الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم لاستفتاء تقرير المصير

صلاح بدرالدين

2017 / 4 / 18
القضية الكردية


نعم لاستفتاء تقرير المصير
صلاح بدرالدين


تم استخدام مصطلح مبدأ حق تقريرمصير الشعوب وبأشكال متفاوتة منذ أواخر القرن التاسع عشر كما تم تطوير وتعميق محتواه منذ نهاية الحرب الكونية الأولى وكان ومازال مثار اجتهادات وتفسيرات متباينة في التطبيق والتفاصيل في الأوساط الفكرية والقانونية ولكن الكل متفقون على مبدأ حرية الشعوب حسب ارادتها واختياراتها المحددة خصوصا منذ أن تبنت هيئة الأمم المتحدة عام واحد وخمسين وتسعمئة وألف هذا المبدأ في ميثاقها بصورة حاسمة ولم يعد المجال متاحا أمام خصوم هذا الحق ( وجلهم شوفينييون الى حدود العنصرية ) ينتمون الى القوميات الغالبة السائدة في التلاعب بمصطلحه ووضع الشروط التعجيزية من حوله وتحجيمه في اطار الأوتونومية أو الفدرالية أو ربط مصير شعب ما مثل الشعب الكردي شاءت الارادة الاستعمارية حرمانه من الحرية والابقاء عليه في اطار حدود دول تحكمها أغلبيات عددية من أقوام أخرى بأن تشارك في تقرير مصيرالكرد نيابة عنه حيث النتائج مرسومة سلفا .
استفتاء شعب كردستان العراق
من الواضح أن القيادة السياسية الحكيمة وفي الحالات المصيرية من واجبها العودة الى الشعب لتحسم الأغلبية أمرها حول الخيار النهائي الذي يجسد اراداتها المشروعة وهذا ماتتبعه الآن رئاسة اقليم كردستان العراق بالتشاور مع القوى الشعبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني اضافة الى شركاء الوطن من المكونات السياسية العراقية من أجل توفير شروط تنظيم الاستفتاء العام في الوقت المناسب وأغلب الظن انه سيكون في بحر هذا العام حيث سيترك المجال للمواطنين لتحديد سبيل تقرير مصيرهم بالاستقلال أو الكونفدرالية مع عرب العراق او الاكتفاء بالفدرالية المتجددة .
لاشك أن عملية الاستفتاء ستشمل كافة أطياف وقوميات شعب كردستان العراق وسيضع الجميع أمام الاستحقاق أي أن كل قوميات الاقليم ستصوت لتقرر مصيرها وليس الكرد فحسب وسيتحول كردستان الى موقع متقدم في حل قضايا المكونات الأخرى مثل المسيحيين ( الكلدو آشور سريان أرمن ) والتركمان والعرب المقيمين ليس ضمن الحدود الادارية الراهنة للاقليم فقط بل في مناطق ومدن مازالت تحت رحمة المادة 140 من دستور العراق مثل سنجار وسهل نينوى وكركوك وغيرها .
ان سير عملية الاستفتاء كما هو مقدر لها هو تعزيز للتجربة الكردستانية الواعدة في الاقليم وعنوانها البارز : العيش المشترك بين كل المكونات والحل السلمي الديموقراطي عبر الحوار لمختلف القضايا وحرية السوق وترسيخ التسامح القومي الديني المذهبي كما سيمهد السبيل كماذكرنا لتنفيذ مشاريع اقامة تنظيمات ادارية جديدة تستجيب لارادة الغالبية الدينية والأثنية في سنجار التي حسمت مسألة ارتباطها المصيري كجزء من كردستان العراق منذ زمن بعيد وكذلك منطقة سهل نينوى التي ستقرر طبيعة علاقاتها حسب العملية الديموقراطية مع اقليم كردستان والمركز الاتحادي ببغداد .
ان الفضل في تحقيق عملية الاستفتاء كاستحقاق ديموقراطي حضاري ومهما كانت نتائج الخيارات يعود الى الجميع من كرد وعرب وغيرهما فالفدرالية الراهنة بالاقليم هي حصيلة التوافق الكردي العربي في حقبة معارضة نظام الدكتاتورالمقبور وميراث مؤتمرات المعارضة في لندن وبيروت وصلاح الدين وتجليات حل القضية الكردية لأول مرة عبر الحوار والتوافق والاصطفاف ضد الدكتاتورية ومن أجل الديموقراطية صحيح أن الشريك العربي العراقي المعارض في تلك المؤتمرات أقر حق تقرير مصير الكرد بشكل مشروط أي من دون الانفصال والزام الفدرالية ولكن صحيح أيضا أن الظروف تغيرت وموازين القوى الكردية والعراقية اختلفت والبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في الاقليم اعيد ترسيخها وتطويرها خاصة بتوفر النفط والغاز كما أن الشراكة ( الفدرالية ) مع بغداد لم تعد تلبي طموحات شعب اقليم كردستان لأسباب شتى من أبرزها توقف العملية السياسية الديموقراطية في العراق الاتحادي وسيطرة الذهنية الطائفية في المركز وعدم التزام الحكومات العراقية المتعاقبة بالعهود والوعود وبمواد الدستور لذلك فان الظرف مناسب لاجراء عملية استفتاء جديدة بعد مرورأكثر من عقدين على اعلان الفدرالية وابرام عقد جديد عبر الحوار والتوافق الوطني .
موقف – ب ك ك – ضد حق تقرير مصير شعب كردستان
التيار المغامر بالحركة الكردية الذي يقوده – ب ك ك – يقف بالضد من حق تقرير مصير شعب كردستان نظريا برفض المبدأ بالجملة والتفصيل وانكار الدولة القومية الكردية حيث هناك على كوكبنا أكثر من 190 دولة قومية عضوة بهيئة الأمم المتحدة ( مع موالاة قادة هذا الحزب لأنظمة في دول قومية متطرفة مثل ايران وسوريا ) واختراع مصطلحات لاسند قانوني أو تاريخي أو واقعي لها مثل تعبير ( الأمة الديموقراطية ) وعلى الصعيد العملي وعلى أرض الواقع تورط التيار المغامر بقيادة – ب ك ك – مع توابعه وفروعه وتفريخاته في الشؤون الداخلية لاقليم كردستان العراق في الظروف الدقيقة الراهنة حيث يتعاون مع أكثر مراكز القوى الشيعية العراقية تطرفا وتعصبا مثل الحشد الشعبي وجماعة المالكي للنيل من مكاسب شعب كردستان تارة باثارة الفتن في سنجار أو بالاصطفاف مع تيارات مغامرة كردية مرتبطة بأجهزة قاسم سليماني لمعاداة رئاسة الاقليم وحكومته وزرع العراقيل أمام اجراء عملية استفتاء تقرير المصير .
في الوقت الذي تقف الجماهير الكردية في مختلف أجزاء كردستان وفي جميع أماكن تواجدها الى جانب شعب كردستان العراق لتحقيق ارادته وتقرير مصيره كما يراه مناسبا والتي تعتبر الاستفتاء عرسا قوميا حضاريا ديموقراطيا في الوقت ذاته تقف أوساط – ب ك ك – القيادية في صف قوى الشر والعنصرية والعدوان وتحيك الخطط والمؤامرات في الغرف المظلمة وبالتعاون مع دوائر الاستخبارات الاقليمية في وضع القيود والضغوط التي تؤثر سلبا في تعبير الشعب عن ارادته والنيل من ارادة شعب يكافح منذ أكثر من قرن للوصول الى مثل هذا اليوم يحقق فيه ارادته بكل حرية .
قادة – ب ك ك – وخصوصا القابعون في جبال قنديل يدفعون الأمور باتجاه التصعيد والمواجهة واجهاض الحل السلمي الذي يحقق مبدأ تقرير المصير بالتناغم والتعاون مع قوى وأنظمة اقليمية معادية في محور الممانعة بزعامة طهران ليس للحقوق بل حتى للوجود الكردي في كل من سوريا والعراق وهذا الموقف الموتور المغامر من جانب جماعة قنديل ينبع من اعتبارين الأول ارضاء أصحاب القرار في العواصم المحيطة المتواطئة معها والثاني فرض سياساتها بقوة السلاح وعبر ترهيب الشعب الكردي المسالم وفرض الأتاوات والتهديد بالتصفية والاعتقال والتهجير كما يجري منذ عقود تجاه كرد تركيا الذين نزح الملايين منهم نحو المدن التركية ومنذ عدة سنوات حيال الكرد السوريين الذيت ترك نصفهم أرض الآباء والأجداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد