الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعتصام الكامور تونس : تحرك وطني من أجل التوزيع العادل للثروة ، بأفق أممي

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2017 / 4 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إعتصام الكامور وإن كان في تطاوين فهو ليس "تطاوينيا" بالمعنى الجهوي البائس الذي يقدمه الاعلام ، وان قام به الشباب فهو ليس "شبابيا" بالمعنى الفئوي الذي يظهر عليه ، إنه بإختصار حركة نضالية متجذرة المطالب تهدف رأسا الى إعادة توزيع الثروة الوطنية على مستحقيها ، إنه تطور ومراكمة منطقية وطبيعية على أحداث ديسمبر -جانفي 2011 ، يعبق برائحة التونسة ، يربط الجسور مع إضراب الكاف وتحركات القيروان ، ماجل بالعباس ، حاسي الفريد ،القصرين ، المتلوي ، الرديف ، بن قردان ، الشعال ، صفاقس ، سيدي بوزيد ...الخ إنه تحرك وطني بإمتياز لا يمكن إجتزاؤه من جملة الحراك النابع من وعي حسي سليم بضرورة تغيير نمط الحكم و الحوكمة ونمط انتاج الثروة وتوزيعها وإعادة توزيعها .
ليست هناك الى حد الآن أي شبهة لدعاوي التقسيم و الاجتزاء التي يتهم بها القائمون على الإعتصام ، ولا توجد منطقيا مقومات هذا التقسيم المزعوم ، إن أهالي تطاوين تونسيون يسعون الى إستكمال تونستهم عبر كرامة العيش وكرامة الانتماء بحقهم في توزيع عادل للثروات الوطنية وأهمها الثروات الاستخراجية (البترول ) الذي يذهب ريعه الى الشركات العملاقة عبر منظومة الفساد والعمالة ، ليبقى بؤسه وشقاؤه وما يجلبه من أمراض وتصحر ...الخ جاثما على صدورنا .
إن شعار التأميم الذي برز في التحركات ، وإن كان يمكن إعتباره مشطا ومتقدما جدا بالنسبة الى الأوضاع الدولية والاقليمية والمحلية القائمة ، فإنه يظل سليما ويعبر عن تطور الوعي الحسي للحركة التي باتت تدرك أن الأصل في العدالة الاجتماعية وفي الحرية بل في إمكانية تغيير موازين القوى تغييرا جذريا لصالح المظطهدين يجب أن يمر من ذلك الطريق دون سواه في نهاية الامر ،طريق تغيير نمط ملكية وسائل الانتاج ، إنتزاعها لصالح الملكية العامة ، مصادرتها ، تأميمها ..الخ وبذلك فقط يتغير نمط الحكم و نمط الانتاج وكل العلاقات المرتبطة بها تغييرا جذريا .
ولئن كان شعار التأميم سليما نظريا من الزاوية الاستراتيجية ،فإن الحركة اليوم غير قادرة ،على الارجح، على تحقيقه في معركة واحدة خاطفة ومعزولة في تونس ضد مجموعة الاعداء الواسعة المتمثلة في الرأسمال العالمي بأذرعه المتعددة ، مؤسسات مالية ، حكومات سمسرة ، دول إستعمارية ، شركات عابرة للقارات ، لوبيات إعلامية ، أجهزة مخابرات ، طابور خامس ...الخ ، رغم أنها تنقلنا الى مرحلة أعلى من الصراع على قاعدة وضوح مركزه وهو ملكية وسائل الانتاج ، ووضوح قطبيه بشكل جلي الشعوب والطبقات المظطهدة في ناحية و الرأسمال العالمي في الاخرى .
لذلك ونتيجة لهذا الانخرام في موازين القوى وحتى تتمكن الحركة من المراكمة وعدم فقدان جذوتها ، يمكنها إنتزاع ما يمكن من مكاسب ظرفية ، جزئية تسمح لها بتحسين شروط وجودها وتمكنها من تطوير أساليبها والاستعداد الى معارك أخرى ، يمكنها تغيير شكل توزيع وإعادة توزيع الثروة ومنها شكل الحوكمة عبر فرض اللامركزية في تحصيل عائدات الثروات المنتجة ومعها فرض أقصى إمكانيات الحكم المحلي القاعدي الشعبي وتقليص دور المركز المهترئ في حدود التشبيك وربط الصلة بين المحليات المختلفة في إطار الوحدة الوطنية ومعها تتقلص البيروقراطية المشطة و يتقلص الفساد و السرقة وسطوة اجهزتها الرسمية و الموازية ...الخ .
إن الحراك الشعبي في الكامور ورغم كل ما يمكن أن يحف به أو يزج فيه من شبهات هو تحرك شعبي سلمي ،شرعي ، مبدع وخلاق ، وهو وطني بإمتياز إن لم نقل أممي بإستحقاق يفتح أفق النضال ضد سطوة الشركات العابرة للقارات ويمثل بارقة أمل لكل الشعوب من أجل تغيير التقسيم العالمي للعمل والثروة لصالح الانسان حيثما وجد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا