله هو الكافي والصمد والمتكلم والودود.من قبل أن يكون كائن سواه.لان هذه الصفات لا يمكن التعليل عنها إلاَّ بتعدد الأقانيم الإلهية مع توحيد الذات.والقرآن الكريم.يقول عن عيسى(يسوع المسيح).أنه كلمة الله والكلمة هي المعبر عن فكر الله الكامل. ولكي يكون السيد المسيح واسطة للإعلان مقاصد الله يجب أن يعرف إرادة الله معرفة كاملة(أما أنا فأعرفه.والآب يعرفني وأنا أعرف الآب.يوحناص8./55)و10/15.والسيد المسيح الكلمة.عندما تجسد أخذ صورة عبد صائراً في شبه الناس .وربما يسأل سائل فيقول: كيف اتحد المقدس بغير المقدس.فقد شرحنا .إن الله طهر مريم من الخطيئة الأصلية .والله قادر على كل شيء .فطبيعة السيد يسوع البشرية لم تكن كطبيعتنا العادية وأن وجد فيها كل ما يشبهنا عدا الخطيئة،ونقول: كيف تتحد الروح الإنسانية الخالدة في الجسد الفاني؟!.
وكي نصل إلى أهم النقاط التي فيها الاتفاق والاختلاف بين المسيحية والإسلام،نقول:
1=الإسلام الحقيقي.يقر للمسيحية بأنها دين سماوي.ويقر للسيد المسيح بأنه بشراً غير عادي.أقصد لقد أقر بألوهية السيد المسيح حين قالهو روح الله ألقاها إلى مريم.وكلمته.فروح الله وكلمته أزليتان أزل الذات الإلهية.وغير محدثتان.والمسيح مؤيد من الروح القدس.وولادته العذراوية.دون أن يمسسها بشر ،وله العصمة والوجاهة وهو الشفيع ،وهو المحي،فقد أقام الموتى وأشفى العمي والبرص والمفلوجين،ومنزل المائدة،وهو الوحيد الذي لم يمسه الشيطان أثناء الولادة،وهو الذي رفعه الله إليه عندما أراد اليهود أن يصلبوه بحسب قول القرآن.وهو حي في السماء.وهو الديان الوحيد.( وهنا أقول أن القرآن الكريم يتقدم بحسب رأي وعلمي على الكثير من كتب لفرق مسيحية..)
2=الإسلام الحقيقي.يقر للمسيحية بأنها دين التوحيد،لا تشرك.لأن الإسلام لم يحارب التثليث الحقيقي،بل ذكرنا سابقاً أنه حارب البدع التي كانت تقول بثلاثة آلهة،ولأن المسيحية تؤمن بإله واحد أحد لا شريك له(لأن الجوهر للأقانيم الثلاثة في المسيحية هو واحد).والمسيحيون كتابهم فيه هدى ونور،وقد صدقه الرسول لأن هذا ما دعاه الله إليه،لكن هناك نقاط تمَّ تفسيرها من قبل بعض المسلمين في غير موضعها،ومنها.
أ= ابن الله.هذه البنوة الروحية(الإصدار العقلي).فُسرَّ بتواصل جنسي.وحاشا لله أن يكون له ولد،أو أنَّ يكون له صاحبة،فإذا كان الازدهيون(اليازيد).الزردشتيون ،في عقيدتهم،والتي ترجع في نشأتها إلى أقدم الأفكار الدينية في بلاد ما بين النهرين تقول: وقبل اليهودية والمسيحية والإسلام (الله لا شريك له ولم يلد ولم يولد.ثم يقولون في شهادتهم(أنني اشهد بأن الله واحد لا إله إلا الله وأن الملك الطاوس حق وحبيب الله).فهل من التفكير السليم أن تأتي المسيحية،وتفكر بهذه السذاجة وتقْدمْ على قولٍ سيجعل موقفها هشاً،وتقول:أنَّ السيد المسيح هو ولد الله كالبنوة البشرية ؟؟هذا لا يقتنع به حتى ابن السادسة. لو قالوا: له أن المسيحيون قالوا بولد لله.وحاشا ذلك.
ثمَّ كيف لك أن تنكر أن الله قال: أكثر من مرة عن السيد المسيح(هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ له اسمعوا).وبأي حقٍ تؤكد على الوحي الذي بين يديك وتنفيه عن الآخر؟! لماذا؟!!وهل تستطيع أن تبرهن على ما تقول وتأتي لنا بما يدعم أقوالكَ؟!بطريقة موضوعية بعيدةٍ عن شروطٍ مسبقة.؟!
ب= حادثة الصلب.أي صلب السيد المسيح.لم يقل المسيحيون أن السيد المسيح،صلب في الخفاء.بل هناك حادثة التآمر عليه لأنه مفتن للأمة.وهناك معادلة نفسه بالله.كما نجد كيف تمَّ إلقاء القبض عليه في بستان الزيتون.من قبل اليهود وكان يهوذا الاسخريوطي تلميذه قد تآمر عليه لقاء ثلاثين من الفضة،التلاميذ كلهم كانوا حوله وجاء اليهود ورجال دينهم.يمثل للاستجواب أولاً عند رئيس الكهنة قيافا.وبعدها هاهو السيد المسيح يمثل في بلاط بلاطس البنطي الحاكم الروماني،يغسل يديه ذاك القائد من خطيئة صلبه (يقول: خذوا اصلبوه أنتم).وهناك شعب كامل شاهدوا السيد المسيح وهو يحمل صليبه إلى جبل الجلجلة، وأمه العذراء تقف تحت الصليب والتلميذ يوحنا يكون موجوداً، فيقول السيد المسيح للعذراء أمه(هذا هو ابنك وهذه هي أُمكَ)لقد تعهدها التلميذ يوحنا.وهنا رداً على بعض الفرق التي تقول أنَّ العذراء مريم عرفها يوسف خطيبها بعد ولادة السيد المسيح.(وحاشا).فلو كان لها أولاد أو بنات من يوسف خطيبها لماذا تبقى في عهدة تلميذ السيد المسيح؟! .يُصلب بين لصين ،يوسف من الرامة يستأذن بلاطس أن يأخذ جسد يسوع الذي فارق الحياة بصرخة عظيمة انشق حجاب الهيكل إلى نصفين وأظلمت الدنيا،قبر في قبرٍ منحوت واحكموا بابه بحجر كبير وعليه الحراس ،وفي اليوم الثالث يقوم بشهادة الرسل والحراس وحتى رئيس الكهنة وكل الشعب.إلى الجليل هناك تروني يأمر التلاميذ.وهناك يقيم معهم أربعين يوماً وهو يظهر لهم ويريهم مكان المسامير وجسده الممجد.وبعدها يدعوهم وينفخ فيهم ليقبلوا الروح القدس الذي قال أنه سيرسله الآب باسمه.وهم على هذا النحو وإذا بالسيد المسيح يصعد أمام أعينهم حتى لم يعد يروه،وصوت يقول :هكذا سيأتي ... فهل كان كل هؤلاء وهذه الأحداث في حلم أم أن شهادتهم لا تكفي؟.ويخطر ببالنا ومن حقنا السؤال؟لماذا جاء أن السيد المسيح لم يُصلب بل أُلقى بشبهه على آخر؟لماذا؟.ليس هناك من إجابةٍ شافية موضوعية.رغمَّ أن القرآن الكريم يقول:عن أن السيد المسيح سيموت.بالصلب أو بغيره(سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا).ثمَّ في سورة آل عمران.الآية 55(إذ قال الله يا عيسى أني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا،وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.).والوفاة هنا ليس المقصود بها النوم.كما فسرها بعضهم،أو آخذك وافياً بروحك وبدنك،بل هي الموت الذي تفارق فيه الروح البدن.(الطبيعة البشرية وليس الطبيعة الإلهية).
