الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية

إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ

2017 / 4 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لوكان النظام عادلاً ماهربن!
عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية


"شأنٌ عائلي".
هكذا أعلنت السفارة السعودية في الفلبين.
و فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها تصرخ بعلو صوتها.
"سيقتلوني. أهلي سيقتلوني. دمي في عنق الخطوط الفلبينية والحكومة السعودية."
تصرخ وتركل.
ومن في المطار ينظر، وهي تصرخ و تركل، ورجلان يَجُرانها جراً إلى الطائرة.
ولا مجيب.

"شأنٌ عائلي".
تقول السفارة السعودية، وصوتها مُحرج.
والسلطات الفلبينية تهز رأسها مصدقة.
جبانة.
لا أقل ولا أكثر.
انتهكت كل قواعد القانون الدولي عندما أوقفت الفتاة الراشدة رغم إرادتها، وسلمتها إلى السلطات السعودية.
كأنها مجرمة.

ونحن نتفرج.
نتفرج على فتاة، عاقلة راشدة، تُجَر جراً إلى طائرة، تأخذها عنوة إلى دولةٍ لا تعرف كيف تحميها.

دينا علي.
فتاةٌ شجاعة.
قررت أن تكسر قيودها.
أن
تكون.
إنساناً.
حُراً.
طليقاً.

تعبت من نظاِم وَطن، يتعامل معها دوماً على أنها قاصر.
قاصر.
تحتاج منذ لحظة مولدها إلى دفنها إلى ولاية ذكر. كل ما يميزه عضوه الذكري.
نظام لايعترف بأنها إنسان راشد بالغ قادر على اتخاذ قراراتها بنفسها.

نظام دولة لاتعرف كيف تحميها.
إذا تعرضت إلى إستغلال أو تعنيف أو انتهاك جنسي من وليها، وهذا يحدث كثيراً، لا تستطيع أن تتقدم بشكوى. لأن قانون بلدها يعطي وليها فقط الحق في التقدم بالشكوى!

هل هذا عدل.

دينا تعبت من مجتمعٍ يلعنها لأنها أنثى.
يُقيد حركاتها.
يكبلها
في كل خطوة.
يُكمم فمها.
يَعد عليها انفاسها.
كل زفرة. كل نفس.
ويغرس أشواكه في جسمها.
غرساً.
تقُطع فيها اشلاءاً.
ويصر عليها كالأبله أنه يُكَّرمها.
بقيوده. بأشواكه. بسكاكينه. حتى وهو يرى الدماء تسيل منها.


دينا
تعبت.
فهربت.
قررت أن تتقدم باللجوء إلى إستراليا بحثاً عن نظام يَسمح لها بأن "تكون".
تكون.
إنساناً.
حُراً.
بالغاً.
طليقاً.

هل نَلومها هي؟ أم نلوم نظام الولاية؟
هل نلَومها هي؟ أم مَن إنتهكَ أدميتها؟

هي ليست أول من هرب ولن تكون آخر من سيهرب.

فلو كان النظام عادلا ماهربن.
لو إَحترم ادميتَهن ماهربن.
لو وفر لهن الكرامة ماهربن.

"شأن عائلي".
تصر السفارة السعودية وهي تشيح بوجهها.
مُحرجة في الواقع.
و فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها تصرخ، وتَركل، ورجلان يَشدانها قسراً يمسكان بها، من يديها ورجليها.
ونحن نتفرج.
ياغلبة الرجال.
نتفرج على فتاة، عاقلة راشدة، تُجَر جراً إلى طائرة، تأخذها غصباً إلى دولة لا تعرف كيف تحميها.
آه من قهرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا