الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمار الحكيم يفتح المزاد مبكرا

حسين القطبي

2017 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان اعلنت القيادة الكردستانية عن نيتها اجراء استفتاء جماهيري في المناطق الكوردية، من اجل الاستقلال، لم تتقدم اي من شخصيات المنطقة الخضراء بالرد، لابالاتهام ولا بالتحذير ولا حتى بمجرد التهديد كما جرت عليه العادة في المشادات السابقة بين المركز والاقليم، وكأن الامر لا يعنيها اصلا!!!!

لكن هذا الهدوء لا يعني بأن السادة والسيدات في المنطقة الخضراء يتجاهلون حدث بمثل هذه الاهمية، فهو بالتاكيد سيكون خبطة الموسم الانتخابي القادم، خصوصا وان الشد الاعلامي بين المركز والاقليم قد حقق نتائج مذهلة في المواسم الانتخابية السابقة، جعلت من السيد نوري المالكي على سبيل المثال، الذي اثبت خلال ثمان سنوات من الحكم، انه افشل من حكم العراق منذ تاسيس الدولة عام 1921 الى اليوم، يحصد الرقم القياسي في عدد الاصوات في بغداد، والسيدة حنان الفتلاوي مثله في بابل..

صمت السياسيين هذا، افسره على انه خبرة في مجال توضيف الشعارات الانتخابية، فرجال الاحزاب الدينية قد جمعوا على مدى العقد ونصف الاخير من الخبرات ما يجعلهم يجيدون فن توضيف الشعار المناسب في الوقت المناسب. وحرق هذا الشعار الانتخابي الدسم مبكرا سوف يعني بالتاكيد نفاذ صلاحيته في موسم الانتخابات الذي سيجري بعد نحو العام.

الا ان السيد الحكيم، ولا ادري اذا كان ذلك بسبب قلة الخبرة والتسرع، ام لاهداف خاصة، فتح المزاد الانتخابي اثناء زيارته الاخيرة للقاهرة، في مقابلة متلفزة، حيث ابدى اول بوادر اول الاراء حول استقلال الدولة الكوردية في الشرق الاوسط. وبدا بتوضيف الشعار مبكرا.

ومهما كان سبب تسرع السيد الحكيم، فهو يشير الى انه بدأ يعي خصوصية الشارع العراقي، واهمية التجاذبات القومية والطائفية في تحريك الحس الانتخابي، بعد الفشل الذريع لثيمة حملاته السابقة، المبنية على ترديد هتافات "نعم نعم للرياضة"، و"كلا كلا للغلاء"، او حتى مخاطبة المرأة على اعتبارها قوة انتخابية منفصلة، فهذه هي الطريقة التي تحرك الشارع الايراني وليس العراقي، كون المراة في طهران تذهب لصناديق الاقتراع بمفردها، وتدلي برايها بعيدا عن ضغوط العائلة، وهذا لا يحصل، وربما لن يحصل، في المدى القريب عندنا.

بالتاكيد اتفق مع السيد الحكيم، في اكتشافه هذا، وهو ان كوردستان تمثل نقطة مهمة ومفصلية في الشعارات الانتخابية في العراق منذ العام 2005، وكان رائدها السيد ابراهيم الجعفري، وبرز من خلالها للواجهة الكثير من السياسيين السنة كالاخوين النجيفي، او الشيعة مثل الشهرستاني وعالية نصيف، الخ.

ويبقى افضل من استثمر في شعارات الاقليم هو السيد نوري المالكي، فكان يدفع بذكاء، مؤشر التوتر مع الاقليم في ايام الانتخابات حد التهديد بالحرب، على غرار محاولة اجتياح مدينة خانقين، ووضع احد البعثيين المشاركين في عمليات الانفال على راس الفرقة 12، التي انشأها في كركوك للتهديد باجتياح الاقليم، وليس اخرها الشحن الاعلامي حول نفط الاقليم وتصديره.

لهذا اعتقد بان على السيد الحكيم يخطو بالاتجاه الصح، لكن فقط عليه ان يعرف بان لعبة الانتخابات هي ليست مجرد رفع شعارات، وانتظار المحصول، وانما الاهم من ذلك هو معرفة التوقيت المناسب لتوضيف ذلك الشعار، وعدم التسرع في فتح المزاد الانتخابي باكرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