3=المشكلة الثالثة تؤكد المفاهيم الإسلامية على أن السيد المسيح رسول الله.مع ما سبق وبيناه من إقرار تلك المفاهيم أنَّ للسيد المسيح صفاتٍ عدة، وصفة الرسول لا تضير العقيدة المسيحية.أجل السيد المسيح رسول الله.وهذا لا ينفي ألوهيته،وفي الإنجيل العديد من الآيات التي تدعوه رسولاً.ومعلماً وصالحاً..وأبن الإنسان.ولكنه ليس كباقي الرسل والأنبياء بشهادة القرآن الكريم.( هو روح الله.وكلمته،وله العصمة،وهو الشفيع المستجاب.وهو الديان).وفي الإنجيل هو رسول وكلمة وهو روح الله وكلمته.وهو الله المتجسد.هو بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته.بعدما صنع لنفسه تطهيراً لخطايانا.جلس في يمين العظمة(وهنا التعبير أي في مركز المفهوم الإلهي).والسيد المسيح هو رسول وإله معاً.
4=مشكلة التحريف.يدعي الأخوة المسلمون. أن المسيحيون واليهود قد حرفوا في التوراة والإنجيل، التي شهد لها القرآن.ومن حقنا السؤال.لماذا حرفوا..ومتى كان ذلك؟!وهل كنت تعلم لغة التوراة والإنجيل حتى تستطيع أن تقول بالتحريف. أوتنتقد.ولم يكن لك أن تحتفظ بنسخة منهما؟كيف وعلى أي ثوابت يقوم هذا الادعاء؟.أولاً: القرآن الكريم يقول: بأن المسلمين كانوا غافلين عن كتاب اليهود والنصارى:جاء في سورة الانعام155(أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين).
وهناك أدلة عقلية ونقلية ومنطقية وواقعية تؤكد على عدم وجود من يعرف القراءة والكتابة ،وكتب التاريخ تحفظ ذلك.ونأخذ مثلاً الخط الذي تُكتبُ به اللغة..لم يكن للعرب خطوط.رغم أن الخط السبئي(نسبة إلى مدينة سبأ).والخط المسند الحميري(نسبة إلى قبائل حمير).ومنهم الشهداء الحميريين.وهؤلاء السبئيون والحميريون الذين يملكون خطوطاً هم من العرب النصارى الذين لغتهم وخطهم هو آرامي(واللغة سريانية).وكذلك عرب شمال الجزيرة ،نقصد النبط الساكنين في سلع(البتراء).فهم وبشهادة كل المؤرخين والكتبة والعارفين.هم سريانيين جنساً ولغة(معجم البلدان.ياقوت الحموي.ج3.ص.934.)أما أهل الحيرة والأنبار.فقد أخذوا عن السريان الخط المنظم فدعي الحيري أو الأنباري.ثمّ سميَّ فيما بعد الخط الكوفي.فقتل جميع الخطوط وأصبح أصل الخطوط المدعوة اليوم عربية،وقد ظلَّ القاطنون الجزيرة والحجاز بعيدين عن الخط إلى أن نزل مكة رجل من كندة يٌسمى بشر بن عبد الملك.وكان قد تعلم الخط الأنباري،فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان.فتعلم أبوها حرب بن أمية وجماعة من قريش الخط منه،وبذلك دخلت الكتابة الأنبارية السريانية الحجاز،وفي آخر أيام بني أمية أراد كاتب اسمه قطيبة.أن يخرج من تحت نير الخط الكوفي.وأبدع من خلاله الخط الجليل.والخط الطوماوي،ثمَّ ظهر محمد بن علي بن قلعة .واشتق من الخطين نوعاً اسماه البديع.وأخذ يهذبه ويحسنه.وكان هو الخط المدعو بالنسخي،علماً بأن الخط الكوفي أُخذَّ من الخط السرياني المدعو الأسطرنجيلي.وهاك سيدي ما يقوله: العقد الفريد لابن عبد ربه.وفي الجزء الثاني(أنَّ ثلاثة من طيء اجتمعوا ببقعة وهم/مرار بن مرة،واسلم بن سعدة،وعامر بن جدرة/.فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية.فتعلمه قوم من الأنبار،وجاء الإسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير بضعة عشر إنساناً.).وهذا ما يقوله السيوطي في المزهر.ج.1،وما يقوله ابن النديم في الفهرست.ص40،والبلاذري في فتوح البلدان،وأما في العصر الحديث.نجد الدكتور شوقي ضيف، وفي كتابه(العصر العباسي الأول).يقول: أن أهل الجزيرة والعراق كانوا يتكلمون الآرامية وما انبثق منها من النبطية والسريانية).كل هذه الإثباتات والشواهد تؤكد عدم معرفة من قالوا:أنكم حرفتم كتابكم،ولكن عندما تم تعليمهم .وشاهدوا كم من الآيات تشهد عن مجيء السيد المسيح.حتى زرادشت يشهد للسيد المسيح،فكان لابدَّ من طرح هذا القول: لقد حرفتم كتابكم.لماذا؟! لأنها خلت من اسم الرسول العربي الكريم؟.لكن هذا الادعاء .لا يثبت أمام العديد من الأدلة.ثمَّ إنَّ عبقرية الرسول العربي (ص الله عليه وسلم)موجودة من خلال ما أحدثه من نظامٍ اجتماعي وديني وسياسي،وليست ميزة أي نبي بما تنبأت عنهُ الكتب.لأنه فقط نبي.ثمَّ هناك خلاف بين النبي والرسول وبين عيسى بن مريم الذي ذكره القرآن الكريم. ثمَّ هل المسيحية تقوم على مجموعة النبوات التي صدرت عن السيد المسيح؟.أن تلك النبوات لا تشكل جوهر القضية.جوهر القضية يكمن في شخصية السيد المسيح.وما امتاز به من صفات لم ولن تتوفر في أي من البشر.لأنه إنسان كامل وإله كامل،وصنع بموته الكفاري لنا فداءً.ومن يؤمن به يستحق أن يُدعى ابناً لله.وليس عبداً للنواميس .ثمَّ جميعنا يعلم أن القرآن الكريم كان مصاحف حتى عهد عثمان بن عفان حيث تمَّ جمعهُ،من قبل زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن العاص،وعبد الله بن الحارث بن هشام،وأمر عثمان بحرق كل المصاحف الباقية التي تخالف المصحف الذي جمعوه بلغة أهل قريش،.علماً أنَّ عائشة قالت:كانت آية الرضاعة عشرة فنسخت بخمسه.وعن آية الرجم روى مسلم عن عمر بن الخطاب.فقال: كانت (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما).وعثمان حذف سورة الخلع والخفض أو القنوت.وقالت الشيعة كان هناك العديد من الآيات التي تشير لعلي بن أبي طالب.كرم الله وجههُ لا نجدها اليوم في القرآن،(سورة النساء.136و164،وسورة المائدة.آية71وسورة الشعراء).
وهاك ما جاء في كتاب تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي،للدكتور علي حسني الخربوطلي.ص26و27(كان أهم ما أثار غضب أهل العراق على عثمان مسألة المصاحف.ففي السنة الثلاثين من الهجرة(بلغ عثمان ما وقع في أمر القرآن من أهل العراق،فإنهم يقولون قرآننا أصح من قرآن أهل الشام لأننا قرأنا على أبي موسى الأشعري،وأهل الشام يقولون قرآننا أصح لأننا قرأنا على المقداد بن الأسود وكذلك غيرهم من الأمصار.فأجمع الناس رأيه ورأى الصحابة على أن يحمل الناس على المصحف الذي كتب في خلافة أبي بكر وكان مودعاً عند حفصة زوج النبي (ص) وتحرق ما سواه من المصاحف التي بأيدي الناس ففعل ذلك.وقال: عثمان إن اختلفتم في كلمة فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل القرآن بلسانهم.هذا الكلام أخذه الدكتور الخربوطلي عن أبو الفداء(المختصر في أخبار البشر.ج1.ص167و168).ويتابع الخربوطلي ويقول:ثمَّ جمع عثمان المصاحف من جميع الأمصار(ثمَّ سلقها بالماء الحار والخلّ وقيل أحرقها)هذا ما جاء في كتاب اليعقوبي الجزء الثاني ص 137. أما عبد الله بن مسعود فرفض أن يسلم مصحف الكوفة إلى عبد الله بن عامر وخطب في أهل الكوفة قائلاً.((أما بعد،فإن الله قال(ومن يغلل يأتِ بما غلَّ يوم القيامة)،وإني غالٍّ مصحفي فمن استطاع منكم أن يغل مصحفه فليفعل)) هذا ما جاء في كتاب ابن العربي (العواصم من القواصم،ص 70).فأرسل عبد الله بن عامر إلى عثمان من يخبره بأمر امتناع ابن مسعود(وكتب إليه عثمان:أن أشخصه إن لم يكن هذا الدين خبالا وهذه الأمة فساداً،فدخل المسجد وعثمان يخطب فقال: عثمان.إنهُ قد قدمت عليكم وأبة سوء.فتكلم ابن مسعود بكلام غليظ،فأمر به عثمان فجر برجليه حتى كسر له ضلعان فتكلمت عائشة وقالت قولاً كثيراً)وانتهى كلام الدكتور علي حسني الخربوطلي ص27.
وأما تنقيط القرآن الكريم .كما هو اليوم فقد تمَّ بعد أن جاء أبو الأسود الدؤلي سنة569 الموافق 688م.ولابد من القول كانت الكتابة بالخط الكوفي المشتق من الخط السرياني(الاسطرنجيلي).وهنا لابدَّ من ذكر ما روى محمد بن عمر المدائني في كتابه القلم والدواة.حيث قال:سأل رسول الله زيد بن ثابت أتحسن السريانية؟! قال:لا قال أذهب وتعلمها لأنها لغة الملائكة.فذهب وتعلمها زيد في سبعة عشر يوماً.من هذا نستدل على عدة نقاط جديرة بالاهتمام وإمعان النظر.منها أن اللغة التي كانت سائدة هي السريانية.والرسول العربي صلوات الله عليه يحض على تعلمها.ولأنها كانت لغة التوراة والإنجيل.وكان الناس يتكلمون بها.ولكنهم لا يعرفوها كتابة وقواعد ونحو وصرف،ونرى في حض الرسول زيد بن ثابت لتعلم السريانية.يعطينا القناعة بأن الرسول(ص) عندما أتخذ من زيدٍ كاتباً يدون الآيات التي كانت تنزل على الرسول. كانت تدون باللغة التي قال: عنها الرسول. أنها لغة الملائكة.لأنَّ الخط الكوفي، لم يكن زمن الرسول قد وجد بل كان الاسرنجيلي(السرياني).لأن الكوفي سبق وأشرنا إليه في الصفحة49.
وقبل أن نختتم هذا البحث الذي لو كتبنا فيه لم نصل إلى ما يرضي الجميع، لكن الأمر يتوقف على أن نجيب على الأسئلة التالية.
1=هل لنا من الإيمان.؟.علينا أن نؤمن بأن الله قادر على كل شيء.عظيم هو سر التقوى.الله ظهر في الجسد…ظهر في السيد يسوع المسيح،عيسى بن مريم،(تدرع بالجسماني).
2=هل تريد أن تتبع مدرسة فكرية أو دينية.؟أية مدرسة نتبع؟.من هو معلم هذه المدرسة.؟ هل نتبع الذي قال أحبوا بعضكم بعضاً .وقال: أحبوا أعدائكم .؟.هل هو حقاً شفيع أم مجرد أن ننسب صفات غيرنا لنا ونعزي أنفسنا؟!.لكن للحق قوة لأن الله قوة وروح الحق يحررنا من كل الحواجز حتى نعرف قيمة الخلاص الذي قدمه السيد المسيح على الصليب.من أجلنا نحن الخطاة،أنظر إلى قول السيد المسيح..كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم أيضاً، أنا هو الألف والياء،أنا هو الطريق، أنا هو نور العالم، أنا هو الراعي الصالح، أعمالاً ومعجزات تفوق العقول.لك أن تختار.لكنني أردد قوله العظيم(كل من آمن بي وان مات فسيحيا).هل تريد أن تخلص.؟آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك.اقرأ كل الكتب .افتح عقلك وحرره من سيطرة العالم .إذا كنت قد خُلقت حراً عليك أن تقرأ حتى تلك الكتب التي تشعر أنها ضد كل ما تعتقد.بهذا الشكل تكون قد اقتربت من شطآن الحقيقة.فالله هو الحقيقة التي نبحث عنها جميعاً.وليس هناك فضلٌ لمن ولد في بيتٍ يُسمى بمسيحي عن غيره الذي ولد في بيوت تُدين بفرقٍ أخرى..والله الواحد للجميع حيث الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله.الذي هو الحقيقة التي نفتش عنها جميعاً،لكن يوجد من يوصلنا إليها ويمنحنا البنوة الحقيقية.وعندها لا يحكم علينا الناموس، لأن الناموس .كان مؤدبنا إلى السيد المسيح.فالناموس والفرائض هذه ظل الأمور العتيدة.لقد علقها السيد المسيح على الصليب.لماذا تقف عند رأي واحد في قضية الصلب.؟لماذا تنكر وثائق غيرك ومن سبقوك.فقط لأنها هكذا جاءت؟!.افتح عقلك إذا كنت تريد الحقيقة والنور،والذي يؤمن عليه أن يؤمن بدون إكراه.وأملنا في كل المثقفين من كل المذاهب،حيث يوجد من يملكون الواقعية والعلمية في البحث والاستنتاج والاستقراء،ويتحتم علينا القول:أنَّ الأوطان بحاجة إلى الوحدة بين أبنائها،وليس إلى تلك الدعوات التي تكفر فريقاً أو تتهمه بغير ما هو عليه،والله وحده هو الذي يحاسب الناس،
وسلام ربنا يسوع المسيح مع جميعنا آمين.
* ألمانيا.شتاتلون.9/7/1999م.
اسحق قومي
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل مقيم في ألمانيا


مراجع البحث الأول:
1=الكتاب المقدس.بعهديه القديم والجديد.
2= القرآن الكريم.
3= لغز عشتار .لفراس سواح الطبعة الخامسة.دمشق 1993
4=الملل والنحل.للشهرستاني.دار المعرفة.بيروت.ط.ثالثة.1993م.
5=ميزان الحق.تأليف الدكتور فاندر.ط.1923م
6=المسيحية في الإسلام.القمص إبراهيم لوقا.ط.4.
7=كنيستي السريانية.للمطران اسحق ساكا.مطبعة الألف باء.دمشق 1985م.
8= تاريخ مختصر الدول.لابن العبري.
9= عبقرية المسيح.عباس محمود العقاد.
10=تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي.للدكتور.علي حسني الخربوطلي.دار المعارف المصرية.1959م.(دار المعارف بمصر.5شارع ماسبيرو.القاهرة).
11=صبح الأعشى مج1 ص 165








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني